هاشم ونعينع يحييان ذكرى وفاة عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق بالشرقية    القبطية الأرثوذكسية تستضيف اجتماعات رؤساء الكنائس الشرقية بالعباسية    قفزة في سعر الذهب مع بداية التعاملات الصباحية اليوم الجمعة    وزير الإسكان: قرارات إزالة مخالفات بناء بالساحل الشمالي وبني سويف الجديدة    البورصة المصرية تنفض غبار الخسائر.. الارتفاعات تسيطر على تداولات ختام الأسبوع.. وكيف أثر إعادة التعامل بأسهم "القلعة" على المؤشرات؟    للتوصل إلى هدنة شاملة في غزة، رسائل مصرية قوية للعالم    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على مدينة غزة    شخص يطلق النار على شرطيين اثنين بقسم شرطة في فرنسا    "حماس" توضح للفصائل الفلسطينية موقفها من المفاوضات مع إسرائيل    نشوب حريق بمصفاة نفط روسية بعد هجوم أوكراني بالمسيرات    حماس: لن نترك الأسرى الفلسطينيين ضحية للاحتلال الإسرائيلي    بعد التأهل لنهائي قاري.. رئيس أتالانتا: من يريد جاسبريني يدفع المال وهدفنا كان عدم الهبوط    نهضة بركان يبدأ بيع تذاكر مواجهة الزمالك في نهائي الكونفدرالية    تاو يتوج بجائزة أفضل لاعب من اتحاد دول جنوب إفريقيا    ذهاب نهائي الكونفدرالية، نهضة بركان يعلن طرح تذاكر مباراة الزمالك    تحرير 1419 مخالفة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني    خلافات أسرية.. تفاصيل التحقيق مع المتهم لشروعه في قتل زوجته طعنًا بالعمرانية    14 عرضا في مهرجان المسرح بجامعة قناة السويس (صور)    تركي آل الشيخ يعلن عرض فيلم "زهايمر" ل عادل إمام بالسعودية 16 مايو    رسالة قاسية من علاء مبارك ليوسف زيدان بسبب والدته    «القابضة للمياه»: ندوة لتوعية السيدات بأهمية الترشيد وتأثيره على المجتمع    الناس بتضحك علينا.. تعليق قوي من شوبير علي أزمة الشيبي وحسين الشحات    أول مشاركة للفلاحين بندوة اتحاد القبائل الإثنين المقبل    رئيس الحكومة اللبنانية يبحث مع هنية جهود وقف إطلاق النار في غزة    التعليم: 30% من أسئلة امتحانات الثانوية العامة للمستويات البسيطة    نشوب حريق داخل ميناء الشركة القومية للأسمنت بالقاهرة    القاهرة الأزهرية: انتهاء امتحانات النقل بدون رصد أي شكاوى أو حالات غش    بالتفاصيل، تشغيل قطارات جديدة بدءا من هذا الموعد    البصل يبدأ من 5 جنيهات.. ننشر أسعار الخضروات اليوم 10 مايو في سوق العبور    التنمية المحلية: تلقينا 9 آلاف طلب تصالح في مخالفات البناء خلال أول 48 ساعة    فصل متمرد.. تغير المناخ تكشف تأثير تقلبات الطقس على الزراعات    تشييع جثمان والدة الفنانة يسرا اللوزي من مسجد عمر مكرم ظهر اليوم    لمواليد 10 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    حفل زفافها على البلوجر محمد فرج أشعل السوشيال ميديا.. من هي لينا الطهطاوي؟ (صور)    صلاة الجمعة.. عبادة مباركة ومناسبة للتلاحم الاجتماعي،    دعاء يوم الجمعة لسعة الرزق وفك الكرب.. «اللهم احفظ أبناءنا واعصمهم من الفتن»    الصحة: أضرار كارثية على الأسنان نتيجة التدخين    أسعار اللحوم الحمراء في منافذ «الزراعة» ومحلات الجزارة.. البلدي بكام    3 فيروسات خطيرة تهدد العالم.. «الصحة العالمية» تحذر    موعد صلاة الجنازة على جثمان عقيد شرطة لقى مصرعه بببنى سويف    طبق الأسبوع| مطبخ الشيف رانيا الفار تقدم طريقة عمل «البريوش»    مايا مرسي تشارك في اجتماع لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب لمناقشة الموازنة    عبد الرحمن مجدي: أطمح في الاحتراف.. وأطالب جماهير الإسماعيلي بهذا الأمر    نص خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف مكتوبة اليوم 10-5-2024.. جدول مواعيد الصلاة بمدن مصر    أعداء الأسرة والحياة l «الإرهابية» من تهديد الأوطان إلى السعى لتدمير الأسرة    إصابة 5 أشخاص نتيجة تعرضهم لحالة اشتباه تسمم غذائي بأسوان    ما حكم كفارة اليمين الكذب.. الإفتاء تجيب    نهائي الكونفدرالية.. تعرف على سلاح جوميز للفوز أمام نهضة بركان    خالد الجندي: مفيش حاجة اسمها الأعمال بالنيات بين البشر (فيديو)    خالد الجندي: البعض يتوهم أن الإسلام بُني على خمس فقط (فيديو)    فريدة سيف النصر تكشف عن الهجوم التي تعرضت له بعد خلعها الحجاب وهل تعرضت للسحر    رد فعل صادم من محامي الشحات بسبب بيان بيراميدز في قضية الشيبي    اللواء هشام الحلبي يكشف تأثير الحروب على المجتمعات وحياة المواطنين    آية عاطف ترسم بصمتها في مجال الكيمياء الصيدلانية وتحصد إنجازات علمية وجوائز دولية    4 شهداء جراء قصف الاحتلال لمنزل في محيط مسجد التوبة بمخيم جباليا    مجلس جامعة مصر التكنولوجية يقترح إنشاء ثلاث برامج جديدة    «الكفتة الكدابة» وجبة اقتصادية خالية من اللحمة.. تعرف على أغرب أطباق أهل دمياط    «أنهى حياة عائلته وانتح ر».. أب يقتل 12 شخصًا في العراق (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشاعر مفدى زكريا
نشر في شموس يوم 22 - 02 - 2016


موسوعة شعراء العربية مجلد 9 ج 1
بقلم د فالح الكيلاني – العراق
هو الشيخ زكرياء بن سليمان بن يحيى بن الشيخ سليمان بن الحاج عيسى .
ولد في قرية (بني يزقن) التابعة الى ( وادي مزاب ) بولاية (بغرداية) في احد القصورالسبعة في جنوب الجزائر يوم الجمعة الموافق الثاني عشر من حزيران ( يونيو ) 1908
بدا حياته التعلمية في الكتّاب بمسقط رأسه فحصل على شيء من علوم الدين واللغة العربية والقرآن الكريم حيث كان والده يمارس التجارة بالمدينة ثم انتقل الى مدينة ( عنابة ) لمواصلة دراسته بالعربية والفرنسية ثم رحل إلى( تونس) وأكمل دراسته ب ( المدرسة الخلدونية ) وثم اكمل دراسته في جامعة (الزيتونة) ونال شهاداتها .
أوّل قصيدة له (إلى الريفيّين) نشرها في جريدة (لسان الشعب ) وجريدة ( الصواب ) التونسيتين بتاريخ السدس من مايو (ايار )1925 عندما كان طالبا في تونس ثمّ في صحيفة (اللواء)، وصحيفة (الأخبار) المصريتين. ثم اخذ يواكب الحركة الوطنيّة بشعره وبنضاله على مستوى المغرب العربيّ فانخرط في صفوف الشبيبة الدستوريّة، في فترة دراسته بتونس، فاعتقل لمدّة نصف شهر، كما شارك مشاركة فعّآلة في مؤتمرات طلبة شمال إفريقيا؛ وعلى مستوى الحركة الوطنيّة الجزائريّة مناضلا في( حزب نجم شمال إفريقيا)، فقائدا من أبرز قادة حزب الشعب الجزائريّ، فكان أن أودع السجن لمدّة سنتين 1937-1939
ثم عاد إلى وطنه الجزائر وكانت له مشاركة فعالة في الحركة الأدبية والسياسية ولقبه زميله (الفرقد سليمان ابو جناح ) زميل البعثة الميزابية والدراسة (مفدى ) واصبح لقبه الادبي ( مفدي زكريا ) فاشتهر به وكان يوقع اشعاره وقصائده باسم ( ابن تومرت ) ولما قامت الثورة الجزائرية ضد الاستعمارالفرنسي انضم إليها بفكره وقلمه فكان شاعر الثورة ينشد لها ويرد د أناشيدها ومنها الياذة الجزائر
وانضم عضوا في جبهة التحرير في اوائل ثلاثينيات القرن الماضي والى ( جمعية طلبة شمال افريقيا ) والى ( حزب نجمة افريقيا الشمالية ) والى ( جمعية الانتصار ) والى ( حزب الشعب ) في الجزائر الذي اصبح امينا عاما له ورئيسا لتحرير صحيفة (الشعب ) الناطقة باسم الحزب والداعية لاستقلال الجزائرسنة \1937مما جعل فرنسا تزج به في السجن عدة مرات ثم فر من السجن سنة 1959 فأرسلته الجبهة خارج الحدود، فجال في العالم العربي وعرّف بالثورة الجزائرية .
واكب شعر مفدي زكرياء حماسة الواقع الجزائري، بل الواقع في المغرب العربي في كل مراحل الكفاح منذ سنة 1925م حتى سنة 1977م، داعياً إلى الوحدة بين أقطارها فهو شاعر وطني ملتزم يقول :
تونس والجزائر اليوم، والمغرب
شعب لن يستطيع انفصالا
وحدة أحكم الإله سداها،
من يرد قطعه أراد محالا
نبتت من أب كريم وأم سمت
في الحياة عما وخالا
نصبوا بينها حدودا من ال.
. ألواح، جهلا وخدعة، وضلالا
فاجعلوا إن أردتم الكون س
.دا، وضعوا البحر بيننا والجبالا
نحن روح مزاجه الضاد والد
ين، فلن يستطيع قط انحلالا
كلما رمتم افتراقا قربنا
وعقدنا محبة واتصالا
أوّل قصيدة له ذات شأن هي (إلى الريفيّين)نشرها في جريدة (لسان الشعب ) وجريدة ( الصواب ) التونسيتين بتاريخ السدس من مايو (ايار )1925 عندما كان طالبا في تونس ثمّ في صحيفة (اللواء)، وصحيفة (الأخبار) المصريتين. ثم اخذ يواكب الحركة الوطنيّة بشعره وبنضاله على مستوى المغرب العربيّ فانخرط في صفوف الشبيبة الدستوريّة، في فترة دراسته بتونس، فاعتقل لمدّة نصف شهر، كما شارك مشاركة فعّآلة في مؤتمرات طلبة شمال إفريقيا؛ وعلى مستوى الحركة الوطنيّة الجزائريّة مناضلا في( حزب نجم شمال إفريقيا)، فقائدا من أبرز قادة حزب الشعب الجزائريّ، فكان أن أودع السجن لمدّة سنتين 1937-وفي السجن هذه المرة كتب ( نشيد الشهيد) وقد طلبت جبهة التحرير الجزائرية من كل المحكوم عليهم بالاعدام ان يردد هذا النشيد قبل ان يضع حبل المشنقة في عنقه ويقول فيه:
شربت العقيدة حتى الثمالة فأسلمت وجهي لرب الجلاله
ولولا ا لوفاء لإسلامنا لما قرر الشعب يوما مآله
ولولا استقامة أخلاقن لما أخلص الشعب يوما نضاله
ولولا تحالف شعب ورب لما حقق الرب يوما سؤاله
هو الدين يغمر أرواحنا بنور اليقين ويرسي العداله
ويقول ايضا :
جزائر يا بدعة الفاطر و يا روعة الصانع القادر
و يا بابل السحر ، من وحيها تلقب هاروت بالساحر
و يا جنة غار منها الجنان و أشغله الغيب بالحاضر
و يا لجة يستحم الجم ا ل و يسبح في موجها الكافر
و يا ومضة الحب في خاطري و إشراقة الوحي للشاعر
و يا ثورة حار فيها الزمان و في شعبها الهادئ الثائر
و يا وحدة صهرتها الخطو ب فقامت على دمها الفائر
و يا همة ساد فيها الحجى فلم تك تقنع بالظاهر
و يا مثلاً لصفاء الضمير يجل عن المثل السٌائر
سلام على مهرجان الخلود سلام على عيدك العاشر
شغلنا الورَى ، و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصٌلاة
تسَابيحه من حَنايَا الجزائر
وفي أثناء تواجده بتونس واختلاطه بالأوساط الطلّابية هناك، تطوّرت علاقته ب(أبي اليقظان) وبالشاعر (رمضان حمود) ، وبعد عودته إلى الجزائر أصبح عضوا نشطا في جمعية طلبة مسلمي شمال إفريقيا المناهضة لسياسة الإدماج، إلى جانب ميوله إلى حركة الإصلاح التي تمثلها جمعية العلماء. انخرط في صفوف حركة الانتصار للحريات الديمقراطية، انضم إلى الثورة التحريرية فيسنة 1954 وشهد الاعتقال مجدّدا في نيسان(أبريل 1956( سجن بسجن بربروس (سركاجي حاليا) مدة 3 سنوات وبعد خروجه من السجن فرّ إلى المغرب ثم إلى تونس أين ساهم في تحرير جريدة المجاهد إلى غاية الاستقلال. اشتهر مفدي زكريا بكتابة ديوانه (اللهب المقدس )، وكتابة النشيد الوطني للجزائر (قسما ..) ألفه في السجن وكتبه بدم يده وتكريما له ولروعته :
قسماً بالنازلات الماحقاتْ
و الدماء الزاكيات الطاهراتْ
و البنود اللاّمعات الخافقاتْ
في الجبال الشامخات الشاهقاتْ
نحن ثرنا فحياةٌ أومماتْ
و عقدْنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا….
نحن جندٌ في سبيل الحق ثرنا
و إلى استقلالنا بالحرب قُمنا
لم يكن يُصغى لنا لمّا نطقْنا
فاتخذنا رنّة البارود وزنا
و عزفنا نغمة الرّشاش لحنا
و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا…..
يا فرنسا قد مضى وقتُ العتاب
و طوينّاه كما يُطوى الكتاب
يا فرنسا … إن ذا يوم الحساب
فاستعدّي .. و خذي منّا الجواب
إنّ في ثورتنا فصل الخطاب
و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا…..
نحن منْ أبطالنا ندفعُ جًندا
و على أشلائنا نصنع مجدا
و على أرواجنا نصعدٌ خُلْدا
و على هاماتنا نرفعُ بندا
جبهة التحرير أعطيناك عهدا
و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا…..
صرخة الأوطان من ساح الفدا
فاسمعوها و استجيبوا للندا
و أكتبوها بدماء الشهداء
و اقرأوها لبني الجيل غدا
قد مددنا لك يا مجدُ يدا
و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا….
و غداة اندلاع الثورة التحريريّة الكبرى انخرط في أولى خلايا جبهة التحرير الوطنيّ بالجزائر العاصمة، وألقي عليه وعلى زملائه المشكّلين لهذه الخليّة القبض، فأودعوا السجن بعد محاكمتهم، فبقي فيه لمدّة ثلاث سنوات من عام 1956 الى عام 1959
فر بعد خروجه من السجن إلى( المغرب)، ومنه انتقل إلى(تونس ) للعلاج لما لا قاه من تعذيب في السجون الفرنسية ثم عمل في صحيفة ( الاستقلال ) التونسية حتى استقلال الجزائر وبعد ذلك اصبح سفير الثورة الجزائرية في الوطن العربي لمنظمة جبهة التحرير الجزائرية كما اسلفت .
وما ان حصلت الجزائر على استقلالها وطرد الفرنسيون منها واصبح (احمد بن بله) الزعيم الوطني للجزائر رئيسا لها اصبح (هواري بومدين) وزيرا للدفاع فيها في سنة\ 1965 فقام بانقلاب عسكري فكان الشاعر مفدى زكريا ضد الانقلاب العسكري أو بما يسمى (التصحيح الثوري )الذي قام به (هواري بومدين) وزير الدفاع آنذاك ضد الرئيس( أحمد بن بلة) يوم 19 جوان 1965. فأستولى (هواري بومدين) على السلطة في الجزائر، وطرد مفدي زكريا من الجزائر.
توفي الشاعر الجزائري مفدى زكريا في يوم الاربعاء السابع عشر من رمضان المبارك سنة 1397الموافق الثاني من شهر اب ( اغسطس) 1977 في مدينة ( تونس ) في القطرالتونسي ثم نقل جثمانه الى الجزائر ليدفن بمسقط راسه في (بني يزقن)ب (وادي الميزاب) بولاية ( بغرداية)
ترك اثارا ادبية شعرية ونثرية رائعة منها مايلي :
اللهب المقدس – ديوان شعر
تحت ظلال الزيتون- ديوان شعر
من وحي الاطلسي- ديوانشعر
الياذة الجزائر – الف بيت وبيت شعر
اغاني الشعب الجزائري
الخافق المعذب – شعر
الثورة الكبرى- مسرحية
تاريخ الادب العربي في الجزائر
انتم الناس ايها الشعراء
نحومجتمع افضل
ست سنوات في سجون فرنسا
حواء المغرب العربي الكبير في معركة التحرير
قاموس المغرب العربي الكبير
عوائق انبعاث القصة العربية
اليتيم يوم العيد –قصة
الجزائر بين الماضي والحاضر
مفدى زكريا شاعرالثورة الجزائري شعره يتسم بالوطنية الحقة والثورة العارمة والبطولة العربية يغلب على شعره طابع السلاسة والبلاغة ومعانيه رائعة تشد النفس اليها وتبعث الثورة والوطنية في متلقيها وقد انفرد في الشعرالوطني في اغلب دواوينه الا انه قال الشعر في الاغراض الاخرى مثل الغزل والوصف والرثاء وغيرها كثير . ومن اقواله مايلي :
يقول مفدي زكريا في إحدى قصائده عن الشعر:
رسالةُ الشعرِ في الدنيا مقدَّسةٌ
لولا النبوءةُ .. كان الشعرُ قرآنا
فكم هتكنا بها الأستارَ مُغلقةً
وكم غزونا بها في الغيبِ أكوانا
وكم جلونا بها الأسرارَ مُبهمةً
وكم أقمنا بها، للعدلِ ميزانا
وكم صرعنا بها في الأرضِ طاغيةً
وكم رجمنا بها في الإنسِ شيطانا
وكم حصدنا بها الأصنام شاخصةً
وكم بعثنا من الأصنام، إنسانا
واختم بحثي بهذه الابيات من الياذته المشهورة :
زائر يا مطلع المعجزات و يا حجة الله في الكائنات
و يا بسمة الرّب في أرضه و يا وجهه الضاحك القسمات
و يا لوحة في سجلّ الخلو د تموج بها الصور الحالمات
و يا قصة بثّ فيها الوجود معاني السموّ بروع الحياة
و يا صفحة خطّ فيها البقا بنار و نور جهاد الأباة
و يا للبطولات تغزو الدنا و تمنحها القيم الخالدات
و أسطورة ردّدتها القرون فهاجت بأعماقنا الذكريات
و يا تربة تاه فيها الجلال فتاهت بها القمم الشامخات
و ألقى النهاية فيها الجمال فهمنا بأسرارها الفاتنات
و أهوى على قدميها الزمان فأهوى على قدميها الطغاة
شغلنا الورى ، و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
جزائر يا بدعة الفاطر و يا روعة الصانع القادر
و يا بابل السحر من وحيها تلقّب هاروت بالساحر
و يا جنة غار منها الجنان و أشغله الغيب بالحاضر
و يا لجة يستحمّ الجما ل و يسبح في موجها الكافر
ويا ومضة الحب في خاطري و إشراقة الوحي للشاعر
و يا ثورة حار فيها الزمان و في شعبها الهادىء الثائر
و يا وحدة صهرتها الخطو ب فقامت على دمها الفائر
و يا همة ساد فيها الحجى فلم تك تقنع بالظاهر
و يا مثلا لصفاء الضمير يجل عن المثل السائر
سلام على مهرجان الخلود سلام على عيدك العاشر
شغلنا الورى و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
جزائر يا لحكاية حبي و يا من حملت السلام لقلبي
و يا من سكبت الجمال بروحي و يا من أشعت الضياء بدربي
فلولا جمالك ما صحّ ديني و ما أن عرفت الطريق لربي
و لولا العقيدة تغمر قلبي لما كنت أومن إلاّ بشعبي
و إذا ذكرتك شعّ كياني و أما سمعت نداك ألبي
و مهما بعدت و مهما قربت غرامك فوق ظنوني و لبيّ
ففي كل درب لنا لحمة مقدسة من وشاج و صلب
و في كلّ حي لنا صبوة مرنحة من غوايات صب
و في كل شبر لنا قصة مجنحة من سلام و حرب
تنبأت فيها بإلياذتي فآمن بي وبها المتنبي
شغلنا الورى و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
جزائر أنت عروس الدنا و منك استمدّ الصباح السنا
و أنت الجنان الذي وعدوا و إن شغلونا بطيب المنى
و أنت الحنان و أنت السما ح ، و أنت الطماح و أنت الهنا
و أنت السمو و أنت الضمير الصريح الذي لم يخن عهدنا
و منك استمد البناة البق اء فكان الخلود أساس البنا
و ألهمت إنسان هذا الزم ان، فكان بأخلاقنا مومنا
و علّمت آدم حب ّ أخيه ، عساه يسير على هدينا
صنعت البطولات من صلب شعب، سخي الدماء فرعتِ الدّنا
و عبّدت درب النجاح لشعب ذبيح فلم ينصهر مثلنا
و من لم يوحد شتات الصف وف ، يعجل به حمقه للفنا
شغلنا الورى و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
أفي رؤية الله فكرك حائر و تذهل عن وجهه في الجزائر؟
سل البحر و الزورق المستها م ، كأن مجاديفه قلب شاعر
و سل قبة الحور نم بها منار على حورها يتآمر
سل الورد يحمل أنفاسها لحيدر مثل الحظوظ البواكر
و أبيار تزهو بقديسها رفائيل يخفى انسلال الجآذر
تباركه أمّ إفريقيا على صلوات العذارى السواحر
و يحتار بلكور في أمرها فتضحك منه العيون الفواتر
و في القصبة امتد ليل السهارى و نهر المجرة نشوان ساهر
و في ساحة الشهداء تعالى مآذن تجلو عيون البصائر
و في كل ّ حيّ غوالي المنى و في كلّ بيت : نشيد الجزائر
شغلنا الورى و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
سل الأطلس الفرد عن جرجرا تعالى يشدّ السما بالثرى
فيختال كبرا تنافسه تكجدا فلا يرجع القهقرى
تلوّن وجه السماء به فأصبح أزرقها أخضرا
و تجثو الثلوج على قدميه ، خشوعا فتسخر منه الذرى
هو الأطلس الأزلي الذي قضى العمر يصنع أسد الشرى
و تسمو بأوراس أمجاده فتصدع في الكون هذا الورى
فيا من تردّد في وحدة بمغربنا و ادّعى ، و امترى
أما وحّد أطلسنا المغربي معاقلنا بوثيق العرى ؟..
أما طوّقتنا سلاسله فطوّق تاريخنا الأعصرا ؟؟
و كم فوقه انتظمت قمم فهل كان يعقد مؤتمرا ؟؟
شغلنا الورى و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
و في باب واديك أعمق ذكرى أعيش بأحلامها الزرق دهرا
بها ذاب قلبي كذوب الرصا ص ، فأوقد قلبي ، و شعبي جمرا
و ثورة قلبي كثورة شعبي هما ألهماني فأبدعت شعرا
إذا القلب لم ينتفض للجمال ، و لم يبل في الحب حلوا و مرا
فلا تثقنّ به في النضال ، و لا تعتمد في المهمات صخرا
و لا يكتم السرّ إلاّ المشو ق ، و من لم يهم ليس يكتم سرا
و حرب القلوب كحرب الشعو ب و من صدق الوعد أحرز نصرا
و علّمني الحبُّ حبََّ الفدا فكنت بحبيّ و شعبي برّا
و يشهد لي فيه وادي قريشِ سلوا قلبه فهو مني أدرى
و ديري* الذي كنت أتلو به صلاتي – مع الليل – سراّ و جهرا
شغلنا الورى ،وملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
عرجنا ننافح باينام* ضحى كأنا اغتصبنا لهامان صرحا
نسائل أشجاره الفارعا ت ، حديث النجوم فتبدع سحرا
و يلتف ساق بساق فنصبو فيغمرنا ملتقى الفكر نصحا
كأن عمالق باينام جمع بباريس يبني لفييتنام صلحا
كأن الإله الجميل تجلى فأغرق باينام حسنا و أوحى
يتيه به النجم* بين النجوم دلالا فيطلع في الليل صبحا
تموج مع الشمس أسراره و سر الهوى ماثلا ليس يمحى
فكم بات يبكي به موجع و يسفح دمعا فيغمر سفحا
و كم من جريح الفؤاد اشتكى فأثخن باينام في الصبح جرحا
و كم من صريع الغواني تداوى بأنسام باينامذ فازداد لفحا
شغلنا الورى و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
سجا الليل في القصبة الرابضه فأيقظ أسرارها الغامضه
و بين الدروب و بين الثنايا عفاريت مائجة راكضه
و ملء سراديبها الكافرا تِ ، تصاغ قراراتنا الرافضه
فيحتار بيجار في أمرها و يحسبها موجة عارضه
فيفجؤُ بيجارَ إصرارُ شعب و تدمغه الحجة الناهضه
و يأبى عليّ رضوخ الجنا ن ، فتسمو به روحه الفائضه
كأن اشتباك السطوح جسو ر ، بها امتدت الثورة الفارضه
كأن المضايق فيها خليج تمور به السفن الخائضه
و يلتف جار بجار كما تعانقت المهج النابضه
فكانت على خط حرب الخلاص ، و أعمارِ أعدائنا قابضه
شغلنا الورى و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
و بلكور للمجد شقّ طريقه حظّ معالمها في السويقه
و عجل أقدار يوم الخلاص و كان يحاسبها بالدقيقه
فأيقن ماسو و كان تغابى و ما عاد يجهل ماسو الحقيقه
و عاجل سالان صحو السكارى فبدد أحلام مايو الصفيقه
و سوستال بالرعب طار شعاعا فغصّ ، و ما اسطاع يبلع ريقه
و رجّت حواجزهم بالغلا ةِ ، غريق يشد بذيل غريقه
تشيعهم أدمع العاشقا ت ، و هيهات تجدي دموع العشيقه
و يضحك فوروم ، من حيو ان ، غواه السراب فضلّ طريقه
و من خائرين كأعجاز نخل ضمائرهم في المزاد رقيقه
و حسب الجزائر أبطال بلكو ر و القصبة الحاملين الوثيقه
شغلنا الورى و ملكنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
و حمام ملوان ملّ المجونا و أنهى غوايته و الفتونا
و فضّل خوض الحمام بديلا عن المستحِمات و العائمينا
و قد عاش دربا لحلو الأماني فأصبح دربا يلاقي المنونا
و كان كمين الضبا و الذئاب فصار لصيد الذئاب كمينا
و غاصت به ثورات الهوى ففجرت العزم في الثائرينا
و أعلن توبته في الجبا ل ، فكان الرصاص القصاص الضمينا
و مدّ اليمين لداعي الفدا فأقسم أن لا يخون اليمينا
و شمّر يرفض دنيا الملاهي و ينفض عنه غبار السنينا
و أضفى الجمال عليه جلالا و كان الجلال عليه ضنينا
هي الأرض…أرض الجزائر…مهما غوت و صبت ..أبدا لن تخونا
شغلنا الورى و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
و حمام ريغة بين الروابي ترنح طوع الهوى و التصابي
يصعّد في الجو أنفاسه عبيرا و أحشاؤه في التهاب
و تغلي المواجد في صدره تطارحها نزوات الشباب
يحاول كتمان أسراره فتفضحه خائنات الحُباب
أيخفي هواه و في راحتيه تموج المحاسن ملء الرّحاب؟
و يختال بين يديه اخضرارا شواهق تزجي ركاب السحاب
مدامعه يُتداوى بها كما يُتداوى بحلو الرُّضاب
و أنفاسه تغمر الصّب دفئا فينسى حرارة يوم الحساب
و منها استمدّ المجاهد عزما فراغ الدُّنا بالعجيب العجاب
و فجّر ثورته من لظاها و سار على هديها في الغلاب
شغلنا الورى و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
شريعتنا كجلال الشريعة كمالاتها راسخات ضليعه
كأن الذي شرع الصالحا ت ، أقام الدليل فأعلى الشريعه
و عمّر فيها "بني صالح فزكىّ الصلاح جمال الطبيعه
تطلّ جواسقها الضارعات شواخص تحمد ربّ الصنيعه
كذوب النجوم على قدميها فيبدع منها الزمان ربيعه
و تاه الصنوبر كبرا و عجبا على القمم الشامخات الرفيعه
و من تك فيه الأصالة طبعا تجبه الجذوع الطوال مطيعه
و فاخر بالأرز لبنان وهما و خلّد فيه الأغاني البديعه
و لولا تواضع أطلسنا لكانت جزائرنا في الطليعه
إلا أن حرمة ما بيننا
وما بين لبنان كانت شفيعه
شغلنا الورى و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
تسلّق إيعكورن و اغز السها و طاول به سدرة المنتهى
فيخجل هامان من صرحه و يعجز أن يبلغ المشتهى
و عانق بجاية في نخوة يعانق حناياك سرّ البها
و ناج بزغواط سرّ الظبا تناغك من حلق يتشي المها
عجائبها السبع لا تأتلي تتيه فيحتار فيها النهى
و وادي الهوى و الهواء بسرتا يزكي مسيد الهوى خلفها
تهدهده النسمات كأ م تهدهد طوع الكرى طفلها
و في جبل الوحش تاهت بلادي شموخا فأحنى الزمان لها
فلو شاء ربك وصف الجنا ن ، ليغري الأنام بها شبها
أضاع بها ذو الحجى رشده و لو لم يخف ربه ألها
شغلنا الورى و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
امير البيان العربي
د فالح نصيف الكيلاني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.