الفصل الخامس المتأمل داومت ليلى على مراسلة هؤلاء الرجال المجهولين عبر شاشة قناة"زمان" , تحاورهم ويحاورنها ,تضحك معهم ويضحكون معها,كانت تتعامل معهم كفتاة صغيرة فى العشرينات من عمرها,شقية ,بشوشة,دمها خفيف لذا إلتف حولها الكثيرين ,وحاولوا الوصول اليها ,لكنها لم تعطى لأحد الفرصةف كانت تفضل ألا تقيم علاقة مع أى أحد منهم وإكتفت بالأوقات الجميلة التى كانت تقضيها معهم,وظلت هكذا حتى تعلق قلبها بأحدهم , رجلاً كان يسمى نفسه نفسه"المتأمل" ,يبدو من مراسلاته أن عمره فوق الأربعين . إستطاعت أن تتعرف عليه من خلال متابعه مايكتبه,ورأت فيه رجلاً متديناً,رزيناً ,على خلق ,حيث أن جميع مراسلاته كانت عبارة عن أدعية دينية وسور قرآنية , وبعض الأقوال المأثورة , وأمثال شعبية وحكم, وبعض الكلمات الرومانسية أحيانا . كان مثار إهتمام العديد من فتيات ونساء الشات , اللاتى حاولن التقرب اليه إلا أنه كان يأبى,ويحاول التهرب منهن بأدب وذوق ,لكنه حاول التقرب من ليلى بإظهار مدى إهتمامه بها وبكتاباتها,فلم يترك رسالة ترسلها إلا وعلق عليها حتى يلفت نظرها, وحاول أن يجعلها تفهم أنه معجب بها وبشخصيتها وإحساسها,وأنه يحتاجها كما تحتاجه. حاولت ليلى فى أول الأمر ألا تعير لهذا الأمر إهتماماً,إلا أنها بمرور الوقت اعتادت على رؤية إسمه وقراءة رسائله,ودون أن تدرى أصبحت مولعة به,كيف ولماذا … لاتدرى؟؟؟ مسكينة ليلى… فبداخلها رغبة مكبوتة تحاول تحجيمها والسيطرة عليها… صراع داخلى كانت تعانى منه,مابين حب تفتقده فى حياتها,وواقع أليم تعيشه كزوجة وأم ,وبين حب جديد يطرق بابها من حيث لاتدرى لاتعلم إن كان صادقاً أم لا فلم تكن لديها التجارب التى تساعدها على إصدار حكمها بشأنه,ورغم رومانسيتها وإحتياجها القاتل لهذا الأحساس فى حياتها إلا أنها قررت الا تشارك فى هذا الشات مرة آخرى هرباً من حب لاتعلم مدى صدقه قد يهدم حياتها . خلال فترة إنقطاعها عن الشات كان المتأمل يبحث عنها ويسأل من بالشات عن سبب غيابها,كان متواجداً على الشات ليل نهار يكتب رسائل حزينه كالحبيب المجروح الذى يتألم من فراق حبيبه يصف فيها مدى لوعته وإشتياقه لها وهكذا .. حتى يصاب بالتعب والإرهاق فيكتفى بارسال عدة رسائل متتابعة تحمل إسمها"شقاوة أنثى"وكأنه ينادى بأعلى صوته عليها لعلها تسمع نداءه وتظهر حتى تعيد له الإبتسامة وتشفى جراحه. كانت تقرأ رسائله وكأنها تسمعه يرددها بصوته,,, لكنها لم تجيب عليه بكلمة,رغم الألم الذى كان يعتصر قلبها فقد كانت كلماته كالسهام الموجهه موجعة للقلب …. من ألمها وحزنها كانت كالمجنونة تحدث نفسها : معقول كل الحب ده ليا ؟؟؟ حرام عليك انا قلبى هيتخلع من صدرى ارحمنى ياريت تنسانى ……………… طيب ولو هو نسينى انا هنساه ازاى انا اتعلقت بيه ……..بحبه ؟؟ وتسخر من نفسها فتقول .. هو انتى تعرفى الحب؟؟فتجيب ….. اااااه بحبه ,بحبه أوى كمان,ده سحرنى بكلامه ودفىء مشاعره ,وكل ده من بعيد لاشافنى ولايعرفنى ,امال لو شوفته وشافنى هيحصل ايه ؟؟؟ ياريت كان ممدوح يعرف يقول كلمتين بس من كلامه,ولاحتى يحسسنى أنى ست جميله وليا إحساس ومشاعر. نعم لم تراه رؤية العين,ولم تسمع نبرات صوته,لكنها أحبته ولاتدرى لماذا؟ولم تبحث عن الأسباب, رغم أن مثل هذا الحب لأمراة مثلها يعد إبتلاء وشقاء. حاولت الهروب منه ومن الإحساس به بإصلاح علاقتها بممدوح والرجوع الى أحضانه تلتمس فيها الدفىء والحنان,فعادت تتزين وتتعطر وترتدى الملابس المثيرة وتنتظره كل ليلة بشوق,تستعد بكل جوارحها لتلبية رغباته وإشباع شهوته المجنونة. الغريب … أن هذا التغيير لم يثير داخل ممدوح أى علامات إستفهام,ولم يلتفت الى طريقة ملابسها ولالون شعرها ولاإهتمامها بنفسها ولم يسألها,وكل ما إهتم به هو أنها أصبحت فرسيه جاهزة للإفتراس. كانت لحظاتها معه فى الفراش مميتة ,تقتل بداخلها كل معانى الحب والرومانسية ,لحظات شهوانية حيوانية فقدت فيها أى إحساس بالشعور باللذة وكأنها تغتصب ,كانت مجرد دمية يلتهمها إلتهاماً ,يعتصرها بين أحضانه ليرتوى من مائها ويشبع رغبته المتوحشة . وما أن تنتهى تلك المهمة القاسية التى مثلت فيها دور المرأة المثارة جنسياً المستمتعة بفحولة زوجها ,حتى ينزل عنها ويتركها وكأن مهمتها إنتهت عند هذا الحد بلا حتى كلمة تشبعها كانثى. وفى إحدى الليالى التى كانت تتهيأ فيها لليلة حمراء جديدة معه,دق جرس الباب,فقامت ليلى لتفتح,فوجدت أم ممدوح(حماتها) ,وبكل بشاشة قالت لها: أهلا أهلا ياماما ,ايه النور ده اتفضلى .. وأخذتها بالاحضان والقبلات اهلا ياحبيبتى ازيك ياليلى.. امال فين ممدوح والاولاد وحشتونى جوه اتفضلى اهلا وسهلا دخلت حماتها متوجهه لابنها ,ازيك ياابنى..عامل ايه؟ ممدوح ينهض من مكانه ليسلم على أمه وياخذها بالحضن ويقول لها: ازيك ياحبيبتى عاملة ايه ,, مش عوايدك ياماما تيجى بالليل متأخر كده خير فى حاجه ؟؟ انت مش عايزنى ازورك ياواد انت ولا ايه ؟؟ لاوالله مش قصدى انتى تنورى فى اى وقت .. بس قلقتينى … طمنينى عامله ايه ؟؟ والله يابنى تعبانه وكنت عند دكتور قريب منكم فقولت اعدى عليكم وأشوف العيال مانتوا مبتسألوش عليا ولاحتى بالتليفون ممدوح وهو يداعب أمه : الف سلامة عليكى ياحبيبتى .. عايزة تقولى انك كبرتى ياحجوج ولا ايه ؟؟ فشر … انا شباب ياواد بس اخد العلاج وابقى اصغر منك ويخرج أحمد وهبه من غرفتهم مسرعين الى جدتهم …. هيه تيته جات تيته جات … هبه: وحشتينى اوى ياتيته جبتيلى ايه معاكى؟ اهو ياستى الشيكولاته عارفه انك بتحبيها أحمد : طيب وانا مليش حاجه؟؟ ازاى انت نور عينى جيبتلك العسلية والمصاصة ايه رايك بقى؟ أحمد: قشطة وإستمر الحوار لساعتين الى أن همت ام ممدوح من مجلسها,فقال لها ممدوح:على فين ياماما خليكى معانا النهارده لاياحبيبى مقدرش … معلش لازم اروح البيت ابوك ميعرفش انى هبات عندكم ممدوح:بسيطة اكلمه بالتليفون واقوله لالالالا بلاش بيضايق لما بيبات لوحده بالبيت انا هجيلكم مرة تانيه من اول النهار احسن هبه:طيب اجى معاكى انا ياتيته ليلى: وبعدين ياهبه انتى وراكى مدرسة ومذاكرة تزمرت هبه وأسرعت الى غرفتها وهى تصرخ وتبكى يوووووووووووووووووووووه كل حاجه لا لا ام ممدوح:تصبحوا على خير ياولاد متزعليش ياهبه هاخدك الخميس والجمعه الجايين ماشى وانتى من اهله ياست الكل نورتينا هبقى اكلمك واطمن عليكى ماشى ياحبيبى سلام … سلام وصلت ليلى حماتها الى الباب ثم عادت لتجلس على الاريكة فى غرفة الجلوس,أما ممدوح فاتجه لغرفه نومه,ثم نادى على ليلى بصوت هادىء: ياليلى ………………….. ايوة ياممدوح تعالى عايزك دخلت ليلى على ممدوح لتجده مستلقى على السرير ويشير لها بيديه أن تستلقى بجواره, وقال لها : اطفى النور وتعالى ووقفت برهه لاتدرى اتلبى طلبه ام لا, فهى تعلم مغزى هذا الطلب… وتقول فى نفسها .. عذاب تانى فقال لها مالك,تعالى جمبى فاقتربت منه على مهل ,فجذبها ممدوح من يديها بشدة وألقى بها على السرير, وأخذ يداعبها,ويقبلها, ويتلمس جسدها,وهى مستسلمة ,بلا أى رد فعل فقط تتلقى القبلات والأحضان وتتحمل وقع أنامله الخبيثة علىى جسدها المرهف الرقيق ليكتمل لقاء الجسد . وحينما هدأت الأعصاب والأنفاس ووصل لمراده بالشعور بالإكتفاء والشبع والرضا ,نزل عنها وإستلقى على السرير منهكاً يتصبب عرقاً,وتركها دون كلمة واحدة,وكأن وجودها كان لغرض ما حينما ينتهى,ينتهى دورها. تقوم ليلى بعد هذا اللقاء تسب وتلعن اليوم الذى حكم عليها بالزواج من هذا الشخص الأنانى اللعين,تدخل الحمام لتتطهر وكلها إشمئزاز وقرف,فتستخدم "شاور جل" له رائحة نفاذة حتى تزيل رائحته عنها ثم تعود الى غرفة نومها تستلقى على سريرها تضع وسادتها على راسها كى تكتم مابها من افكار حزينة تحرمها اللذة الوحيدة فى حياتها وهو لذة النوم. وفى صباح اليوم التالى ,قامت ليلى كعادتها مبكرة,تؤدى واجبها تجاه أولادها وزوجها,وحتى لاتلجأ الى مشاهدة شات زمان قررت تنزل لجارتها وصديقتها سعاد ,فدخلت غرفتها غيرت ملابسها وأخذت مفاتيح المنزل ونزلت لها تخبط على الباب. سعاد من وراء الباب : ميييييييييين أنا ليلى افتحى ياحبيبتى فينك من زمان بقالى مده كبيرة مشوفتكيش انتى وحشه لابقيتى تسألى عليا ولاتعبرينى هو ممدوح أخدك منى ولا ايه ؟؟ ليلى: لاوالله انتى عارفه مشاغل الدنيا والبيت والاولاد سعاد: انتى هتقوليلى مانا شاربه ياختى من نفس الكاس …. تشربى ايه؟؟ لالالالا … ولاحاجه اقعدى بس عايزة اتكلم معاكى شوية سعاد: ادينى قعدت اهو ياستى مالك فيكى ايه ؟ شكلك فى حاجه شغلاكى ليلى :ايوة ………. وقالت لها عن حكايتها مع شات زمان ,وحبها للمتأمل لعلها تجد لها حل يريحها من عذاب الضمير. سعاد: يااااااااااااااااااااه ياليلى أول مرة تقوليلى بحب حد بس ازاى تحبيه وانتى متعرفيهوش… مش يمكن بيلعب بيكى؟؟ ليلى : يمكن….. بس ازاى اعرف ان كان صادق ولالا؟؟ سعاد : بسيطة….. حاولى تعرفى رقم تليفونه وتكلميه وهتقدرى تحسى من كلامه اذا كان انسان كويس ولالا ليلى: معقول برضه …….. أحاول اسيبك بقى اشوف اللى ورايا سعاد:مع السلامة ياحبيبتى ابقى طمنينى عملتى ايه ؟ خرجت ليلى من عند سعاد لكنها لم تطلع لمنزلها بل نزلت الشارع عند كشك عم محمود القريب من منزلها لتشترى كارت شحن جديد ب 100 جنية لتنفذ الخطة التى اتفقت عليها مع صديقتها , ثم عادت مسرعة الى المنزل. وللرواية بقية,, فتابعونى .. والفصل السادس قريباً من وسائد بالية تحياتى لقرائى الأعزاء