ذاك الزورق

على موج الحيرة والأنين
عاند الشراع ..
مضى للتيه ضارعا
حلق في بيداء ملح وماء
هُشم على صخور واجمة ..
وذاك صوتي
حسبته عانق الروح
طوى مسافات حيرة بدمي
تدثر بمسامع الطير شدوا
فراشات من دهشة ونور..
ذاك صوتي ..
سابق الريح إليك
خاتل وساوس وجل وحيرة
عانق شوارد المزن
علا سماوات الحنين ..
نزل مدرارا
كماء الجنات..
سري خصبا في الثرى
سقى الروح والجذور ..
تمايل أقحوانا على راحتيك
عاند الأغنيات
راقص الهديل
زها بليل الفصول
غرد حنينا حد السبات ..
ذاك صوتي
طائر ملأ الآفاق
باعد حزنه إذ صادفك ..
آمن بسحره الآتي
نغما تعزفه الروح إذ تلقاك ..
ذاك صوتي
على مسافات الحنين
وشى بجنون الليل ..
ذهل لسطوع الفجر
غنى لطيفك البعيد البعيد ..
قال كيف أعود بعد الجنون
بعد السكون
بعد الشجون
لحصن هدته آهاتي ..
أيقن
أنه من السراب إلى السراب آتي
و أن الأنين
لا توقفه دمعة مارقة
لا تنزعه بسمة يائسة ..
أيقن أن السبيل حزن
لا يغيبه توالي الفصول
لا تقتلعه ثورات عاصفة ..
أيقن أن السماء نور
ذهل فيه نورس عاشق
فهيهات يصغي لعزف حزين
لناي صدع ثقوبه الأنين ..
هيهات يا ابنة الروح
يقرا البحر أسطورة
بعينيك الحزينة
هيهات تكونين للجزيرة الأميرة ..
نبيلة حماني