أكد الداعية الدكتور أنس عطية الفقي أن خير من تكلم وتحدث هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، القائل: "تبسمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة". وقال في الخطبة التي ألقاها اليوم من فوق منبر مسجد طارق بن زياد بمدينة السادس من أكتوبر، إن خطورة الكلمة تكمن في التحذير الذي ساقه لنا من هو ذخر لنا في الدنيا والآخرة حين قال: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى لا يلقي لها بالاً يكتب له بها الجنة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار أبعد ما بين السماء والأرض". أما كلمة الإفك الخبيثة فيحسب الناس أن أمرها هين لكن الله يخبرنا بحزم أن أمرها ليس هيناً فيقول: "وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم". وإذا كان الغضب هو من أكثر ما يدفع الناس إلى التلفظ بالقول الخبيث فإن محمداً رحمة الله للعالمين ينصح الرجل الذي أتاه طالباً منه الوصية بأن يتجنب الأسباب المؤدية إلى الغضب "لا تغضب" ثلاث مرات. والمحافظة على اللسان فلا نتحدث به إلا ما يرضي ديننا أمر يضمن لنا الجنة مصداقاً لقول الصادق المصدوق: "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة". علم الشيطان خطورة هذين العضوين في جسد الإنسان فوقف لهما بالمرصاد فأوقعه عن طريق اللسان في ارتكاب الكذب والغيبة والنميمة والرفث ونشر الإفك والبهتان. وأوقعه عن طريق الفرج في الزنا واللواط والسحاق والمفاخذة ونشر الفاحشة بين الناس. ولهذا حذرنا الله من نزغ الشيطان وتضليله فقال: "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبينا". وقال في الإفك وانتهاج نشر الفواحش: "إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت". وحذرنا الله تبارك وتعالى من أن نتسبب في إيذاء الرسول أو إيذاء المؤمنين بالرسول فقال: " إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً". والكلمة غالباً تكون منطوقة متلفظة وأحياناً مرسومة أو مكتوبة وأحياناً بالصورة أو بالإشارة ويدخل فيها كل وسيلة تعبير وتواصل، وفي ذلك قال الشاعر: وما من كاتب إلا سيفنى ويبقى الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بخطك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه