موعد إعلان نتيجة ال19 دائرة الملغاة بالمرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب    حادث في بنها.. صبة خرسانية تسفر عن 8 مصابين بمبنى تحت الإنشاء    قرار هام من القضاء الإداري بشأن واقعة سحب مقررين من أستاذ تربية أسيوط    قصة البابا ثاؤفيلوس البطريرك ال23 المثيرة للجدل    رئيس جامعة سوهاج يتحدث عن المبادرة الرئاسية "تمكين" لدعم الطلاب ذوي الهمم    استقرار أسعار الخضراوات داخل الأسواق والمحلات بالأقصر اليوم 7 ديسمبر 2025    وزير المالية مع طلاب جامعة النيل: شغلنا الشاغل زيادة موارد الدولة لتحسين حياة الناس «بقدر المستطاع»    هيئة الرقابة المالية تلزم شركات التأمين بإمساك بعض السجلات    وزير الاتصالات: إطلاق خدمة التحقق الإلكترونى من الهوية يناير المقبل    «زكي»: 40.614 مليار دولار صادرات مصر من السلع غير البترولية خلال 10 أشهر    تحديد مستندات صرف تعويضات الصندوق الحكومي لتغطية أضرار حوادث مركبات النقل السريع    وزير الصحة يستعرض تطوير محور التنمية البشرية ضمن السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية    وزير الخارجية يبحث تطورات الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي    هزتان ارتداديتان قويتان تضربان ألاسكا وكندا بعد زلزال بقوة 7 درجات    سحب الجنسية الكويتية من الداعية طارق السويدان    تقارير: الدورى السعودي يستعد لاستقطاب محمد صلاح براتب أكبر من رونالدو    جيش الاحتلال يكثف عمليات هدم الأحياء السكنية ويوسع "الخط الأصفر" في قطاع غزة    القوات الروسية تسقط 77 طائرة مسيرة أوكرانية الليلة الماضية    ارتفاع عدد قتلى حريق بملهى ليلي إلى 25 بينهم 4 سائحين بالهند    الحضري: تأهل مصر في يدها.. وجميع الحراس على أعلى مستوى    محمد السيد يتوج بذهبية كأس العالم للسلاح بعد اكتساحه لاعب إسرائيل 15-5    موعد مباراة ريال مدريد أمام سيلتا فيجو في الدوري الإسباني.. والقنوات الناقلة    تعرف علي تشكيل ريال مدريد المتوقع أمام سيلتا فيجو في الدوري الإسباني    الإدارية العليا تبدأ نظر 300 طعن على نتائج المرحلة الثانية لانتخابات النواب    كثافات مرورية للقادم من هذه المناطق باتجاه البحر الأعظم    طقس الإسكندرية اليوم.. انخفاض في درجات الحرارة والعظمى 20 درجة    ضبط 16 طن زيت طعام في 5 مصانع غير مرخصة ب3 محافظات    الأمن يضبط 7 أطنان دقيق مدعم قبل ترويجها بالسوق السوداء    اليوم.. مي عمر في جلسة حوارية ب مهرجان البحر الأحمر 2025    التضامن: فريق التدخل السريع تعامل مع 519 بلاغا بمحافظات الجمهورية خلال نوفمبر الماضي    محمد قناوي يكتب: فيلم «الست»..تفكيك أسطورة أم كلثوم    بسام راضي، الأكاديمية المصرية للفنون بروما تحتفل بيوم الخط العربي    روجينا تبدأ تصوير مسلسل "حد أقصى" وتحتفل بأولى تجارب ابنتها في الإخراج    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 7 ديسمبر 2025 فى محافظة المنيا    وزير الصحة يعلن اليوم الوضع الوبائى لإصابات الأمراض التنفسية    مستشفى كرموز تجح في إجراء 41 عملية لتغيير مفصل الركبة والحوض    وزارة الصحة توضح أعراض هامة تدل على إصابة الأطفال بالاكتئاب.. تفاصيل    تعليمات من قطاع المعاهد الأزهرية للطلاب والمعلمين للتعامل مع الأمراض المعدية    هل تعلم أن تناول الطعام بسرعة قد يسبب نوبات الهلع؟ طبيبة توضح    الخشت: تجديد الخطاب الديني ضرورة لحماية المجتمعات من التطرف والإلحاد    النشرة المرورية.. زحام على الطرق الرئيسية فى القاهرة والجيزة    الشرع: إقامة إسرائيل منطقة عازلة تهديد للدولة السورية    نائب ينتقد التعليم في سؤال برلماني بسبب مشكلات نظام التقييم    وزير الرياضة يهنئ محمد السيد بعد تتويجه بذهبية كأس العالم للسلاح    نظر الطعون على نتيجة المرحلة الثانية لانتخابات النواب    المتهم بقتل زوجته فى المنوفية: ما كنش قصدى أقتلها والسبب مشاده كلامية    رئيس جامعة حلوان: منتدى اتحاد رؤساء الجامعات الروسية والعربية منصة لتبادل الخبرات    نظر محاكمة 9 متهمين بقضية خلية داعش عين شمس اليوم    محمد عشوب: نتمنى تنفيذ توجيهات الرئيس نحو دراما تُعبّر عن المواطن المصري    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأحد 7 ديسمبر    دعاء الفجر| اللهم ارزقنا نجاحًا في كل أمر    "ولنا في الخيال حب" يفاجئ شباك التذاكر... ويُحوِّل الرومانسية الهادئة إلى ظاهرة جماهيرية ب23 مليون جنيه    كأس العرب.. مدرب الإمارات: أنا محبط    محسن صالح: توقيت فرح أحمد حمدى غلط.. والزواج يحتاج ابتعاد 6 أشهر عن الملاعب    محمد صلاح يفتح النار على الجميع: أشعر بخيبة أمل وقدمت الكثير لليفربول.. أمى لم تكن تعلم أننى لن ألعب.. يريدون إلقائي تحت الحافلة ولا علاقة لي بالمدرب.. ويبدو أن النادي تخلى عنى.. ويعلق على انتقادات كاراجر    خالد الجندي: الفتوحات الإسلامية كانت دفاعا عن الحرية الإنسانية    الأزهري يتفقد فعاليات اللجنة الثانية في اليوم الأول من المسابقة العالمية للقرآن الكريم    مفتي الجمهورية: التفاف الأُسر حول «دولة التلاوة» يؤكد عدم انعزال القرآن عن حياة المصريين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع الشاعر المصرى محمد المخزنجى
نشر في شموس يوم 05 - 07 - 2015


السلام عليكم
و عليكم السلام
للقلم أسراره و الكلمة شفرة البوح، فما ضاقت نفس إلا و تهاطلت تقاسيم التعبير ناحتة خلجات الروح و من أسرها تعتق، فتعزف الأحاسيس بين خرير و حفيف، رحما لميلاد الكتّاب من مختلف الأقطار، ليجمع الأدب، الراوي بالناظم و القاص بالناثر، فنجد المراقم تتنافس، و في مضمار الإبداع تتآنس، من قديمها لحديثها، و من رجالها لنسائها، فمنها حاذق اللسانيات و الآخر المتضلّع في قضايا العباد، على غرار شاعرنا المطل علينا حاملا الحرف معتقدا، صارخا عاطفته قصيدة، تتنفّس اللفظ، فتشهق حسّا يملأ عطشنا رغبة في الارتواء لما تسوقه من عمق في المعاني و الدلالات، ليضع أمامنا مفاهيم تعبر بنا أعماقنا التي يجسّدها بثبات و دقة كأنه الساكن فينا، هو الشاعر المصري محمد المخزنجي.
أهل بك سيدي
أهلا ومرحبا بك
س "محمد المخزنجي، الإنسان العادي دائم التواجد بين الناس والأهل، متفاعل مع المجتمع بشكل مرضي ويعشق البسطاء الذين ينتمي إليهم ويستمع لهم ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم، ومن عيونهم يستقي ويرتشف معان جديدة للشعر وأسراره، واليهم يهديها قصائد قد تعبر عنهم، وله لحظات خاصة يقضيها في التأمل والولوج داخل تجاويف وحنايا الأشياء التي يرى أنها سر من أسرار الشعر وصناعة الدهشة لدى المتلقي وربما له هو"، من خلال هذه الحالة التي يعيشها الشاعر "محمد المخزنجي"، كيف يقف بنا على مشارف إحساس الكاتب اليوناني "نيكوس كازانتزاكيس" حيث أنه يرى بأن "الكلمات لا يمكنها أبدا أن تخفف عما في قلب الإنسان و تريحه، الصمت وحده قادر على فعل ذلك"؟
ج قلت أني كشاعر وإنسان اعشق أن أكون بين الناس وأكتب منهم ولهم،أعلم وأري أن الكلمة رسالة أسعي لأن تصل لأكبر قدر من الناس، وما قاله الأديب والفيلسوف اليوناني الشهير "نيكوس كازانتزاكيس" بأن الكلمات لا يمكنها أبدا أن تخفف عما في قلب الإنسان ويرى أن الصمت وحده هو القادر علي ذلك فهذا رأيه الذي قد يقابل ميل عند البعض ممن يعشقون الصمت .. نحن شعوب العرب نجامل في الأفراح بالغناء والغناء كلمة ونواسي في الكوارث بكلمات وليس بالصمت، الكلمة رسول محبة بين الناس وحني حين يكون الصمت والحوار يدار بالبصر فإن للعيون لغتها التي تكاد تقول ما يعجز اللسان عن قوله، الكلمة سر من أسرار الحياة ومفتاح الدخول للقلوب ومعرفة الأخر وتعريف للأخر بي ومن أكون .. نكتب الشعر ونتمنى أن يكون مصدر سعادة لمن تلقاه، هذه هي غاية كل صاحب قلم وصاحب رسالة.
س "محمد المخزنجي، يعتبر نفسه من متنفسي الشعر وخاصة العامي الذي يراه الأقرب إلي المتلقي، فهو يستنشق هواء القصيدة التي تلامس قلبه دون غيرها"، هل نفهم من معتقدك هذا أنك تناصر أم تعارض قول الشاعر الفلسطيني "عبد السلام العطاري" حيث يعتبر أن الشعر هو " مخيال و خيال نحققه واقعة على أرض الكلام، ليصير في السكون حياة، و تصير الحياة سكوناً، لينهض المعنى سرب طير تتبعه كل ذائقة على اختلاف اللون، و الطعم شهد الورود على شفاهنا"؟
ج كما قلت أنني اعشق قصيدة العامية بل أراني استنشق حروفها ومعناها وارى أن ما قاله الشاعر الفلسطيني عبد السلام العطاري لا يتعارض مع ما أقول وخاصة انه يراه مخيال وخيال يحققة الشاعر واقعا علي ارض الكلام ليصير في السكون حياة وتصير الحياة سكونا، هذا هو الشعر الذي يغير ويبدل ويؤثر في من حوله بمعانيه التي لا تقف عند حد وتعبر عن الأشياء بمعان كثيرة، فيرى كل متلقي في القصيدة بعض من مبتغاة وروعة الشعر انه يصادف ما يروق المتلقي حسب ما وصله هو من معني، فقد تكون الحبيبة في القصيدة الوطن، وقد تكون الأم وقد يرى أخر أنها الابنة، وهكذا تتعدد رؤى الاستقبال وتختلف من شخص لآخر، وللشعر هذا الساحر العجيب معان وتعريفات كثيرة، أرى أن يكون منها انه الهواء الذي يحدث التغيير بدواماته التي تفوق دوامات البحر.
س"مصر وطن يسكنني وعشقي الأبدي، و الحرف قدر تملكني وأحببته، وما بين عشقي للوطن وحبي للحرف أحيا"، بماذا تتصف الحياة بين المصري "محمد الخزنجي" و الشاعر "محمد الخزنجي"؟
ج محمد المخزنجي، الإنسان والشاعر نبتة من طين وتراب الوطن، نمت وترعرعت علي ضفاف نيل مصر العظيم فكانت حياته مزدحمة بعشق الناس وعشق الموروث من رائحة الأجداد وثقافاتهم المتعددة، وتعلم من أسلافه الكثير وتتلمذ علي يد من سبقه، فأصبح الإنسان والشاعر في آن ولا يمكنه بحال أن يفصل كلاهم عن الأخر، هكذا يحيا ويرى الحياة وهو سعيد بذلك، إذ لا يوجد شعر بدون إنسانية، ودائما الإنسانية الحق لا ترفض الشعر والفن وكافة ألوان الإبداع التي تشكل الوجدان وتنمي الرقي وتفتح أفاقا جديدة لكل محبيها ومتذوقيها، وتهذب النفس وتقبل الأخر وتسعي لنشر الخير والحب والجمال.
س "الوطن عايش أكيد حتى و لو كان مجروح"، كيف يدرك ملامحه، هذا الوطن، وسط إحساس يرعاه الألم؟
ج نعم الوطن عايش أكيد وسيظل دائما …هكذا تكون الأوطان علي مر العصور والتاريخ تتقدم وتتعثر ولكنها لا تباد ولا يمحوها هبوب الرياح العاتية التي تجتاحها، ولم يؤثر كثيرا علي ملامح الوطن هذا الجرح الذي أصابه، وأعتقد انه في طريقه للتماثل بالشفاء ..وإحساس الألم قريبا ما يتبدل بالأمل إلي إحساس مغاير نري فيه بشارات بالخير والتفاؤل رغم بعض العثرات التي مازالت تسعى من الدخل والخارج عرقلته لكنها ستكون كلها محاولات فاشلة وسيبقى الوطن عايش أكيد حني ولو مجروح.
س ما هي مواصفات العلاقة الرابطة بين الألم، الشاعر "محمد المخزنجي" و الأمل؟
ج أنا بطبيعتي إنسان متفائل ولا افقد الأمل مهما كانت حجم معاناة الألم، ولا يوجد بين ألمي وأملي مواصفات لعلاقة، إذ أنني دائما كما قلت لا يغيب عني الأمل واسعي بحرفي إلي بث هذه الروح إلي المتلقي عبر قصائدي، وهذا اعتبره دور هام ينبغي أن يركز عليه كل مبدع وكل إنسان حني نستطيع أن نواصل مسيرة الحياة بشيء من السعادة وبعيدا عن اليأس والملل.
س عندما تتوشّح بلاغة الكلمات بإحساس الشاعر "محمد المخزنجي" ما هي المعزوفات التي يترنّم بها و تصل لأسماعنا و هل تعتقد في الانسجام بينها و بين المتلقي؟
ج لكل قصيدة بعد اختمار فكرتها وقت لكتابتها، بالشكل الذي ستعرض فيه علي المتلقي في أمسيات أو كنص ضمن نصوص ديوان جديد، وحسب فكرة القصيدة، تكون إما نص رومانسي أو وطني أو اجتماعي، وهكذا ولا يستطيع شاعر أن يقول إن ما يكتبه أو كتبه معزوفات، هو مؤكد أعطي ما كتب جواز مرور ليكون نص بتوقيعه، ولكن ما هي المعزوفات التي يترنم بها، أرى أن هذا السؤال يجب أن يطرح علي من وصلتهم قصائدي من جمهور ومحي الشعر الذي اعتقد بل ويهمني معرفة إذا ما كان هذا المتلقي في حالة انسجام من عدمه أثناء أمسياتي، أو من خلال معرفة رأيه بعد قراءة إصدار جديد، وطالما نؤمن بان الشعر رسالة فهي مقدمة إلي متلقي يسعدني جدا أن ينسجم معها حال وصولها إليه.
س كيف يتعامل الشاعر "محمد المخزنجي" مع النقد و من أي منظور يبصّره؟
ج يري البعض أن النقد يعد أدب موازي، والحقيقة أنني لا أراه كذلك، ربما كان هذا الرأي يصلح لقصيدة النثر أما قصيدة العامية فلها من بنصفها ولها من يتعامل معها بشيء من التعالي، للأسف الشديد أرى انه لا يوجد منهج معين لتقييم النص الشعري في كثير من الأحول، لذلك أفرق بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون، والناقد الأكاديمي الذي ليس له ميل محدد ووجهة نظر مسبوقة في قصيدة العامية ربما قدم شيء يفيد المتلقي والشاعر معا ويفتح أمام المتلقي بعض ما استغلق عليه ويسعى لفك شفرات بعض النصوص التي تميل للرمزية، خلاصة القول أن هناك أسلوب نقدي لا يفيد القارئ ولا الشاعر وهناك من يجتهد بعلمه ويتعامل مع النص بمنهجية وعلمية لها قبول بين طرفي الإبداع بل تعد طرف ثالث إن جاز التعبير.
س اعتمادا على ما فسرت، كيف تتجاوب و معتقد الشاعر التونسي-المصري "بيرم التونسي" عندما قال "النقد امتداد للنبوة، و لولا النقاد لهلك الناس ولطغي الباطل على الحق و لامتطى الأراذل ظهور الأفاضل، و بقدر ما يخفت صوت الناقد يرتفع صوت الدجال؟
ج أنا لا أرى بعيني غيري، ولكل ما يرى، وتختلف الرؤى من جيل لجيل ومن زمن إلي زمن، النقد هو تمييز بين الغش والثمين واثبات ذلك بمنهجية، ولكل متلقي ذائقته التي ربما تعارض الناقد حتي لو كان رأي الناقد صحيح، إن ورب حسن عند زيد هو قبح عند عمرو فمقولة شاعرنا الكبير بيرم التونسي التي طرحت في السؤال ليست دليل علي أن كل ناقد امتدر لنبي ولو وجوده لفسدت الأرض، واعتقد أن المتلقي وان لم يكن خبير ليس في حاجه لناقد بصوت مرتفع حتي لا يعلو صوت الدجال، وقد أشرت في إجابتي السابقة أن هناك ناقد يستفاد منه وهناك غيره لا يضر ولا ينفع وهناك من يكون ضرره أكبر من نفعه وخاصة من يكون نقدهم نقد انطباعي و به الكثير من المجاملات لإنصاف شعراء تحبط شاعر حقيقي قيل في شعره غير ما يليق بشاعريته.
س إذا ما اتبعنا منهاج "فون غوتة"، الأديب الألماني، القائل بأنه "لا شيء يظهر شخصية المرء أكثر من الأشياء التي تضحكه"، في أي صورة يضع الشاعر "محمد المخزنجي" شخصيته و هل تتباعد هذه الأخيرة مع روح الإنسان "محمد المخزنجي"؟
ج لا اعتقد أن هناك انفصام في شخصيتي كشاعر وإنسان، محمد المخزنجي الشاعر هو ذاته الإنسان الذي حباه الله موهبة الشعر الذي يعد أب للفنون و يسعى لأن تصل قصائده إلى أكثر عدد من الملتقين ومن المؤكد أن يرى القارئ من نبضي وروحي بين سطور القصيدة، واعتقد معظم الشعراء كذلك تظهر شخصيتهم وأرواحهم من خلال نصوصهم، إذ أنني أرى كما قلت لا فصل تام بين الشاعر والإنسان و إن وقت الكتابة ما هو الا ترجمة لأوقات تأمل مضت وأوقات نضوج الفكرة التي يصوغها.
س "حجات كثيرة بتموت"، ما الأثر الذي يتركه هذا الموت في العلاقة الرابطة بين الحرف و الإحساس عند الشاعر "محمد المخزنجي"؟
ج الموت هو الحقيقة الثابتة لكل الأشياء، ورغم ذلك فان الإنسان هو الأكثر تأثرا بفعل الموت، ومن الطبيعي أن يكون هناك علاقة بين الحرف والإحساس لدى الشاعر خاصة، وتظهر هذه العلاقة من خلال دموع القلم علي الأوراق حال كتابة النص الشعري، غير انه لابد أيضا أن يكون بين سطور القصيدة ما يبث روح الصبر وروح الأملن وان هناك حياة أبدية بعد هذا الموت الذي نعرفه والذي هو نهاية لكل حي حتي يمكننا البقاء ومواصلة ما تبقي من العمر وأرى أن للكلمة تأثير في ذلك.
س أكدت لي الكلمة أن الذكرى رحيق بدون أزهار، كيف يتفاعل الشاعر "محمد المخزنجي" مع هذا العاطفة؟
ج الكلمة ترجمة وتعبير عن روح الشاعر وأحاسيسه، تظهر في روح النص الأدبي عامة والقصيدة الشعرية خاصة من خلال التأمل بكل الأشياء من حولنا والنظر بعين ترى الجمال في كل مخلوقات الله المسكونة بالجمال، والكون مليء بأسرار وجماليات تستحق من المبدع ومن أي إنسان أن يسعى إلي الوصول إليها، وهنا يستنشق الرحيق والعبير الساكن تلك الأشياء ويرى النور والضياء الذي يجعل للحياة طعم آخر ومذاق مختلف.
س يقول الشاعر اللبناني "إيليا أبو ماضي" "أيها الشاكي و ما بك داء، كن جميلا ترى الوجود جميلا"، ما مفهوم الجمال عند الشاعر "محمد المخزنجي" و في أي المشاهد يتلمّسه؟
ج أرى أن أي إنسان إذا تحلى بجمال الروح وجمال النظرة للأشياء المحيطة به سوف يري جمال الوجود.. الله سبحانه وتعالي خلق الأشياء وخلق بها جماليات لا تعد ولا تحصي، حين نبصر تلك الأشياء بعين فاحصة متأملة ومتعمقة، يختلف الوضع كثيرا وسنرى جمال الكون وما يحتويه.. فقط علي الإنسان أن يصفو بروحه لترى وتتأمل وتتلمس أسرار الجمال الساكن في كل الموجودات، وأنا كشاعر دائم البحث عن كل ما هو جميل في مختلق الأشياء المحيطة بي وما بعدت عني أيضا، أسعي للوصول إليها لأقتبس منها، وحينها سيظهر هذا في روح النص الذي أقدمه وسيتلمسها القارئ بنفسه بين سطور القصيد، إذا وفق الشاعر لذلك، وكلنا نحاول أن تصل رسالتنا من خلال نصوص تنشر الجمال والحب.
س تعددت الآراء حول الحب، بين الفلاسفة و الشعراء، من ممجّد و متّهم، فمنهم من يعتقد أنه ضرب من الحرب على غرار الشاعر الروماني "أوفيد"، و منهم من يعتبره أنه وقود الحياة مثل الشاعر الانجليزي "روبرت براونينغ"، و منهم من ظن أن الحب حكمة الأحمق و حماقة الحكيم حسب مفهوم الشاعر البريطاني "صمويل جونسون"، على أي منهاج من هؤلاء تسير علاقة الشاعر "محمد المخزنجي" بالحب؟
ج لكل إنسان رأيه الخاص حول الحب وغيره، وللحب نفسه عدة تعريفات لا يمكن أن تتشابه من شخص لأخر لان إحساس كل إنسان به يختلف عن إحساس الآخر، وأنا أرى أن الحب حياة، إذ لا يمكن أن احي بدونه، واعتقد غيري الكثير من الناس كذلك ولا اتفق مع من يري انه حرب كما يري البعض، إذ انه لو كان الحب حرب فماذا يكون الكره .. وكما يقول الشاعر الكبير نزار قباني الحب في الأرض بعض من تصورنا … لو لم نجده عليها لاخترعناه .. فهو من اسمي العلاقات الإنسانية النبيلة التي بها نحيا والتي تجعل للحياة معني جميل ونكهة مختلفة لا يشعر بلذتها إلا من عرف الحب الحقيقي وتلمسه وسكن وجدانه وظهرت آثاره في سلوك وتعاملات ونظرة المحب لكل الأشياء التي تحيط به.
س حدّثتني الصداقة أن المحبة رحيق في شرايينها، ماذا تقول الصداقة عن الشاعر "محمد المخزنجي"؟
ج الموت طريق
والخوف رفيق
قلب الولد
لساه رقيق
ينظر يمين
ينظر شمال
سكته بتضيق
عطش الولد
والبير عميق
خاف ينزله
ليموت غريق
سمع الولد
صوت في الخلا
صوت زلزله
بدل كيانه وبدله
ليه يابني
مااخترتش صديق
الصداقة في حياة الإنسان كما أري هم الأخوة التي أختارها بنفسي، وهذه الكلمات جزء من قصيدة بهذا المعنى إذ أرى انه كما لا تحلو وتصفو الحياة بدون حب لا تكتمل روعتها بدون صديق أو مجموعة من الأصدقاء، قلت في العدد ام كثرت المهم أن تكون وأن تتواجد وأن تسعي إليها وحينها نشعر بسعادة من لا يصادفها ينقصه الكثير.
س الصداقة قيمة تشرق حتى مع الغروب، و ما من صديق ليس له عيوب، لذلك طريقها بالعثرات يشوب، كيف يتعامل "الشاعر محمد المخزنجي" مع هذه العثرات؟ و إلى أي مدى يعتقد في قدرته على تخطيها ليحافظ على هذه القيمة وهّاجة في روحه؟
ج الله سبحانه وتعالي خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف، وأعلم أنه لا يوجد إنسان كامل علي وجه الأرض، ومن هم أصدقاء لا نتطابق مؤكدا في الصفات والأفعال ولكل منا وجهات نظر مختلفة في كثير من الأمور، قد تلتقي الأرواح والقلوب علي محبة الله ومحبة الناس وهذا ما يقربنا، وقليل بل ومن النادر أن نلتقي بقلوب تشبه قلوبنا ولهذا نحافظ علي التمسك بها ..اسعي جاهدا ألا افقد صداقة إنسان أرى في روحه الجمال وفي قلبه الحب والخير لمن حوله، وأتمسك بهذه النماذج النبيلة من البشر قدر المستطاع والتمس لها الأعذار حال اختلافنا في أمر ما، والتسامح من أهم الصفات التي تبقي علي دوام أي علاقة إنسانية.
س"التسامح من أهم الصفات التي تبقى على دوام أي علاقة إنسانية"، يرى الكاتب الفرنسي "فولتير" أن "الابتسامة تذيب الجليد و تنشر الارتياح و تبلسم الجرح، إنها مفتاح العلاقات الإنسانية الصافية"، بين التسامح و الابتسامة، بين الشاعر "محمد المخزنجي" و الكاتب "فولتير"، كيف تولد و تعيش هذه العلاقة؟
ج علمنا النبي محمد بن عبد الله (ص) أن تبسمك في وجه أخيك صدقة، وعلمنا أن من خير الأعمال إلى الله أن نلقي الناس بوجه طليق ..الابتسامة رسول سلام بين الناس، والتسامح من شيم الكرام، وبهذه الخصال الحميدة التي إن خلت من إنسان اعتقد انه يكون قد فقد إنسانيته ولا أقول جزء منها لان إنسانية الفرد لا تتجزأ، وأرى أن هذه الصفات و التي تفتح بين الناس دروب من المحبة والألفة رغم عدم صعوبتها إلا أنها تحتاج لقلوب تعرف المعني الحقيقي للود والحب والصداقة وتعرف الله قبل كل شيء وتسكنها مساحات رائعة من الإنسانية النبيلة والخصال الحميدة وحب الحياة ونشر السلام بين الناس وتقبل الأخر.
شكرا لك الشاعر "محمد المخزنجي" على تواصلك الراقي و حرفك الجميل و إلى لقاء آخر إن شاء الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.