المفكر العربى الأستاذ أحمد كرفاح 000 إن العنصرية مازالت موجودة فى عالمنا المعاصر عصر التكنولوجيا المتطورة وعصر حقوق الإنسان 0 وتتجلى صورها بوضوخ فى إعتراف رئيس الوزراء الإسرائيلى ايهود أولمرت بوجود عنصرية تجاه المواطنين العرب فى إسرائيل لا يشكل تهديدا إستراتيجيا على دولة إسرئيل كما أنه قد أكد على أنه يوجد تمييز عنصرى ضد العرب فى إسرائيل0 ورغم هذا الإعتراف الصريح إلا أن الدول الغربية لا زالت تنافق الكيان الصهيونى وتمنع أية إدانة لعنصرية ذلك الكيان والجرائم التى يرتكبها بحق الفلسطنيين0 كما أن الكيان الصهيونى هو اليوم يمارس العنصرية بكل أشكالها وصورها تجاه الشعب الفلسطينى وتجاه المواطنين الفلسطنيين من عرب 48 0 وتجاه اليهود الأفارقة وغيرهم 0 وقد قال الرئيس الأميريكى السابق جيمى كارتر بأن هناك نظام من التمييز العنصرى فى ظل وجود شعبين يعيشان على الأرض نفسه0 ولكنهما مفصولين عن بعضهما فصلا كاملا والإسرائيليون فى هذا النظام مسيطرون سيطرة تامة وكاملة ويقمعون الفلسطنيين بعنف ويحرمونهم من حقوقهم الإنسانية الأساسية0 كما أن للعنصرية آثارها السلبية على حقوق الإنسان بصفة عامة وعلى الحقوق الإقتصادية والحق فى التنمية بصفة خاصة0 هذا طبعا فى وقت أصبح الجميع على قناعة بأن النتائج الإقتصادية والإجتماعية والثقافية السلبية المترتبة على العنصرية والتمييز العنصرى وكره الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب قد أسهمت إسهاما لا يستهان به فى تخلف البلدان النامية لا سيما القارة السمراء0 هذا فى وقت كان من المفروض فيه أن يعقد العزم على تحرير كل رجل وكل إمرأة وكل طفل من الأوضاع البائسة واللا إنسانية المرتبطة بالفقر المدقع الذى يرزخ تحته ما يزيد بليون من البشر0 وعلى جعل الحق فى التنمية حقيقة واقعية لكل إنسان وتحرير البشرية جمعاء من الفقر والعوز0 كما أنه طبعا من مظاهر العنصرية فى الغرب هى تلك الجماعات التى بدأت تعاود الظهور وبقوة والتى تكن العداء لكل المهاجرين وبخاصة من العرب والمسلمين والأفارقة أبناء القارة السمراء0 كما أنه من بين الأعمال التى يقوم بها أفراد هذه الجماعات الإعتداء على المغتربين من كل الجنسيات0 بسرقتهم وتدميرممتلكاتهم وقتلهم والتمثيل بجثثهم وتشويه مقابرهم وكتابة عبارات عنصرية عليها كما أنه حتى فى المجال الرياضى هناك هتافات عنصرية تصدر عادة من قبل الجماهير ضد اللاعبين الأفارقة أصحاب البشرة السوداء0كما أن اليهود يجعلون للأخلاق مقاييس متعددة حيث لا أمانة إلا بين اليهود0أما غير اليهود والذين يسمونهم بالأميين يعنى العرب فلا حرجفى أكل أموالهم وكذا غشهم و وخداعهم والتدليس عليهم واستغلالهم بلا تحرج من وسيلة خسيسة ولا فعل ذميم0 كما أنه من العجب أن يزعموا أن إلههم يأمرهم بهذا0 كما أنهم يعملون بأن هذا كذب وأن الله لا يأمر بالفحشاء ولا يبيح لجماعة من الناس أن يأكلوا أموال جماعة من الناس سحتا وبهتانا وألا يرعوا معهم عهدا ولا ذمة وأن ينالوا منهم بلا تحرج ولا تذمم 0 ولكن اليهود قد إتخذوا من عداوة البشرية والحقد عليها دينا ودنيا0 0 وهكذا تبقى العنصرية موجودة فى كل وقت حتى فى عصرنا هذا وفى عالمنا المعاصر0 وتتجلى صورها بوضوح فى التفرقة بين المواطنين فى المعاملة على أساس الدين أو العرق أو اللون وخاصة فى معسكرات إعتقال المهاجرين غير الشرعيين0 والتحفظ عليهم فى ظروف سيئة للغاية ومعاملتهم معاملة غير إنسانية 0كما أنه يمكن أن يعطى للعنصرية تعريفا بأنها أيديولوجة أو نظرة تجعل من يعتنقها يشعر بالتفوق للنعصر البشرى الذى ينتمى إليه0 كما أنه قد ينشأ عن هذا الشعور سلوك عنصرى 0 كما أنها تعتبر نظرة تقوم على الإعتقاد بوجود تفاوت بين الأجناس 0 واعتبر جنس معين هو أعلى من سائر الأجناس0 وهذا طبعا مما يبرز الهيمنة على الآخرين 0 كما أن الميز العنصرى يعنى الأعمال اللانسانية التى ترتكب لغرض التأسيس والمحافظة على سيطرة مجموعة عرقية من الأشخاص على مجموعة عرقية أخرى من الأشخاص وتقوم بقمعنها بإنتظام 0 ولذا فالبشرية فى مراحلها المختلفة قد مرت بعصور مظلمة ووحشية تعرض فيها الإنسان للذل والقهر والإستعباد وأهدرت فيها كرامته وآدميته0 وهذا مما يجعلنا نقول بأن العنصرية هى آفة التاريخ الإنسانى نقول هذا طبعا لأن العنصرية هى التى قد أهدرت حقوق الملايين من البشر على مر التاريخ من جهة وذهبت بجهودهم من جهة ثانية لأناس رأوا لأنفسهم ميزة وفضلا على الآخرين طبعا دون وجه حق ودون مسوغ مقبول0 كما أنه من جهة ثالثة لم يكتف هؤلاء بما يقدمه لهم المستعبدون من خدمات جليلة فراحوا طبعا يسومونهم سوء العذاب و يحرمونهم من أبسط مقومات الحياة 0 بل ويحرمونهم من حقهم فى الحياة0 كما أن مظاهر العنصرية البغيضة عادة تتمثل فى الإذلال والقهر وسلب الحرية والحقوق وإهدار كرامة الإنسان 0 ويبقى بأن العنصرية أنواع0 هناك ما يسمى بعنصرية الدولة وهى أخطرها ويقصد قيام دولة على فكر عنصرى سواء كانت هذه الدولة تمارس العنصرية على أفراد منها أو على غيرها من الدول وسواء طبعا كا الدافع إلى هذه العنصرية فيها ظن التميز العرقى أو الدينى ومن الأمثلة الواضحة والصريحة على هذا هو إسرائيل0 كما أن هناك ما يسمى بالعنصرية الجماعية والمقصود بها هنا طبعا هو تبنى مجموعة من الأفراد لكر عنصرى0 وقد تتواجد مثل هذه الجماعة داخل حدود جغرافية أو تكون عنصريتها مجرد فكر يتناقله أصحابه ومن لأمثلة على ذلك طبعا النازيون الجدد والشيوعية المتطرفة واليمين المتطرف0 ثم هناك نوع ثالث من العنصرية وهى العنصرية الفردية وهى طبعا ذلك التعصب الذى يظهره بعض الأفراد لفكرة معينة أو لعرق معين بحيث يظهر رفضه للآخرين ليس لفكرهم وإنما لوجودهم0