مدير وكالة الطاقة الذرية: لا علامات على استعداد الدول الكبرى لإجراء تجارب نووية    حريق في خزانين نفطيين بميناء تيمريوك بجنوب روسيا إثر هجوم أوكراني بمسيرات    إخلاء العقارات المجاورة لعقار المنصورة المنهار | بالصور    بدون مفاجآت، ترتيب مجموعات كأس أمم إفريقيا 2025 بعد الجولة الأولى    كان على وشك الزواج.. حبس ربة منزل لقتلها طليقها بشبرا الخيمة    تطعيم الجديري المائي بمراكز «فاكسيرا» في القاهرة والمحافظات    الأمن العام السوري يلقي القبض على والي دمشق في تنظيم داعش    الكويت تدين الهجوم المسلح الذي استهدف أفراداً من الشرطة الباكستانية    الكرملين: المفاوضات حول أوكرانيا ينبغي أن تجري خلف أبواب مغلقة    إعلام فلسطيني: قوات الاحتلال تطلق النار على مناطق بخان يونس ومدينة غزة    بعد 159 عامًا في قصر العيني.. «البرلمان» ينقل جلساته للعاصمة الجديدة    مع اقتراب رأس السنة.. «الوكالة» تخطف الأضواء وركود بمحلات وسط البلد    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الخميس 25 ديسمبر 2025    وزير الثقافة يلتقي محافظ الأقصر لبحث تكثيف التعاون    بطولة أحمد رمزي.. تفاصيل مسلسل «فخر الدلتا» المقرر عرضه في رمضان 2026    بعد غياب أكثر من 4 سنوات.. ماجدة زكي تعود للدراما ب «رأس الأفعى»    سقوط نواب بارزين وصعود وجوه جديدة.. أطول ماراثون برلماني يقترب من خط النهاية    إصابة 4 أشخاص في حادث تصادم سيارة ملاكي وربع نقل بقنا    الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من «حزب الله» في جنوب لبنان    عاجل- طقس الخميس، الهيئة العامة للأرصاد الجوية: ظاهرتان تؤثران على طقس الخميس في جميع أنحاء مصر    براءة المدعي عليه لانتفاء أركان الجريمة.. حيثيات رفض دعوى عفاف شعيب ضد محمد سامي    زعيم كوريا الشمالية يشرف على تجربة إطلاق صاروخ "سطح-جو" بعيد المدى    كارم محمود: لم أجد صحفيا مهنيا تورط يوما في انتهاكات أثناء تغطية العزاءات    بعد تصريح مدبولي: "لا أعباء جديدة حتى نهاية برنامج صندوق النقد الدولي".. كيف طمأنت الحكومة المواطنين؟    اليوم، البنك المركزي يحدد أسعار الفائدة الجديدة    موعد مباريات اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025| إنفوجراف    اليوم.. أولى جلسات محاكمة المتهمين في قضية السباح يوسف    قفزة تاريخية في أسعار الذهب بمصر اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025    بالأسماء، أحكام الإدارية العليا في 49 طعنا على نتائج ال 30 دائرة الملغاة بانتخابات النواب    أخبار × 24 ساعة.. رئيس الوزراء: انتهاء برنامج مصر مع صندوق النقد الدولي بعد عام    التعليم وتغير قيم الإنجاب لدى المرأة.. رسالة دكتوراه بآداب السويس    مجلس الوزراء: برنامج مصر مع صندوق النقد ينتهي في ديسمبر 2026.. ولا أعباء إضافية    خبير مروري لتليفزيون اليوم السابع: تغليظ عقوبات المرور يعالج سلوكيات خطرة    محافظ الدقهلية يتفقد موقع انفجار أنبوبة بوتاجاز بعقار المنصورة    لم تحدث منذ 70 عاما، محمد علي خير يكشف "قنبلة مدبولي" للمصريين في 2026    ترتيب أمم إفريقيا - رباعي عربي في الصدارة عقب الجولة الأولى    الكاميرون تفتتح مشوارها الإفريقي بانتصار صعب على الجابون    دوري أبطال آسيا 2.. عماد النحاس يسقط بخماسية رفقه الزوراء أمام النصر بمشاركة رونالدو    صاحب فيديو صناديق الاقتراع المفتوحة بعد خسارته: لم أستغل التريند وسأكرر التجربة    العالمي فيديريكو مارتيلو: الموسيقى توحد الشعوب ومصر وطني الثاني    صفاء أبو السعود: 22 دولة شاركت في حملة مانحي الأمل ومصر تلعب دور عظيم    سكرتير بني سويف يتابع أعمال تطوير مسجد السيدة حورية للحفاظ على هويته التاريخية    تحت عنوان: ديسمبر الحزين 2025.. الوسط الفني يتشح بسواد الفقدان    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    كأس الأمم الأفريقية 2025.. الكاميرون تهزم الجابون بهدف "إيونج"    بطريرك الكاثوليك في عظة عيد الميلاد: العائلة مكان اللقاء بالله وبداية السلام الحقيقي    سلطة محكمة النقض في نقض الحكم من تلقاء نفسها لمصلحة المتهم في رسالة دكتوراة    محافظ القليوبية: توريد الأجهزة الطبية لمستشفى طوخ المركزي تمهيدا للتشغيل التجريبى    محافظ الدقهلية ورئيس جامعة المنصورة يتفقدان أعمال التطوير بمكتبة مصر العامة    يلا شوت بث مباشر.. مشاهدة الكاميرون × الجابون Twitter بث مباشر دون "تشفير أو اشتراك" | كأس الأمم الإفريقية    وسرحوهن سراحا جميلا.. صور مضيئة للتعامل مع النساء في ضوء الإسلام    بحضور مستشار رئيس الجمهورية للصحة، الاحتفال باليوم السنوي الأول قسم الباطنة العامة بكلية الطب    موعد الامتحان الإلكتروني للمتقدمين لشغل 964 وظيفة معلم مساعد حاسب آلي بالأزهر    صحة الفيوم تطلق مبادرة "صوت المريض" لدعم مرضى الكلى    محافظ البحيرة تتفقد القافلة الطبية المجانية بقرية الجنبيهي بحوش عيسى    حسام بدراوي يهاجم إماما في المسجد بسبب معلومات مغلوطة عن الحمل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 24-12-2025 في محافظة الأقصر    فاضل 56 يومًا.. أول أيام شهر رمضان 1447 هجريًا يوافق 19 فبراير 2026 ميلاديًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أَهَمُّ المَدَارِسِ اللِّسَانِيَّةِ الغَرْبِيَّةِ الحَدِيْثَةِ
نشر في شموس يوم 27 - 01 - 2016


جزء من بحثي (سيبويه والمدرسة التحويلية)
أولاً : من المدارس اللسانية الأوربية :
(1) المدرسة البنيوية (مدرسة جنيف)(structuralisme) مع سوسير: ومن أهم مبادئ هذه المدرسة :
أولاً : العلاقة بين اللغة والكلام . ثانيًا : تحليل الرموز اللغوية .
ثالثًا : دراسة التركيب العام للنظام اللغوي .
رابعًا : التفرقة بين مناهج الدراسة الوصفية ومناهجها التاريخية .
(2) المدرسة الوظيفية مدرسة (براغ) (fonctionnelle) مع ياكوبسن ومارتيني :
ومن أهم مبادئ هذه المدرسة :
أولاً : وضعت هذه المدرسة نظرية كاملة في التَّحليل الفونولوجي .
ثانيًا : تحديد الوظيفة الحقيقية للغة، التي تتمثل ب (الاتصال) .
ثالثًا : اللغة ظاهرة طبيعية، ذات واقع مادي يتصل بعوامل خارجة عنه .
رابعًا : الدعوة إلى الكشف عن تأثر اللغة بكثير من الظواهر العقلية والنفسية والاجتماعية .
(3) المدرسة النَّسقية مدرسة (كوبنهاكن) (glossématique) مع هلمسليف :
ومن أهم مبادئ هذه المدرسة :
أولاً : اللغة ليست مادة، وإنَّما هي صورة أو شكل .
ثانيًا : جميع اللُّغات تشترك في أنها تُعبِّر عن محتوى .
ثالثًا : يوضع لتحليل اللغة نظرية صورية رياضية تصدق على جميع اللغات .
رابعًا : تقوم على النقد الحاد للسانيات التي سبقتها وحادت في نظرها عن مجال اللغة بانتصابها خارج الشبكة اللغوية .
خامسًا : تقوم على النسقية التي تنصب على داخل اللغة ، فهي تصدر منها وإليها ولا تخرج عن دائرة اللغة المنظور إليها على أنَّها حقل مغلق على نفسه وبنية لذاتها .
سادسًا : تسعى إلى إبراز كل ما هو مُشترك بين جميع اللغات البشرية، وتكون اللغة بسببه هي مهما تبدل الزمن وتغيرت الأحداث.
(4) مدرسة السِّياق : هي ما عُرف بمدرسة" فيرث " : يُعدُّ فيرث صاحب نظرية السِّياق، لما له من أثر كبير في صياغتها والتَّوسع في مُعالجتها، بحيث أصبحت على يديه نظرية لغوية مُتكاملة ، قد تلتقي في بعض جوانبها مع آراء اللغويين القدماء، ولكنها دون شكٍّ تختلف عن تلك الآراء ؛ من حيث المنهج والمصطلحات والأفكار. ثانيًا : من المدارس اللسانية الأمريكية :
(1) مدرسة (سابير) المتوفى عام 1933م : ومن أهم مبادئ هذه المدرسة :
أولاً : فكرة (النماذج اللغوية): أنَّ كُلَّ إنسانٍ يحمل في داخله الملامح الأساسية لنظام لغته. ث
انيًا : فكرة العلاقة الوثيقة بين ثقافة شعب ما ولغته .
ثالثًا : اللغة نظام من الأصوات الإنسانية .
رابعًا : وضع من تصور جديد (للفونيم) .
(2) المدرسة التوزيعية (distributionnelle) أو(المدرسة السلوكية) مع بلومفيلد :
ومن أهم مبادئ هذه المدرسة :
أولاً : اللغة (مادة) قابلة للمُلاحظة المُباشرة .
ثانيًا : دراسة المعنى قد تعوق الوصول إلى القوانين العامة التي تحكم السُّلوك اللغوي .
(3) المدرسة التوليدية التحويلية (Transformational-Generative): لقد نشر تشومسكي(1) كتابه الأول عام 1957م، وكان كتابًا ضئيل الحجم مُقتضبًا، وكانت أفكاره غير مُقيَّدة بالتَّناول العلمي والفني لقضايا هذا العلم إلى حدٍّ ما، ومع ذلك فقد كان الكتاب ثورةً في الدِّراسة العلمية للغة ؛ ظلَّ تشومسكي بعدها يتحدَّث بسطوة مُنقطعة النَّظير في كافة نواحي النَّظريَّة النَّحويَّة لسنوات طويلة(2).
ويرى بعض الباحثين أنَّه "لا يعترف تشومسكي نفسه بفضل سوسير في مجال اللغويات"(3).
ويتحدث تشومسكي عمَّا يُسمِّيه «النَّحو العالمي» ، وهو تعبير عن الثَّوابت اللغوية العالمية، ولذا يُنكر تشومسكي وجود لغات بدائية ، تماماً كما يُنكر كلود ليفي شتراوس وجود نظم معرفية بدائية أو ما يُسمَّى «قبل المنطقي»(4).
والنَّحو التَّوليدي هو نظرية لسانية وضعها تشومسكي، ومعه علماء اللِّسانيات في المعهد التكنولوجي بماساشوسيت (الولايات المتحدة) فيما بين 1960م و1965م بانتقاد النَّموذج التَّوزيعي والنَّموذج البنيوي ؛ في مقوماتهما الوضعية المُباشرة ، باعتبار أنَّ هذا التَّصور لا يصف إلاّ الجمل المُنجزة بالفعل ، ولا يمكنه أن يفسر عددًا كبيرًا من المُعطيات اللِّسانيَّة؛ مثل: الالتباس، والأجزاء غير المُتَّصلة ببعضها البعض؛ فوضع هذه النَّظرية لتكون قادرةً على تفسير ظاهرة الإبداع لدى المُتكلِّمِ ، وقدرته على إنشاء جمل لم يسبق أن وُجدت أو فُهمت على ذلك الوجه الجديد .(5) والنحو يتمثَّل في مجموع المحصول اللِّساني الذي تراكم في ذهن المُتكلم باللغة يعني الكفاءة (competence) اللِّسانية ، والاستعمال الخاص الذي ينجزه المتكلم في حال من الأحوال الخاصة عند التخاطب والذي يرجع إلى القدرة (performance) الكلامية.
والنحو يتألف من ثلاثة أجزاء أو مقومات(6):
مقوم تركيبي : ويعني نظام القواعد التي تحدد الجملة المسموح بها في تلك اللغة.
مقوم دلالي: ويتألف من نظام القواعد التي بها يتم تفسير الجملة المُولَّدة من التَّراكيب النحويَّة.
مقوم صوتي وحرفي : يعني نظام القواعد التي تنشئ كلامًا مُقطَّعًا من الأصوات في جمل مُولَّدة من التركيب النحوي. والشبكة النحوية (composante) :
يعني البنية النحوية ، وهي مكونة من قسمين كبيرين: الأصل : الذي يُحدِّد البنيات الأصلية . والتحويلات : التي تُمكِّن من الانتقال من البنية العميقة المُتولَّدة عن الأصل إلى البنية الظاهرة التي تتجلى في الصيغة الصوتية ،
وتصبح بعد ذلك جُملاً مُنجزة بالفعل(7). وعمليات التَّحويل : تقلب البنيات العميقة إلى بنيات ظاهرة دون أن تمسّ بالتَّحويل؛ أي : بالتأويل الدلالي الذي يجري في مستوى البنيات العميقة. أمَّا التحويلات التي كانت وراء وجود بعض المقومات فإنَّها تتم في مرحلتين: إحداهما: بالتَّحويل البنيوي للسلسلة التركيبية لكي نعرف هل هي منسجمة مع تحويل معين؟ والثاني: باستبدال بنية هذا التركيب بالزيادة أو بالحذف أو بتغيير الموضوع أو بالإبدال، فنصل حينئذ إلى سلسلةٍ مُتتالية من التَّحويلات تتطابق مع البنية الخارجية(8). ويقصد بالتحويل في النحو التوليدي : التَّغيُّرات التي يُدخلها المُتكلِّم على النَّصِّ؛ فينقل البنيات العميقة المُولَّدة من أصل المعنى إلى بنيات ظاهرة على سطح الكلام، وتخضع بدورها إلى الصياغة الحرفية النَّاشئة عن التَّقطيع الصَّوتي(9). والتَّحويل ومقوماته لا يمسُّ المعنى الأصلي للجمل ولكن صورة المؤشرات التي هي وحدها قابلة للتغيير،"ونقصد بالمؤشرات (les marqueurs) العُقد التي تضفر فيها خيوط الكلام ، فالتَّحويلات عمليات شكليَّة محضة، تهمُّ تراكيب الجمل المُولَّدة من أصل المعنى، وتتم بشغور الموقع أو بتبادل المواقع أو بإعادة صوغ الكلمات أو باستخلافها، حيث يستخلف الطرف المقوم بطرف آخر مكانة أو بإضافة مُقوِّمٍ جديدٍ له"(10). ومفهوم النظرية التوليدية التحويلية:"تحويل جملة إلي أخرى أو تركيب إلى آخر, والجملة المحولة عنها هي ما يعرف بالجملة الأصل البنية العميقة والقواعد التي تتحكم في تحويل الأصل هي "القواعد التحويلية", وهي قواعد تحذف بعض عناصر البنية العميقة أو تنقلها من موقع إلى موقع آخر, أو تحولها إلي عناصر مختلفة, أو تضيف إليها عناصر جديدة وإحدى وظائفها الأساسية تحويل البنية العميقة الافتراضية التي تحتوي علي معنى الجملة الأساسي إلي البنية السطحية الملموسة التي تجسد بناء الجملة وصيغتها النهائية(11) ".
الحواشي: (1) ولد نعوم تشومسكي مؤسس (النظرية التوليدية والتحويلية) في مدينة (فيلادلفيا) في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1928م، التحق بجامعة (بنسلفانيا) حيث تابع دروسه في مجالات الألسنية والرياضيات والفلسفة ، وحيث تتّبع دروس أستاذه الألسني زليغ هاريز(ألسني أمريكي يُدرّس الألسنية في جامعة بنسلفانيا منذ سنة 1942م)، حاز على الدكتوراه من هذه الجامعة بالرَّغم من أنَّه قائم، في الواقع بمعظم أبحاثه الأساسية عقب انتسابه إلى عضوية society of fellows (جمعية الرفاق) في جامعة (هارفرد) في الفترة ما بين 1951م 1955م، حصل على درجة الدكتوراه تحت عنوان (التحليل التحويلي)، التحق تشومسكي بالهيئة التعليمية في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا في العام 1955م (M.I.T.) ، ثم عُيِّن أستاذاً كامل العضوية في قسم اللغات الحديثة واللسانيات ويعرف اليوم بقسم اللسانيات والفلسفة في العام 1961م. وصار من أهم الشخصيات الثقافية واللغوية على مستوى العالم، وأصبح المفكر الأكثر تأثيرًا في العالم ، وتتابعت كتبه وأبحاثه ، ومن أهمها في دراستنا هذه : (التراكيب النحوية 1957م) ، و(أوجه النظرية التحويلية 1965م) . ينظر: الألسنية التوليدية والتحويلية لميشال زكريا (ص 910) . (2) نظرية تشومسكي اللغوية، لجون ليونز (ص 29) . (3) موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية ، لعبد الوهاب المسيري (8/191) . (4) المرجع السابق . (5) بنظر: المدارس اللسانية في التراث العربي وفي الدراسات الحديثة، لمحمد الصغير بناني (ص76) . (6) المرجع السابق . (7) المدارس اللسانية في التراث العربي ، لمحمد الصغير بناني،(ص 77). (8) المرجع نفسه ، (ص 80). (9) المرجع نفسه ، (ص 81). (10) المرجع نفسه ، (ص 8081). (11) ينظر: من الأنماط التحويلية في النحو العربي ، لمحمد حماسة عبد اللطيف (ص 13), وقواعد تحويلية باللغة العربية ، لمحمد على الخولي ، (ص 22) .
الثلاثاء 06:28 مساءً
المِيْزَانُ الصَّرْفِي وهو وزنٌ اتَّخَذَهُ الصرفيون العرب مِقْيَاسًا أو مِيْزَانًا يَزِنُوْنَ به الكلماتِ العربيةَ ، ولفظ مادته (فَعَلَ) (الفاء , والعين , واللام) للثلاثي المجرد ؛ نحو : (ضَرَبَ , عَلِمَ , نَجَحَ ، …الخ) ، وقد جُعِلَ الميزان الصرفي ثُلاثيًا ؛ لأنَّ الكلماتِ الثُّلاثيةَ أكثرُ من غيرها , واختصَّ حرف (الفاء , والعين , واللام) للوزن حتَّى يكون فيه من حروف الشَّفَةِ (الفاء) , ومن حروف الوسط (اللام), ومن حروف الحَلْقِ (العين) . ويُزاد في مادته فيصبح (فَعْلَل) للرُّبَاعِي المُجَرَّدِ ؛ نحو : (دَحْرَجَ , بَعْثَرَ ، وسوس ، ..الخ ) , و(فَعْلُلْلُ) للخُمُاسي المُجُرَّدِ عند بعضهم , نحو : جَحْمُرْشُ (المرأة العجوز) . * فوائد الميزان الصرفي : 1 معرفةُ الحرفِ الأصلي والزَّائِدِ في الكلمة سواءً أكانت اسمًا أم فعلاً . 2 معرفةُ ما طَرَأَ علي الكلمةِ مِنْ تغييرٍ بالحركة أو السكون , فيساعد ذلك علي ضبط حركات الكلمات بداخلها بالشَّكْلِ ؛ أي : ضبط بنية الكلمة . 3 معرفةُ ما يحدث من تقديم أو تأخير لبعض حروف الكلمة العربية , وهو ما يُعرفُ ب (القَلْبُ المَكَانِي) . 4 معرفةُ ما حُذِفَ من الكلمةِ أو زِيْدَ فيها . 5 الاهتداءُ إلي مكانِ الكلمةِ في المُعْجَمِ العَرَبِيِّ بعد تَجْرِيْدِهَا من الحروف الزَّائِدَةِ. أَنْوَاعُ الوَزْنِ فِي الدَّرْسِ اللُّغَوِيِّ العَرَبِيِّ يُوْجَدُ في الدَّرْسِ اللَغَوِيِّ العَرَبِيِّ (أربعةٌ) أنواعٍ مِنْ الوَزْنِ هي : الوَزْنُ الصَّرْفِيِّ , الوَزْنُ التَّصْغِيْرِيُّ , الوَزْنُ العَرُوْضِيُّ , الوَزْنُ المَقْطَعِيُّ , وتفصيلُ ذلك علي النَّحْوِ التَّالِي : أولا : الوزن الصرفي : لقد سبق الحديثُ عنه بإيجازٍ , (وسنفصله بعد قليلٍ) . ثانيًا :الوَزْنُ التَّصْغِيْرِيُّ : وهو خاصٌّ ب (التَّصْغِيْرِ) وهو أحدُ أبوابِ علم الصرف (سندرس باب التصغير فيما بعد) ، والوزنُ الصرفيُّ أعَمُّ من الوزنِ التصغيريِّ , لأنَّ الأولَ يُوْزَنُ بِهِ كُلُّ كَلِمَاتِ اللُّغَةِ , أمَّا الوزنُ التصغيريُّ فخاصٌّ بالكلماتِ المُصَغَّرَةِ . وقد يَتَّفِقُ الوَزْنَانِ , كما في قولنا :(رُجَيْلُ) مُصَغَّر (رَجُلُ) , فالوزنُ الصرفيُّ (فُعَيْلُ) وكذلك الوزنُ التَّصْغِيْرِيًّ له . وقد يختلفُ الوزنان الصرفي والتصغيري , كما في قولنا : (كُوَيتِبُ) مُصَغَّرُ (كَاتَبُ) فوزنها الصرفي (فُوَيْعِلُ) بينما وزْنثهَا التصغيري فيكون (فُعَيْعِلُ) . ويغلب علي الوزن التصغيري هذه الأوزان : (فُعَيْلُ فُعَيعِلُ فُعيِعيلُ) وأمثلتها علي الترتيب (رُجَيْلُ كُوَيْتُبُ مُصَيْبِيْحُ) . ثالثًا : الوَزْنُ العَرُوْضِيُّ : وهو الوزنُ المُسْتَخْدَمُ في عِلْمِ العَرُوْضِ العَرَبِيِّ , حيث أخذ العلماء الوزن الصرفي (فَعَلَ) وجعلوا له صدورًا وأعجازًا ولواحق, ثم استخدموها لتحديد نوع البَحْرِ الشِّعْرِيِّ حَسْبَ الوزن العروضي لكلماته , وتتلخص الأوزان العروضية في الآتي : أ أوزانٌ خُمَاسِيَّةٌ ؛ نحو : (فَعُوْلُنْ , فَاعِلُنْ) . ب أوزانٌ سُبَاعِيَّةٌ ؛ نحو: (مُسْتَفْعِلُنْ ,فَاعِلاتُنْ ,مُفَاعَلَتُنْ,مَفَاعِيْلُنْ, مَفْعُوْلاتُ ..الخ) . وقد يَتَّفِقُ الوزنانُ الصرفيُّ والعَرُوضِيُّ ؛ كما في قولنا :(مَنَازِلُ , مَدَارِسُ) فالوزنُ الصرفيُّ , وكذلك العَرُوْضِيُّ هُوَ (مَفَاعِلُ) , وكذلك في قولنا: (مَصَابِيْحُ , مَفَاتِيْحُ) فالوزنُ الصرفيُّ والعروضيُّ (مَفَاعِيْلُ) . ويختلفُ الوزنان في أنَّ الوزنَ الصرفيَّ يَزِنُ الكَلِمَةَ المُفْرَدَةَ , فَلِكُلِّ كَلِمَةٍ مُفْرَدَةٍ عِنْدَهُ وَزْنٌ,بَعِيْدًا عَمَّا يَسْبِقُهَا أَوْ يَلْحَقُ بَهَا,أمَّا الوزنُ العروضيُّ فَيَتَعَامَلُ مَعَ وَزْنٍ عَرُوْضِيٍّ لابُدَّ أَنْ يَسْتَوْفِيَهُ سَوَاءً خِلالَ كَلِمَةٍ أَمْ كَلِمَتِيْنِ,وهذا البيت يوضح ذلك : قُمْ لِلْمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَّبْجِيْلاَ … كَادَ المُعَلِّمُ أَنْ يَكُوْنَ رَسُوْلا فالوزن الصرفي : قُمْ ( فُلْ ) , مُعَلِّمِ (مُفَعِّلِ) , وفِّ (فَعِّ) , تبجيلا (تفعيلا) ، والوزن العروضي:قُمْ للمعلْ(مُتْفاعلن), لم وففهت(مُتَفَاعلن) , تَبْجِيلا(مُتْفَاعلن). رابعًا : الوَزْنُ المَقْطَعِي : المَقْطَعُ اللُّغويُّ : هو أصغرُ كُتلْةَ ٍنُطْقِيَّةٍ يُمْكِنُ أَنْ يَقِفَ عليها المُتَكَلِّمُ , فكلمة (كَتَبَ) تُنْطَقُ مَقْطَعيًّا (كَ) (تَ) (بَ) ، وتكتبُ صوتيًا : (Ka-Ta-Ba) . ويتعامل الوزن المقطعي مع الواقع الحالي للكلمة المنطوقة , ولا يفترض حذفًا أو زيادةً أو أصلًا للكلمة قبل وصولها للنطق الحالي , ولكنَّ الوزن الصرفي يَهُمُّهُ معرفةُ كُلِّ هذه الأمور . وقد يتفق الوزن الصرفي مع الوزن المقطعي , كما في قولنا : (كتب) وزنها الصرفي (فعل) ووزنها المقطعي (Ka-Ta-Ba) أي ثلاثة مقاطع في كليهما . ولكنَّ الوَزْنَ الصَّرْفِيَّ يَخْتَلِفُ عَنْ الوَزْنِ المَقْطَعِيِّ فِي عِدَّةِ أُمُوْرٍ منها : 1 الوزنُ الصرفيُّ يتعاملُ مع أصْلِ الكَلِمَةِ ثُمَّ يَزِيْدُ عليها أو يحذف , ولكنَّ الوزنَ المقطعيَّ يتعاملُ مع الواقع الأخير المنطوق للكلمة؛ فمثلاً عند وزن (قال) في الوزن الصرفي يقولون (قال) أصلها (قول) لذلك فوزنها الصرفي (فعل) , وأمَّا الوزن المقطعي فيري أنَّ (قال) وزنها المقطعي (فال) من دون البحث عن أصلها. 2 الوزن الصرفي خاصٌّ بالأسماءِ أو بالأفعالِ الثلاثيةِ والرباعيةِ والخماسيةِ والسداسيةِ عند بعضهم , وكذلك الكلمات الثلاثية التي يُحْذَفُ منها حَرْفٌ أو حرفين نحو: (نَجَحَ , دَحْرَجَ , تَزَلْزَلَ , اسْتَخْرَجَ , يَدُ , عِدْ , قِ) ، فالوزن الصرفي (فَعَلَ , فَعْلَلَ , تَفَعْلَلَ , اسْتَفْعَلَ , فَعُ , عِلْ , عِ) , ولا يدخل ضمن الميزان الصرفي الحروف وأسماء الشروط والضمائر , وأسماء الأفعال والأفعال الجامدة , نحو : (هَلْ , أَنْتَ , هَيْهَاتَ , لَيْسَ) فهذه الكلماتُ لَيْسَ لَهَا وَزْنٌ صَرْفِيٌّ ، وَ لَهَا وَزْنٌ مَقْطَعِيٌّ .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.