بوابة شموس نيوز – خاص المُبدع الحقيقي الّفَطِنْ ، لا يتوقف طويلاً امام مرحلةٍ من مراحلِ إبداعاتهِ ، مهما كانت إجادته وَتميزَهُ فيها . في الغالب ، يٌقدمُ المبدع الحقيقي ، علي قفزات تتسعُ او تضيقُ بقدر جهدهِ وذكاءهِ وقدراتهِ ، وسقف طموحاتهِ و حيثما يكون إرتفاعاتِها . . فناننا القدير / عادل بنيامين ، وهو مِن كبارِ المُبدعين علي الساحة التشكيلية ، وله إبداعاته القديمة والحديثة التي تؤكدُ تَميزهُ ورقيّ مَقامهِ بين المبدعين والنُشطاء المُحدثين والمُطورين دوما لإبداعاتهم ، سيجد المُهتم والمتابع لإبداعاتهِ ، انه كان ولا زال حريصاً أن تكون له قفزاتٍ غير مسبوقة في إبداعاتهِ سواء في تنوعِها ، أو موضوعاتها ، او أدواتهُ التي يُحدثُ دوما فيها فهو حريصُ علي تنوع الخاماتِ ، والتقنياتِ ، والأساليب في استخدامِ المعروفِ مِنها أو الجديد الذي يُطوعهُ ، وفق لرؤاه البصرية ، وموضوعاتهِ ، ودائما ما يُحرز سبقاً وتَميزاً في ذلك يُحسبُ لهُ . سبق ان كتبت عنهُ قراءة تحملُ إسم " عادل بنيامين … من يكون ! " ، واليوم قراءة تحملُ إسم " ما بين القفزِ .. والتحليقِ تَكمُنُ إبداعات عادل بنيامين " . للفنان عادل بنيامين ، أيقونات تَدلُ عليه وتشيرُ إليها ، وهما عنصري " اللون & والتكوين فضلاً عن تعدد الخامات " وهذا ما سنلمسهُ ونجدهُ في الأعمال المُتاحة لنا . عنصر اللون ، وإستخدامه ، وتطويعهُ للموضوع فالتكوين من سِماتِ ادوات فناننا الراقي ، ويأتي بالدرجةِ الإولي ، عنصر " اللون " بدرجاتهِ وتنوعهِ وتقاربه بل وتضادهِ في كثير من الأحيان مع تلاصقه وأيضا إتساقهِ أو عدم إتساقهِ عند النظرةِ الأُولي ، مما يقتضي حِرفيةٍ بالغة وفهماً كاملاً لمدلولاتِ " كل لون " وإيحاءتهِ ودلالاته وتاثيراتهِ ليس فقط في الرؤية البصرية عند المتلقي ، بل في حثِ المُتلقي علي إيجاد طريقاً ممهداً لفك بعض من شفرات التكوين الكامنة داخِلهِ ، وبالتالي تحقيق القراءة " الفكرية " التي ينّشُدها الفنان من وراء إستخدام عنصر اللون ، وكذلك عنصر التكوين ذاتهُ . يأتي بعد ذلك عنصر التكوين . وهو عنصر له أهميتهُ عند مُبدعنا لأنهُ يُعولُ عليهِ في " القراءة الفكرية " لموضوعهِ وهنا ايضا تَكمُن الإحترافية في التوزيعِ والتنسيقِ ، وحصر الفراغاتِ مساحةً ليس فقط لتحقيق التوازن ما بين عناصر العملِ الأخري ، ولكن حرصا أن لا تتفرق السبلِ امام القارئ وَيستجمعُ بيسرٍ ما في مخزونهِ الفكري والبصري لِيتعرف علي اسماء وبدايات العناوين التي تهديهِ وترشدهُ بدقةٍ إلي قراءات صحيحة للمدلولات الكامنة في التكوين ، وهذه إحترافية اخري لمبدعنا القدير / عادل بنيامين . واخيراً – وإن كانت هذه الإبداعاتِ التي بين ايدينا تستوجب المزيد من الحديثِ عنها و الجديرة بهِ – لِنصلَ إلي الأدوات ، والتقنيات المستخدمة في هذه المجموعة ، وهي ما بين الباستيل و الأكواريل ، وايضا المزجِ بين خاماتٍ واشياءً جديدة من خلال تقنيةِ " الكولاج " ، لِيُضيفَ كعادتهِ ما هو متنوع ومتعدد من الأدوات ِ والخاماتِ والتقنياتِ الخاصة بهِ ، وليحقق لنفسه اولاً ، ولنا ايضاً جديدهُ وتميزهُ . نختمُ ، بموضوعات لوحاته هذه ، لقد إستمد موضوعاتِها من الأساطير الشعبية ، والموروث الثقافي البيئي والعربي إختار من مصر " ادهم الشرقاوي " ومن العربي " ابوزيد الهلالي & وعنتر بن شداد " ، وقد تناول هذه الشخصيات العديد من الفنانيين والمبدعين مصريين وغير مصريين ، ولكن جاء تميزهُ ، وربما إختلافهُ فقط هو إسلوب التجريد وإضافة عناصر تؤكد إِستقاءهِ وإهتمامهِ بالمورث الشعبي بإستدعاء الرموز والأيقونات الشعبية المتوارثة كدلالات داعمة للتكوين من ناحيةٍ ، والرؤية الفكرية الخاصة بهِ ، من خلال إختيار هذه النماذج من الأساطير الشعبية . لِيُحقق لنا المُبدع / عادل بنيامين أن " إبداعته دوما هي ما بين القفزِ والتحليق " . سيد جمعه سيد ناقد تشكيلي واديب