-يعيش العالم تطورا مدهشا في شتى مجالات الحياة فمن عصر اكتشاف النار حتى عصر الفضاء ومن إنسان بدائي يعتمد على أبسط وسائل العيش إلى إنسان معاصر يصنع، يبدع، يخترع … سنين كثيرة خلت كانت بمثابة سجل يجسد رغبة الإنسان بصناعة إنسانية عظيمة خلقت جيلا جديدا للحضارة وفي زمن الحداثة الرقمية أي * العولمة * أضحت هناك ضرورة تفرض نفسها لحماية حقوق المبدعين و الصانعين وأيضا الفنانين والمؤلفين هنا تندرج التجربة الثرية التي ميزتها مسيرة المؤلف المغربي والخبير الدولي والمتخصص في الملكية الفكرية ورئيس الائتلاف المغربي للملكية الفكرية * الدكتور الحكيم قرمان * وكأستاذ زائر بكلية الحقوق أكدال لمادة الأنظمة الدستورية الكبرى وكمستشار قانوني لوزارة الثقافة منذ يناير 2012 واحدة من بين أهم التجارب التي دفعت الدكتور قرمان لإجراء بحث إنطلاقا من ممارسته العملية والميدانية تحت عنوان * حقوق المؤلف والحقوق المجاورة القضايا والرهانات * إذا نظرت إلى العنوان كمضمون لمحتوى المؤلف سترى أنه ينقيسم إلى تفسير و إعطاء صورة واضحة لحقوق المؤلفين وحمايتها من السرقة والاستغلال الغير مشروع وأيضا الحقوق المجاورة هي تلك التي تتجلى في الحقوق المادية كالملكية الصناعية مثلا …. كما ستتعرف على أهم * المرجعيات الدولية في مجال الحماية والتدبير * في هذا السياق كما تعتبر اتفاقية بيرن لحماية الملكية الأدبية والفنية في كل من بروكسل عام 1948 واستوكهولم عام 1967 وفي باريس 1971 كأهم المحطات الدولية الدالة في مسار تنظيم والتقنين والحماية الدولية لحقوق المؤلفين والحقوق المجاورة لها . */ الشق الثاني هي التجربة المغربية في حماية حقوق المؤلف والحقوق المجاروة ؛ – من التجربة الدولية في هذا المجال ضمن حماية وتدبير حقوق المؤلفين والحقوق المجاورة إلى التجربة المغربية الرائدة في كل المجالات التنموية وكما هو معروف أن المغرب عاش وضعا خاصا فيما يخص بتنظيم قطاع الملكية الأدبية والفنية ميز تجربتها في المحيط العربي ، الإفريقي والمتوسطي بنظر لحماية الملكية مذكورة مبكرا حيث يعود لسنة 1916 وهي المرحلة التي عاشت فيها البلاد تحت الحماية الفرنسية والتي كانت حسب رؤية المؤلف من بين الدول السباقة لرعاية وحماية حقوق المؤلف الفكرية عموما وحق المؤلف على وجه الخصوص . يعتبر بذلك ظهير 21 شعبان 1334 موافق 23 يونيو 1916 الذي يحتوي على 48 فصلا أول ما وقع عليه المغرب في هذا الميدان والذي توزع نفسه بين العديد من المراحل كمرحلة الحماية ومرحلة الاستقلال غيرها .. ، مع مراعاة التجديد فيه بما يناسب الإلتزامات الدولية . */ أما القسم الثالث يندرج في إطار : / حقوق المؤلف والحقوق المجاورة بالمغرب تحديات العولمة ورهانات الإصلاح : نظرا لما عرفته الحداثة الرقمية في صفوف الناس نجد أن هناك تحدي حقيقي لحماية الملكية الأدبية والفنية في زمن العولمة الجارف لكل أشكال الضبط والتنظيم المتصلين لما أسلفت ذكرهما وأهمية فرض احترام لمعايير وفقا للقانون وهذا ما عمل عليه المؤلف د. عبد الحكيم قرمان في هذا الجزء وضع الملكية الفكرية في صورة التطورات العصرية والرهانات المستقبلية دون نسيان النظر في مجال الإصلاح والتجديد . – بالتالي فإن التجربة الميدانية وباعتبار الدكتور عبد الحكيم قرمان مؤلف و وجه وفكر نير توفق كثيرا من خلال هذا الإصدار لوضع المعنيين من المؤلفين والفنانين من المغاربة في وعي كامل بحقوقهم و طرق حمايتها وأيضا فهم مضامين القانونية الدولية والمغربية في سياق حفظ الملكية الأدبية والفنية نظرا للمفهوم الملكية الفكرية بمعناها الكوني تخص الحقوق القانونية تبقى الحاجة كذلك تفرض نفسها في طرح آليات * دولتية * لصيانة هذه الحقوق وتنميتها عبر تثمين الإبداع ورواده ليتم إنشاء المنظمة العالمية للملكية الفكرية في 14 يوليوز 1967 كوكالة متخصصة تابعة لأمم المتحدة ضمن إتفاقية دولية والتي انضم لها المغرب قي 27 يوليوز 1971 لتقوم بعد هذا بحماية الملكية الفكرية بقسميها التجاري والصناعي، وهكذا يكون هناك إتحاد قوي يواجه تحديات اللحظة ورهانات المستقبل . في الختام لا تفوتني أن أشكر الدكتور عبد الحكيم قرمان على مجهوداته الرامية لصناعة حماية كاملة لحقوق المؤلفين في بلادنا وتعزيز مكانة المبدعين فيه . مقالة تم كتابته على ضوء كتاب * حقوق المؤلف والحقوق المجاورة * لدكتور * عبد الحكيم قرمان * .