قتلونا حين متنا قطّعونا أحرقونا داسوا رمادنا ثم نثروه لريح الخريف. صلبوا ثيابنا جففوها تحت الشمس نادوا قمرا ما التفت فجرحوها كسوها ملحاً و تركوها على أرصفة اللامبالات — بألف جرح ألف طعنه بالحروق و الكدمات و الموت الكثير نحن اليوم واقفون يموت الجلاد ألف مرّة لكن الشهيد يحيا للأبد… — تشبثنا بأرضنا بمرارة من لا مكان له إلا الوطن آمنا بالشهادة و آمنا بالحياة مازال الجلاد جلادً و نحن و إن دفنِّا في قبورنا عطر مسك و في أفواهنا شربة كوثر يموت الجلاد ألف مرّة لكن الحرّ.. لا يموت الصادق لا يموت الشهيد لا يموت أبداً.