يتواصل وقف إطلاق النار في سوريا لليوم الخامس على التوالي، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 25 عنصرا من جبهة "فتح الشام" قتلوا في إدلب في غارة جوية استهدفت مقرا للجبهة المستثناة من اتفاق الهدنة. قتل 25 عنصرا من جبهة "فتح الشام" الثلاثاء في غارة لم تعرف هوية الطائرات التي نفذتها في شمال غرب سوريا، واستهدفت مقرا رئيسيا للجبهة التي تؤكد موسكوودمشق أنها مستثناة من الهدنة المعلنة. وتنهي الهدنة التي تم التوصل إليها برعاية روسية تركية يومها الخامس مع استمرار المعارك في وادي بردى قرب دمشق، ما دفع فصائل المعارضة الموقعة على الاتفاق إلى تجميد مشاركتها في أي محادثات حول مفاوضات السلام المرتقبة نهاية الشهر الحالي في أستانة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء عن مقتل 25 عنصرا على الأقل من جبهة "فتح الشام"، بينهم قياديون في الجبهة، في غارات استهدفت مقرا للجبهة قرب بلدة سرمدا، شمال غرب إدلب، مشيرا إلى أن القصف أسفر أيضا عن مقتل أربعة معتقلين كانوا محتجزين في نظارة داخل المقر. وكان عناصر الجبهة يعقدون وفق المرصد اجتماعا داخل المقر الذي يعد "أحد أهم مراكز الجبهة في سوريا". ولم يتمكن المرصد من تحديد ما إذا كانت الطائرات التي نفذت الغارات "تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن أم روسية". إلا أن جبهة "فتح الشام" اتهمت على قناتها على تطبيق تلغرام التحالف الدولي بشن الغارة على أحد مقارها "المركزية". وأوردت في خبر عاجل "أكثر من 20 شهيدا جراء استهداف التحالف الصليبي لأحد المقرات المركزية في ريف إدلب الشمالي". وتأتي حصيلة القتلى هذه في وقت تشهد الجبهات الرئيسية في سوريا وقفا لإطلاق النار بموجب اتفاق توصلت إليه موسكو، حليفة دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة. وهو أول اتفاق يتم برعاية تركية مباشرة، بعدما كانت الولاياتالمتحدة شريكة روسيا في اتفاقات سابقة لوقف إطلاق النار لم تصمد. ويستثني الاتفاق بشكل رئيسي التنظيمات المصنفة "إرهابية"، وعلى رأسها تنظيم "الدولة الإسلامية". وتقول موسكوودمشق إنه يستثني جبهة "فتح الشام"، الأمر الذي تنفيه الفصائل المعارضة. ما يزيد من صعوبة تثبيت الهدنة بسبب وجود "فتح الشام" ضمن تحالفات مع فصائل أخرى مقاتلة في مناطق عدة أبرزها إدلب، أبرز معقل متبق للفصائل بعد خسارتها مدينة حلب الشهر الماضي.