كتبت فدوى عطية في لمسة وفاء واخلاص من زوجة محبة دكتورة مارسيل متى عن قصة حب رائعة بينها وبين الفنان الكبير أحمد فؤاد سليم استمرت طوال فترة حياته .. ففي معرض الفنان الراحل أحمد فؤاد سليم بقاعة الباب المقام حاليا بها تأملنا أعماله .. منها عمله سوبرانو الأوتارالمنحنية على شكل نصف دائرة بألوانها الزهرية والزرقاء والخضراء والبنفسجي مع المساحات المتباينة من درجات من اللون الأبيض مع الرصاصي بهالة احساس السماء بتحكم في خطوطه المنحنية في الجزء السفلي للوحة بتناغم فني رائع . وفي عمل فني آخر المعاناة من (صبرا وشاتيلا) من خطوطه التي فيها الأبيض والأسود والتبادل اللوني والتشكيل بالخط والمنحنى في احساسه وفي الاختزال العضوي في الأجساد البشرية وفي الحزن على الشهداء والاحساس للتعبير عن احساسه بأحزان الأخر من الإنسان في قوة في التكوين والتجميع بالنسبة للتشريح الجسد البشري . وفي عمل فني آخر اللون الأزرق مع اللون الأحمر بامتدادات مثل المنظر الطبيعي وتعانق الخطوط الرأسية مع الخط المنحني في تناسب لوني رائع ما بين احساس السماء والارض. وفي مجموعة فنية اخرى تجدالموسيقى مابين عازفة البيانوالعازفة مارسيل في عمل فني بمنظور من اعلى بعين الفنان والالوان البرتقالية والأصفر والأحمر واندماج العازفة مع البيانو. وفي عمل آخر عازفة تحمل الساكس بتفاعل من خلال عضلات اليد وملامح الوجه في واقعية تعبيرية معبرة باستخدامه الحبر الشيني الأسود وفي حب الفنان لزوجته ملهمته التي كانت عاشقة للموسيقى وعازفة لها . وفي عمل فني بصمات من كف اليد واستخدامه للكولاج من خلال الخيش وضرب مساحات لونية مختلفة من اللون الأخضر والبرتقالي والأحمر والأبيض على خلفية حمراء فيها امتداد الخط الأزرق يجعل الرائي يرى التشكيل فيه تعادل لوني وروعة الخط وانحناء المنحنى في أسس تصميمية لجمال العمل الفني . وفي عمل فني آخر تشاهد استخدامه للخط العربي بتناغم لوني في طبقات من الألوان فوق بعضها في تشكيل لوني وفيه البساطة في اللون والانسيابية في الخط في مجموعة كانت خاصة به في مرحلة من المراحل الفنية في عمره الفني ليصل بنا إلى عمل فني بورتريه زوجة الفنان وهو بورتريه لزوجته مارسيل ما بين اللونين الأصفر والأزرق السماوي والأخضر والأزرق والبني في خلفية العمل الفني وامتداد الرؤيا للبورتريه من خلال العينين الواسعتين في حالة رومانسية عن عشق الفنان الراحل أحمد فؤاد سليم لزوجته . وفي عمل فني آخر تلمح الأجزاء العضوية من جسد الانسان من ارجله ويديه من اللون الزهري والازرق والاسود في نصف العمل الفني الاول والنصف الثاني مساحة متباينة من اللون الذهبي في حالة من التجريد في انكسار جسد الانسان في تعبير عن واقعنا الحالي وفي مجموعة اعمال فنية اخرى قبل وفاته نجد تفاعله مع الالوان الحمراء والزرقاء والسوداء والصفراء والبيضاء فبرغم مرضه قبل رحيله فقد قام بالتصوير الزيتي لتلك المجموعة الفنية من لوحاته في العين السخنة وبتفاؤله بحبه للألوان الساخنة وتفاعله معها ملامس ناعمة وخشنة في مساحات لونية متباينة فوق بعضها بخطوط ايهامية فاصلة بانحناء الخط وتنوعه ويبقى السؤال ان هذه الجموعة لم تكتمل ورحل عن حياتنا في هدوءتاركا وراءه كنوز الفن والابداع والنقد وقد تعلمت منه اجيال مختلفه من فنه ومررنا في رحلة فنية من من عام 1968م حتى عام 2009 من الستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات مراحل مختلفة مابين الاختزال العضوي ومابين وجه زوجته ومابين مجموعته الخطية ومابين معاناته وعذابه مع مجموعة صبرا وشاتيلا ومابين الكولاج ومابين المجموعة الموسيقية ومابين التشكيل والتباين اللوني في مجموعته التي رسمها قبل رحيله في العين السخنة اثناء مرضه انه الفنان الراحل احمد فؤاد سليم كان فنانا بحق وبرع كناقد كبير وكان إنسانا يظهر الكثير من الفنانين ويقف بجانبهم . وهنا نقول ما قالته زوجته مارسيل متى تزوجنا عن حب وحققنا وحدة في الأديان فأنا مسيحية وهو مسلم وحققنا وحدة وتكامل في الفنون ما بين الرسم والموسيقى والفن التشكيلي تعلمت منه الكثير وعشق عزفي على البيانو فانجبت أميرة التي عشقت الموسيقى وكان يحب ابنته حبا جما وفي أواخر أيامه حتى وهو مريض كان يرسم بشغف مجموعته الأخيرة التي شاهدتموها في ألوانها الصفراء والحمراء والزرقاء والبيضاء والسوداء فقد كان مليئا بالحب والأمل والتفاؤل .. معرضه مقتطفات وتنويعات من مراحل حياته الفنية من الستينات حتى وفاته تميز زوجي بالايثار وحب الاخرين وكان يعطي ويقف بجانب الناس لذا فضلت أن يكون افتتاح معرضه في ذكرى عيد ميلاده بعد رحيله في قاعة الباب التي سميت سليم باسمه احببته جدا وكان حنونا علي وعلى ابنتي انه فنان وإنسان واختتم ها أنتم امام أعماله إنه فنان كان عنده وعي فني ونضج في استخدامه في التشكيل اللوني والألوان . وجدير بالذكر أن الاخراج الفني للمعرض في قاعة الباب كان رائعا وتم اختيار اللون الأحمر لتناسبه ووجوده في اغلب اللوحات كخلفية مدهونة على الحائط لتعطي رونقا فنيا في الاخراج الفني لتنسيق المعرض واختتم المعرض اليوم للفنان الراحل احمد فؤادسليم بعد افتتاحه يوم الاربعاء الماضي بقاعة الباب بالاوبرا ليعبر عن لمسة وفاء وعشق واخلاص بين زوجين الفنان احمد فؤاد سليم وزوجته مارسيل في وحدة وطنية بين الاسلام والمسيحية وفي عشق دائم لاينتهي من زوجة الفنان حتى بعد رحيله لقد اعطى الفنان الراحل احمد فؤادسليم فنا وعلما ونقدا وثقافة فكان نتاجه حب زوجته وحب من حوله ورحل ولكن بقي فنه ونقده وحبه لزوجته وابنته والناس فاستحق ان تخلد ذكراه يوم عيد ميلاده