فى يوم المرأة العالمى فضلا تذكرونى

نطالبكم بتهذيب أرواحنا ، وتثقيف عقولنا، ولسن نطالبكم برفع نقابنا ملك حفنى ناصف
ولدت في القاهرة سنة 1886 فى نفس ليلة زفاف الأميرة ملك إلى الأمير حسين كامل ولذلك سميت بإسمها ،
نشأت "ملك" في بيت علم وأدب، ووجدت عناية فائقة من أبيها الأديب الكبير حفني ناصف أحد أعلام الأدب واللغة والقضاء في مصر والذى اشتهر بكتابة الخطب الحماسية أثناء الثورة العرابية ليوزعها على خطباء المساجد . لما رأى فيها من ذكاء ونبوغ. ..
حصلت ملك على الشهادة الابتدائية سنة 1900م ، ، فكانت أول فتاة مصرية نالت هذه الشهادة ، ثم انتقلت إلى القسم العالي بالمدرسة نفسها، فتفوقت على أقرانها فما كان من وزارة التعليم إلا أن عينتها معلمة ممتازة. لتلتحق بعدها بقسم المعلمات بالمدرسة السنية … عرفت بثقافتها حيث كانت تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية وتعرف شيئا من اللغات الأخرى. . كما وجرى الشعر على لسانها وهي في سن مبكرة فكتبت اول قصيدة لها في رثاء السيدة عائشة التيمورية التي توفيت سنة (1902) وتم نشرها فى الجرائد، فبدأ اسمها يتردد في المحافل الأدبية والمطبوعات حيث كانت توقع مقالاتها في الصحف تحت إسم (باحثة البادية) إشتقاقاً من بادية الفيوم التي تأثرت بها، …
نشرت بعض آثارها الشعرية في جريدة "المؤيد" للشيخ "علي يوسف"، ثم دعاها الشاعر الكبير "مطران خليل مطران" إلى الكتابة في مجلة "الجوائب المصرية" التي كان يصدرها كما نشرت قصيدة أخرى وهي في السابعة عشرة من عمرها تأسى فيها لوضع الشرق وتتألم من حاله المتردي،
وقد أثارت القصيدة إعجاب الشاعر، ورأى فيها نزوعا إلى الإصلاح والتجديد.
وعندما أُعلن عن مشروع الجامعة المصرية كانت "ملك" الآنسة الوحيدة التي ألّفت لجنة لدعم المشروع الكبير، وجمعت قدرًا من المال حتى يتحقق أمل البلاد بظهور جامعة حديثة تزوجت ملك من عبد الستار بك الباسل من كبار أعيان الفيوم فهو رئيس قبيلة الرماح شقيق حمد باشا الباسل عمدة قصر الباسل بمركز إطسا محافظة الفيوم، و أحد مؤسسي حزب الوفد ، عاشت فى قصره وظلت في عصمته حتى توفيت فى عام 1918م وكانت تلك الفترة هي أغزر فترات حياتها إنتاجا وفكرا ….
لم يكن زواجها موفقا ، أوقفها على مساوئ اجتماعية دفعت قلمها إلى محاربتها، حيث ان زوجها أخفى عليها خبر زواجه من ابنة عمه، واكتشفت أن زوجها كان عقيمًا لا ينجب فنسب ذلك إليها لا إلى نفسه، و رفضت الطلاق حتي لا يقال أن المتعلمات المشاركات في الحياة العامة يفشلن في حياتهم الخاصة، و أمنت بالتدرج في التغيير وليس الطفرة المباغتة للمجتمع ، تعددت أنشطتها ودعوتها إلى توعية المرأة والنهوض بها، فكانت: تطوف منازل صاحباتها ومعارفها، لتقنعهم بإرسال بناتهن إلى المدارس ..
أخذت تلقى فيهن الخطب، وتعقد لأجلهن الندوات والمؤتمرات، وتنشر المقالات في الجرائد والمجلات، وقد نشرت أغلب مقالاتها في صحيفة "الجريدة" التي كان يرأس تحريرها أحمد لطفي السيد، كما كانت تلقي في دار هذه الجريدة المحاضرات العامة على النساء، ثم دعيت إلى إلقاء بعض المحاضرات في الجامعة المصرية. …..
اشتقت ملك حفني ناصف أفكارها الإصلاحية من الشرع الإسلامي والالتزام بأحكامه وكانت ترى ضرورة تعليم البنات الدين الإسلامي الصحيح، وجعل التعليم الأولي لهن إجباريا وتخصيص عدد من البنات لتعلم الطب بأكمله، وكذلك علوم التربية وفن التدريس، حتى يقمن بكفاية النساء في مصر من هاتين الناحيتين، وكانت ترى إطلاق الحرية في تعلم غير ذلك من العلوم لمن تريد. …
أسست باحثة البادية عدة جمعيات، منها:
جمعية الاتحاد النسائي التهذيبي، وكان يضم كثيرات من نساء مصر والبلاد العربية وبعض الأجنبيات، وجمعية للتمريض كانت ترسل الأدوية والأغطية والملابس والأغذية إلى الجهات المنكوبة في مصر والبلاد العربية. …
دعت باحثة البادية إلى اتباع الطريقة الشرعية في الخِطْبة والزواج والالتزام بالحجا،و كان رأيها أنه من الاولي التخلص من الحجاب المعنوي الملقي علي عقل المرأة، ثم يكون لها الحق في خلع الحجاب المادي، أو التمسك به قائلة "نطالبكم بتهذيب أرواحنا ، وتثقيف عقولنا، ولسن نطالبكم برفع نقابنا وأيدت عمل المرأة على ألا يتعارض ذلك مع رسالتها الأولى كأم وزوجة. من مؤلفاتها (النسائيات) وضعت فه مقالاتها المنشورة فى جريدة لجريدة ولها كتاب آخر بعنوان ( حقوق النساء ) حالت وفاتها دون إنجازه.. توفيت ملك حفني ناصف في (17 من أكتوبر 1918م) عن اثنين وثلاثين عاما فقط. .. كان حفل تأبينها الذى أقيم فى جامعة القاهرة هو أول إحتفال لتكريم إمرأة فى مصر ،
واشترك فى رثائها حافظ إبراهيم ، وخليل مطران ، ومى زيادة ، ومصطفى عبد الرازق وهدى شعراوى ……
رحم الله هذه الانسانه العظيمة التى اعطت لمصر الكثير والكثير