في أعمال الفنانة المغربية (رقية سمير السميلي) بعنوان ( جماليات التشكيل في اعمال الفنانة رقية سمير السميلي ) الناقدة التشكيلية دكتورة (اخلاص ياس خضير – العراق) إن جمال الأشكال ليس كما يظن الناس، جمال الأشياء الحية والملموسة أو جمال الصور بأشكالها وكأنه جمال مأخوذ بالمخرطة والمسطرة.. فعندئذ يكون الجمال نسبياً ولكن الجمال هو الجمال الثابت والمطلق من هنا جاءت اعمال الفنانة رقية السميلي، فأعمالها ذات جمال تعبيري فكري ادائي متوغلة بإحساساتها الى البحث عن الجوهر والابتعاد عن الموضوع الواقعي. فهي تنقل الصلة الحميمة بين شعورها ولوحاتها التي يصل كيانها المستقل في ذاتها كعمل إبداعي ذات غاية كامنة منفردة للمتلقي. وقد تميز اسلوبها بإلغاء الحدود بين الخطوط والألوان، وأطلقت الحرية للخطوط بالتماوج في فضاء العمل هذا ولعل انطباعات العالم الداخلي قد هيمنت على ديناميكية الحركة اللونية، وذلك باستخدام ضربات فرشاة عفوية وجريئة. وكأن هيئة العمل الفني منح بامتداده الغير طبيعي لحظات ودلالات رؤيويه حاصلة بتخلخل الانفعالات والادراكات الناجمة بفعل تنوع وحدات التشكيل البصرية. اذ ان تفعيل عنصر الذات واللاشعور، ساهم في التحرر الطبيعي من انماط الشكل التقليدية، وذلك في قلب التمركز وتهشيمه لصالح تحليل وتركيب المسار اللاشعوري المنبثق من قابلية الاثر الفني الغنائي والذي يعرض لنا حلقات وخطوط متموجة ولطخات منفذة بألوان صريحة وصافية. إن لغة الفنانة الصورية التي أضفى إليها المتلقي بالإثارة والدهشة استطاع أن تفك الحد الأدنى من العلامات والمتوجه بالعلامة التأويلية هي كافية على الجزم من إن هناك لغة تفاهم وتواصل وحوار بين الفنان وجمهوره المتلقي. فالبناء العلامي التركيبي في التشكيل يشتغل بالازاحات والاستعارات المتجلية في الفعل البصري، وذلك عن طريق رغبات اللاوعي المتداخلة بالميثولوجيا والمعاصرة لينتهي الى نمط امتدادي طبيعي، وهذا بحد ذاته يشكل هدما لقيم الحداثة منعكسا عبر سلسة من الانشطارات والتداخلات بين ما هو ثابت ومتحرك. فالعلامات في التشكيل تتمظهر عبر لحظات الاشتراك والتقابل للمعالجات التشكيلية المتشظية باستمرار بفعل المجاورات الساعية نحو هدم الخصوصية التي لا تهتم بالتشخيص، قدر اهتمامها بزحزحة البنيات لأجل التلاعب بالمستويات الدلالية الباطنية والمتحكمة بادراك جنس التشكيل غير الحاصل، وذلك لتعدد وتنوع ديناميكية اشارات السطح البصري فضلا عن هامشية وجودها المادي. العلامة الذاتية (علامة الفنانة) التي نقلتها عن الصورة المجردة في خيال الفنانة في منطقة اللاشعور والتي لا تخلو من سلطة الشعور. التي لا تمت للواقع الموضوعي او التمثيلي باي صلة هي علامة خاصة بذاتها علامة كبيرة التفريعات المشفرة. من خلال هذه العلامة أسست الفنانة لغتها الصورية والتي تخاطب المعجم الصوري للمتلقي وبذلك استطاعت الفنانة أن تشدنا بالتأمل والإيحاء والتفكير بهذه الاعمال الفنية والتي اعتمدت الألوان والأشكال التي حملت طابع الغرابة لاغيه لقانون الفيزياء في حركة بعض وحداتها . هذه الالوان ازهرت شفرة تأويليه حملت طابع التأويل الصوري والموضوعي اللامتناهي. وبذلك استطاعت الفنانة أن تتواصل بلغتها الخاصة (أسلوبها) مع المتلقي وأن تشد انتباهه من خلال علامات التشكيل ونظامها اللوني.