جميع الرؤساء الأمريكيين سواء كانوا جمهوريين أو ديموقراطيين ينفذون سياسة بلادهم القائمة أساسا على المصالح، وهم في سبيل تحقيق مصالحهم يتحالفون مع الشيطان.. معظم الجمهوريين ينتمون إلى حركة الليبراليين الجدد وتنادي هذه الحركة بتحقيق الديموقراطية والحرية والدفاع عن الأقليات والعدالة الاجتماعية حتى لو تطلب الأمر اللجوء إلى العنف ويطلق عليها أحيانا الليبرالية المتوحشة، ومن أشهر المنتمين إليها الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن.. ولديهم العديد من الأفكار الغريبة التي تنعكس على سياساتهم، من هذه الأفكار مثلا: – أن الدول الفقيرة والمتخلفة والفاشلة تتحمل وحدها سبب تخلفها – على الدول الكبرى إقناع الدول المتخلفة بتحسين أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية حتى ولو باستخدام القوة – فكرة الموت الرحيم أي مساعدة المريض الميئوس من شفائه على الموت السريع وبالتالي يتعاملون مع الدول بنفس المنطق. – خصخصة المؤسسات الوطنية لدول العالم الثالث وبالتالي ثروات هذه الدول، لإلغاء فكرة القومية ونزع الانتماء.. – إغراق دول العالم الثالث في القروض وفوائدها لكي تظل تابعة إلى الأبد.. وغير ذلك من الأفكار التي تؤدي في النهاية إلى الهيمنة والسيطرة وسحق الشعوب والحكومات.. وفي ظل التداعي الرهيب في الأوضاع السياسية للدول العربية عامة ومنطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة وصل ترامب الجمهوري الكاره للعرب إلى سدة الحكم في امريكا، وكأنه جاء خصيصا استكمالا لسياسة جورج بوش التي اعتمدت على تقطيع الأوصال والتمزيق والتفتيت ليقوم هو بدور تخليص اللحم من العظم، أو بلغة الجزارين "لحم مشفي" أتوقع أن تشهد فترة ترامب سياسة دموية تجاه شعوب المنطقة ، ستلعب فيها إسرائيل دورا، بمساعدة بعض العملاء، والتدخل السافر في الشئون الداخلية لبعض الدول ومنها مصر وافتعال أزمات لخلق موجات غضب داخل الشعوب لتصعيد الصدامات بين الشعوب والقيادة السياسية.. مع القضاء على أي زعامة وطنية في المنطقة يحدث حولها التفاف أو تأييد شعبي.. الحل لدى الشعوب العربية بصفة عامة والداخل المصري بصفة خاصة: 1. طرح الخلافات السياسية جانبا والبدء في تكوين تكتلات اقتصادية وسياسية وثقافية تقوم على المصلحة المتبادلة 2. البحث عن أسلوب للتعامل مع أمريكا من خلال المصالح المشتركة مع التواصل الجاد مع اللوبي المصري والعربي المقيم هناك وتدعيمه ليكونوا سفراء حقيقيين.. 3. عودة السياحة إلى المنطقة العربية بشكل تشاركي 4. نبذ العنف والإسراع في المصالحة الوطنية بين أفراد الشعب الواحد، للذين لم تتلوث أيديهم بدماء، ولا ينتمون إلى جماعات محظورة أو إرهابية.. 5. الإسراع بعمل صندوق عربي لمساعدة الدول المتعثرة على النهوض من عثرتها والبحث عن حلول للدول المنهارة سياسيا كسوريا وليبيا واليمن 6. الابتعاد قدر الإمكان عن مناطق الخلاف بين دول الجوار، وتحويلها إلى مناطق تعاون وجذب اقتصادي وثقافي 7. خلق فرص للتعاون مع قوى إقليمية أخرى في المنطقة كالصين وروسيا 8. تدعيم التعاون الثقافي والإعلامي ليكون هو البوابة لإصلاح العلاقات المهترأة بين الدول 9. إصلاح المؤسسات الوطنية ومنح فرص حقيقية لظهور كوادر وكفاءات في كل المجالات لتجديد الدماء. 10. فتح المصانع المغلقة وإدارتها خاصة الصناعات الوطنية كالغزل والنسيج والحديد والصلب مع إعطاء فرصة لإقامة الصناعات الصغيرة وفتح أسواق جديدة لتسويق إنتاجها مع توفير الخدمات المتعلقة بها.. هذه بعض الحلول وأدعو الجميع إلى إضافة المزيد وأعتقد أنها ممكنة التحقيق وليست مستحيلة