* فشل العديد من المرضى في تشخيص الأعراض يؤدي إلى تأخير تلقي العلاج الطبي المناسب * الأطباء يؤكدون على أهمية تعزيز الوعي العام من أجل تحقيق الفرق وإنقاذ الأرواح دبي، الإمارات العربية المتحدة، يعاني المرضى في دولة الإمارات العربية المتحدة من أمراض لا مبرر لها في عضلة القلب، والتي تتطور في بعض الحالات لتؤدي إلى الموت (لا سمح الله)، ويعزى ذلك لعدم قدرتهم على تشخيص أعراض النوبة القلبية، وهو ما أشار إليه د. براجيش ميتال، رئيس قسم أمراض القلب المتداخلة في مستشفى القرهود الخاص بدبي، ورئيس مجلس إدارة جمعية SCALE، (جمعية رعاية مرضى احتشاء عضلة القلب الناجمة عن ارتفاع المقطع ST في الإمارات)، وهو تحالف يضم أبرز أخصائيو أمراض القلب، ويهدف إلى الارتقاء بمستوى علاج مرضى النوبات القلبية. ويشير مصطلح STEMI الطبي إلى النوبة القلبية، وستقوم جمعية SCALE في يوم الجمعة الرابع من نوفمبر القادم بجمع كبار الأخصائيين في أمراض القلب، إلى جانب الأطباء الممارسين في طب الأسرة والرعاية الصحية الأولية ضمن فعاليات مؤتمر SCALEHEART 2016، الذي سيتضمن جلسات حوارية تتواصل على مدار يوم كامل، وستتطرق إلى الخطوات العملية الواجب اتباعها من أجل تحسين مستوى رعاية المصابين بالنوبات القلبية STEMI. وقد أشار د. ميتال إلى أن تعزيز مستوى الوعي العام بأعراض النوبات القلبية يأتي في مقدمة أولويات المؤتمر. وتطرق د. ميتال إلى هذه النقطة قائلاً: "كوننا أطباء، فإننا نطلق على النوبات القلبية اسم STEMI، الذي يصف طريقة ظهور احتشاء عضلة القلب على الصورة البيانية الكهربائية للقلب، لكن الجمهور يطلق عليه اسم النوبة القلبية. ولا أتوقع من الشخص العادي التعرف مباشرةً على المصطلح الذي يستخدمه الأطباء لوصف حالة النوبة القلبية، لكن يفشل الكثيرون للأسف في التعرف على الأعراض الرئيسية التي يصابون بها وتشير بشكل مباشر إلى النوبة القلبية". وتحدث النوبة القلبية عندما يتوقف تدفق الدم إلى أحد أجزاء القلب، ما يتسبب بإصابة وضرر عضلة القلب، التي قد تؤدي إلى فشل القلب الاحتقاني، حيث يفشل القلب في ضخ ما يكفي من الدم ليلبي احتياجات الجسم، ما يؤدي إلى الإصابة بأمراض مزمنة على المدى الطويل، أو عدم انتظام في ضربات القلب. أما الأعراض الأكثر شيوعاً للنوبة القلبية STEMI فهي الشعور بآلام في الصدر، والتي قد تنتقل من الصدر إلى الكتف، أو الذراع، أو الرقبة، أو الفك، وعادةً ما تكون في الجانب الأيسر من الجسم، وتستمر لأكثر من بضع دقائق. وقد تتضمن الأعراض الأخرى أيضاً ضيقاً في التنفس، أو الشعور بالغثيان، أو الإغماء، أو التعرق البارد، أو التعب. وفي الحالات الأكثر خطورة، تؤدي الإصابة بالنوبة القلبية STEMI إلى السكتة القلبية، وهي التوقف المفاجئ لتدفق الدم بسبب فشل القلب عن الانقباض على نحو فعال، وما لم يتم معالجة السكتة القلبية في غضون بضع دقائق، فعادة ما تؤدي إلى الوفاة (لا سمح الله). وهو ما تحدث عنه د. ميتال قائلاً: "عندما تحدث النوبة القلبية البسيطة، فإن الضرر يكون قد لحق بعضلة القلب، وهذا يزيد من احتمال التعرض لمخاطر أكبر في المستقبل. ومع ذلك، قد لا تبدو الأعراض المباشرة خطيرة، فعلى سبيل المثال، قد تؤدي الإصابة بالنوبة القلبية STEMI للشعور بحرقة شديدة في القلب، وهو خطر كبير قد يواجه الكثير من الأشخاص الذين لا يعون مدلول هذه الأعراض، ولا يتلقون الرعاية الطبية المناسبة حتى يتعرضون لضرر أكثر خطورة، وهو ما يتسبب للمرضى بأضرار لا داعي لها، ولنسبة وفيات غير مبررة". كما يؤمن د. ميتال بضرورة بذل جهود أكبر لتوعية الجمهور حول أعراض الإصابة بالنوبة القلبية، وضمان قيام أطباء الرعاية الصحية الأولية بتوعية مجموعات المرضى، المعرضون لمخاطر عالية، حول المخاطر والأعراض التحذيرية. من جهةٍ أخرى، وفي حال معاناة الأشخاص من أعراض النوبة القلبية المحتملة، يجب الاتصال بالرقم 999 لاستدعاء سيارة إسعاف من دون تأخير، حيث سيقوم طاقم سيارة الإسعاف لمعالجة ورعاية حالات الطارئة إذا ازدادت خطورتها، وذلك قبل وصول المريض إلى المستشفى، حيث سيجد جميع الأخصائيين في مجال الرعاية الصحية بانتظاره، بمن فيهم الأطباء، والممرضات، وطاقم غرفة الطوارئ، وطاقم الإسعاف لمعالجته على وجه السرعة. فالوقت أمر جوهري وحيوي غي هذه الحالة، والمعالجة المبكرة تبعد عن المريض شبح الوفاة، إلى أنها تتجنب إصابة القلب بالمزيد من الضرر. واختتم د. ميتال حديثه قائلاً: "لا بد من تلقي الرعاية الطبية المناسبة في أقرب وقت ممكن، واستدعاء سيارة إسعاف سيضمن هذا الأمر. وقد يكون توجهك بنفسك إلى المستشفى أسرع، لكنه سيؤخر من تلقيك العلاج الأولي، كما أنه يجب ألا تقوم على الإطلاق بقيادة السيارة بنفسك إلى المستشفى، فهذا الأمر خطير للغاية".