الكاتب والباحث د.احمد القاسم. الشاعرة والكاتبة المغربية نجاة التمسماني، شخصية تتسم بالذكاء الحاد، والجد والاجتهاد، والمثابرة، وأيضاً صدقها في كتاباتها، فهي أقسمت أن تكون صادقة، عندما تكتب، تملك شخصية عصامية، عركتها حياة الغربة والتنقل، أحاديثها وأجوبتها منطقية وموضوعية وسلسة، تمتاز شاعرتنا بعمق ثقافتها، ووعيها، وسعة اطلاعها، وتفهمها، وجرأتها، وصراحتها، وتفاؤلها، كما أنها تتكلم اربع من اللغات، بالإضافة إلى اللغة العربية. بحكم عملها، فهي متنقلة بين دولتي فرنسا واسبانيا، وتعمل بالمجال السياحي، وهي عاشقة لكتابة الشعر، تؤمن بأنه يمكنها تطوير شخصيتها، من خلال الاجتهاد، والعزيمة، والإرادة القوية، والوعي الثقافي، والمهارات والخبرة. نجاة، إضافة لكونها شاعرة وكاتبة متألقة، فهي تملك صوتاً موسيقياً حالماً، وهذا يظهر جلياً عند إلقائها لقصائدها، لهذا نصحها البعض، للعمل بمحطات الإذاعة والتلفزة، وتمتاز الشاعرة والكاتبة نجاة التمسماني بشخصيتها الطموحة، كعادتي مع كل من التقيهن من الأديبات في حواراتي، كان سؤالي الأول لها هو: @أرجو أن نتعرف على الأستاذة نجاة التمسماني. من حيث الحالة الاجتماعية، والمستوى التعليمي، والعمر، وطبيعة العمل، والهوايات الشخصية؟؟؟ تنحدر نجاة التمسماني، من عائلة مغربية عريقة، من شمال المغرب (طنجة)، تنتمي لقبيلة بني تمسمان الريفية، ذات الأصول الزناتية. وتميزت شجرة هذه العائلة، برجالات عدة، بصموا تاريخ المغرب في الفقه، والعلم، والشعر، والسياسة...أحمل في جيناتي خليط من العلم والفقه والشعر والسياسة. من مواليد الدار البيضاء (كازابلانكا)، وتلقيت تعليمي الابتدائي والثانوي بهذه المدينة، انتقلت بعدها إلى الجامعة في فرنسا...وحصلت فيها على (الإجازة في علم الاقتصاد)، ودرست السياحة بإسبانيا، وأعمل حالياً في القطاع السياحي، وأقيم متنقلة بين فرنسا وإسبانيا بحكم عملي... أتكلم أربع لغات، وأهوى الكتابة والقراءة والشعر والرياضة. وأسعى دوماً لإشراك الشباب، في كافة الاعمال، كي يثبتوا وجودهم، وإعطائهم الفرصة للتعلم. @-من هو المثقف في مفهومك الشخصي ؟؟؟و هل شرط كل من يحمل شهادة جامعية علمية هو مثقف؟؟؟ أولا اسمح لي أن أتوجه بالتحية لجميع الأشخاص الذين سيتابعون هذا اللقاء، كما أتوجه بالشكر الجزيل لكم شخصيا د.أحمد محمود القاسم، على هذه الفرصة الرائعة التي أتحتها لي في هذا الحوار. سأتوقف ً عند هذه الكلمة (مثقف أو ثقافة) هما مشتقتان من (ثقف) وهي تدل على عدة معان كا(الحدق-سرعة الفهم-الذكاء- الفطنة-كل ما يستنير به ذهن او عقل البشر. وهذه الكلمة (مثقف) هي وليدة العصر، لم تكن مداولة في العصر الجاهلي، ولا الإسلامي...كلمة مثقف لها معايير بموجبها نستطيع أن نقول على الشخص مثقف، أو مثقفة، ففي مفهومي الشخصي يبقى المثقف هو صاحب الضمير الحي...يدرك ما حوله، ويسعى دائماً لكسب اكبر عدد من المعلومات، ويتابع الأحداث بدقة، ويحللها، وأن يطلع على كل أنواع المعرفة المتنوعة، فالمثقف يكون له إدراك في مجالات متعددة...ومن أهم الشروط التي يجب على المثقف إتباعها، أو التحلي بها، هي أن يكون متحضراً ومثالياً..أخلاقه عالية، مهذب النفس...راق في تعامله مع الآخرين، ومتواضع، ليس بطائفي، ولا عنصري...كثير الاستماع للآخرين، يقبل الرأي الآخر، ويناقشه بدون تعصب...حينها استطيع أن اقول على هذا الشخص بأنه مثقف. بالنسبة للشهادة، هي ليست شرطاً لكي نصبح مثقفين...فكثير من المثقفين، والمبدعين لم يكن لهم مؤهل علمي مثل ( جبران خليل جبران...عباس محمود العقاد وغيرهم)، لذلك لا يمكننا أن نقول على حاملي الشهادات هم المثقفون.لأن الثقافة يكتسبها الشخص من القراءة، ومن تحصيل المعلومات، أنها مهارة، والقدرة على متابعة كل جديد، فانا أقول دائماً من يظن أن حاملي الشهادات جميعهم مثقفون، هذا مفهوم خاطئ، لان المثقف هو كثير الاطلاع على الأشياء، فالثقافة ليست علم او مادة تدرس، هي خبرة وذكاء، وحنكة. لان الشهادة اختصاص في مجال واحد. @-ما هو الدور المناط بالمثقف للقيام به في مجتمعه، خاصة، او على صعيد العالم العربي الواسع الواسع؟؟؟؟؟؟ المثقف قبل كل شيء، هو عين الوطن والمجتمع، وعين الأمة....التي نرى بها ما يحدث في العالم من تغيرات سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وثقافية...الخ..لكن للأسف، هناك بعض المثقفين يقفون عند دور المتفرج، وهناك من يخدم طرفاً ضد طرف آخر، وهناك المتشائم، وهناك الوصولي....وقلة هم من يقومون بدور المثقف الحقيقي...في خدمة وطنه، وشعبه، وأمته...فلابد للمثقف أن يكون غيورا على وطنه، وشعبه، وأمته، وأن يملك حصانة فكرية قوية، تحمي مجتمعه، من أي ثقافة دخيلة، ومن أي مؤامرات خارجية...لأن أعداء الوطن والثقافة، لا يستسلمون بسهولة...يجب على المثقف أن يواجه الباطل بالحق، وأن يغير الواقع الأليم، إلى الأفضل، لا إلى الهاوية، مثلما نرى في بعض الأقلام الصفراء..وأن لا يساق به إلى التهويل، يجب أن يتعامل مع الحدث بموضوعية...ويجري إلى الحقيقة، لإيصالها لنا، ويبرز قضية مجتمعه ووطنه وأمته، بطريقة معبرة، يجب ان يعمل عليها المثقف،...فكلمة (مثقف) ليست بريستيج ( Prestige)، فالثقافة ليست لقب نفخر به أو تكريماً نحفل به، البناء والتنوير والإصلاح بجدية، ليخرج الأمة من محنتها وإنقاذها من الهلاك والضياع، أتمنى أن لا ينجرف المثقف أمام إغراءات الحياة، والمادة، ويهمل واجبه الوطني، والديني والقومي، والإنساني...لذا يجب علينا أن نبني جسر التواصل بين المثقف والعامة..لنبني معاً وطناً نافعاً، يحضن الجميع...وان لم يستطيع المثقف بالقيام بهذه الأعمال، فوجوده كعدمه. @-هل دور المثقف في عالمنا العربي اليوم، يكاد يكون غير ظاهر أو مغيباً؟؟؟؟ هذا السؤال أستاذي الفاضل يدعوني للتفكير والتأمل دائماً مع نفسي، فبحكم التقنية المعلوماتية، والتقدم الكبير في التكنولوجيا والاتصالات، والمعلومات والفضائيات..الخ أصبح المثقف معوماً، لأن كل هذه الوسائل التي ذكرتها، أصبحت تقوم بتسطيح الوعي، وتهميش المثقف الحقيقي، لأن ما أصبح مسيطراً الآن، هي ثقافة الصورة وتبعاتها، فالإعلاميون هم من أصبح لهم دور يفوق المثقف. @-ما هو موقفك صديقتي من السرقات الأدبية، التي تحدث بين الفينة والأخرى على شبكات التواصل الاجتماعي، وكيف يمكننا مواجهتها كزملاء من وجهة نظرك الشخصية؟؟؟ السرقات الأدبية على شبكة التواصل الاجتماعي، أصبحت ظاهرة متنامية، وخطيرة، و هؤلاء المدمنون، لم يتركوا شيئا الا نسبوه اليهم...لأنها بضاعة بدون رقيب...أنا شخصياً، اعتبرها ساذجة، وأراها انتهاكاً وإجحافاً لأي عمل إبداعي...للأسف، هناك من يبررها، سماها توارد الخواطر، كما رأينا في عمل (إبراهيم عبد القادر المازني) حين ترجم رواية روسية إلى العربية، وسماها ابن الطبيعة. ولمزيد من التبريرات وردت مصطلحات عدة مثل (المعاني المخترعة) و(المعاني المبتدعة) و(المعاني المختصة)، أما أنا فأسميها جريمة شنعاء في حق ألأدباء، والكتاب الحقيقيين، لا نستطيع الحد منها على شبكة التواصل، لأن السرقة أصبحت صناعة عند البعض، واختصاص عند البعض الآخر..إلا من حكم ضميره...مع العلم، انه لا بد من قانون وعقوبات صارمة بهذا الخصوص..لأن الأدب والفكر اليوم، له ثمنه، لذا علينا حمايته. بصفتي الشخصية ومن خلال تجربتي على شبكة التواصل، كنت في مجموعتي ابعث برسالة لبعض الأعضاء، الذين يقومون بالسرقة...وان عادوا إليها كنت أحظرهم فوراً، ...وهذا ما يمكننا فعله الآن...على شبكة التواصل. @-ما هو رأيك بالمثقف العربي بشكل عام، ودوره الغزلي مع السلطة الحاكمة، ومحاولة نفاقها ومهادنتها وخدمتها والدفاع عنها، وهل هذا العمل مقبولاً منه ؟؟؟؟ المثقف العربي بشكل عام، يفقد الثقة بالنفس...إلا البعض منهم، بالنسبة للمثقف الموالي للسلطة الحاكمة، يجب أن يعلم أنه يقوم بخطأ فادح، لأن المفروض السياسي من يوالي المثقف صاحب الفكر القيم، حتى لا تكون سياسته سيئة، وخاطئة، قد تؤدي بالبلد إلى حافة الهاوية، والفقر، والبطالة، فالمثقف الموالي للسلطة، لا تكون له القدرة على تقديم الحلول الفكرية والسياسية، لذلك يجب على المثقف العربي أن يراجع نفسه فيما يقوم به..وأن لا يكون سطحياً، يجب أن يأخذ شكلاً أوسع في معالجة الأفكار، وطرحها، لأننا نحتاج للمثقف الناقد. @-هل أنت صديقتي مع القصيدة الشعرية المقفاة والموزونة، أم مع الحداثة الشعرية والقصيدة الحرة والنثرية؟؟؟؟ ليست المشكلة في مع أو ضد، الأهم يجب الحفاظ على القصيدة الموزونة طبعاً، كي لا تندثر من أدبنا اللغوي، والعروض في نظري ليس هو من يزود الشاعر الإبداع ...فالإبداع يكمن في خصائص التصوير، والخيال معاً، فكذلك بالنسبة للنثر، يمكن للشاعر أن يبدع فيه، ويصبح مميزاً، فجمال اللحن والكلمة، يعطي القصيدة جمالاً ورونقاً لمن أتقنه، فانا مثلاً، اعمل جاهدة في تحسين الشعر النثري، واعشقه جداً، واستطيع ان أرسل من خلاله رسائلي لكل الفئات. @-كيف وجدت نظرة الرجل الغير عربي للمرأة في الدول التي قمت بزيارتها، وهل تختلف عن نظرة الرجل العربي للمرأة العربية، وما هي أوجه الاختلاف في رأيك الشخصي بين النظرتين؟؟؟؟ الرجل الغربي، أو المجتمع الغربي بصفة عامة، ينظر للمرأة العربية أن دورها لا يتعدى حدود الإنجاب، ويعتبرونها جاهلة...وهذا بسبب الإعلام، الذي لا يعطي أهمية للمرأة العربية، ولا يبرز طاقاتها...فهو لا يختلف عن نظرة بعض الرجال العرب في المرأة، وتقزيمها في كلمة هي: (النساء ناقصات عقل ودين) أو (الرجال قوامون على النساء)، تناسوا أن الإسلام أعطى المرأة حقوقها، وحافظ على عفتها وكرامتها، هاتان النظريتان اعتبرهما خاطئتين، فالإسلام كرم المرأة، واعتبرها كيانا له خصوصياته، وأوصى بإكرامها، فالمرأة اليوم، تعمل جاهدة في كل الميادين، لتحقق ذاتها، ومساواتها مع أخيها الرجل. @-يقال صديقتي أن المواطن العربي عامة، إنسان غير قارئ، هل تعتقدي بهذه المقولة أم لا؟؟ وما هو السبب في رأيك الشخصي؟؟؟؟؟ اجل، يؤسفني القول أن أمة اقرأ، لا تقرأ، والسبب راجع إلى الوضع السيئ الذي تعيشه، جميع الدول العربية، منذ عدة سنين، انه دور الأهل والتعليم معاً، لأن القراءة تربية منذ الصغر..السؤال الصحيح هو كيف نجعل من المواطن العربي قادراً على القراءة، ومحباً لها...لأنها تعطينا جيلاً متحضراً ومتعلماً وصالحاً وليس عدوانيا.. @-المعروف أن الشاعرة والكاتبة نجاة التمسماني كثيرة السفر والتنقل، في الكثير بين دول العالم، وقد يعود هذا لطبيعة عملها، ما أهمية السفر والتنقل والرحلات في حياة الفرد، وما يمكنه أن يستفيد من خلالها، وماذا استفدت أنت منها بصفة خاصة؟؟؟؟ بالنسبة لي شخصياً، السفر لعب دوراً هاماً في تكوين شخصيتي، وثقافتي المتعددة، أولا تخلصت من الخجل والخوف، وتعلمت الاعتماد على النفس...وهو مفيد في إضافة أفكار جديدة إلى أفكارنا القديمة، التي اعتدنا عليها، او تربينا عليها، فنأخذ ما هو جميل نضيفه إلى مجتمعنا، وفي السفر فوائد سبعة، يعلمها الجميع، كما فسرها الإمام الغزالي (رحمه الله) .السفر يوحد الخيال بالحقيقة، ويزودنا بالخبرة والمعرفة في كل الميادين، ونعرف أن هناك أناس طيبون في كل أنحاء العالم، وهذا هو الأهم، كذلك يهذب النفس ويبعدها عن التعصب، وبمنطلقها نتحاور مع الآخر، ونتقبله ونتعايش معه..كما يقول مثلا فرنسيا (السفر يؤدب ويثقف الملوك). @-ما هو تعليقك على أسباب انتشار ظاهرة التحرش الجنسي كثيراً في الدول العربية والإسلامية، وهل هذه الظاهرة تكاد تكون معدومة في الدول الغربية وما هو السبب من منظورك الشخصي؟؟؟ أولا هذا السلوك منبوذ في كل المجتمعات...سواء العربية الإسلامية او الغربية، ..ومنبوذ بكل أنواعه سواء الجسدية واللفظية والرمزية...للأسف هي كثيرة جداً في عالمنا العربي والإسلامي، والسبب يعود لانعدام التربية الإسلامية، والانفلات الأمني ...السؤال هنا من حول هذا السلوك القذر، إلى حالة عامة المزاج، على أعين المارة في الشوارع؟ يجب مناقشة ودراسة هذه الحالة المرضية..أنا اعتبرها حالة مرضية، لكنها إجرامية في نفس الوقت..فالإسلام وضع علاجاً وقوانين صارمة في هذا الموضوع، فاق كل القوانين البشرية، فعلى الرجل ان يساعد الفتاة والنساء، للحد من هذه الظاهرة، لأنها مذلة له، فقد تكون هذه السيدة او الفتاة أخته او ابنته او أمه. فصيانة الأعراض واجب اجتماعي أولاً وأخيراً. أما في الغرب نجد أن ظاهرة التحرش قليلة جداً، لأن هناك قوانين رادعة تصل حد الإعدام...مع العلم أن الغرب، يعتبر الجنس مشروعاً إذا كان برغبة من الطرفين...فلنرجع إلى ديننا والى أخلاقنا، وتربيتنا الإسلامية الصالحة، وهذا ما ينقصنا بالفعل، للحد من هذه السلوكيات القذرة . @-كيف تنظري للدوافع والأسباب في الغرب، للإساءة للنبي محمد (صلعم) في الكثير من الدول الأوروبية، وهل تعتقدي بأن ردة الفعل، التي حصلت في باريس، من بعض الإسلاميين على الجريدة المسيئة رد مناسب وموضوعي ؟؟؟ حسب نظري المتواضع، سأعود قليلاً إلى الوراء، لأرى ما قيل وما كتب عن صراع و صدام الحضارات، فمن هذا المنطلق، أفهم أن بعض الغربيين يعتبرون الإسلام عدوا لحضارتهم، مع العلم أن جميع الديانات والمجتمعات تدين الإرهاب، وتدعو إلى الحوار والتعايش مع الآخر وتقبله..أراه استفزازاً بعبارة اوضح...وقوله تعالى (ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن)، وهذا خير دليل على أن ديننا الحنيف، لم يأمرنا بالصدام مع الحضارات الأخرى، ونهانا عن إظهار ابسط العداء لهم، (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله) وهذا هو ردي المناسب على ما أظن . @-ما هي نصائحك وتوجيهاتك للمواطن العربي الذي يزور الدول الغربية بهدف الدراسة او العمل او الإقامة، بكيفية التعامل مع مواطني تلك الدول من وجهة نظرك الخاصة؟؟؟؟ حسب خبرتي، أنصح كل مهاجر أو مقيم في اي دولة أجنبية أن يكون خير سفير لبلده، وعقيدته، وثقافته، لأن المجتمع الجديد، الذي ينخرط فيه، يراه بعين البلد الذي هو قادم منها، وليس بعين الشخص نفسه..وإذا فهمنا غايتنا وواجبنا في دول الاستقبال، سنجدها نعمة، وليست غربة، لأننا سنقدم من خلال تواجدنا بينهم، صورة جميلة عن ديننا وثقافتنا وبلدنا.