لم يكن لقمان نبيا ولكنه كان رجلا صالحا حكيما "وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حميد" انظر الي نصائح لقمان لابنه: لا تشرك بالله ووصينا الانسان بوالديه وان جاهداك علي ان تشرك بالله فلا تطعهما و اتبع سبيل من رجع الي الله بالطاعةوالاخلاص ونبهه الي ان الله يؤتي باي شيء يختفي حتي لو كان مثقال حبة من خردل وهي الآية التي نرددها عند اختفاء الأشياء (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) "يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ" ولا تتكبر علي الناس وتمل وجهك عنهم تعاظما وكبرا (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) "وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِير" سبحان الله العظيم وهكذا نري مواعظ لقمان لابنه كلها اساسيات للتربية السليمة. ** تعليق شموس نيوز ** { ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد } اختلف السلف في لقمان: هل كان نبياً أو عبداً صالحاً؟ على قولين: الأكثرون على الثانيت، قال ابن عباس: كان لقمان عبداً حبشياً نجاراً، وقال سعيد بن المسيب: كان لقمان من سودان مصر ذا مشافر، أعطاه اللّه الحكمة ومنعه النبوة، وقال ابن جرير عن خالد الربعي قال: كان لقمان عبداً حبشياً نجاراً، فقال له مولاه: اذبح لنا هذه الشاة فذبحها، قال أخرج أطيب مضغتين فيها، فأخرج اللسان والقلب، ثم مكث ما شاء اللّه، ثم قال اذبح لنا هذه الشاة فذبحها فقال: أخرج أخبث مضغتين فيها فأخرج اللسان والقلب، فقال له مولاه: أمرتك أن تخرج أطيب مضغتين فيها فأخرجتهما، وأمرتك أن تخرج أخبث مضغتين فيها فأخرجتهما: فقال لقمان؛ أنه ليس من شيء أطيب منهما إذا طابا ولا أخبث منهما إذا خبثا، وقال مجاهد: كان لقمان عبداً صالحاً ولم يكن نبياً، غليظ الشفتين مصفح القدمين قاضياً على بني إسرائيل. وقوله: {ولقد آتينا لقمان الحكمة} أي الفهم والعلم والتعبير، {أن اشكر للّه} أي أمرناه أن يشكر اللّه عزَّ وجلَّ على ما آتاه اللّه ومنحه ووهبه من الفضل الذي خصصه به عمن سواه من أبناء جنسه وأهل زمانه، ثم قال تعالى: {ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه} أي إنما يعود نفع ذلك وثوابه على الشاكرين، لقوله تعالى: {ومن عمل صالحاً فلأنفسهم يمهدون}، وقوله: {ومن كفر فإن اللّه غني حميد} أي غني عن العباد لا يتضرر بذلك ولو كفر أهل الأرض كلهم جميعاً، فإنه الغني عما سواه؛ فلا إله إلا اللّه ولا نعبد إلا إياه. { وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون} يقول تعالى مخبراً عن وصية لقمان لولده، وقد ذكره اللّه تعالى بأحسن الذكر، وهو يوصي ولده الذي هو أشفق الناس عليه وأحبهم إليه، فهو حقيق أن يمنحه أفضل ما يعرف، ولهذا أوصاه أولاً بأن يعبد اللّه وحده ولا يشرك به شيئاً، ثم قال محذراً له {إن الشرك لظلم عظيم} أي هو أعظم الظلم. عن عبد اللّه بن مسعود قال: لما نزلت {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} شق ذلك على أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقالوا: أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (إنه ليس بذلك، ألا تسمع إلى قول لقمان {يا بنيَّ لا تشرك باللّه إن الشرك لظلم عظيم} "أخرجه البخاري ومسلم عن عبد اللّه بن مسعود"، ثم قرن بوصيته إياه بعبادة اللّه وحده، البر بالوالدين كما قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً} وكثيراً ما يقرن تعالى بين ذلك في القرآن؛ وقال ههنا: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن}، قال مجاهد: مشقة وهن الولد؛ وقال قتادة: جهداً على جهد؛ وقال عطاء الخراساني: ضعفاً على ضعف، وقوله: {وفصاله في عامين} أي تربيته وإرضاعه بعد وضعه في عامين، كما قال تعالى: {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة} الآية، ومن ههنا استنبط ابن عباس وغيره من اللأئمة أن أقل مدة الحمل ستة أشهر، لأنه قال في الآية الأخرى {وحمله وفصاله ثلاثون شهراً}، وإنما يذكر تعالى تربية الوالدة، وتعبها ومشقتها في سهرها ليلاً ونهاراً، ليذكّر الولد بإحسانها المتقدم إليه، كما قال تعالى: {وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً}، ولهذا قال: {أن اشكر لي ولوالديك إليَّ المصير} أي فإني سأجزيك على ذلك أوفر جزاء.