بقلم الباحث والناقد السوري الفنان عبد القادر الخليل بوابة شموس نيوز – خاص ماهي رسالة الفنان التشكيلي امام المجتمع,؟ وماهي رسالة الفنان بهذه اللوحة التي رسمها الفان العالمي الفرنسي بوشار في عام 1756 ؟ هل هي لوحة لنقول انها جميلة؟ اذا كان هذا جوابنا فأننا ضعيفين البصر, لأن جمال السيدة هو جمال ظاهر وبديهي , وكاننا بعد ملاين السنين نرى ان القمر جميل؟ لقد رسم الفنان بوشار صورة مدام بومبيدو ليعطي رسالة إلى العالم ولو أنه امام سيدة عصرها واجمل المقربات لعيون الملك لويس الخامس عشر؟ . استعير جملة من قول الفنان التشكيلي السعودي الدكتور عبد الحليم رضوي حيث قال. الفن الذي لاهدف له ولا مُعالج لقضايا انسانية , يُعتبر مجهول الهوية؟ الفن لم ياتي فقط للمتعة بل اتى لتشريح القضايا الانسانية ولنقد الشوائب الاجتماعية. تعبيري في بعض الاحيان, رمزي في مداخل ثانية وواقعي ان سمحت الظروف. هذه مهمة الفن في الاضافة لاي جمال, حتى ولو عاش في جنان الدنيا كما كان الفنان بوشارد في البلاط الملكي لكن لم ينسى مهمته, الفن هبة الخالق, والفنان عليه ان يؤدي رسالته اين كان وجوده؟ هل الفنان الفرنسي جسد هذه اللوحة فقط لإظهار جمال السيدة بوبيدو؟ حتما لا؟ وأقف انا مع الزملاء الفنانين والمهتمين في الفن ومع المتابعين لندخل في محتويات هذه اللوحة, وفي رسالة الفنان التشكيلي. لو ننظر على الطاولة لوجدنا رسالة مفتوحة, وهذه هي رسالة الفنان الهامة. نرى كثير من الناس في بعض المعارض يمرون امام اللوحات المعروضة باسرع وقت ممكن وكانهم جاؤا الى المعرض فقط لإثبات الوجود. ادعوا القارئ ان ينظر الى اللوحة. لوحة هامة لزعيم حركة الروكوكو . لكن اليست الرسالة تعني إلى رسالة الفنان؟ اليس يقول ان الرسالة هي اللوحة وعلينا قرائتها؟ وقرائتي تقول ماهو خطر النساء القارئآت ؟ ماهو خطر المرأة المتعلمة؟ في عام 1756 ينادي الفنان التشكيلي لأهمية التعليم وخاصة للنساء, لان المجتمع لايصل الى قمة الحضارة اذا حُجبت المرأة عن التعليم, العلم بكامله. لهذا نجد ان اللوحة فيها الكتب الثمينة المختلفة المواضيع, تحت الطاولة على يمين الفتاة نرى بعض المغلفات, امام المرأة هناك تظهر مكتبة مليئة في الكتب, وتنعكس في المرآت التي خلف السيدة. وحتى في اسفل الفراش نرى كتب, وفي يدي السيدة كتاب مفتوح. وهنا يقول العلم لا يكفي ان نشير إليه بل علينا ان نعمل به, وهذا اشارة الكتاب المفتوح. ويشير الفنان اذا حصلت المرأة على الثقافة, فأنها سيدة الجمال, وسيدة الديكور, واضاءة كل منزل, وسيدة الألوان, وسيدة الحداثة. وسيدة الفن والأناقة. وسيدة المجتمع. نظرة عميقة إلى اللوحة نصل إلى ان الفنان لم يترك شيء لفاعل العفوية ام جاء من العبث, بل انً كل شيء له رمزه ووضِع لمتابعة رسالة هامة. حتى الزهور التي هي في ارض الغرفة, يقول اجمل زهرة هي المرأة وهي التي لها اهمية النظر. يقول ان العلم هو الجمال والعلم هو اضاءة داخلية لا يحجبه اي حاجب ولو كنا في غرف مُعتمة ولا نافذات لها. هنا يكفي اعطاء النظر بأن الغرفة دون نافذة ولا مشعل اضائي اصطناعي, بل ان اللوحة تتمتع بإضاءة فائقة, وكل الاضاءة تأتي من مصدر واحد وهو السيدة, جمالها الداخلي والظاهر هو منبع الاضاءة. وهذا يضع له برهانان. اولأ نرى في المرآت التي خلف السيدة لاتعكس اي اضاءة, وهذا يعلن عن عدم وجود اي منفذ اضائي في الخلف ام في الأمام , فمن اين اتت الاضاءة.؟ وثانيآ لو نظرنا الى الكتاب الذي في يد السيدة نرى ان الظل يأتي من امام السيدة فكيف يحصل ان لم يكون له اي مصدر ؟, اذا كيف صُنع هذا الظل. اقول هذا مُصطلح رمزي اشار اليه الفنان, وقال ليس الخطر في تعليم النساء بل ان الخطر هو في تدخلنا بما تقرأ السيدة والخطر هو ان سلبنا اسرار الانسان, لاتتجسسوا؟ اخطار الدنيا لا تأتي من تعليم المرأة, اخطار الدنيا تأتي من الجهل. عبد القادرالخليل فنان وباحث وناقد فني سوري