كان كفيلاً لتصريحٍ صحفي أن يفجّر الهدنة الهشة بين رئيسي الجمهورية والنواب ويعيد عقارب ساعة العلاقة إلى الوراء ويُشتم من الذي حصل ان الإنتقادات المتبادلة ذات أبعاد كيدية. صرّح إذاً الرئيس يوم أمس من بكركي متحدثاً عن "الوهن في السلطة" ليجريه أيضاً البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي لمح إلى "سلة بري" بالقول "لا يجوز إستبدال ما سمي بسلة الشروط بصيغ أخرى كالتشبث بحقائب وإستخدام الفيتو وهذا أمر مخالف للدستور" الأمر الذي إستدعى رداً من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى على الراعي وسياسي من بري على عون، يبدو أن أسس لتفجير صراع سياسي في الشكل وأكثر من سياسي في المضمون. لكن تحرّك الرئيس عون بهذه الطريقة وإطلاقه النار السياسي من بكركي مردّه إلى خلافات ناشئة في مسألة تشكيل الحكومة بعد أن قرّر الرئيس نبيه بري العودة عن قراره الدخول في المعارضة من خارج السلطة، وفقاً لما تؤكد مصادر سياسية مطلعة ل"ليبانون ديبايت" التي تكشف عن أن "رفض بري تقديم حصة شيعية إلى عون دفع بالأخير إلى إطلاق رشقات صوب رئيس المجلس". وبحسب المصادر السياسية ل"ليبانون ديبايت"، فإن "رفض بري لتوزير شيعي من حصة عون أنتج خلافاً قوياً بين بعبدا وعين التينة بعد أن كان يعمل على تخفيف التوتر بينهما وإزالة التراكمات التي تسبّب بها ملف الرئاسية" كاشفةً أن "الرئيس شعر وكأنه ممنوعٌ عليه إختيار كوتا يريدها لإعطاء حكمه بعداً وطنياً، وهناك ما يريد الإستئثار بحصص طائفية دون غيره". وما أجّج النفوس أكثر وزاد من سخونة الإشتباك هو عدم تنازل برّي عن المطالبة بحصة لتيّار المردة الذي نافس عون بشكلٍ حاد في الرئاسة ما فسّر على أن رئيس المجلس يريد حصّة مارونية ولا يريد أن يقدم بدلاً منها حصة شيعية!