د. إلهام سيف الدولة حمدان لأن أهل مكة أدرى بشعابها ، ولأننى واحدة ممن يعملن فى هذا الصرح العلمى الشامخ ولكوني عضو بهيئة التدريس ضمن كتيبة رائعة من العلماء الأجلاء والفنانين والمبدعين المتميزين فى كافة مناحى الفنون الإبداعية التى تعتبر ضرورة من ضرورات الحياة الإنسانية . فكان من الطبيعى والمنطقى أن يلفت نظرى ويحظي باهتمامي هذا الحوار الشائق والشائك الذى نُشر على صفحات جريدة صباحية يومية السبت الماضي.. مع أ. د. /أحلام يونس..رئيس أكاديمية الفنون ، ليضع الكثير من النقاط فوق الحروف .. بل ولا عجب إذا قلت أنها وضعت بإجاباتها على السيد المحاور الذى أدار الحوار بحرفية واقتدار حروفًا جديدة مضيئة كاقتراحات بناءة للنهضة المرجوَّة لقطاعات الثقافة والفنون الإبداعية فى هذا الوطن . .. وأشارت إلى أهمية وضرورة إيمان الدولة بدءًا من قيادتها السياسية التى لابد وأن تكون واعية بأهمية وفاعلية دور الفن والفنون فى المجتمع .. فأشادت بنصيحة الرئيس للفنانين التى جاءت مواكبة للأحداث التى تمر بها مصر الآن ، للضرب على أيدى من يحاولون إفساد الذوق العام والمحافظة على تراثنا المصرى الأصيل وخصوصية إرثنا الثقافى والاجتماعى .. الذى سيخرج بنا إلى مصاف العالمية بدلاً من التقوقع خلف حدودنا الضيقة بالأفكار البالية التى يروج لها من معتنقى أفكار محاربة الفن والفنون بدعاوى كاذبة ، وضرورة الإضاءة والتعريف بالنماذج الشبابية الواعدة ليكونوا قدوة يُحتذى بها فى الأوساط الشبابية المهتمة بالفنون والآداب . والذى أسعدنى فى هذا الحوار الرائع مع دكتوره/أحلام يونس رئيس اكاديمية الفنون .. هو إيمانها الشديد بالكوادر الشبابية الواعدة من تلامذتها بالمعاهد المتعددة التى تشتمل عليها أكاديمية الفنون والتى تعتبر أكبر مجمع شامل للموسيقى والمسرح والسينما والباليه فى الشرق الأوسط وهي تنفرد بضم معاهد الفنون جميعها داخل حرم اكاديمي واحد وهو أمر لامثيل له على مستوي العالم وترحب بكل المواهب المؤمنة برسالة الفن والفنون ، ولهذا أفسحت المجال لتقدم الصفوف من المتميزين والمتميزات منهم الذين بزغ نجمهم على الساحة الفنية والإبداعية وأصبحوا ( سوبر ستارز ) للاستفادة بمواهبهم التى تثرى الساحة الفنية والإبداعية ، وتعمل جاهدة على إحياء إصدارات الأكاديمية سابقًا من ( مجلة الفن المعاصر ) بتخصيص موقع ألكترونى للأبحاث والمقالات التى صاغها من قبل أساتذة أجلاء كلُ ُ فى مجاله ، لتكون مرجعًا وافيًا لتاريخ الأكاديمية .. وهذا سيساعد على ربطها بأكاديميات العالم فى أوروبا وأمريكا وسائر البلدان المتقدمة فى مجال الفنون . ولعل أهم الموضوعات التى تطرقت اليها هو ضرورة إعادة انتشار فن ( المسرح ) الذى يعتبر أبو الفنون ، بأن يتم ذلك بعيدًا عن أسلوب الخطابة والنصح والإرشاد .. ليجد المتفرج نفسه على خشبة المسرح ويجد فى نفس الوقت الحلول الجذرية لكل ما يعترضه فى المجتمع من مشكلات .. وبهذا تكون رسالة المسرح قد تحققت من خلال تبنِّى الأكاديمية لكل الفرق المسرحية التى تؤمن برسالة المسرح وعظمته .. ليس هذا فحسب ولكن أن تكون تلك الخدمات المقدمة بأثمان زهيدة لا ترهق ميزانية رجل الشارع البسيط. ويظل حجم الطموحات كبيرًا فى ذهن رئيس أكاديمية الفنون والحلم بإعادة تنشيط فرق موسيقية وغنائية تطوف أرجاء عالمنا العربى والخارجى ؛ للتعريف بتراثنا الفنى الممتدة جذوره عبر التاريخ ، ومنذ نقشه المصرى القديم على جدران المعابد ، ولكن هذه الطموحات تتطلب تعضيد الدولة بالعمل على ضرورة زيادة ميزانيات الإنفاق على كل الفنون لتحقيق كل ماتصبو اليه طموحات دكتوره/أحلام يونس من الوصول بالأكاديمية إلى مصاف العالمية ولتتبوأ مكانتها الواجبة فى الصدارة . ولعل الخطوة الأشد أهمية فى طموحات دكتوره/أحلام يونس .. من موقعها كرئيس لأكاديمية الفنون .. هو التحضير لإقامة المؤتمر العالمى العربى الأول لأكاديمية الفنون لكل الدول الناطقة باللغة العربية تحت إشراف جامعة الدول العربية . وباستعراض تصريحات د. أحلام يونس السابقة ؛ يتضح أن هذه السيدة أتت الى هذا الموقع وهى تتبنى خطة نهضوية تترجم طموحها تجاه هذا الصرح الفنى الكبير .. لتعتصر كل مهارات وقدرات الطاقة البشرية المتاحة التى تنطوى عليها كوادر الأكاديمية فى كل المجالات ، حتى تحقق الهدف المنشود ولتُحدث قفزة بالأكاديمية تخدم مصر المستقبل . ونتمى من المولى العلى القدير أن تخرج خطتها إلى حيز التنفيذ سريعًا .. فهى بحق تسابق الزمن بغية الإنجاز السريع . لذا تمنياتى لها ولكل من يعاونها بالتوفيق وسداد الخطوات لبلوغ هذه الأحلام المبشرة ، إن غدًا لناظره قريب! .