واستدرت الي ناحية الشرق المواجهة لمعبدي ابوسمبل وحسبي ان البحيرة في هذه المنطقة تضاءلت واصبحت نهرا حيث امكانية مشاهدة جبال الشرق التي تعلو قرية (فريغ) ابوسمبل بالعين المجردة بل ومشاهدة تفاصيل الجبال العالية الشامخة وكأن هذه الجبال رفضت ان تجتازها مياه البحيرة وتكون شاهدة علي قرية فناني النوبة ابناء ابوسمبل الذين تغنوا للنوبة وبلغتها التي يعشقونها . وابكانا فنانهم الكبير المرحوم سيد جاير باغنيته الرائعة (ووحنينة) ومياه البحيرة نقية وصافية تدعونا للغوص لمشاهدة قرانا وأطلالها . وأري علي البعد بعض قوارب الصيد تجوب لتجلب الخير منها اما جنوب شرق البحيرة فمياه النهر اخذت (راحتها )حيث تلك المنطقة كانت تضم قريتي قسطل وادندان الخالية من الجبال وهناك من استثمروا في الزراعة في تلك المنطقة ويعيشون فيها وكانت النية متوفرة للذهاب اليها ولكن الوقت كان قد مضي حيث هناك رحلة واحدة بالعبارة التي تقطع المسافة في ساعة ونصف . وشمال المعبد كان يقع قرية (فرقندي) التي كانت تابعة لقرية ابو سمبل اداريا وتتسع البحيرة شمالا بعض الشئ حيث قري ارمنا وتوشكي بشرقها وغربها واري باخرة سياحية يتيمة تقف قريبا من المعبد بعد ان كانت المنطقة كلها تعج بالبواخر ولكن الثورة حالت دون ذلك واحمرت قرص الشمس اكثر ونراها وهي تغوص في الافق كي تتأهب للرحيل وتاخذ معها يوما من رصيد عمرنا القصير واتجهنا حيث المعبد وجلسنا في المقاعد المواجهة لمعبدي ابي سمبل لمشاهدة عرض الصوت والضوء الذي يحكي تاريخ المعبدين ورمسيس الثاني وبطولاته وزوجته الجميلة نفرتاري والجزء اليسير من تاريخ النوبة بصوت الفنان الراحل حمدي غيث رحمه الله وقد كان ذلك رائعا وممتعا حقا وقد كان هناك عددا من السائحين الاجانب بالاضافة الي العديد من المواطنين الذين جاءوا خصيصا للاحتفال بتعامد الشمس علي وجه رمسيس والكل كانوا مبهورين بالحضارة الفرعونية وقوة وصلابة الانسان المصري حينما كان مصريا بحق ..