«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشاعر مفدى زكريا
نشر في شموس يوم 22 - 02 - 2016


موسوعة شعراء العربية مجلد 9 ج 1
بقلم د فالح الكيلاني – العراق
هو الشيخ زكرياء بن سليمان بن يحيى بن الشيخ سليمان بن الحاج عيسى .
ولد في قرية (بني يزقن) التابعة الى ( وادي مزاب ) بولاية (بغرداية) في احد القصورالسبعة في جنوب الجزائر يوم الجمعة الموافق الثاني عشر من حزيران ( يونيو ) 1908
بدا حياته التعلمية في الكتّاب بمسقط رأسه فحصل على شيء من علوم الدين واللغة العربية والقرآن الكريم حيث كان والده يمارس التجارة بالمدينة ثم انتقل الى مدينة ( عنابة ) لمواصلة دراسته بالعربية والفرنسية ثم رحل إلى( تونس) وأكمل دراسته ب ( المدرسة الخلدونية ) وثم اكمل دراسته في جامعة (الزيتونة) ونال شهاداتها .
أوّل قصيدة له (إلى الريفيّين) نشرها في جريدة (لسان الشعب ) وجريدة ( الصواب ) التونسيتين بتاريخ السدس من مايو (ايار )1925 عندما كان طالبا في تونس ثمّ في صحيفة (اللواء)، وصحيفة (الأخبار) المصريتين. ثم اخذ يواكب الحركة الوطنيّة بشعره وبنضاله على مستوى المغرب العربيّ فانخرط في صفوف الشبيبة الدستوريّة، في فترة دراسته بتونس، فاعتقل لمدّة نصف شهر، كما شارك مشاركة فعّآلة في مؤتمرات طلبة شمال إفريقيا؛ وعلى مستوى الحركة الوطنيّة الجزائريّة مناضلا في( حزب نجم شمال إفريقيا)، فقائدا من أبرز قادة حزب الشعب الجزائريّ، فكان أن أودع السجن لمدّة سنتين 1937-1939
ثم عاد إلى وطنه الجزائر وكانت له مشاركة فعالة في الحركة الأدبية والسياسية ولقبه زميله (الفرقد سليمان ابو جناح ) زميل البعثة الميزابية والدراسة (مفدى ) واصبح لقبه الادبي ( مفدي زكريا ) فاشتهر به وكان يوقع اشعاره وقصائده باسم ( ابن تومرت ) ولما قامت الثورة الجزائرية ضد الاستعمارالفرنسي انضم إليها بفكره وقلمه فكان شاعر الثورة ينشد لها ويرد د أناشيدها ومنها الياذة الجزائر
وانضم عضوا في جبهة التحرير في اوائل ثلاثينيات القرن الماضي والى ( جمعية طلبة شمال افريقيا ) والى ( حزب نجمة افريقيا الشمالية ) والى ( جمعية الانتصار ) والى ( حزب الشعب ) في الجزائر الذي اصبح امينا عاما له ورئيسا لتحرير صحيفة (الشعب ) الناطقة باسم الحزب والداعية لاستقلال الجزائرسنة \1937مما جعل فرنسا تزج به في السجن عدة مرات ثم فر من السجن سنة 1959 فأرسلته الجبهة خارج الحدود، فجال في العالم العربي وعرّف بالثورة الجزائرية .
واكب شعر مفدي زكرياء حماسة الواقع الجزائري، بل الواقع في المغرب العربي في كل مراحل الكفاح منذ سنة 1925م حتى سنة 1977م، داعياً إلى الوحدة بين أقطارها فهو شاعر وطني ملتزم يقول :
تونس والجزائر اليوم، والمغرب
شعب لن يستطيع انفصالا
وحدة أحكم الإله سداها،
من يرد قطعه أراد محالا
نبتت من أب كريم وأم سمت
في الحياة عما وخالا
نصبوا بينها حدودا من ال.
. ألواح، جهلا وخدعة، وضلالا
فاجعلوا إن أردتم الكون س
.دا، وضعوا البحر بيننا والجبالا
نحن روح مزاجه الضاد والد
ين، فلن يستطيع قط انحلالا
كلما رمتم افتراقا قربنا
وعقدنا محبة واتصالا
أوّل قصيدة له ذات شأن هي (إلى الريفيّين)نشرها في جريدة (لسان الشعب ) وجريدة ( الصواب ) التونسيتين بتاريخ السدس من مايو (ايار )1925 عندما كان طالبا في تونس ثمّ في صحيفة (اللواء)، وصحيفة (الأخبار) المصريتين. ثم اخذ يواكب الحركة الوطنيّة بشعره وبنضاله على مستوى المغرب العربيّ فانخرط في صفوف الشبيبة الدستوريّة، في فترة دراسته بتونس، فاعتقل لمدّة نصف شهر، كما شارك مشاركة فعّآلة في مؤتمرات طلبة شمال إفريقيا؛ وعلى مستوى الحركة الوطنيّة الجزائريّة مناضلا في( حزب نجم شمال إفريقيا)، فقائدا من أبرز قادة حزب الشعب الجزائريّ، فكان أن أودع السجن لمدّة سنتين 1937-وفي السجن هذه المرة كتب ( نشيد الشهيد) وقد طلبت جبهة التحرير الجزائرية من كل المحكوم عليهم بالاعدام ان يردد هذا النشيد قبل ان يضع حبل المشنقة في عنقه ويقول فيه:
شربت العقيدة حتى الثمالة فأسلمت وجهي لرب الجلاله
ولولا ا لوفاء لإسلامنا لما قرر الشعب يوما مآله
ولولا استقامة أخلاقن لما أخلص الشعب يوما نضاله
ولولا تحالف شعب ورب لما حقق الرب يوما سؤاله
هو الدين يغمر أرواحنا بنور اليقين ويرسي العداله
ويقول ايضا :
جزائر يا بدعة الفاطر و يا روعة الصانع القادر
و يا بابل السحر ، من وحيها تلقب هاروت بالساحر
و يا جنة غار منها الجنان و أشغله الغيب بالحاضر
و يا لجة يستحم الجم ا ل و يسبح في موجها الكافر
و يا ومضة الحب في خاطري و إشراقة الوحي للشاعر
و يا ثورة حار فيها الزمان و في شعبها الهادئ الثائر
و يا وحدة صهرتها الخطو ب فقامت على دمها الفائر
و يا همة ساد فيها الحجى فلم تك تقنع بالظاهر
و يا مثلاً لصفاء الضمير يجل عن المثل السٌائر
سلام على مهرجان الخلود سلام على عيدك العاشر
شغلنا الورَى ، و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصٌلاة
تسَابيحه من حَنايَا الجزائر
وفي أثناء تواجده بتونس واختلاطه بالأوساط الطلّابية هناك، تطوّرت علاقته ب(أبي اليقظان) وبالشاعر (رمضان حمود) ، وبعد عودته إلى الجزائر أصبح عضوا نشطا في جمعية طلبة مسلمي شمال إفريقيا المناهضة لسياسة الإدماج، إلى جانب ميوله إلى حركة الإصلاح التي تمثلها جمعية العلماء. انخرط في صفوف حركة الانتصار للحريات الديمقراطية، انضم إلى الثورة التحريرية فيسنة 1954 وشهد الاعتقال مجدّدا في نيسان(أبريل 1956( سجن بسجن بربروس (سركاجي حاليا) مدة 3 سنوات وبعد خروجه من السجن فرّ إلى المغرب ثم إلى تونس أين ساهم في تحرير جريدة المجاهد إلى غاية الاستقلال. اشتهر مفدي زكريا بكتابة ديوانه (اللهب المقدس )، وكتابة النشيد الوطني للجزائر (قسما ..) ألفه في السجن وكتبه بدم يده وتكريما له ولروعته :
قسماً بالنازلات الماحقاتْ
و الدماء الزاكيات الطاهراتْ
و البنود اللاّمعات الخافقاتْ
في الجبال الشامخات الشاهقاتْ
نحن ثرنا فحياةٌ أومماتْ
و عقدْنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا….
نحن جندٌ في سبيل الحق ثرنا
و إلى استقلالنا بالحرب قُمنا
لم يكن يُصغى لنا لمّا نطقْنا
فاتخذنا رنّة البارود وزنا
و عزفنا نغمة الرّشاش لحنا
و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا…..
يا فرنسا قد مضى وقتُ العتاب
و طوينّاه كما يُطوى الكتاب
يا فرنسا … إن ذا يوم الحساب
فاستعدّي .. و خذي منّا الجواب
إنّ في ثورتنا فصل الخطاب
و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا…..
نحن منْ أبطالنا ندفعُ جًندا
و على أشلائنا نصنع مجدا
و على أرواجنا نصعدٌ خُلْدا
و على هاماتنا نرفعُ بندا
جبهة التحرير أعطيناك عهدا
و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا…..
صرخة الأوطان من ساح الفدا
فاسمعوها و استجيبوا للندا
و أكتبوها بدماء الشهداء
و اقرأوها لبني الجيل غدا
قد مددنا لك يا مجدُ يدا
و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا….
و غداة اندلاع الثورة التحريريّة الكبرى انخرط في أولى خلايا جبهة التحرير الوطنيّ بالجزائر العاصمة، وألقي عليه وعلى زملائه المشكّلين لهذه الخليّة القبض، فأودعوا السجن بعد محاكمتهم، فبقي فيه لمدّة ثلاث سنوات من عام 1956 الى عام 1959
فر بعد خروجه من السجن إلى( المغرب)، ومنه انتقل إلى(تونس ) للعلاج لما لا قاه من تعذيب في السجون الفرنسية ثم عمل في صحيفة ( الاستقلال ) التونسية حتى استقلال الجزائر وبعد ذلك اصبح سفير الثورة الجزائرية في الوطن العربي لمنظمة جبهة التحرير الجزائرية كما اسلفت .
وما ان حصلت الجزائر على استقلالها وطرد الفرنسيون منها واصبح (احمد بن بله) الزعيم الوطني للجزائر رئيسا لها اصبح (هواري بومدين) وزيرا للدفاع فيها في سنة\ 1965 فقام بانقلاب عسكري فكان الشاعر مفدى زكريا ضد الانقلاب العسكري أو بما يسمى (التصحيح الثوري )الذي قام به (هواري بومدين) وزير الدفاع آنذاك ضد الرئيس( أحمد بن بلة) يوم 19 جوان 1965. فأستولى (هواري بومدين) على السلطة في الجزائر، وطرد مفدي زكريا من الجزائر.
توفي الشاعر الجزائري مفدى زكريا في يوم الاربعاء السابع عشر من رمضان المبارك سنة 1397الموافق الثاني من شهر اب ( اغسطس) 1977 في مدينة ( تونس ) في القطرالتونسي ثم نقل جثمانه الى الجزائر ليدفن بمسقط راسه في (بني يزقن)ب (وادي الميزاب) بولاية ( بغرداية)
ترك اثارا ادبية شعرية ونثرية رائعة منها مايلي :
اللهب المقدس – ديوان شعر
تحت ظلال الزيتون- ديوان شعر
من وحي الاطلسي- ديوانشعر
الياذة الجزائر – الف بيت وبيت شعر
اغاني الشعب الجزائري
الخافق المعذب – شعر
الثورة الكبرى- مسرحية
تاريخ الادب العربي في الجزائر
انتم الناس ايها الشعراء
نحومجتمع افضل
ست سنوات في سجون فرنسا
حواء المغرب العربي الكبير في معركة التحرير
قاموس المغرب العربي الكبير
عوائق انبعاث القصة العربية
اليتيم يوم العيد –قصة
الجزائر بين الماضي والحاضر
مفدى زكريا شاعرالثورة الجزائري شعره يتسم بالوطنية الحقة والثورة العارمة والبطولة العربية يغلب على شعره طابع السلاسة والبلاغة ومعانيه رائعة تشد النفس اليها وتبعث الثورة والوطنية في متلقيها وقد انفرد في الشعرالوطني في اغلب دواوينه الا انه قال الشعر في الاغراض الاخرى مثل الغزل والوصف والرثاء وغيرها كثير . ومن اقواله مايلي :
يقول مفدي زكريا في إحدى قصائده عن الشعر:
رسالةُ الشعرِ في الدنيا مقدَّسةٌ
لولا النبوءةُ .. كان الشعرُ قرآنا
فكم هتكنا بها الأستارَ مُغلقةً
وكم غزونا بها في الغيبِ أكوانا
وكم جلونا بها الأسرارَ مُبهمةً
وكم أقمنا بها، للعدلِ ميزانا
وكم صرعنا بها في الأرضِ طاغيةً
وكم رجمنا بها في الإنسِ شيطانا
وكم حصدنا بها الأصنام شاخصةً
وكم بعثنا من الأصنام، إنسانا
واختم بحثي بهذه الابيات من الياذته المشهورة :
زائر يا مطلع المعجزات و يا حجة الله في الكائنات
و يا بسمة الرّب في أرضه و يا وجهه الضاحك القسمات
و يا لوحة في سجلّ الخلو د تموج بها الصور الحالمات
و يا قصة بثّ فيها الوجود معاني السموّ بروع الحياة
و يا صفحة خطّ فيها البقا بنار و نور جهاد الأباة
و يا للبطولات تغزو الدنا و تمنحها القيم الخالدات
و أسطورة ردّدتها القرون فهاجت بأعماقنا الذكريات
و يا تربة تاه فيها الجلال فتاهت بها القمم الشامخات
و ألقى النهاية فيها الجمال فهمنا بأسرارها الفاتنات
و أهوى على قدميها الزمان فأهوى على قدميها الطغاة
شغلنا الورى ، و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
جزائر يا بدعة الفاطر و يا روعة الصانع القادر
و يا بابل السحر من وحيها تلقّب هاروت بالساحر
و يا جنة غار منها الجنان و أشغله الغيب بالحاضر
و يا لجة يستحمّ الجما ل و يسبح في موجها الكافر
ويا ومضة الحب في خاطري و إشراقة الوحي للشاعر
و يا ثورة حار فيها الزمان و في شعبها الهادىء الثائر
و يا وحدة صهرتها الخطو ب فقامت على دمها الفائر
و يا همة ساد فيها الحجى فلم تك تقنع بالظاهر
و يا مثلا لصفاء الضمير يجل عن المثل السائر
سلام على مهرجان الخلود سلام على عيدك العاشر
شغلنا الورى و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
جزائر يا لحكاية حبي و يا من حملت السلام لقلبي
و يا من سكبت الجمال بروحي و يا من أشعت الضياء بدربي
فلولا جمالك ما صحّ ديني و ما أن عرفت الطريق لربي
و لولا العقيدة تغمر قلبي لما كنت أومن إلاّ بشعبي
و إذا ذكرتك شعّ كياني و أما سمعت نداك ألبي
و مهما بعدت و مهما قربت غرامك فوق ظنوني و لبيّ
ففي كل درب لنا لحمة مقدسة من وشاج و صلب
و في كلّ حي لنا صبوة مرنحة من غوايات صب
و في كل شبر لنا قصة مجنحة من سلام و حرب
تنبأت فيها بإلياذتي فآمن بي وبها المتنبي
شغلنا الورى و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
جزائر أنت عروس الدنا و منك استمدّ الصباح السنا
و أنت الجنان الذي وعدوا و إن شغلونا بطيب المنى
و أنت الحنان و أنت السما ح ، و أنت الطماح و أنت الهنا
و أنت السمو و أنت الضمير الصريح الذي لم يخن عهدنا
و منك استمد البناة البق اء فكان الخلود أساس البنا
و ألهمت إنسان هذا الزم ان، فكان بأخلاقنا مومنا
و علّمت آدم حب ّ أخيه ، عساه يسير على هدينا
صنعت البطولات من صلب شعب، سخي الدماء فرعتِ الدّنا
و عبّدت درب النجاح لشعب ذبيح فلم ينصهر مثلنا
و من لم يوحد شتات الصف وف ، يعجل به حمقه للفنا
شغلنا الورى و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
أفي رؤية الله فكرك حائر و تذهل عن وجهه في الجزائر؟
سل البحر و الزورق المستها م ، كأن مجاديفه قلب شاعر
و سل قبة الحور نم بها منار على حورها يتآمر
سل الورد يحمل أنفاسها لحيدر مثل الحظوظ البواكر
و أبيار تزهو بقديسها رفائيل يخفى انسلال الجآذر
تباركه أمّ إفريقيا على صلوات العذارى السواحر
و يحتار بلكور في أمرها فتضحك منه العيون الفواتر
و في القصبة امتد ليل السهارى و نهر المجرة نشوان ساهر
و في ساحة الشهداء تعالى مآذن تجلو عيون البصائر
و في كل ّ حيّ غوالي المنى و في كلّ بيت : نشيد الجزائر
شغلنا الورى و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
سل الأطلس الفرد عن جرجرا تعالى يشدّ السما بالثرى
فيختال كبرا تنافسه تكجدا فلا يرجع القهقرى
تلوّن وجه السماء به فأصبح أزرقها أخضرا
و تجثو الثلوج على قدميه ، خشوعا فتسخر منه الذرى
هو الأطلس الأزلي الذي قضى العمر يصنع أسد الشرى
و تسمو بأوراس أمجاده فتصدع في الكون هذا الورى
فيا من تردّد في وحدة بمغربنا و ادّعى ، و امترى
أما وحّد أطلسنا المغربي معاقلنا بوثيق العرى ؟..
أما طوّقتنا سلاسله فطوّق تاريخنا الأعصرا ؟؟
و كم فوقه انتظمت قمم فهل كان يعقد مؤتمرا ؟؟
شغلنا الورى و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
و في باب واديك أعمق ذكرى أعيش بأحلامها الزرق دهرا
بها ذاب قلبي كذوب الرصا ص ، فأوقد قلبي ، و شعبي جمرا
و ثورة قلبي كثورة شعبي هما ألهماني فأبدعت شعرا
إذا القلب لم ينتفض للجمال ، و لم يبل في الحب حلوا و مرا
فلا تثقنّ به في النضال ، و لا تعتمد في المهمات صخرا
و لا يكتم السرّ إلاّ المشو ق ، و من لم يهم ليس يكتم سرا
و حرب القلوب كحرب الشعو ب و من صدق الوعد أحرز نصرا
و علّمني الحبُّ حبََّ الفدا فكنت بحبيّ و شعبي برّا
و يشهد لي فيه وادي قريشِ سلوا قلبه فهو مني أدرى
و ديري* الذي كنت أتلو به صلاتي – مع الليل – سراّ و جهرا
شغلنا الورى ،وملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
عرجنا ننافح باينام* ضحى كأنا اغتصبنا لهامان صرحا
نسائل أشجاره الفارعا ت ، حديث النجوم فتبدع سحرا
و يلتف ساق بساق فنصبو فيغمرنا ملتقى الفكر نصحا
كأن عمالق باينام جمع بباريس يبني لفييتنام صلحا
كأن الإله الجميل تجلى فأغرق باينام حسنا و أوحى
يتيه به النجم* بين النجوم دلالا فيطلع في الليل صبحا
تموج مع الشمس أسراره و سر الهوى ماثلا ليس يمحى
فكم بات يبكي به موجع و يسفح دمعا فيغمر سفحا
و كم من جريح الفؤاد اشتكى فأثخن باينام في الصبح جرحا
و كم من صريع الغواني تداوى بأنسام باينامذ فازداد لفحا
شغلنا الورى و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
سجا الليل في القصبة الرابضه فأيقظ أسرارها الغامضه
و بين الدروب و بين الثنايا عفاريت مائجة راكضه
و ملء سراديبها الكافرا تِ ، تصاغ قراراتنا الرافضه
فيحتار بيجار في أمرها و يحسبها موجة عارضه
فيفجؤُ بيجارَ إصرارُ شعب و تدمغه الحجة الناهضه
و يأبى عليّ رضوخ الجنا ن ، فتسمو به روحه الفائضه
كأن اشتباك السطوح جسو ر ، بها امتدت الثورة الفارضه
كأن المضايق فيها خليج تمور به السفن الخائضه
و يلتف جار بجار كما تعانقت المهج النابضه
فكانت على خط حرب الخلاص ، و أعمارِ أعدائنا قابضه
شغلنا الورى و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
و بلكور للمجد شقّ طريقه حظّ معالمها في السويقه
و عجل أقدار يوم الخلاص و كان يحاسبها بالدقيقه
فأيقن ماسو و كان تغابى و ما عاد يجهل ماسو الحقيقه
و عاجل سالان صحو السكارى فبدد أحلام مايو الصفيقه
و سوستال بالرعب طار شعاعا فغصّ ، و ما اسطاع يبلع ريقه
و رجّت حواجزهم بالغلا ةِ ، غريق يشد بذيل غريقه
تشيعهم أدمع العاشقا ت ، و هيهات تجدي دموع العشيقه
و يضحك فوروم ، من حيو ان ، غواه السراب فضلّ طريقه
و من خائرين كأعجاز نخل ضمائرهم في المزاد رقيقه
و حسب الجزائر أبطال بلكو ر و القصبة الحاملين الوثيقه
شغلنا الورى و ملكنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
و حمام ملوان ملّ المجونا و أنهى غوايته و الفتونا
و فضّل خوض الحمام بديلا عن المستحِمات و العائمينا
و قد عاش دربا لحلو الأماني فأصبح دربا يلاقي المنونا
و كان كمين الضبا و الذئاب فصار لصيد الذئاب كمينا
و غاصت به ثورات الهوى ففجرت العزم في الثائرينا
و أعلن توبته في الجبا ل ، فكان الرصاص القصاص الضمينا
و مدّ اليمين لداعي الفدا فأقسم أن لا يخون اليمينا
و شمّر يرفض دنيا الملاهي و ينفض عنه غبار السنينا
و أضفى الجمال عليه جلالا و كان الجلال عليه ضنينا
هي الأرض…أرض الجزائر…مهما غوت و صبت ..أبدا لن تخونا
شغلنا الورى و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
و حمام ريغة بين الروابي ترنح طوع الهوى و التصابي
يصعّد في الجو أنفاسه عبيرا و أحشاؤه في التهاب
و تغلي المواجد في صدره تطارحها نزوات الشباب
يحاول كتمان أسراره فتفضحه خائنات الحُباب
أيخفي هواه و في راحتيه تموج المحاسن ملء الرّحاب؟
و يختال بين يديه اخضرارا شواهق تزجي ركاب السحاب
مدامعه يُتداوى بها كما يُتداوى بحلو الرُّضاب
و أنفاسه تغمر الصّب دفئا فينسى حرارة يوم الحساب
و منها استمدّ المجاهد عزما فراغ الدُّنا بالعجيب العجاب
و فجّر ثورته من لظاها و سار على هديها في الغلاب
شغلنا الورى و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
شريعتنا كجلال الشريعة كمالاتها راسخات ضليعه
كأن الذي شرع الصالحا ت ، أقام الدليل فأعلى الشريعه
و عمّر فيها "بني صالح فزكىّ الصلاح جمال الطبيعه
تطلّ جواسقها الضارعات شواخص تحمد ربّ الصنيعه
كذوب النجوم على قدميها فيبدع منها الزمان ربيعه
و تاه الصنوبر كبرا و عجبا على القمم الشامخات الرفيعه
و من تك فيه الأصالة طبعا تجبه الجذوع الطوال مطيعه
و فاخر بالأرز لبنان وهما و خلّد فيه الأغاني البديعه
و لولا تواضع أطلسنا لكانت جزائرنا في الطليعه
إلا أن حرمة ما بيننا
وما بين لبنان كانت شفيعه
شغلنا الورى و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
تسلّق إيعكورن و اغز السها و طاول به سدرة المنتهى
فيخجل هامان من صرحه و يعجز أن يبلغ المشتهى
و عانق بجاية في نخوة يعانق حناياك سرّ البها
و ناج بزغواط سرّ الظبا تناغك من حلق يتشي المها
عجائبها السبع لا تأتلي تتيه فيحتار فيها النهى
و وادي الهوى و الهواء بسرتا يزكي مسيد الهوى خلفها
تهدهده النسمات كأ م تهدهد طوع الكرى طفلها
و في جبل الوحش تاهت بلادي شموخا فأحنى الزمان لها
فلو شاء ربك وصف الجنا ن ، ليغري الأنام بها شبها
أضاع بها ذو الحجى رشده و لو لم يخف ربه ألها
شغلنا الورى و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
امير البيان العربي
د فالح نصيف الكيلاني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.