تنسيق الثانوية العامة 2025 ..شروط التنسيق الداخلي لكلية الآداب جامعة عين شمس    فلكيًا.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر و10 أيام عطلة للموظفين في أغسطس    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 1 أغسطس 2025    5 أجهزة كهربائية تتسبب في زيادة استهلاك الكهرباء خلال الصيف.. تعرف عليها    أمازون تسجل نتائج قوية في الربع الثاني وتتوقع مبيعات متواصلة رغم الرسوم    إس إن أوتوموتيف تستحوذ على 3 وكالات للسيارات الصينية في مصر    حظر الأسلحة وتدابير إضافية.. الحكومة السلوفينية تصفع إسرائيل بقرارات نارية (تفاصيل)    ترامب: لا أرى نتائج في غزة.. وما يحدث مفجع وعار    الاتحاد الأوروبى يتوقع "التزامات جمركية" من الولايات المتحدة اليوم الجمعة    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. مستندات المؤامرة.. الإخوان حصلوا على تصريح من دولة الاحتلال للتظاهر ضد مصر.. ومشرعون ديمقراطيون: شركات أمنية أمريكية متورطة فى قتل أهل غزة    مجلس أمناء الحوار الوطنى: "إخوان تل أبيب" متحالفون مع الاحتلال    حماس تدعو لتصعيد الحراك العالمي ضد إبادة وتجويع غزة    كتائب القسام: تدمير دبابة ميركافا لجيش الاحتلال شمال جباليا    عرضان يهددان نجم الأهلي بالرحيل.. إعلامي يكشف التفاصيل    لوهافر عن التعاقد مع نجم الأهلي: «نعاني من أزمة مالية»    محمد إسماعيل يتألق والجزيرى يسجل.. كواليس ودية الزمالك وغزل المحلة    النصر يطير إلى البرتغال بقيادة رونالدو وفيليكس    الدوري الإسباني يرفض تأجيل مباراة ريال مدريد أوساسونا    المصري يفوز على هلال الرياضي التونسي وديًا    انخفاض درجات الحرارة ورياح.. بيان هام من الأرصاد يكشف طقس الساعات المقبلة    عملت في منزل عصام الحضري.. 14 معلومة عن البلوجر «أم مكة» بعد القبض عليها    بعد التصالح وسداد المبالغ المالية.. إخلاء سبيل المتهمين في قضية فساد وزارة التموين    حبس المتهم بطعن زوجته داخل المحكمة بسبب قضية خلع في الإسكندرية    ضياء رشوان: إسرائيل ترتكب جرائم حرب والمتظاهرون ضد مصر جزء من مخطط خبيث    عمرو مهدي: أحببت تجسيد شخصية ألب أرسلان رغم كونها ضيف شرف فى "الحشاشين"    عضو اللجنة العليا بالمهرجان القومي للمسرح يهاجم محيي إسماعيل: احترمناك فأسأت    محيي إسماعيل: تكريم المهرجان القومي للمسرح معجبنيش.. لازم أخذ فلوس وجائزة تشبه الأوسكار    مي فاروق تطرح "أنا اللي مشيت" على "يوتيوب" (فيديو)    تكريم أوائل الشهادات العامة والأزهرية والفنية في بني سويف تقديرا لتفوقهم    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    الزمالك يهزم غزل المحلة 2-1 استعدادًا لانطلاقة بطولة الدوري    اصطدام قطار برصيف محطة السنطة وتوقف حركة القطارات    موندو ديبورتيفو: نيكولاس جاكسون مرشح للانتقال إلى برشلونة    مجلس الشيوخ 2025.. "الوطنية للانتخابات": الاقتراع في دول النزاعات كالسودان سيبدأ من التاسعة صباحا وحتى السادسة مساء    «إيجاس» توقع مع «إيني» و«بي بي» اتفاقية حفر بئر استكشافي بالبحر المتوسط    مجلس الوزراء : السندات المصرية فى الأسواق الدولية تحقق أداء جيدا    فتح باب التقدم للوظائف الإشرافية بتعليم المنيا    رئيس جامعة بنها يصدر عددًا من القرارات والتكليفات الجديدة    أحمد كريمة يحسم الجدل: "القايمة" ليست حرامًا.. والخطأ في تحويلها إلى سجن للزوج    فوائد شرب القرفة قبل النوم.. عادات بسيطة لصحة أفضل    متى يتناول الرضيع شوربة الخضار؟    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    حركة فتح ل"إكسترا نيوز": ندرك دور مصر المركزى فى المنطقة وليس فقط تجاه القضية الفلسطينية    أمين الفتوى يوضح أسباب إهمال الطفل للصلاة وسبل العلاج    الداخلية: مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة خلال مداهمة أمنية بالطالبية    الإفتاء توضح كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر    الشيخ خالد الجندى: من يرحم زوجته أو زوجها فى الحر الشديد له أجر عظيم عند الله    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير الخارجية الفرنسي: منظومة مساعدات مؤسسة غزة الإنسانية مخزية    ممر شرفى لوداع لوكيل وزارة الصحة بالشرقية السابق    رئيس جامعة بنها يشهد المؤتمر الطلابي الثالث لكلية الطب البشرى    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع الشاعر المصرى محمد المخزنجى
نشر في شموس يوم 05 - 07 - 2015


السلام عليكم
و عليكم السلام
للقلم أسراره و الكلمة شفرة البوح، فما ضاقت نفس إلا و تهاطلت تقاسيم التعبير ناحتة خلجات الروح و من أسرها تعتق، فتعزف الأحاسيس بين خرير و حفيف، رحما لميلاد الكتّاب من مختلف الأقطار، ليجمع الأدب، الراوي بالناظم و القاص بالناثر، فنجد المراقم تتنافس، و في مضمار الإبداع تتآنس، من قديمها لحديثها، و من رجالها لنسائها، فمنها حاذق اللسانيات و الآخر المتضلّع في قضايا العباد، على غرار شاعرنا المطل علينا حاملا الحرف معتقدا، صارخا عاطفته قصيدة، تتنفّس اللفظ، فتشهق حسّا يملأ عطشنا رغبة في الارتواء لما تسوقه من عمق في المعاني و الدلالات، ليضع أمامنا مفاهيم تعبر بنا أعماقنا التي يجسّدها بثبات و دقة كأنه الساكن فينا، هو الشاعر المصري محمد المخزنجي.
أهل بك سيدي
أهلا ومرحبا بك
س "محمد المخزنجي، الإنسان العادي دائم التواجد بين الناس والأهل، متفاعل مع المجتمع بشكل مرضي ويعشق البسطاء الذين ينتمي إليهم ويستمع لهم ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم، ومن عيونهم يستقي ويرتشف معان جديدة للشعر وأسراره، واليهم يهديها قصائد قد تعبر عنهم، وله لحظات خاصة يقضيها في التأمل والولوج داخل تجاويف وحنايا الأشياء التي يرى أنها سر من أسرار الشعر وصناعة الدهشة لدى المتلقي وربما له هو"، من خلال هذه الحالة التي يعيشها الشاعر "محمد المخزنجي"، كيف يقف بنا على مشارف إحساس الكاتب اليوناني "نيكوس كازانتزاكيس" حيث أنه يرى بأن "الكلمات لا يمكنها أبدا أن تخفف عما في قلب الإنسان و تريحه، الصمت وحده قادر على فعل ذلك"؟
ج قلت أني كشاعر وإنسان اعشق أن أكون بين الناس وأكتب منهم ولهم،أعلم وأري أن الكلمة رسالة أسعي لأن تصل لأكبر قدر من الناس، وما قاله الأديب والفيلسوف اليوناني الشهير "نيكوس كازانتزاكيس" بأن الكلمات لا يمكنها أبدا أن تخفف عما في قلب الإنسان ويرى أن الصمت وحده هو القادر علي ذلك فهذا رأيه الذي قد يقابل ميل عند البعض ممن يعشقون الصمت .. نحن شعوب العرب نجامل في الأفراح بالغناء والغناء كلمة ونواسي في الكوارث بكلمات وليس بالصمت، الكلمة رسول محبة بين الناس وحني حين يكون الصمت والحوار يدار بالبصر فإن للعيون لغتها التي تكاد تقول ما يعجز اللسان عن قوله، الكلمة سر من أسرار الحياة ومفتاح الدخول للقلوب ومعرفة الأخر وتعريف للأخر بي ومن أكون .. نكتب الشعر ونتمنى أن يكون مصدر سعادة لمن تلقاه، هذه هي غاية كل صاحب قلم وصاحب رسالة.
س "محمد المخزنجي، يعتبر نفسه من متنفسي الشعر وخاصة العامي الذي يراه الأقرب إلي المتلقي، فهو يستنشق هواء القصيدة التي تلامس قلبه دون غيرها"، هل نفهم من معتقدك هذا أنك تناصر أم تعارض قول الشاعر الفلسطيني "عبد السلام العطاري" حيث يعتبر أن الشعر هو " مخيال و خيال نحققه واقعة على أرض الكلام، ليصير في السكون حياة، و تصير الحياة سكوناً، لينهض المعنى سرب طير تتبعه كل ذائقة على اختلاف اللون، و الطعم شهد الورود على شفاهنا"؟
ج كما قلت أنني اعشق قصيدة العامية بل أراني استنشق حروفها ومعناها وارى أن ما قاله الشاعر الفلسطيني عبد السلام العطاري لا يتعارض مع ما أقول وخاصة انه يراه مخيال وخيال يحققة الشاعر واقعا علي ارض الكلام ليصير في السكون حياة وتصير الحياة سكونا، هذا هو الشعر الذي يغير ويبدل ويؤثر في من حوله بمعانيه التي لا تقف عند حد وتعبر عن الأشياء بمعان كثيرة، فيرى كل متلقي في القصيدة بعض من مبتغاة وروعة الشعر انه يصادف ما يروق المتلقي حسب ما وصله هو من معني، فقد تكون الحبيبة في القصيدة الوطن، وقد تكون الأم وقد يرى أخر أنها الابنة، وهكذا تتعدد رؤى الاستقبال وتختلف من شخص لآخر، وللشعر هذا الساحر العجيب معان وتعريفات كثيرة، أرى أن يكون منها انه الهواء الذي يحدث التغيير بدواماته التي تفوق دوامات البحر.
س"مصر وطن يسكنني وعشقي الأبدي، و الحرف قدر تملكني وأحببته، وما بين عشقي للوطن وحبي للحرف أحيا"، بماذا تتصف الحياة بين المصري "محمد الخزنجي" و الشاعر "محمد الخزنجي"؟
ج محمد المخزنجي، الإنسان والشاعر نبتة من طين وتراب الوطن، نمت وترعرعت علي ضفاف نيل مصر العظيم فكانت حياته مزدحمة بعشق الناس وعشق الموروث من رائحة الأجداد وثقافاتهم المتعددة، وتعلم من أسلافه الكثير وتتلمذ علي يد من سبقه، فأصبح الإنسان والشاعر في آن ولا يمكنه بحال أن يفصل كلاهم عن الأخر، هكذا يحيا ويرى الحياة وهو سعيد بذلك، إذ لا يوجد شعر بدون إنسانية، ودائما الإنسانية الحق لا ترفض الشعر والفن وكافة ألوان الإبداع التي تشكل الوجدان وتنمي الرقي وتفتح أفاقا جديدة لكل محبيها ومتذوقيها، وتهذب النفس وتقبل الأخر وتسعي لنشر الخير والحب والجمال.
س "الوطن عايش أكيد حتى و لو كان مجروح"، كيف يدرك ملامحه، هذا الوطن، وسط إحساس يرعاه الألم؟
ج نعم الوطن عايش أكيد وسيظل دائما …هكذا تكون الأوطان علي مر العصور والتاريخ تتقدم وتتعثر ولكنها لا تباد ولا يمحوها هبوب الرياح العاتية التي تجتاحها، ولم يؤثر كثيرا علي ملامح الوطن هذا الجرح الذي أصابه، وأعتقد انه في طريقه للتماثل بالشفاء ..وإحساس الألم قريبا ما يتبدل بالأمل إلي إحساس مغاير نري فيه بشارات بالخير والتفاؤل رغم بعض العثرات التي مازالت تسعى من الدخل والخارج عرقلته لكنها ستكون كلها محاولات فاشلة وسيبقى الوطن عايش أكيد حني ولو مجروح.
س ما هي مواصفات العلاقة الرابطة بين الألم، الشاعر "محمد المخزنجي" و الأمل؟
ج أنا بطبيعتي إنسان متفائل ولا افقد الأمل مهما كانت حجم معاناة الألم، ولا يوجد بين ألمي وأملي مواصفات لعلاقة، إذ أنني دائما كما قلت لا يغيب عني الأمل واسعي بحرفي إلي بث هذه الروح إلي المتلقي عبر قصائدي، وهذا اعتبره دور هام ينبغي أن يركز عليه كل مبدع وكل إنسان حني نستطيع أن نواصل مسيرة الحياة بشيء من السعادة وبعيدا عن اليأس والملل.
س عندما تتوشّح بلاغة الكلمات بإحساس الشاعر "محمد المخزنجي" ما هي المعزوفات التي يترنّم بها و تصل لأسماعنا و هل تعتقد في الانسجام بينها و بين المتلقي؟
ج لكل قصيدة بعد اختمار فكرتها وقت لكتابتها، بالشكل الذي ستعرض فيه علي المتلقي في أمسيات أو كنص ضمن نصوص ديوان جديد، وحسب فكرة القصيدة، تكون إما نص رومانسي أو وطني أو اجتماعي، وهكذا ولا يستطيع شاعر أن يقول إن ما يكتبه أو كتبه معزوفات، هو مؤكد أعطي ما كتب جواز مرور ليكون نص بتوقيعه، ولكن ما هي المعزوفات التي يترنم بها، أرى أن هذا السؤال يجب أن يطرح علي من وصلتهم قصائدي من جمهور ومحي الشعر الذي اعتقد بل ويهمني معرفة إذا ما كان هذا المتلقي في حالة انسجام من عدمه أثناء أمسياتي، أو من خلال معرفة رأيه بعد قراءة إصدار جديد، وطالما نؤمن بان الشعر رسالة فهي مقدمة إلي متلقي يسعدني جدا أن ينسجم معها حال وصولها إليه.
س كيف يتعامل الشاعر "محمد المخزنجي" مع النقد و من أي منظور يبصّره؟
ج يري البعض أن النقد يعد أدب موازي، والحقيقة أنني لا أراه كذلك، ربما كان هذا الرأي يصلح لقصيدة النثر أما قصيدة العامية فلها من بنصفها ولها من يتعامل معها بشيء من التعالي، للأسف الشديد أرى انه لا يوجد منهج معين لتقييم النص الشعري في كثير من الأحول، لذلك أفرق بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون، والناقد الأكاديمي الذي ليس له ميل محدد ووجهة نظر مسبوقة في قصيدة العامية ربما قدم شيء يفيد المتلقي والشاعر معا ويفتح أمام المتلقي بعض ما استغلق عليه ويسعى لفك شفرات بعض النصوص التي تميل للرمزية، خلاصة القول أن هناك أسلوب نقدي لا يفيد القارئ ولا الشاعر وهناك من يجتهد بعلمه ويتعامل مع النص بمنهجية وعلمية لها قبول بين طرفي الإبداع بل تعد طرف ثالث إن جاز التعبير.
س اعتمادا على ما فسرت، كيف تتجاوب و معتقد الشاعر التونسي-المصري "بيرم التونسي" عندما قال "النقد امتداد للنبوة، و لولا النقاد لهلك الناس ولطغي الباطل على الحق و لامتطى الأراذل ظهور الأفاضل، و بقدر ما يخفت صوت الناقد يرتفع صوت الدجال؟
ج أنا لا أرى بعيني غيري، ولكل ما يرى، وتختلف الرؤى من جيل لجيل ومن زمن إلي زمن، النقد هو تمييز بين الغش والثمين واثبات ذلك بمنهجية، ولكل متلقي ذائقته التي ربما تعارض الناقد حتي لو كان رأي الناقد صحيح، إن ورب حسن عند زيد هو قبح عند عمرو فمقولة شاعرنا الكبير بيرم التونسي التي طرحت في السؤال ليست دليل علي أن كل ناقد امتدر لنبي ولو وجوده لفسدت الأرض، واعتقد أن المتلقي وان لم يكن خبير ليس في حاجه لناقد بصوت مرتفع حتي لا يعلو صوت الدجال، وقد أشرت في إجابتي السابقة أن هناك ناقد يستفاد منه وهناك غيره لا يضر ولا ينفع وهناك من يكون ضرره أكبر من نفعه وخاصة من يكون نقدهم نقد انطباعي و به الكثير من المجاملات لإنصاف شعراء تحبط شاعر حقيقي قيل في شعره غير ما يليق بشاعريته.
س إذا ما اتبعنا منهاج "فون غوتة"، الأديب الألماني، القائل بأنه "لا شيء يظهر شخصية المرء أكثر من الأشياء التي تضحكه"، في أي صورة يضع الشاعر "محمد المخزنجي" شخصيته و هل تتباعد هذه الأخيرة مع روح الإنسان "محمد المخزنجي"؟
ج لا اعتقد أن هناك انفصام في شخصيتي كشاعر وإنسان، محمد المخزنجي الشاعر هو ذاته الإنسان الذي حباه الله موهبة الشعر الذي يعد أب للفنون و يسعى لأن تصل قصائده إلى أكثر عدد من الملتقين ومن المؤكد أن يرى القارئ من نبضي وروحي بين سطور القصيدة، واعتقد معظم الشعراء كذلك تظهر شخصيتهم وأرواحهم من خلال نصوصهم، إذ أنني أرى كما قلت لا فصل تام بين الشاعر والإنسان و إن وقت الكتابة ما هو الا ترجمة لأوقات تأمل مضت وأوقات نضوج الفكرة التي يصوغها.
س "حجات كثيرة بتموت"، ما الأثر الذي يتركه هذا الموت في العلاقة الرابطة بين الحرف و الإحساس عند الشاعر "محمد المخزنجي"؟
ج الموت هو الحقيقة الثابتة لكل الأشياء، ورغم ذلك فان الإنسان هو الأكثر تأثرا بفعل الموت، ومن الطبيعي أن يكون هناك علاقة بين الحرف والإحساس لدى الشاعر خاصة، وتظهر هذه العلاقة من خلال دموع القلم علي الأوراق حال كتابة النص الشعري، غير انه لابد أيضا أن يكون بين سطور القصيدة ما يبث روح الصبر وروح الأملن وان هناك حياة أبدية بعد هذا الموت الذي نعرفه والذي هو نهاية لكل حي حتي يمكننا البقاء ومواصلة ما تبقي من العمر وأرى أن للكلمة تأثير في ذلك.
س أكدت لي الكلمة أن الذكرى رحيق بدون أزهار، كيف يتفاعل الشاعر "محمد المخزنجي" مع هذا العاطفة؟
ج الكلمة ترجمة وتعبير عن روح الشاعر وأحاسيسه، تظهر في روح النص الأدبي عامة والقصيدة الشعرية خاصة من خلال التأمل بكل الأشياء من حولنا والنظر بعين ترى الجمال في كل مخلوقات الله المسكونة بالجمال، والكون مليء بأسرار وجماليات تستحق من المبدع ومن أي إنسان أن يسعى إلي الوصول إليها، وهنا يستنشق الرحيق والعبير الساكن تلك الأشياء ويرى النور والضياء الذي يجعل للحياة طعم آخر ومذاق مختلف.
س يقول الشاعر اللبناني "إيليا أبو ماضي" "أيها الشاكي و ما بك داء، كن جميلا ترى الوجود جميلا"، ما مفهوم الجمال عند الشاعر "محمد المخزنجي" و في أي المشاهد يتلمّسه؟
ج أرى أن أي إنسان إذا تحلى بجمال الروح وجمال النظرة للأشياء المحيطة به سوف يري جمال الوجود.. الله سبحانه وتعالي خلق الأشياء وخلق بها جماليات لا تعد ولا تحصي، حين نبصر تلك الأشياء بعين فاحصة متأملة ومتعمقة، يختلف الوضع كثيرا وسنرى جمال الكون وما يحتويه.. فقط علي الإنسان أن يصفو بروحه لترى وتتأمل وتتلمس أسرار الجمال الساكن في كل الموجودات، وأنا كشاعر دائم البحث عن كل ما هو جميل في مختلق الأشياء المحيطة بي وما بعدت عني أيضا، أسعي للوصول إليها لأقتبس منها، وحينها سيظهر هذا في روح النص الذي أقدمه وسيتلمسها القارئ بنفسه بين سطور القصيد، إذا وفق الشاعر لذلك، وكلنا نحاول أن تصل رسالتنا من خلال نصوص تنشر الجمال والحب.
س تعددت الآراء حول الحب، بين الفلاسفة و الشعراء، من ممجّد و متّهم، فمنهم من يعتقد أنه ضرب من الحرب على غرار الشاعر الروماني "أوفيد"، و منهم من يعتبره أنه وقود الحياة مثل الشاعر الانجليزي "روبرت براونينغ"، و منهم من ظن أن الحب حكمة الأحمق و حماقة الحكيم حسب مفهوم الشاعر البريطاني "صمويل جونسون"، على أي منهاج من هؤلاء تسير علاقة الشاعر "محمد المخزنجي" بالحب؟
ج لكل إنسان رأيه الخاص حول الحب وغيره، وللحب نفسه عدة تعريفات لا يمكن أن تتشابه من شخص لأخر لان إحساس كل إنسان به يختلف عن إحساس الآخر، وأنا أرى أن الحب حياة، إذ لا يمكن أن احي بدونه، واعتقد غيري الكثير من الناس كذلك ولا اتفق مع من يري انه حرب كما يري البعض، إذ انه لو كان الحب حرب فماذا يكون الكره .. وكما يقول الشاعر الكبير نزار قباني الحب في الأرض بعض من تصورنا … لو لم نجده عليها لاخترعناه .. فهو من اسمي العلاقات الإنسانية النبيلة التي بها نحيا والتي تجعل للحياة معني جميل ونكهة مختلفة لا يشعر بلذتها إلا من عرف الحب الحقيقي وتلمسه وسكن وجدانه وظهرت آثاره في سلوك وتعاملات ونظرة المحب لكل الأشياء التي تحيط به.
س حدّثتني الصداقة أن المحبة رحيق في شرايينها، ماذا تقول الصداقة عن الشاعر "محمد المخزنجي"؟
ج الموت طريق
والخوف رفيق
قلب الولد
لساه رقيق
ينظر يمين
ينظر شمال
سكته بتضيق
عطش الولد
والبير عميق
خاف ينزله
ليموت غريق
سمع الولد
صوت في الخلا
صوت زلزله
بدل كيانه وبدله
ليه يابني
مااخترتش صديق
الصداقة في حياة الإنسان كما أري هم الأخوة التي أختارها بنفسي، وهذه الكلمات جزء من قصيدة بهذا المعنى إذ أرى انه كما لا تحلو وتصفو الحياة بدون حب لا تكتمل روعتها بدون صديق أو مجموعة من الأصدقاء، قلت في العدد ام كثرت المهم أن تكون وأن تتواجد وأن تسعي إليها وحينها نشعر بسعادة من لا يصادفها ينقصه الكثير.
س الصداقة قيمة تشرق حتى مع الغروب، و ما من صديق ليس له عيوب، لذلك طريقها بالعثرات يشوب، كيف يتعامل "الشاعر محمد المخزنجي" مع هذه العثرات؟ و إلى أي مدى يعتقد في قدرته على تخطيها ليحافظ على هذه القيمة وهّاجة في روحه؟
ج الله سبحانه وتعالي خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف، وأعلم أنه لا يوجد إنسان كامل علي وجه الأرض، ومن هم أصدقاء لا نتطابق مؤكدا في الصفات والأفعال ولكل منا وجهات نظر مختلفة في كثير من الأمور، قد تلتقي الأرواح والقلوب علي محبة الله ومحبة الناس وهذا ما يقربنا، وقليل بل ومن النادر أن نلتقي بقلوب تشبه قلوبنا ولهذا نحافظ علي التمسك بها ..اسعي جاهدا ألا افقد صداقة إنسان أرى في روحه الجمال وفي قلبه الحب والخير لمن حوله، وأتمسك بهذه النماذج النبيلة من البشر قدر المستطاع والتمس لها الأعذار حال اختلافنا في أمر ما، والتسامح من أهم الصفات التي تبقي علي دوام أي علاقة إنسانية.
س"التسامح من أهم الصفات التي تبقى على دوام أي علاقة إنسانية"، يرى الكاتب الفرنسي "فولتير" أن "الابتسامة تذيب الجليد و تنشر الارتياح و تبلسم الجرح، إنها مفتاح العلاقات الإنسانية الصافية"، بين التسامح و الابتسامة، بين الشاعر "محمد المخزنجي" و الكاتب "فولتير"، كيف تولد و تعيش هذه العلاقة؟
ج علمنا النبي محمد بن عبد الله (ص) أن تبسمك في وجه أخيك صدقة، وعلمنا أن من خير الأعمال إلى الله أن نلقي الناس بوجه طليق ..الابتسامة رسول سلام بين الناس، والتسامح من شيم الكرام، وبهذه الخصال الحميدة التي إن خلت من إنسان اعتقد انه يكون قد فقد إنسانيته ولا أقول جزء منها لان إنسانية الفرد لا تتجزأ، وأرى أن هذه الصفات و التي تفتح بين الناس دروب من المحبة والألفة رغم عدم صعوبتها إلا أنها تحتاج لقلوب تعرف المعني الحقيقي للود والحب والصداقة وتعرف الله قبل كل شيء وتسكنها مساحات رائعة من الإنسانية النبيلة والخصال الحميدة وحب الحياة ونشر السلام بين الناس وتقبل الأخر.
شكرا لك الشاعر "محمد المخزنجي" على تواصلك الراقي و حرفك الجميل و إلى لقاء آخر إن شاء الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.