ارتفاع سعر الذهب اليوم.. تعرف على سعر عيار 21    حدث ليلا.. شهداء بغزة وهجوم على قاعدة عراقية وكوريا الشمالية تختبر صواريخ جديدة    وفاة السوري محمد فارس ثاني عربي يصعد إلى الفضاء    كوريا الشمالية تختبر رأسا حربيا كبيرا وصواريخ مضادة للطائرات    ملامح التعديل الوزاري المرتقب .. آمال وتحديات    سعر الدولار اليوم في البنوك والسوق السوداء    الحق اشتري.. انخفاض 110 ألف جنيه في سعر سيارة شهيرة    موعد مباراة مانشستر سيتي وتشيلسي اليوم في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي    عمر مرموش يساهم بهدف في فوز آينتراخت فرانكفورت على أوجسبورج 3-1    تشكيل آرسنال المتوقع أمام وولفرهامبتون    حبس المتهم بقتل سيدة لسرقتها بالبساتين    مشتت وفاصل ..نصائح لتحسين التركيز والانتباه في العمل    بايدن: إنتاج أول 90 كجم من اليورانيوم المخصب في الولايات المتحدة    7 أيام في مايو مدفوعة الأجر.. هل عيد القيامة المجيد 2024 إجازة رسمية للموظفين في مصر؟    فودة وجمعة يهنئان أسقف جنوب سيناء بسلامة الوصول بعد رحلة علاج بالخارج    شعبة المخابز: مقترح بيع الخبز بالكيلو يحل أزمة نقص الوزن    الإفتاء: التجار الذين يحتكرون السلع و يبيعونها بأكثر من سعرها آثمون شرعًا    ارتفاع جديد في عز.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 20 إبريل 2024 بالمصانع والأسواق    بيان عاجل من الجيش الأمريكي بشأن قصف قاعدة عسكرية في العراق    ميدو يكشف احتياجات الزمالك في الميركاتو الصيفي    تراجع سعر الفراخ البيضاء واستقرار البيض بالأسواق اليوم السبت 20 أبريل 2024    ابسط يا عم هتاكل فسيخ ورنجة براحتك.. موعد شم النسيم لعام 2024    الوزيرة فايزة أبوالنجا    اندلاع مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال في بلدة بيت فوريك شرق نابلس    داعية إسلامي: خدمة الزوج والأولاد ليست واجبة على الزوجة    سفيرة البحرين بالقاهرة: زيارة الملك حمد لمصر تأكيد على التكامل الإستراتيجي ووحدة الصف بين البلدين    3 إعفاءات للأشخاص ذوي الإعاقة في القانون، تعرف عليها    بصور قديمة.. شيريهان تنعي الفنان الراحل صلاح السعدني    ملف رياضة مصراوي.. إغماء لاعب المقاولون.. رسالة شوبير.. وتشكيل الأهلي المتوقع    سيف الدين الجزيري: مباراة دريمز الغاني المقبلة صعبة    بركات قبل لقاء الأهلي: مباراة مازيمبي وبيراميدز شهدت مهازل تحكيمية    كرة يد.. تعليمات فنية مطولة للاعبي الزمالك قبل مواجهه الترجي التونسي    خالد منتصر: ولادة التيار الإسلامي لحظة مؤلمة كلفت البلاد الكثير    "شقهُ نصُين".. تشييع جثة طفل لقي مصرعه على يد جاره بشبرا الخيمة (صور)    أهالى شبرا الخيمة يشيعون جثمان الطفل المعثور على جثته بشقة ..صور    فحص السيارات وتجديد الرخصة.. ماهى خدمات وحدات المرور المميزة فى المولات    ضبط نصف طن لحوم فاسدة قبل استعمالها بأحد المطاعم فى دمياط    9 مصابين في انقلاب سيارة ربع نقل في بني سويف    "محكمة ميتا" تنظر في قضيتين بشأن صور إباحية مزيفة لنساء مشهورات    هل يتم استثناء العاصمة الإدارية من تخفيف الأحمال.. الحكومة توضح    GranCabrio Spyder| سيارة رياضية فاخرة من Maserati    حدث بالفن| وفاة صلاح السعدني وبكاء غادة عبد الرازق وعمرو دياب يشعل زفاف نجل فؤاد    إياد نصار: لا أحب مسلسلات «البان آراب».. وسعيد بنجاح "صلة رحم"    نسرين أسامة أنور عكاشة: كان هناك توافق بين والدى والراحل صلاح السعدني    يسرا: فرحانة إني عملت «شقو».. ودوري مليان شر| فيديو    انطلاق حفل الفرقة الألمانية keinemusik بأهرامات الجيزة    بعد اتهامه بالكفر.. خالد منتصر يكشف حقيقة تصريحاته حول منع شرب ماء زمزم    العميد سمير راغب: اقتحام إسرائيل لرفح أصبح حتميًا    تجليس نيافة الأنبا توماس على دير "العذراء" بالبهنسا.. صور    أعظم الذكر أجرًا.. احرص عليه في هذه الأوقات المحددة    أدعية الرزق: أهميتها وفوائدها وكيفية استخدامها في الحياة اليومية    بجوائز 2 مليون جنيه.. إطلاق مسابقة " الخطيب المفوه " للشباب والنشء    آلام العظام: أسبابها وكيفية الوقاية منها    باحث عن اعترافات متحدث الإخوان باستخدام العنف: «ليست جديدة»    مرض القدم السكري: الأعراض والعلاج والوقاية    متلازمة القولون العصبي: الأسباب والوقاية منه    «هترجع زي الأول».. حسام موافي يكشف عن حل سحري للتخلص من البطن السفلية    نصبت الموازين ونشرت الدواوين.. خطيب المسجد الحرام: عبادة الله حق واجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شذرات من السيرة النبوية المعطرة
نشر في شموس يوم 28 - 06 - 2016


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله :
في شوال من السنة الثالثة للهجرة المباركة وذلك ان قريش لما خسرت في معركة بدر وقتل اسيادهم وشجعانهم اخذت تستعد للانتقام من المسلمين فاصابتها نكبة اخرى في غزوة اخرى ( قردة) فاستشاطوا غضبا وازدادوا حقدا . فاستعدوا لقتال المسلمين والقضاء عليهم قضاءا مبرما فجمعوا اكثر من ثلاثة الاف مقاتل وثلاثة الاف بعير ومائتي فرس وسبعمائة درع من قريش والاحلاف معهم والاحابيش وفيهم الشعراء يؤلبونهم ويحمون ا نفسهم للقتال صا ر الجمع نحو المدينة المنورة وترأس القيادة ابو سفيان بن امية بن حرب وحامل لواء قريش احد ابطال بني عبد الدار فنزل في ميدان فسيح قرب ماء قريبا من عينين و جبل احد .
علم النبي صلى الله عليه وسلم بالخبر قبل اسبوع و كان رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لا يخرج المسلمون اليهم فاذا دخلوا المدينة هجم المسلمون عليهم فقاتلوهم رجالا ونساءا وصبيانا من فوق البيوت- فوافقه عبد الله بن سلول راس المنافقين على ذلك وحسن له هذا الراي فقال النبي صلى عليه وسلم :
– امكثوا في المدينة واجعلوا النساء والضراري في الاكام وهي البيوت المرتفعة فان دخلوا علينا قاتلناهم في الازقة فنحن اعلم بها منهم ورموا من فوق الصياصي اي من فوق الحصون .
لكن النبي صلى الله عليه وسلم استشار فضلاء اصحابه في الخروج اليهم فاشاروا عليه بالخروج واكدوا عليه ثم دخل النبي صلى الله عليه وسلم – دون ان يعطي رأيه في ذلك – بيته فلبس لأمته وخرج اليهم فقالوا:
– لقد استكرهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخروج للقتال.
ثم قالوا له :
– ان احببت ان تمكث في المدينة فافعل .
فقال لهم :
( ما ينبغي لنبي اذا لبس لأمته ان يضعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه ).
فخرج النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاة العصر من يوم الجمعة في السادس من شهر شوال من السنة الثالثة للهجرة المباركة لقتال قريش في الف من اصحابه بعد ان استعمل عبد الله بن ام مكتوم على المدينة وقال لقومه:
( عليكم بتقوى الله والصبر عند البأس اذا لقيتم العدو وانظروا ماذا امركم الله به فافعلوا)
فلما وصل الى منطقة ( الشوط) وهي ما بين المدينة وجبل احد تخاذل عبد الله بن ابي بن سلول راس المنافقين من اليهود او تظاهر بالتخاذل لكي ينكسر جيش الملسمين فرجع معه وورجع معه ثلاثمائة من جيش المسلمين بعدما قال للجند محرضا اياهم على الرجوع :
– علام نقتل انفسنا هاهنا ايها الناس ؟
ثم تبعه عبد الله بن عمرو يحرض الناس على الرجوع وهو يقول لهم متهكما :
-( قاتلوا في سبيل الله او ادفعوا)
فاجابوه: لو نعلم انكم تقاتلون لم نرجع .
وكذلك سرى الاضطراب والضعف في بني سلمة وبني حارثة لولا ان الله تعالى ثبتهم .
ثم اشار جماعة من الانصارعلى النبي صلى الله عليه وسلم ان يستعينوا بحلفائهم من اليهود فلم يوافق وقال لهم :
– من يخرج بنا على القوم من كثب ؟
فخرج بعض الانصار حتى سلك في بستان ليهودي اعمى اسمه – مربع بن قيظي – وكان من المنافقين فقام يصرخ وينثر التراب في وجوه المسلمين ويقول للنبي صلى الله عليه وسلم:
– لا احل لك ان تدخل في حائطي ان كنت رسول الله .
فحاول المسلمون قتله فمنعهم النبي صلى الله عليه وسلم قائلا لهم:
– لا تقتلوه فهذا اعمى القلب اعمى البصر.

ثم تابع النبي صلى الله عليه وسلم السير بالمسلمين نحو احد فنزل في ( عدوة الوادي الدنيا ) وجعل ظهره نحو الجبل ونهى الناس عن القتال حتى يأمرهم به . فلما اصبح صباح يوم السبت استنهض قومه وتعبؤا للقتال والحرب وكانوا سبعمائة وخمسين فارسا فاستعمل على الرماة وهم خمسون رجلا عبد الله بن جبير وامرهم بعدم مفارقة موقعهم ابدا وامرهم بنضح المشركين بالنبل لئلا يأتوا المسلمين من الخلف .
ثم اعطى اللواء الى مصعب بن عمير وجعل الميمنة الى الزبير بن العوام وعلى الميسرة المنذر بن عمرو ثم تفقد المقاتلين فرد من رآه صغيرا على القتال فأرجع اسامة بن زيد وابن عمر والبراء وزيد بن الارقم وزيد بن ثابت وعرابه الاوسي . ثم دفع النبي صلى الله عليه وسلم الى ابي دجانة .
وفي رواية اخرى ان النبي صلى الله عليه وسلم قسم جيشه الى ثلاث كتائب كتيبة للمهاجرين وعليها مصعب بن عمير والاخرى للاوس وحمل لواءها اسيد بن حضير والثالثة للخزرج وحمل لواءها الحباب بن المنذر فلما وصلوا الى موضع ( الشيخين ) صلى المغرب والعشاء ثم بات في الموضع وعين حراسا لحراسة المعسكر ثم نهض بالجيش قبل صلاة الفجر فصلاها بالجند في موضع (الشوط ).
اما قريش فكانوا ثلاثة الاف مقاتل فعبأ ابو سفيان جيشه فجعل خالد بن الوليد على الميمنة وعكرمة بن ابي جهل على الميسرة .
ثم بدت المبارزة فاول من خرج من الكافرين ابو عامر عبد عمرو بن صيفي وكانوا يسمونه الراهب وكان في الجاهلية راس الاوس فلما كان الاسلام اعلن العداوة للمسلمين وجاهر بها ثم ذهب الى قريش يؤلب قلوبهم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين .
واخبر قريش ان بني اوس اذا رأوه فسيطيعونه ويخرجون من معسكر المسلمين وينحازوا له الا انه خاب وخسر فقد نادى بعضهم وتعرف عليهم باسمائهم الا انهم قالوا له:
– لا انعم الله بك عينا ايها الفاسق
فقال لقريش وقال لهم :
– لقد اصاب قومي من بعدي الشر
ثم تقدم الجيشان على بعضهما فخرج طلحة بن ابي طلحة العبدري حامل لواء قريش ومعه اشجع فرسان قريش ودعا للمبارزة وهو على البعير فخرج اليه الزبيبر بن العوام فوثب عليه حتى صار معه على بعيره ثم اخذه معه الى الارض وذبحه بسيفه البتار فكبر النبي صلى الله عليه وسلم وكبر المسلمون : الله اكبر… الله اكبر…
وركز المسلمون هجومهم على حملة لواء الكافرين حتى قتلوهم جميعا وهم احد عشرا مقاتلا بحيث بقيت ا لويتهم ساقطة على الارض وقد حاول خالد بن الوليد – قبل اسلامه – ثلاث مرات ليبلغ الى ظهور المسلمين ولكن رشقه الرماة بسهامهم فلم يفلح .
ثم قاتل خالد المسلمين قتالا شديدا حتى قيل انه رماهم بالحجارة ايضا فانحاز عليه ابو دجانة وقاتل حمزة بن عبد المطلب وعلي بن ابي طالب والنضر بن سعد وسعد بن الربيع وابلوا بلاءا حسنا فانهزم جيش قريش وانتصرالمسلمون . فلما شاهد الرماة هزيمة قريش تركوا اماكنهم وهم يقولون ( الغنيمة الغنيمة ) فذكرهم قائدهم عبد الله بن جبير بامر رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهم بالا يتركوا مكانهم فلم يسمعوا له فنزلوا من سفح الجبل وتركوه خلافا لامر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما راى القرشيون ذلك كر فرسانهم بقيادة خالد بن الوليد على المسلمين منه وعبؤا جيشهم من جديد وتقدموا ثانية الى ساحة القتال والنساء تحرضهم على القتال وتشد في ازرهم يضربن بالدفوف ويثرن الرجال ويذكرن الا بطال بواجباتهم قائلات :
( ويها بني عبد الدار
ويها حماة الادبار
ضربا بكل بتار )
واقبلت امراة ابي سفيان هند بنت عتبة وهي تنشد :
نحن بنات طارق نمشي على النمارق
الدر في المخانق والمسك في المفارق
ان تقبلوا نعانق او تدبروا نفارق
فراق غير وامق
ثم شدد المسلمون الا انه اثناء القتال استشهد حمزة بن عبد المطلب وقد قتله برمية حبشية ( وحشي بن حرب) باشارة من هند بنت عتبة وقد وعده مولاه جبير بن مطعم ايضا ان يعتقه ان قتله فاختبأ الاسود خلف صخرة يرصده وبينما كان حمزة يهم بضرب راس سباع بن عرفطة صوب اليه الوحشي الحربة فاصاب بها احشائه فسقط الى الارض ميتا . رحم الله الحمزة بن عبد المطلب اسد الله واسد رسوله محمد صلى الله عليه وسلم .
المسلمون ربحوا حرب احد الا انهم خسروها بسبب طمع الرماة حيث نزل اربعين منهم لغرض جمع الغنائم وهذه خلاف امر القيادة العسكرية – اي خلاف امرالنبي صلى الله عليه وسلم وبقي عشرة رماة فقط فلاحظ ذلك خالد بن الوليد فانتهز الفرصة فهجم على الرماة وهم فوق الجبل – وقد سمي هذا الجبل بعد هذه الحرب( جبل الرماة ) وقتلهم واستدار حول الجبل حتى وصل خلف المسلمين وبهذا تكون قريش قد احاطت بالمسلمين من كل جانب ورجع المنهزمون منهم الى القتال ورفعت احدى النساء اللواء فالتفوا حوله من جديد .
كان النبي صلى الله عليه وسلم في المؤخرة ومعه سبعة مقاتلين يحرسونه فلما راى فرسان خالد تخرج من خلف الجبل نادى اصحابه:
– هلموا الي عباد الله .
فسمع المشركون صوته فاسرعت فرقة منهم نحو الصوت وهاجمت النبي صلى الله عليه وسلم هجوما شديدا وسريعا لعلهم يقتلونه قبل وصول المسلمين فصاح النبي صلى الله عليه وسلم :
– من يردهم عنا وله الجنة وفي رواية اخرى- هو رفيقي في الجنة
فقاتلهم رجل من الانصار حتى قتل وتقدم اخر فقتل وهكذا حتى قتل السبعة . فلم يبق حول النبي صلى الله عليه وسلم الا اثنان هما سعد بن ابي وقاص وطلحة بن عبيد الله وشدد الاعداء هجومهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وقع على جنبه واصيبت رباعيته وجرحت شفته السفلى وشج راسه وضرب بالسيف على وجنته وكان متدرعا بدرعين فدخلت زردتان من زرد الدرع في وجنته وضرب اخرى على عاتقه وكان سعد بن ابي وقاص يدافع عنه حتى فرغت جعبته من السهام وقاتل طلحة بن عبيد الله حتى اصيب بخمسة وتلاثين جرحا وفي رواية اخرى تسعة وثلاثين جرحا ثم قطعت اصابعه فقال:
– حس
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
– لو قلت بسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون .
وفي هذه الساعة الحرجة رجع عدد من المسلمين للدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم اشد الدفاع واول المدافعين كان ابو بكر الصديق وابو عبيدة الجراح واول عمل فعلاه داويا النبي صلى الله عليه وسلم من جراحه ثم وصل علي بن ابي طالب و ابو دجانة وعمر بن الخطاب ومصعب بن عمير وكان اللواء لايزال بيده اليمنى فضربوه على يده فقطعوها فاخذه باليسرى فضربوه عليها فقطعت ايضا فبرك عليه بصدره وعنقه حتى قتل . قتله عبد الله بن قميئة وكان يظن انه النبي صلى الله عليه وسلم فصاح :
– ان محمدا قد قتل .

فاخذ اللواء علي بن ابي طالب فداهمه المشركون فحالوا بينهم وبينه عشرة من المسلمين حتى قتلوا ودافع عنه طلحة بن عبيد الله وحماه بظهره ابو دجانة فكان النبل يقع فيه وهو لايتحرك وهنا اصيب قتادة بن النعمان بعينه وخرجت من مكانها فجاء بها الى النبي صلى الله عليه وسلم يحملها في يده فردها في موضعها بيده الكريمة فكانت احسن عينيه حتى وفاته
انتشرالخبر سريعا بين المشركين وكان المسلمون قد تفرقوا فمنهم من فر من القتال حتى وصل المدينة ومنهم من لاذ بالمعسكر ومنهم من قصد موقع النبي صلى الله عليه وسلم وهم الاغلب لكن بدون قيادة بحيث قتل المسلم اخيه المسلم من حيث لا يعرفه فلما سمعوا خبر مقتل النبي صلى الله عليه وسلم حتى خارت عزائم بعضهم فترك بعضهم القتال فمر انس بن النضر بقوم من المسلمين وقد القوا ايديهم قائلين له بان النبي صلى الله عليه وسلم قد قتل ثم استقبل الناس ولقي سعد بن معاذ فقال له :
– ياسعد اني لاجد ريح الجنة من دون احد
فقاتل حتى قتل وقيل وجد فيه سبعون جرحا .
بينما تشجع اخرون واستماتوا في الحرب وهم يقولون :
– نموت على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهم في هذا الموقف فراى كعب بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم وهو يشق الصفوف اليهم فعرفه من عينيه فنادى كعب باعلى صوته :
– يامعشرالمسلمين .. ابشروا هذا رسول الله.
فتجمع المسلمون حوله وبلغ عددهم ثلاثين مقاتلا فشق طريق قتال المشركين ونجح في فك الطوق عن جيشه المحاصر وفشل الكفار من ردهم وبهذا يكون قد فك الحصار عن جنده واخرجهم من دائرة التطويق وتمكن المسلمون من الشعب بعد مناوشات تكاد تكون فردية بينهم وبين االاعداء الا انهم بقوا في ساحة القتال يمثلون في اجساد شهداء
المسلمين بقطع اعضائهم وانوفهم وهنا تقدمت هند بنت عتبة زوجة ابي سفيان فشقت بطن الحمزة بن عبد المطلب واخرجت كبده وقطعت باسنانها قطعة منه ولاكتها بفمها وقيل اكلتها واتخذت من اذان المسلمين وانوفهم قلائد لبستها .
وفي هذا الموقف قدم الى ساحة القتال ابيّ بن خلف متغطرسا ويزعم انه قتل النبي صلى الله عليه وسلم فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم الا ان طعنه بحربة اصابت ترقوته فسقط عن فرسه وعاد الى قريش وعند وصوله الى ( سرف) القريبة من مكة مات .
ولا يغرب عن البال بان نذكر انه كان في جيش المسلمين نساء شاركن الرجال المعركة فكن اربع عشرة امراة منهن فاطمة وعائشة وام ايمن كن يحملن الطعام والشراب على ظهورهن للمقاتلين و يداوين الجرحى ومنهن من قاتلت قتالا شديدا دفاعا عن الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم في ساعةالشدةاو العسرة وتلك هي نسيبة بنت كعب الانصارية من بني النجار اذ كانت مع زوجها واو لادها كانت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انهزم المسلمون اخذت تقاتل دفاعا عن النبي صلى الله عليه وسلم فلما اقبل ابن قمئة يريد قتله اعترضته فضربها بن قمئة على عاتقها ضربة شديدة بقي اثرها حتى وفاتها وضربته عدة ضربات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
– لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من فلان وفلان والتفت يمينا وشمالا الا وانا اراها تقاتل دوني .
ومن المفارقات في هذه الحرب ان الاصيرم وهو عمرو بن ثابت بن وقش من بني عبد الاشهل كان يابى الاسلام ولم يسلم مع قومه الاوس حينما اسلموا وفي هذا اليوم القى الله تعالى الاسلام في قلبه للحسنى التي سبقت منه فاسلم ثم اخذ سيفه وراح يقاتل دون علم احد فقاتل حتى آذته الجراح فسقط على الارض فلما انتهت المعركة طاف بنو الاشهل يتفقدون موتاهم وجرحاهم فوجدوا الاصيرم وبه قليل من رمق فقالوا :
– والله ان هذا الاصيرم .
– ثم سالوه : ما الذي جاء بك ؟ احدب على قومك ام رغبة في الاسلام ؟؟
فقال لهم : بل رغبة في الاسلام آمنت بالله وبرسوله واسلمت وخرجت جهادا في سبيله
ثم خرجت روحه فذكروه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:
انه من اهل الجنة .
وجاء القرشيون بقيادة ابي سفيان وخالد بن الوليد وحاولوا صعود الجبل فقاتلهم عمربن الخطاب في جماعة من المسلمين وفي رواية اخرى ان سعد بن ابي وقاص قتل منهم ثلاثة فرسان فانهزموا و بعدها استعدوا للرجوع الى مكة .
وكان قتلى المسلمين في هذه المعركة سبعين رجلا واحد واربعون من الخزرج واربعة وعشرون من الاوس واربعةمن المهاجرين ويهودي واحد اما قريش فقتل منهم اثنين وعشرين وقيل سبعة وثلاثين واختلاف بين الروايات كثير في هذا المجال .
فلما انتهت الحرب اشرف ابو سفيان على الجبل مناديا :
– افيكم محمد؟؟
فلم يجبه احد فنادى ثانية :
– افيكم بن ابي قحافة ؟؟؟
فلم يجبه احد فنادى الاخرى :
افيكم عمر بن الخطاب ؟؟
فلم يجبه احد فلم يتمالك عمر بن الخطاب نفسه حتى صاح فيه :-
– ياعدو الله ان هؤلاء الذين ذكرتهم احياء وقد ابقى الله لك معهم ما يسؤك.
فقال ابو سفيان:
– اعل هبل .. اعل هبل ..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
– الا تجيبوه ؟؟
فقالوا : مانقول له .. قال:
– (قولوا الله اعلى واجل )
قال ابو سفيان :
– لنا العزى ولا عزى لكم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
– الا تجيبوه ؟؟؟
قالوا : مانقول؟؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم
– قولوا له : (الله مولانا ولا مولى لكم ).
– ثم جرت مناظرة بينه وبين عمر بن الخطاب :
ثم قال ابو سفيان:
– انعمت فعال يوم بيوم بدر والحرب سجال
فقال عمر بن الخطاب :
– لا سواء . قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار
فقال ابو سفيان : انكم لتزعمون ذلك لقد خبنا اذن وخسرنا
فقال ابو سفيان : انشدك الله ياعمر اقتلنا محمدا ؟
فقال عمر بن الخطاب : لا وانه ليسمع كلامك الان
فقال ابو سفيان : انت اصدق عندي من ابن قمئة وابر
ثم نادى ابو سفيان وهو ذاهب: موعدكم بدر في العام القابل .
فامرالنبي احد اصحابه ان يرد عليه : نعم هو بيننا وبينك موعد .
ثم عاد ابو سفيان الى قومه واخذ الجيش بالر حيل الى مكة وركب الابل وجعل الخيل في الجوانب .
وقيل ان الملائكة جبريل وميكائيل قاتلت مع النبي دفاعا عنه يوم احد فقد جاء في الصحيحين عن سعد انه قال:
( رايت رسول الله يوم احد ومعه رجلان يقاتلان عليهما ثياب بيض كأشد القتال وما رايتهما قبل ولا بعد )
وفي معركة احد نزلت احدى وستون اية من القران الكريم اولها الاية 121 واخرها الاية 180 من سورة ال عمران
وهكذا انتهت معركة احد فنزل المسلمون الى ساحة القتال يتفقدون الجرحي ويدفنون الشهداء ووجدوا حنظلة بن ابي عامر في ناحية من الارض يقطر منه الماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( ان الملائكة تغسله).
وقصة هذا الشهيد انه كان عريسا فلما سمع النداء للحرب ترك عروسته وذهب الى ساحة القتال فقاتل بضراوة حتى قتل وهو جند ب فسمي ( غسيل الملائكة ) وقد امرالنبي صلى الله عليه وسلم برد الشهداء الذين نقلوا الى المدينة الى احد فدفنوا في مواضعهم بغير غسل ولا صلاة فان الشهيد تغسلته الملائكة ودمه غسوله وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( انا شهيد على هؤلاء يوم القيامة ).
وفي رمضان من عام 2007 ميلادية وفي رمضان من العام الماضي 2011 ميلادية ايضا زرت- والحمد لله – جبل احد وشاهدت مواقع القتال وجبل الرماة ثم زرت مقبر ة الشهداء وترحمت عليهم كثيرا وتلوت فيمن تلى سورة الفاتحة على ارواح شهداء بدر .
والحمد لله رب العالمين
امير البيان العربي
د فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى – بلد روز


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.