لقد عنيت اللغة العربية بالقرآن الكريم كتابها الأوحد وحارسها الخالد الأمين، ومما لا سبيل إلى الشك فيه أن القرآن الكريم كتاب العربية الأول في مكانة الأسلوب، وسمو المعنى، وقوة الدلالة يمثل نصه الخالد بحراً زاخراً بالظواهر اللغوية، والقضايا النحوية، وقد توافر علماؤنا على خدمة القران الكريم، وظهرت مؤلفات كثيرة درست النص القرآني من جوانبه كافة لإبراز معانيه ، وتجلية مشكلة وتأهيل قواعد النحو ، وتناولت كثيراً من آي التنزيل بالإعراب المجمل وتفسير المعنى عرفت باسم معاني القرآن حرص أصحابها على إعراب آي التنزيل وبيان الحكم الإعرابي للمفردات والجمل . وتلعب اللغة دوراً عظيماً في حياة الأمم مهما كانت هذه اللغة، لأنها أوثق العرى التي تربط بين أفراد الأمة أو الجماعة، وهي دائماً برهان على ما بينهم من صلة دائمة ، وأية وسيلة أقوى من اللغة في توطيد وجود الأمة ودوامها واستمرارها ؟
ويمكن للمرء أن يحكم على المستوى الفكري لأمة من الأمم من خلال لغتها فاللغة هي التي تعكس الصورة الصحيحة لحياة الأمة، إنها مرآة تبدو على وجهها حال الأمة وما هي عليه من ثقافة ورفعة وازدهار أو جهل وانحطاط، واللغة على كل حال روح الأمة ولهذا عنيت الأمم الخالدة بلغاتها، وجعلتها في مقدمة ما توليه من اهتمامها، فهي تعول على نشرها بالوسائل المختلفة؛ لان سيادة اللغة رمز لسيادة أهلها.
وتتألف كل لغة من عناصر متعددة وفروعاً كثيرة ويتحكم بذلك طبيعة اللغة ورقيها ولما كانت اللغة العربية من أرقى اللغات واسماها فهي لغة القران الكريم، فلقد تنوعت فروعها فشملت الصرف، والنحو، والصوت، والدلالة، والمعنى، والبلاغة، والأدب، الخ ... ... وكل منهم خضع لعلم من العلوم الخط، والإملاء، والتعبير، والمطالعة، والمحفوظات فالأصوات انطوت تحت مفهوم " الفوتاتيك " .
ويسميه المحدثون باسم علم الأصوات اللغوية كما سماه القدماء بأسماء مختلفة أشهرها اسم علم التجويد وهو علم لا يتناول من اللغة إلا عنصر الصوت فقط ويشمل :علم الصوت الوضعي ، علم الصوت التاريخي،
علم الصوت المقارن وعلم الصوت العام ولما كانت اللغة العربية من اللغات التي تتفرع إلى فروع متعددة تشمل القراءة، والأدب، وقواعد اللغة العربية، والتعبير، والإملاء، والخط وجب على طلبة اللغة العربية في المراحل المتقدمة مثل الجامعية.
وهذا يكمن في أن تتمثل فيهم مهارات متكاملة من ضبط ودقة في المعلومة وان يكون متحققاً من الخطأ لكي يستطيع تحقيق الهدف العام من تدريسها بعد تخرجه والمتمثلة بتمكين الطلبة من التعبير عن أفكاره ومشاعره وتنمية الذوق الأدبي، وصحة الكتابة، والتعبير، وجودة الخط، والنطق، السليم لحروف اللغة العربية، وتمكين الطلبة من فهم خطاب الله تعالى وتشريعاته . ويستأثر مفهوم الإبداع منذ القديم في كل المجتمعات والحضارات والشواهد كثيرة في اهتمام البابليين، والآشوريين، والمصريين، واليونانيين، والإغريق وغيرهم ممن اهتموا بقدرات الإنسان النفسية وإعداده ليكونوا ممارسين للطب أو وسطاء روحانيين.
ويعد الإبداع ذا أهمية كبيرة في حياة الفرد والمجتمع ، وينشأ عن حاجات مثل السعي وراء التفوق، وتحقيق الأهداف السامية، والنجاح في الأعمال الصعبة.
وقد ساهمت عدد من البحوث في توضيح مفهوم الإبداع وفي إثبات أهميته بالنسبة للإنسان والمجتمع وأكدت على أن الإنسان لا يمكن أن يكون مبدعاً إلا في إطار اجتماعي وتربوي ينمي ويشجع الاتجاهات والقدرات الإبداعية في الشخصية . هذا وتطرقت عدد من الدراسات إلى قدرات التفكير الإبداعي وأبعاده وتناولت بعضاً منها الاتجاهات نحو الإبداع وأهميته وتنميته وتعد الأهداف التربوية الهدف الأساس في تنمية وإكساب الطلبة المهارات العقلية كالتفكير الناقد، والتفكير الإبداعي، والتفكير ألابتكاري وغيرها . وكذلك الدور الواضح الذي يؤديه المدرس كونه عنصراً من عناصر العملية التعليمية المهمة بوصفه عنصر تحسين وتطوير التعليم والأداة الرئيسة في تحقيق أهدافه المطلوبة ، كل هذا يؤدي إلى استقطاب جهود الكثير من الدول إعداده وتأهيله بالشكل الذي يجعله قادراً على تطوير المجتمع لذلك لا يكاد يختلف اثنان من المشتغلين في حقل التربية على بيان قوة العلاقة بين الاهتمام بالمدرس وبين نجاح العملية التربوية في تحقيق أهدافها وان مهمة الجامعة في تنمية الإبداع لدى الطلبة لها جانبان:
الأول: محو ما علق بأذهان الطلبة من أساليب التفكير الخرافي كالمعتقدات الفاسدة. والثاني : الاهتمام بتنمية طرائق التفكير الإبداعي عند طلبتها التي من شأنها أن تسهم في عمليات التوافق مع المجتمع الديمقراطي المتحضر الذي يتفاعل معه وهذه الطرائق تتميز بالموضوعية . ويضيف الإبداع إلى المعرفة قيمة ويجعلها أكثر منفعة بصورة مطردة وان القدر الإبداعية هي التي تتبع تحويل شكل من أشكال المعرفة إلى الشكل التالي لها لذلك ينبغي إحاطة المتعلم بميزات تسهل نمو ادراكاته الحسية وتفاعله الاجتماعي وتشجيعه على التعبير عن المشاعر، والاندفاعات، والخيالات، بشتى الوسائل من رسم وتصوير وصنع نماذج وان يوضع على الاكتشاف بنفسه، وان يقتصر عمل الموجه إلى مجرد التوجيه لكي ينمي القدرات الإبداعية عنده وتعد المرحلة الجامعية من المراحل التعليمية ذات الأهمية الكبيرة نظراً لما لها من اثر في تكوين المواطن وإعداد الطلبة لمواجهة الحياة ومتطلباتها ومساهمتهم في خدمة المجتمع والعمل على تقدمه. البعنه == الجليل