كنت جالسا ذات مساء وكان الجو حارا جدا. كنت أحتسى كوبا من الشاى وإذا بى أسمع صوتا ينادى من بعيد… إبعد عنى هذه… وبدأ الصوت يدوى فى أوذنى ولم أجد له مصدرا.. فتركت مقعدى بفارندة المنزل ورحت أتجول داخل المنزل' حتى أتعرف على مصدر هذا الصوت الذى كان يدوى بأذنى منذ لحظات قليلة. فتشت جميع حجرات المنزل ولم أجد له مصدرا. فعاودت الجلوس مرة ثانية بمقعدى. إختفى الصوت نهائيا…. فرجعت أستكمل كوب الشاى………… كان هذا المنزل الذى أسكنه مهجورا منذ فترة حيث كان لأحد الأصدقاء والذى قد سافر فى عمل إلى المملكة العربية (السعودية) هو وزوجته وأولاده. قاربت هذه الفترة حوالى إثنى عشر عاما لم يحضر فيها سوى مرة واحدة منذ خمس سنوات. وكان هذا المنزل بمدينة الأسكندرية يطل على البحر وبه حديقة كبيرة تستديره وبها جميع الأشجار المثمرة. …يجاور هذا المنزل مخزنا لتخزين بعض أنواع الفاكهة. وكان يتردد على المنزل المجاور بعض التجار الذين يقومون ببيع الفاكهة. أردت أن أسأل أحد التجار ولكننى كنت مترددا. وعندما اقترب من الفارندة وجدته يقول لى:(مالك يا بيه شايفك عاوز تقولى حاجة) فقلت له:(مفيش). فقال: – أقولك أنت بتفكر فى إيه؟ – فقلت له: هات ما عندك… وإذا به يحكى لى قصة غريبة لم أسمعها من أحد من قبل…. قال لى بالحرف الواحد: – عاوز تتأكد من كلامى خد دى وعند غروب الشمس بالظبط فى البحر وهتشوف اللى هيحصل زى ما قلت لك من شويه…. فقلت له: – يبقى إنت قصدك إن الإزازة دى تبقى هيه القارورة؟ فتركنى ومشى ولم يجب لى صراحة عن سؤالى. فأدركت أنها إذن هى القارورة، والتى قد وقعت أو سقطت من فوق المنضدة التى تتقدمها الفارندة التى كنت أجلس بها…….