جلس عجوز حكيم على ضفة نهر ، وفجأه … لمح قطاً وقع في الماء ، وأخذ القط يتخبط ؛ محاولاً أن ينقذ نفسه من الغرق . قرر الرجل أن ينقذه ؛ مدّ له يده فخمشه القط سحب الرجل يده صارخاً من شدّة الألم ولكن لم يمض سوى القليل حتى مدّ يده ثانية لينقذه ، فخمشه القط سحب يده مرة أخرى صارخاً من شدة الألم ، وبعد قليل راح يحاول للمرة الثالثة !! على مقربة منه كان يجلس رجل آخر ويراقب ما يحدث ? فصرخ الرجل : …. أيها الحكيم ، لم تتعظ من المرة الأولى ولا من المرة الثانية ، وها أنت تحاول إنقاذه للمرة الثالثة ؟ لم يأبه الحكيم لتوبيخ الرجل ، وظل يحاول حتى نجح في إنقاذ القط ، ثم مشى الحكيم باتجاه ذلك الرجل وربت على كتفه قائلاً : يا بني … من طبع القط أن يخمش ومن طبع البشر أن يحب ويعطف ؛ فلماذا تريدني أن أسمح لطبعه أن يتغلب على طبعى .!! يا بني : عامل الناس بطبعك لا بطباعهم , مهما كانوا ومهما تعددت تصرفاتهم التي تجرحك وتؤلمك في بعض الأحيان، ولا تأبه لتلك الأصوات التي تعتلي طالبة منك أن تترك صفاتك الحسنة لمجرد أن الطرف الآخر لا يستحق تصرفك النبيل. عندما تعيش لتسعد الاخرين يبعث الله لك من يعيش ليُسعدك ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) "كن جميل الخلق تهواك القلوب " فلا تندم على لحظات أسعدت بها احداً حتى وإن لم يكن يستحق ذلك الطرف الاخر ، كن شيئا جميلاً في حياة من يعرفك. و كفى أن لك ربّاً ، يجازيك بالإحسان إحسانا . يقول العلماء : " الدين كعاله خُلق ، فمن فاقك في الخلق فقد فاقك في الدين…!!
