كنا في الماضي ننظر لأباءنا وهم يقرأون الجريدة وييتعمقون في صفحاتها ويغيبون بين سطورها عن الإهتمام بكلماتنا وحكاياتنا الصغيره وكنا نمل وننتظر لحظات الإلتفاف حول مائدة الطعام أو الذهاب إلى أحد الأقارب أوحتى دخول أحد الضيوف الى البيت كي يتخلوا عن قراءة تلك الجريدة كذلك الاستماع إلى مسلسل إذاعي أو برنامج تلفزيوني كنا نشعر بالملل وبرتابة الوقت ونريدهم أن يستمعوا لنا وحتى يشاركونا لعبنا أو حكاياتنا الصغيره اليوم نعيش نفس الملل ونحن أباء وأمهات بإنشغال أبناءناعنا بوسيلة أخرى لم تكن في الحسبان ونحن صغار أدوات ووسائل التواصل الإجتماعي التي شارك كل فرد من أفراد البيت في إقتناءها فلم يعد أحد بحاجه الى الإمساك بجريدة ينتظرها أخر للإستمتاع بها فيحدث نوعا ما من الرابط في الاهتمام والإيثار في المعلومات بين أفراد الاسره ولم تعد الحاجه للالتفاف حول الاذاعه أو التلفزيون لمشاهدة برنامج على الهواء أو حتى مسجلا من سنوات .. الهواتف وما تحتويها من تطبيقات أعطت لكل منا الفرصة في الإطلاع والتثقيف في آن واحد وباهتمامات مختلفه .، سميت أدوات أو وسائل التواصل الإجتماعي ولكنها قضت على كل ما يسمى بالتواصل الإجتماعي الحقيقي داخل المنزل التواصل يكون مع الأخرين الذين لا نراهم ولا نسمعهم في بعض الأحيان مما يعطي الفرصه لتخيلات مجموعات من البشر قد تكون غير حقيقيه عن من يتم التواصل معهم خارج البيت والكثير من الشباب في سن المراهقة أو من يكبرهم يرفضون رفضا تاما التحقق من هوية من يتحدثون اليهم أو يتواصلون معهم وهنا يبدأ النفور يدب بين أفراد العائلة الواحده لأن كل فرد يتخيل ملائكية وخفة روح من يتحدث اليه دون النظر الي حقيقته أو أفعاله أو تصرفاته اليوميه التي تختلف كلية عن تصرفات وثقافات من يتحدث اليهم كل هذه مؤثرات تزيد الفجوة بين افراد العائلات وتقوي العلاقات بالعالم الافتراضي ليس فقط في الصور بل في الأشخاص والتصرفات والقليل القليل من أفراد تلك العائلات من يتفهم ذلك الوضع وهذا ليس منه خوف أو خطر الخطر يكمن في الأشخاص عديمي أو قليلي الثقافة والإطلاع والدرس والفهم لكل ما هو جديد في هذا المجال فيقتحمونه دونما خلفية دينية أ وتربوية سليمة ويقعون هم وزويهم ضحية لأشخاص محتالين يحولون حياتهم إلى جحيم دائم ونهايات مأساوية فمن هنا لابد من تقنين استعمال تلك الوسائل وفرض الرقابة الجنائية والأدبية عليها والمعاقبة الأكثر صرامة مما عليه الأن ولابد من وجود رادع أخلاقي واجتماعي لسوء إستخدامها فهذه الوسائل بكل ما تحتويه من إعلام وإعلان وإمتاع وتثقيف وأيضا تدريس هي مجال إعلامي جديد ووسيله إعلاميه تفوق بمراحل تأثير الوسائل الاعلاميه الحاليه والماضيه اذا قننت وحسن إستخدامها سوف تؤتي ثمارا يانعة في مستقبل أبناءنا وبناتنا .