ناقشت مائدة السرد بملتقى الأبداع المجموعة القصصية "ذلك المكان الآخر "للأديب أسامة ريان،وشارك فى المناقشة الناقد عمر شهريار والناقد الدكتور رضا عطية ، وأدارتها الإعلامية سامية أبو زيد. وبدأت سامية أبوزيد باهتمام الكاتب بالتكوين الأسري في المجتمع وأهمية نقل الخبرات والتراث بين أجياله، وأيضا تناثر قدر كبير من المعلوماتية خلال القصص القصيرة المكثفة بلا شعور بالملل المصاحب دائما لتلقي المعلومات، كما أن جو الشعور بالفقد يسود قصص المجموعة ، ثم قرأ أسامة ريان عض من نصوص المجموعة. وأشار رضا عطية إلى وجود زخم التفاصيل التي يشكل بها السارد فضاءة المكاني وحركات الشخصيات، مما أضفى على السرد قدر كبير من الصلابة والواقعية مع وعيه ألا تثقل كاهل إيقاعه السردي، وإن قصص هذه المجموعة تتميز بأنها تعتمد على ركيزتين أساسيتين ، الأولى تخص الأبعاد الواقعية الواضحة ، ويحاول الكاتب أن يستدعى حكايات وقصصا داخل القصة الواحدة مثلما تفعل شهرزاد فى ألف ليلة وليلة ، فالكاتب لا يترك الأبعاد الواقعية تسبح فى فضاء مطلق، ولكنه يستدعى حفنة من الأساطير والأمثولات التاريخية ليوضح أن التاريخ حلقات متصلة وليست منفصلة. وأضاف عطية أن السرد يراعي تقاطع ما هو تقني مع ما هو اجتماعي سواء كان التطور الاجتماعي سلبي كتأثر المجتمع بالفكر الوهابي وطمسه للهوية المصرية، وأكد أن السارد أعتمد في بعض الأحيان على اللفتة السردية التي تغير مجرى الأحداث. وتابع عمر شهريار أن العنوان مكتنز بدلالات عدة والراوي منشغل برصد العالم وتحولاته مما جعل الماضي هو المركز الذي يعود اليه الكاتب، وأضاف أن لعبة الزمن هي المحور الذي تدور حوله المجموعة، كما أن الراوي في قصص المجموعة يكاد يكون هو نفسه بخبرات حياتية يسودها محاولات التغلب على الفقد الملازم لمن يحبهم، إضافة لجو من الفنون المختلفة من تشكيل وموسيقى ومسرح يمارسه شخوص المجموعة. وأشار شهريار إلى نسبة الأصدقاء لأمهاتهم بدلالتها والتلميح للعبة الطبقية والمراوحات بين الطبقات، كما استخدم الكاتب إشارات للتقنيات الحديثة والاعتماد عليها، كما حضرت تيمات كالموت المعنوي وموت الذاكرة وموت الجمال في مواجهة الموت الحقيقي، كما تصنع المجموعة مجموعة من المعادلات فمن يمسك بتلابيب ماضيه وحاضره يخسر مستقبله، ومن يحاول التمسك بآمال مستقبله يفقد ماضيه، بالإضافة الى أنه من الملامح المهمة للمجموعة وجود قصص الأجيال على غرار رواية الأجيال، واغتراب البطل سواء كان الاغتراب زمانيا أو مكانيا.