بوابة شموس نيوز – خاص والعيد (كورري) يعني الفرحة والبهجة والسرور وهذا يظهر جليا في الاطفال والصبية وكنا في النوبة الغريقة نزهو بملابسنا الجديدة البسيطة . فقد كان لبس العامة من الجلابيات ولكننا كنا نتباهي بنوعية الاقمشة فقد كان قماش البوبلين في القمة وكان الكبار يستخدمونه واذكر ان جدي كان يبيع المتر منه بستة عشرة قروش. اما الصبية فقد كانت من قماش الزفير الاقل جودة والارخص سعرا حيث كان المتر منه بعشرة قروش عملا بالقول السائد (لبس الصغار خسارة).. وهذه العبارة كنت سمعتها من جدي رحمه الله حيث قال ان احدهم قال لحفيده الذي لم يهتم بملابسه (لبس الصغار خسارة فرد عليه حفيده اكل الكبار خسارة ههههه) .. ولكن الذين كان اباؤهم يعملون في المدن الكبري وقد كنت منهم كانوا اكثر حظا في لبس الملابس من الاقمشة الغالية التي لم تكن متوافرة في السوق النوبي مثل الاقمشة الحريرية المقلمة الزاهية الالوان والذي كان يرتديه كان ملفتا للنظر .. اما البنات فكن يفضلن الالوان الزاهية والنساء كن يفضلن اقمشة البركال والشيت ..اما الفوال وقلم الحرير كان للجرجار واذكر ان اطلق علي بعض انواعها اسم احمد المصطفي المطرب السوداني الذي غني مع الفنانة صباح في احد افلامها وكان هناك نوع آخر اسمه الرومبا الذي تغني به الفنان الكبير محمد وردي (باقت تيني رومباغ اودريجا …..) اي ان بعضهن ترتدي المفصل من قماش الرومبا.. واذكر ان جدي اشتري اقمشة من البشارية الذين كانوا يقومون بتهريب البضائع من السودان وايضا كانوا يقومون بتهريب البضائع المصرية الي السودان !!.. ولاحظت ان تلك الاقمشة كانت تحمل عبارة مصر البيضا ..وحينما قلت لجدي بأن هذه الاقمشة مصرية قال لي (بس ارخص من اللي بييجي من مصر)!؟ .. ولا ادري لماذا كان يطلق علي قماش الزفير زفير فرنساوي رغم انه كان من انتاج شركاتنا الوطنية مثل المحلة وكفر الدوار وسباهي (السيوف فيما بعد) … اما الذين يعملون في فلاحة الارض كانوا يرتدون ما يعرف (كتي سافي) ذو اللون الازرق الداكن المصنوع من القطن الخالص قصير التيلة !! .. وبهده المناسبة تغني الشاعر قديما قائلا (كيتي سافي شوغولنيغ اي جانا توللا كينتاني اي تافاكيري نوغينا) اي سوف ابيع جلابية العمل وبثمنه سوف اشتري السجاير وأدخن حتي اصل الي بيتك ياحبيبتي ..ههههه….يحيي صابر