لم يكن يتوقع أحد إلا القليل فوز ترامب.. فأكثر وسائل الإعلام الأمريكية المرئية والمسموعة والمقروءة كانت تعلن صراحة تأييدها لترامب.. حيث تخلت مثلاً صحيفة "يو إس أيه توداي" الأمريكية الشهيرة قبل الانتخابات عن حيادها ليعلن مجلس تحريرها صراحة عدم تأييده لترامب. ودعوته الناخبين إلي التصويت لهيلاري كلينتون.. علاوة علي دعم كثير من المشاهير والسياسيين في أمريكا لهيلاري ككثير من نجوم الفن والسينما بهوليود كاليوناردو دي كابيرو والمغنية مادونا وإعطاء الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش بطل غزو العراق صوته لمرشح جمهوري آخر هو وزوجته.. ولم يقدم أحد من عائلة بوش دعمه لترامب.. ولم يحضر أي من الرئيسين السابقين جورج بوش الأب "1989- 1993" أو جورج الابن "2001- 2009" ولا كذلك جيب بوش الحاكم السابق لولاية فلوريدا "1999- 2007" مؤتمر الحزب الجمهوري في يوليو.. وفي المقابل أسر جورج بوش الأب لمقربين منه أنه ينوي التصويت لمصلحة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.. إلا أن ذلك لم يقلل من عزيمة ترامب لاستكمال سباق الانتخابات الأمريكية بل والفوز بها بفارق كبير. يري محللون أن السبب في فوز ترامب رغم عدم خبرته السياسية هو طلب الأمريكيين لرؤية جديدة في بلادهم ومللهم من طبقة السياسيين الأمريكيين.. لذا كانت شعارات ترامب جذابة بالنسبة لهم. خصوصاً أن ترامب استخدم معهم لهجة تقترب من لغة رجل الشارع البسيط. بل وتقترب حتي لإدراك الأطفال مقترباً من الطبقة الوسطي الأمريكية ولاعباً علي أحلامها وواعداً بكثير من الوعود البراقة التي دعت ملايين الأمريكيين لأن يصطفوا من الصباح الباكر أمام لجان الانتخابات.. لكن تبقي وعود ترامب هي الرهان الحقيقي علي استمرار شعبية وحب ترامب في نفوس مواطنيه. ولذا سنتعرض لأهم الوعود التي وعد بها الرئيس الأمريكي الجديد مواطنيه وكانت من أسباب فوزه. اتخذ ترامب هذا الشعار لحملته الانتخابية التي أوصلته في نهاية المطاف إلي البيت الأبيض مدغدغاً مشاعر الأمريكيين ومذكراً الأمريكيين بزمن الانتصارات في الحرب العالمية الثانية عندما خرجت من الحرب سيدة للعالم لتكون خليفة بريطانيا ومفتعلة حروباً في كوريا وفيتنام وضاربة دولاً هنا ودولاً هناك.. لا يريد الأمريكيون رؤية الدماء بالضرورة. لكن يريدون بلادهم التي تبطش بمن يعاديها. هكذا وعد ترامب. وهكذا توهم الأمريكيون.. ولا ندري كيف سيتحقق ذلك؟! هكذا قال ترامب مراراً بأنه سيرحل ملايين المهاجرين غير الشرعيين ويفرض قيوداً كبيرة علي قوانين الهجرة ويطرد حوالي مليوني مجرم من أمريكا. وأن هذا أول ما سيفعله عندما يجلس علي كرسيه في البيت الأبيض. مانعاً بذلك الطريق علي الهجرة غير الشرعية وتجارها. لا عجب أن يختار أمريكيون ترامب لهذا الوعد.. فبحسب محللين سياسيين لو لم يقل ترامب إلا هذا الوعد لكفاه. حيث يحب الأمريكيون رجالاً ونساء حمل السلاح بوصفه عادة تأصلت فيهم. لذا نلاحظ انتشار معدلات الجريمة والقتل في البلد الذي يوصف بأنه واحة الديمقراطية في العالم. لذا رحب الأمريكيون جداً بترامب عندما صرح بأنه مع حمل السلاح. لأن أوباما كان يتجه إلي عكس ذلك وكذلك المرشحة الخاسرة هيلاري. ما اعتبره الأمريكيون ضد وعيهم. ومنع الأماكن التي يمنع فيها حمل السلاح ليسمح بحمله إذا لزم الأمر. بل واعتبر أن مناطق مثل هذه تشكل هدية للأشرار. وعد ترامب بمنع توطين اللاجئين مثل السوريين. وأكد أنه سيمنع دخولهم إلي البلاد. لأنه لا يدري إذا ما فتح الباب لهم فقد يأتي التطرف والتفجيرات متسللة بينهم. ذكر بعض المحللين في الصحف الأمريكية أن لغة ترامب كانت سهلة بعيدة عن لغة هيلاري كلينتون النخبوية وأنه كان يشارك ويظهر في المناسبات التي يحبها الأمريكيون والاندماج في الرياضات التي يرحب بها الشعب بل والكثيرون في دول العالم كرياضة المصارعة الحرة وهذا ما قربه من الشارع الأمريكي وأدي لانتخابه. خارجياً.. وعد ترامب بأنه سيعمل ضد دولة إيران. معتبراً إياها دولة يجب الحذر منها.. وقال إن أولوياته الأولي ستكون إلغاء الاتفاق النووي بين إيران والقوي الكبري لأنه كارثة لأمريكا وأن إيران لن تلتزم بالاتفاق. طتضمنت لهجة ترامب في مناسبات عديدة تهديد كل من يقف بوجه الأمريكيين في الداخل والخارج.. حيث هدد الشركات التي لا تعمل لصالح المواطنين تنقل أعمالهم إلي الخارج. كما هدد الدول التي لا تستمع إلي رغبات أمريكا كبعض الدول بمسحها من علي تذكرة المرور لأمريكا. اتبع ترامب لهجة حاسمة وقوية.. إذ قرر أنه وخلال شهر فقط سيطلب من معاونيه خطة لمحو تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا والقضاء علي المتطرفين اللهجة المرحبة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وترحيب ترامب بكثير من زعماء العالم ممن عادتهم أمريكا يعد فرصة للتعاون معه من قبل هذه الدول. وإخراج أمريكا من التزاماتها لأوروبا. حيث أعلن ترامب في أكثر من مناسبة أنه علي أوروبا أن ترعي مصالحها بنفسها. داعياً إلي أن تقلل أمريكا وجودها في حلف الناتو الذي تشكله دول أوروبا.