حينما نجحنا في امتحان القبول كان علينا ان نلتحق بالمدرسة الاعدادية في قرية ارمنا التي تقع جنوب قريتنا بحوالي 15 كيلو وكان يفصل بين قريتنا وقرية ارمنا منطقة صحراوية ثم المشروع الزراعي المشترك ثم منطقة صحراوية ثم القرية ونظرا لعدم وجود نقل سريع مثل السيارات والاتوبيسات فقد كنا نذهب اليها سيرا علي الاقدام او بواسطة الحمير . وكان من الصعوبة بمكان ان يتم ذلك يوميا لذا كانت هناك داخلية وتلك الداخلية كانت مقسمة الي عنابر لكل قرية عنبر وكان مشرفي الداخلية من المدرسين الذين ليسوا من القرية وكانوا يتسمون بالصرامة والشدة وكنا نتناول الثلاث وجبات في مطعم المدرسة حيث كنا نذهب الي المدرسة قبل بداية اليوم الدراسي لتناول الافطارالذي كان دائما يتكون من الفول والجبنة والبيض المسلوق والجبن الشيدر وكوب شاي بالحليب ثم وجبة الغذاء بعد انتهاء اليوم الدراسي وكانت وجبه كاملة تتكون من قطعة لحم وارز وخضار وسلاطة والحلو دائما كان مهلبية او برتقال في الشتاء .. وكنا نعود مرة اخري الي المدرسة بعد العصر حيث كان يقدم لنا وجبة كانت تسمي الوجبه الخفيفة وهي عبارة عن كوب كاكاو بالحليب مع البسكويت ثم ندخل الفصول للمذاكرة قبيل المغرب وكنا نجد المعاونة الكاملة من المدرسين الذين كانوا يتواجدون في المدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسي وكان هناك متخصص يقوم باشعال الكلوبات التي كانت تعمل بالكيروسين حيث لم يكن معروفا في النوبة الغريقة الكهرباء رغم ان الكهرباء المولد من خزان اسوان الذي تم بناءه في النوبة واغرقت جزءا من مزراعنا الجزء اليسير منه كان كافيا لتغطية النوبة بأكملها ولكن هيهات التهميش كان ارثا تداولته القيادة في الشمال وكنا نصلي العشاء جماعة ثم نتناول طعام العشاء وكان مكوناته مثل الغذاء ونعود مرة اخري الي الفصول وكانت تلك الفترة ضائعة بمعني الكلمة فكان يغلب علينا النوم وكنا ننبه بعضنا البعض اذا اقترب المشرف من الفصل يعني المستيقظ يوقظ النائم الي ان يدخل من الباب واذكر انني عوقبت مرة لهذا السبب حيث المشرف في تلك الليلة كان ناظر المدرسة وكان اسمه مصطفي قراعة وكان قصيرا حازما حينما وجدني نائما دخل الفصل من الشباك متخطيا الطاولات (الديسكات) وقام بضربي بقوة علي ظهري بعصاة مما اضطرني ان اتلفظ بالسب وبدون شعور حيث كنت اعتقد انه احد زملائي فضاعف العقاب وانا اوضح له حيث انني لم اتصور ان يدخل الناظر قفزا من الشرفة ..يحيي صابر