مدبولي: حماية حقوق مصر المائية أولوية قصوى ونتطلع لتحسن إيرادات قناة السويس    رئيس الوزراء: نعتزم تطبيق التحول من الدعم العيني إلى النقدي تجريبيا بإحدى المحافظات    افتتاح أحدث مصانع الأوتوبيسات بمدينة الصالحية بحضور الفريق كامل الوزير    أمين عام الأمم المتحدة: إسرائيل ترفض محادثات السلام الجادة    شوط سلبي بين يوفنتوس ضد دورتموند في دوري أبطال أوروبا    أحمد موسى: قدرة مصر على استضافة اللاجئين لا تتحمل المزيد.. وأوروبا مفتوحة أمامهم    بعد زيزو وإمام عاشور.. الإصابات تواصل حصار الأهلي قبل مواجهة سيراميكا    ميدو: الأهلي أخطأ بضم زيزو.. ويحتاج إلى مدرب ديكتاتور    مرسى مطروح: إصابة 14 شخصا في انقلاب ميني باص بمدخل المدينة    قصر ثقافة الأنفوشي يستضيف ماستر كلاس حول فلسفة العلاقات البصرية في المسرح    بدء عرض مسلسل وتر حساس 2 على ON الأحد المقبل    فني صحي طنطا يتصدر قائمة تنسيق الثانوية الصناعية 3 سنوات بحد أدنى 99.5%.. النتيجة كاملة    وزير الخارجية يلتقى سكرتير عام منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية    بتكلفة 65 مليون جنيه.. محافظ الشرقية يفتتح 4 مشروعات جديدة غدًا    مدبولي: زيادة البنزين المقررة في أكتوبر قد تكون الأخيرة.. ودعم السولار مستمر    غرفة عمليات وإشراف قضائي.. كل ما تريد معرفته عن اجتماع الجمعية العمومية    موعد صرف مرتبات شهر سبتمبر 2025 للموظفين والأشهر المتبقية بعد بيان المالية    فى الأقصر .. الإعدام ل4 متهمين لاتهامهم بمقاومة السلطات وحيازة مخدرات    وفد نقابة المهندسين يتابع أعمال المرحلة الثانية من النادي بأسيوط الجديدة    بالصور.. محافظ سوهاج يسلم 25 عقد عمل لذوي الإعاقة ويطلق مشروعين لدعمهم    الجرائم الأسرية دخيلة على المجتمع المصرى    ماريا كاري تخطف الأنظار بإطلالتها ومجوهراتها الفاخرة في حفل أم أي 2025    ريهام عبد الحكيم: المنافسة صحية وأنغام أقرب الناس لقلبي    فيديو - أمين الفتوى يوضح حالات سجود السهو ومتى تجب إعادة الصلاة    كم يحتاج جسمك من البروتين يوميًا؟    الرئيس الصومالي: علاقتنا مع إثيوبيا لا تؤثر على شراكتنا مع مصر    اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة: أي اعتداء على أسطول الصمود جريمة كبرى    بعد صعودها لأعلى مستوى في 14 عامًا.. كيف تستثمر في الفضة؟    فسحة تحولت لكارثة.. إصابة سيدتين في حادث دراجة مائية بشاطئ رأس البر    عمرو عبدالله يقدم ماستر كلاس عن فلسفة السينوغرافيا في مهرجان الإسكندرية المسرحي (صور)    شن حملات تفتيشية على المستشفيات للوقوف على التخلص الآمن من المخلفات في مرسى مطروح    أمين الفتوى يوضح الجدل القائم حول حكم طهارة الكلاب    لأول مرة.. رئيس الوزراء يكشف عن رؤية الدولة لتطوير وسط البلد    الصحة: توفير لقاح الإنفلونزا الموسمية مجانًا للفرق الطبية    الشيخ خالد الجندى: أبو هريرة كان أكثر الصحابة رواية للسنة النبوية    مراسل "القاهرة الإخبارية" من النصيرات: غزة تباد.. ونزوح جماعى وسط وضع كارثى    شاهد تخريج الدفعة 7 من المدرسة القرآنية فى سوهاج    "حياة كريمة" تنظم قافلة طبية شاملة لخدمة أهالي القنطرة غرب بالإسماعيلية    افتتاح المؤتمر السابع للشراكة من أجل المبادرات الدولية للقاحات (PIVI) فى القاهرة    طريقة تجديد بطاقة الرقم القومي إلكترونيًا 2025    رئيس هيئة النيابة الإدارية يلتقي معاوني النيابة الجدد    أمل غريب تكتب: المخابرات العامة المصرية حصن الأمن القومي والعربى    8 صور ترصد استقبال زوجه وأبناء حسام حسن له بعد مباراة بوركينا فاسو    برشلونة يعلن مواجهة خيتافي على ملعب يوهان كرويف    هتوفرلك في ساندويتشات المدرسة، طريقة عمل الجبن المثلثات    تشكيل الهلال المتوقع أمام الدحيل في دوري أبطال آسيا    انتبه.. تحديث iOS 26 يضعف بطارية موبايلك الآيفون.. وأبل ترد: أمر طبيعى    البنك الأهلي المصري يحتفل بتخريج دفعة جديدة من الحاصلين على منح دراسية بمدينة زويل    السكك الحديدية: إيقاف تشغيل القطارات الصيفية بين القاهرة ومرسى مطروح    وزيرة الخارجية البريطانية: الهجوم الإسرائيلي على غزة متهور    مهرجان الجونة السينمائي يمنح منة شلبي جائزة الإنجاز الإبداعي في دورته الثامنة    الأرصاد: انخفاض طفيف فى درجات الحرارة.. وبدء الخريف رسميا الإثنين المقبل    وزير التعليم: المناهج الجديدة متناسبة مع عقلية الطالب.. ولأول مرة هذا العام اشترك المعلمون في وضع المناهج    أمين الفتوى: الشكر ليس مجرد قول باللسان بل عمل بالقلب والجوارح    الغلق لمدة أسبوع كامل.. بدء تطوير نفق السمك بشبين الكوم -صور    "أحدهم سيرحل".. شوبير يكشف تفاصيل جلسة مصارحة لاعبي الأهلي بسبب العقود    بلدية غزة: اقتراب موسم الأمطار يهدد بتفاقم الكارثة الإنسانية بالمدينة    إبراهيم صلاح: فيريرا كسب ثقة جماهير الزمالك بعد التوقف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقديمي لثلة من المبدعين لبنان،فلسطين،العراق،تونس،مصر،سوريا
نشر في شموس يوم 25 - 10 - 2015

هي نجمة تضيء من العلاء ، عمادها و نورها من السماء عطاء، وهبها الخالق بهاءا لبسته كساء، و حباها المولى بحسن المنطق لتكون ثقافتها في ثراء. سُقي إحساسها بماء الكمال، و أنبتت روحها حميد الخلال، لتكون مع مكارم الأخلاق في وصال، الموصل بها إلى صياغة الكلام نظما بجمال. اتخذت من الحرف وطن، تحنّ فيه إلى السكن، فبرعت في حذق بلاغة اللسان، فطالما نطق، بقول صدق، لتكون كلماتها في رقّة النسيم إذا هبّ، و في سخاء الغيم إذا صبّ. لأفكارها القلم يرضخ، فميدان كتاباتها فرسخ، فلا يستعصي عليها تحليل جوهر و لا وصف مظهر، فتبرع في شرح العلل، و تفسير أسباب الزلل، ليشرق على معانيها سنا الابتداع، المستدعي لمفاهيمها الأسماع، و لتترك للأذهان أثر، هي البيروتية، الشاعرة و الكاتبة اللبنانية "مادونا عسكر".
إن كل الأقطار تبدي اهتماما كبيرا بتنمية مواردها البشرية و تبذل من الجهود ما يسمو بمجتمعاتها نحو التقدّم الحقيقي و التنمية الشاملة. على ضوء هذه الخطى تبرز الثقافة كتراث اجتماعي يصوّر الهوية الخاصّة بكل أمّة و تبرز ركائزها في التجارب الفكرية و الأدبية و الفنية الذاتية الفردية. على مدى العصور من قديمها إلى حديثها تنافست و تتنافس الطاقات لإنتاج العمل الإبداعي من أدب و شعر و فن تشكيلي و موسيقي و إبداعات مسرحية و سينمائية و غيرها. لقد أثبت التاريخ أن التجربة النسائية زاخرة و أكدت حضورها بقوّة في هذا المجال، و قد كانت و مازالت المرأة العربية من الشواهد على ذلك انطلاقا من السيدة "آمنة ابنة وهب" التي هي من أهم شاعرات عصرها و الشاعرة الأندلسية "ولادة بنت المستكفي مرورا بالأديبة و الشاعرة "زينب فواز" و الأديبة "ألفة الأدلبي" وصولا إلى ضيفتنا وهي رسامة و شاعرة و أديبة، حملت الخط بنوعيه التجريدي و الكتابي لتضعنا أمام دوائر من معارف و حقائق أدرجت ضمن صيغ تأليفية بحثت في الولادات و الاجهاضات الاجتماعية. اهتمّت شاعرتنا و أديبتنا بالتركيز على شواغل الناس و نزاعاتهم و الوقوف على طباعهم و ما يعتري حياتهم من عوامل التطوّر و أسباب الزوال و الانحلال. إن بإطلاعنا على بوتقة أعمالها الشعرية و الأدبية نصل و عن وعي و إدراك إلى الاقتناع بأن كل القضايا المطروحة ليست ضمن الافتراض و التوقع و إنما هي ذات صبغة إنسانية طبيعية محضة و سليلة الواقع الذي نعيشه. من الملاحظ أن كتاباتها لم تكن في منأى عن استجلاء المواعظ و العبر من منطلق تجربتها الشخصية في الحياة و كل من عاشرها و جاورها و بذلك تضع أمامنا مجتمع مصغّر بكل نواميسه التي تسيّره و تحكمه. من الجبل حلتها و من الجنوب جهتها و لبنان سنبلتها، هي الرسامة و الشاعرة و الأديبة اللبنانية "صونيا عامر".
فلسطيني بالمنشأ و الأصل، يعشق الأرض بلا كلّ و لا ملّ، رغم شراسة المحتل، آثر العيش في الوطن، داخل مخيماته ولد و سكن، كبر وسط الأنين و المحن، أين موهبة الرسم بداخله صقلت فن، عرّف من خلاله بقضية العلم، ريشة تعبّر عن المعاناة و الألم، عن حق مازال أخرس و أصم، عن حرية يفديها الابن بالدم، عن قناعة و إيمان بأن فلسطين الأم، مجدا و حضارة أبدا لن يقتاتها العدم. بمصاحبة أنامله الإبداع يبتسم، لإحساس ما انفك يرتسم عاكسا واقعا و حلم، هو الفنان "خالد نصار" من بربرة جذور الديار، و في مخيم النصيرات – غزّة الاستقرار.
للقلم أعزّ جليس، فخطّ المقال و القصيد، الحرف له خير أنيس، فهو لعمق المعنى يصيد، لفظه على سلّم البلاغة يقيس، و نسجه للقارئ مفيد، على الكلمة جدا حريص، ذو رأي سيد و رشيد. امتلك قوّة العبارة، فبرع في القول و الوصف بمهارة و لقّب بالكاتب و الشاعر عن جدارة هو الكاتب و الشاعر التركي العراقي "قاسم آق بايراق".
على حب فلسطين حواسنا لا تختلف، عن خط الجهاد أرواحنا أبدا لن تنحرف، مهما دمّرت و قتّلت و نكّلت أيها العدو محال أرضنا بك تعترف، فاحذر فبعزيمتنا لا تستخف، فكل جرائمك و ما تقترف، لن تجعل قلوبنا ترتجف، و لا أرجلنا بعيدا عن الأرض تنعطف، فلو حق حريتنا بيد بشر أختطف، فيد الله لإرجاعه هي المنصف. هذا ما لقّنه لنا ذلك الحرف، من قلم الأديبة الفلسطينية "عفاف خلف"، أصيلة نابلس، مدينة بالعلم و النضال تتصف. احتضنت أعمالها الواقع الفلسطيني و بظروفه تعرّف، تحكي عن كل ابن كان الموت به يعصف، وهو في بسالة وبعزّة الوطن يحلف،ط فلسطين وردتي و بيد غاصب أبدا لن تقطف.
أتتنا من ديار بها الأوجاع شِداد، لكنها للمبدعين ولاّدة، فأبناءها من خيرة العباد، صاحبوا التعالي بقوّة الإرادة، فأنجبت الفرسان الطراد، فالكل يريد تحصيل الإفادة، من مناضل و أديب و شاعر جواد، لصاحبة الريشة الوقّادة، بألوان و خطوط تحاكي الأمجاد، لأرض ستبقى لشعبها السيادة، حملت الإحساس زاد، فكانت أناملها منقادة، للتعريف بقضية البلاد، لتكون لأعمالها الريادة. احتضنها المهجر، فاعتنقت الوطن حبيب، طلبت يد المعرفة، فكان لها العلم خليل و نسيب، صقلت الموهبة فأنتجت فنّا للعقل تهذيب، و من الروح جدّا قريب، هي الفنانة التشكيلية الفلسطينية "منال ديب".
من بلاد الرافدين، يطل علينا فنان ذو اتجاهين، مالك النحتين، جامع الحليفين، كلمة ترسمها ملامح اليدين، و خط يقرأه بريق العينين، عاكسا إبداعا منحه اسمين، شاعرا و فنانا تشكيليا احتوته أرض النهرين، أين تجذّر انتمائه لموطن الجدين و الأبوين. من أرض السواد، يرافقنا صاحب أنامل أحيت الجماد، اقتاتت أعماله الجمال زاد، و شربت الروعة من كل واد، هو الشاعر و الفنان التشكيلي العراقي "عبد الأمير المالكي".
له في ميدان القصيدة مضمار و لفن الكتابة هو فارس مغوار، لنسج الشعر له إضمار، لفظه له صولة جباّر، له إحساس كفلقة جماّر، ذو مبدأ صليبا و ليس بخوار. مع قلمه نستنشق عبق الكلمات و نلامس عاطفة السطور، ينسج لنا العبارات بإتقان متفاني، نحلّق مع حرفه للأعالي، لقطف بلاغة المعاني، هو الشاعر الفلسطيني "إبراهيم وهبة".
هي ريشة، لون و قضية أسير، إرادة و إصرار لتحديد المصير، كفاح و نضال في سبيل التحرير، روح و جسد فدى الّتنوير. اعتقادها بخضرة أرض الحنين، يرويها جهاد الوطنيين من عكا لرفح لجنين، رجالا و نساء وحتى الذي مازال في الرحم جنين، الكل حالفي يمين، الوطن لنا رغما عن الظالمين الطامعين، عازمة أن تكون في وجه الغاصبين رياح الخمّاسين، و لسيادة فلسطين الحصن المتين، صامدة رغم قساوة سنوات الاعتقال و الأنين، رغم جبروت الطاغين ، لها كبرياء المنتصرين، فمهما تطول السنين، لابد أن يصير الفرج وضّاح مبين. إيمانها بأن الشمس لابد لها من الشروق، و أن الحرية من أهم الحقوق، هي المناضلة و الفنانة التشكيلية الفلسطينية "أريج عروق".
هناك، أين ابتسامة تلك الأرض، يولد العازف على أزلية الألم، يكبر القارئ لأنين الوجدان، ينضج الشاهد لصرخات العلم، و يكتب التاريخ وجع الأوطان. تؤكّد الحكاية أن الحزن في الإحساس فعّال، و في وميض الإبداع يمتهن، فيُصقل على قممه الأديب و الموسيقار، و من هو قادر على إدارة عمل الفن، ليلمع شهاب من لقّبوها بالمخرجة التي في جعبتها الإلمام، بقضايا حاضرها و الوقوف على كل ما يستحق الاهتمام، لتحرك فينا الكلمة مشهدا و العبارة أغنية، فتفطننا على المقاصد و على أن الحياة تمر بنا عبر موقف و قضية، فشاء القدر أن يعرّفها على أنها فلسطينية، فلسطينية، ذات انتماء و هوية، هي المخرجة السينمائية الفلسطينية "تغريد العزة".
جبل النار له البلاد، متّبع لخطى الأجداد، فحمل القلم سلاحا و عتاد، يرافقه الحرف في الحداد و الأعياد، كلماته نقّاد، تحاكي أفراح و أتراح العباد. عشق دمشق الصغرى من أعماقه ينادي، يا وطني عزّتك هي مرادي، لن ترضخ مهما قسوا الأعادي، على نيل حريّتك سأبني عنادي و لن يهزمني سوط جلاّدي، سيكون المرقم طريقي الهادي لأبجدية ستحدّد مسار اجتهادي، هو الشاعر الفلسطيني "مازن دويكات".
انتماءه لأرض حملت الإبداع عنوان، لتُفتح لها بوّابة التاريخ، لسفينة الحرف هو الرُبّان، بلسان ذو نطق بليغ و فصيح، يجيد ترجمة الوجدان، فنسجه للنفس يُريح، متعمّقا في قضايا الإنسان، بوصف دقيق و صريح، يرسم إحساسه بإتقان، فتارة فرح و أخرى جريح، يكتب الحياة عدل و طغيان، خليط ما بين الجميل و القبيح، تعابيره لم يخدشها النسيان، و لم تلهو بها زفرات الريح، فرغم مرور الزمان، يبقى معنى كلماته للواقع طريح، عناق قلمه للورق رنّان، بين سؤال و جواب صحيح، فلا يقرأ شعره إلا بإمعان، للوقوف على السكّين و الذبيح، فكل جنازة يعرّفها الجثمان، و كل اسم في التراب يلقّب بالضريح، إلا لفظه زرع جنان، تعدّى عطرها الأرض للمريخ، هو الشاعر العراقي الراحل "معروف الرصافي".
قلم من أراضينا، يتنفّس من إحساسها، فيهدينا، رحيق إبداع يغرف من أنفاسها، فيروينا، بميلاده عنّى نبراسها، ليبزغ نوره فينا، لفظه يشرب من أكواسها، فيسقينا، حرفه يعنون كراسها، الموت يحيينا. قلم كتب فتميّز، ليكون شفافا بلا تحيّز، و ليجد كل قارئ فيه مجالا و حيّز. قلم نعته مصيب، للوجدان حبيب، للنفس خليل و قريب، لنداء الروح مجيب، قلم لقّب بالكاتبة و الشاعرة الفلسطينية "يسرى الخطيب".
اسمها تلفظه حروف الهجاء، عمرها عصفور غنّاء، انتمائها لأرض كنيتها الخضراء، علمها لن تختصره عبارة الانتهاء، ثقافتها تحيك من كل مجال كساء، روحها و القلم أحبّاء. كلماتها تعكس واقعا متضارب المعالم، تارة مسالم و أخرى ظالم، نسافر مع قوافل معانيها إلى عدّة عوالم منها الحقيقي و منها الحالم هي "الأديبة التونسية نورهان بن سالم".
ما تزال وثيقة تلك العلاقة الرابطة بين القلم و الحرف، فلطالما روى التحبير عروق الورق، لتتعانق الكلمات و تلوذ أنفاسها إلى أعماق الذات، فتضاء شعلة الكاتب، ذاك الناسج و المتخيّل و المجسّد، ليروي و يقصّ و يشعر، و يتوهّج فانوس الباحث، ذلك المسافر بنا عبر أزقة الماضي، لنقف معه على مفرحات و مفجعات الحياة، يقاسمنا رحلة هؤلاء ممن تركوا الأثر، ليكون عصرهم رحما لاحتضان التاريخ. هناك، نحدّق معهم في الزمن و نرمي بأبصارنا في دهشة الأحداث، يقودنا الباحث في التاريخ إلى تلك الحقبات من الدهر، أين منشأ الحضارات الإنسانية و ترابطها، و ما الحاضر إلا ميلاد تشكّل من التدوين و البحث المستمر في منهاج من سبق و أخذ العبر، و هذا ما ساهم في استمرارية الأقوال المأثورة التي تعكس مدى استفادة الإنسان و علاقته بالتاريخ، و في هذا المضمار يطل علينا ضيفنا الذي يؤكد مدى أهمية التاريخ و الآثار في حياة الشعوب، هو الباحث في التاريخ و الدارس في الآثار المهندس "جمال الدين طاهر".
له لفعل الكتابة إضمار، و عشق القلم في وجدانه حمل، لامع العبارة في هذا المضمار، و لرفقة المرقم وصل، إحساسه للحرف اختار، فصار بأعماقه متّصل، يصفه شتاتا و إعمار، بين وطن و محتل، آمن بقدرة القوي الجبّار، فأثمرت دواخله الأمل، اعتقد في الحق و في الانتصار، فكان نضاله داخل و خارج المعتقل، لم يصبه لا هون و لا انكسار، و في طلب الحرية استبسل، رافقته عزّة الأحرار، منحها له الله عزّ و جل، هو المناضل و الشاعر الفلسطيني "جمعة الرفاعي".
للقلم أسراره و الكلمة شفرة البوح، فما ضاقت نفس إلا و تهاطلت تقاسيم التعبير ناحتة خلجات الروح و من أسرها تعتق، فتعزف الأحاسيس بين خرير و حفيف، رحما لميلاد الكتّاب من مختلف الأقطار، ليجمع الأدب، الراوي بالناظم و القاص بالناثر، فنجد المراقم تتنافس، و في مضمار الإبداع تتآنس، من قديمها لحديثها، و من رجالها لنسائها، فمنها حاذق اللسانيات و الآخر المتضلّع في قضايا العباد، على غرار شاعرنا المطل علينا حاملا الحرف معتقدا، صارخا عاطفته قصيدة، تتنفّس اللفظ، فتشهق حسّا يملأ عطشنا رغبة في الارتواء لما تسوقه من عمق في المعاني و الدلالات، ليضع أمامنا مفاهيم تعبر بنا أعماقنا التي يجسّدها بثبات و دقة كأنه الساكن فينا، هو الشاعر المصري "محمد المخزنجي".
سلام، من أرض تناشد السلام، آمال غرست إحساسه بعمق الوطن، رايته تأبى الاستسلام، رغم الشجن و المحن، عقيدته لا للانهزام، شعاره يحيى العَلَمْ، كبرت فيه الأوجاع و الآلام، ليرافق صرخاته القلم، عايش التحالف و الانقسام، و آمن بأن الحياة بلا حرية عدم، توهّج حرفه كأنه البدر التمام، فبنى القصيد من نزف جرح لم يلتئم، طرح التعجّب و الاستفهام، متى النور من الحلكة ينتقم، حلّقت معانيه لتجمع الجارح بالحمام، و الناطق بالأصم، الكل أمام مرقمه في انسجام، فكلماته دروس و حكم، هو الشاعر الفلسطيني "عبد السلام العطاري".
عبر ربوعه في سفر، نسقى الواقع و الحلم، نشهد الفرح و الألم، في رحاب حرف و قلم، يجسّد الإحساس في كل الحلل، بين حزن و أمل، بين جدّ و هزل، يحلّق بالقصيد ليلامس الروح، في الصمت و البوح، ينحت السطور، ليجهش مرقمه بخلجات الصدور، يروي عطش الورق، من نبع شعور صدق، تصافح عاطفته الكلمات، فيقف على جميل العبارات، هو الشاعر العراقي "كريم عبد الله".
مبدع من بلاد البرتقال، اقترن فنه بالجمال، للخط العربي أجاد الاستعمال، فاحترفه بإلمام و سمي الخطاط و النحّات و الرسام، لخفايا اللون له الهام، فبرع في تشكيله و الإسهام، في ميلاد الإتقان، لتحمل أعماله الروعة عنوان، لما ترجمته من صدق الإحساس و الوجدان، هو الفنان التشكيلي العراقي "علي الطائي".
يبحر في أعماق الكتابة، بين القلم و الكلمة نرقب أنفاسه، يتصفّح إحساس الحرف و يسافر بنا عبر دواخل المعنى، يضعنا قبالة الكاتب لنغرف من وجدانه، و نشاركه خلجات نفسه، نرحل معه إلى هناك، أين نعيش الحكاية الساكنة في شرايين ألمه و فرحه، هو العازف على أوتار الروح، يقطفها أنشودة نجالسها و تجالسنا، فنعبر من خلال وصفه و تفسيره و تعليله إلى الذات الخفية لكل حامل مرقم و حائك لفظ، هو الناقد الأدبي المصري "محمد عجور".
مدينته لها في النعت أسماء، منها دار السلام و الزوراء، اشتهرت بمنشأ الشعراء و الأدباء، فأنجبت من حرفه في العلاء و لنثره مفاهيم خضراء، لا يعرف الهذر و لا الرياء، معانيه و الصفاء حلفاء، جمع بين الفن و إدارته بحنكة و ذكاء، هو الشاعر و المخرج التلفزيوني العراقي "عباس علي باهض".
لبلاد الشام أعلن الولاء، فهي لصافيتا المحتضن، للقلم دائما أعزّ الأصدقاء فهو على إحساسه المؤتمن، حرفه دوما في ارتقاء، فالصدق لكتاباته هو الوطن، فما أصاب كلمته الإعياء، و لا مسّها أي وهن، بحث في مواقف العظماء، و أجاد اختيار الزمن، فأطلعنا معه على ما بناه الفلاسفة و الحكماء، و ما تركوه من ثقافة و فن. نثر العبارات ليصنّف في خانة الشعراء، و حاك للمعاني كساء، رفعه لمرتبة البلغاء، هو الشاعر و الكاتب و الصحفي السوري "الياس جرجوس".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.