في تراجيديا الروح الفلسطينية تركيبة الوطن .. تتفاعل مع طبيعة الروح العاشقة للأرض .. حبا وثورة .. تتبلور تلك المعاني في شيء نلمسه ونشعر به ويكبر فينا كل يوم انه ( ياسر عرفات ) هذا السر والكينونة الفلسطينية التي تشكلت من وحي معاناة شعبنا .. نتلمسه في ابتسامة طفل لم يولد بعد .. وتجده في ارادة شيخ كهل في نهر البارد وتتابعه في ملامح فتاة مخيم الشابورة برفح .. وتشعر به عندما تري اطفال مخيم الدهيشة يهتفون بالروح بالدم نفديك يا فلسطين .. هذا ( ياسر عرفات الفكرة والإنسان والثورة ) .. ياسر الامل والحياة والحب والدفء والمنفي والعودة وغصن الزيتون والبندقية والطلقة الاولي وأزيز الرصاص في بيروت وملامح الثورة في غزة وبقايا الحلم القادم بالضفة الشرقية .. هذا الياسر صانع ثورة الفاتح من يناير التاريخ الذي كان ليكون .. انه الفكرة والواقع واللغة والكلمات والإحساس بالنصر القادم رغم مذاق المرارة التي نشعر فيها الان .. عندما تتلمسه واقعا وتفكر في بقايا الفكرة تجد معاني الياسر تكتمل امامك لتقول اليوم سأبدأ من جديد وان الياسر لم يرحل او انه باقي فينا ويعيش معنا فتواجه الحقيقة بالحقائق .. كم نفتقده موحدا ثائرا قائدا ومعلما .. فتكون رسالته لنا ووصيته الباقية طالما بقينا .. انها فلسطين الدولة والحكاية وتراجيديا الفكرة المنتصرة فينا .. سلاما عليك ابا عمار .. سلاما عليك وأنت الخالد فينا .. سلاما عليك وأنت المنتصر فينا .. سلاما عليك وأنت الكل فينا ولا نملك سوي أن نكون ( كلنا ياسر عرفات .. ) ..