عندما تتحدث مع الملحدين تجد أنه يناقش الرفض للمقدسات علي أساسه العلمي بأن هذا القانون الكوني يسلم بعضه البعض ولا ينفذ ولا ينتهي وأن التقدم العلمي هو الأساس لكل القواعد والظواهر والإشكاليات . ويتفضل عليك بأن قانون الطبيعة مادة وأن المادة طاقة وأن الطاقة هي السببية لقانون الطبيعه ، وجودها، نشأت الكائن الحي، الفضاء وأن الخيال هو الوازع فمن أصيب بداء الجريمة لوجود جينات تؤهله لها ومن لديه الوازع الأخلاق هو من وجود جينات سائدة تسير مع قانون الطبيعه. وبعد الموت يتحول الجسد إلي سماد للأشجار والكائنات الدقيقة مثل البكتريا والفطريات تقوم بهذا التحلل للرمم كما تفعل ذلك مع المخلفات الزراعية، وتفعل نفس الأمر مع جثث الحيوانات وهو يبني بذهنه أكاديمية الحكمة العقلية وهذا غير صحيح، لنري أن هذه الحجج لا تمت للعلم بصلة، لكنها الإستغراق بالعلل وغض الطرف عن الهدف الأساسي لوجود العلة في العقل البشري منها الهدف والإيضاح والقوة والتطور والنهوض تحت مظلة الله، وإن لم يفعل ترك الله لمن يؤمن به العلم اللدني وهو يفوق العلة والسبب لمن أمن وتاب وأصلح. وهذه وظيفة رجال الدين في بلادي ليوضحوا الصلاح والتقوي والبصيرة إذا ما توافقت مع الصلاح في الأرض فلا ضرر ولا إيذاء وهذا شرط عبادة الله. وفي هذه المساحة نجعل حجج علمية لكل من يرتد أو يلحد عن دين الله بأن الحجة هي هذا القانون بأن هذا العالم خالد لا فناء فيه المادة " لا تفنى ولا تستحدث من العدم"" وفي عمق المادة أي الطاقة تجد أن لكل مادة إحدي عشر(11) خاصية: ميكانيكية، كهربية، حرارية، تصنعية، مغناطسية، ضوئية، صوتية، إشعاعية، ذرية، حيوية(بيولوجية) وبيئية هذا بخواصها الطبعية (الفيزيائية) فقط وفي داخل كل خاصية مجموعة من المعاملات تزيد وتنقص بالعدد علي حسب نوع الخاصية. وهو لايعني أن نغرق بالعلة كما فعل الملحدون إنما الأمر أن هذا لصناعة يومك المعاصر ورزقك المعرفي بأن تعيش حياتك علي أساس من التطور المعرفي وأن هذه الخصائص لعالمنا لا تنكر وجود الله بل تجعل منك بشر أكثر ثباتا علي الأرض يحقق دين الله. فتعدد العلوم وتداخلها وتطابقها وتعارضها في بعض الأحيان لابد أن ينتهي عند العدد واحد وهي دلالة ومؤشر إيماني لمن يريد أن يفهم إعجاز العدد واحد نسب الوحدانية لله تعال. أعترض رجال علي مبدؤها بالأساس بأن هذا الكون ليس خالد بل إلي فناء ودعم العلم قولهم بأن الشمس تفقد نصف قوتها وأن التبعثر من قبل الملحدين بإغراءات السيطرة علي الشمس والفضاء هو فعل إنساني والفرق بين الملحد وغيره أنه يعتقد أكثر في الكون بينما المتعارف عليه هو أن الله الخالق الأحد . ونضيف هنا قول لعالم الأحياء يرفض فكرة خلود الكون وهي عمق الإلحاد فيقول إدوارد لو ثركيسيل: "إن العلوم تثبت بكل وضوح أن هذا الكون لا يمكن أن يكون أزلياً، فهناك انتقال حراري مستمر من الأجسام الحارة إلى الأجسام الباردة، ولا يمكن أن يحدث العكس بقوة ذاتية، بحيث تعود الحرارة فترتد من الأجسام الباردة إلى الأجسام الحارة، ومعنى ذلك، أن الكون يتجه إلى درجة تتساوى فيها حرارة جميع الأجسام، وينضب فيها معين الطاقة، ويومئذ لن تكون هناك عمليات كيماوية أو طبيعية، ولن يكون هناك أثر للحياة نفسها في هذا الكون" وبالنهاية فإن حقيقة الأمر بأن الإعتقاد بأننا دائما مثل أباءنا وتوجد أرواح ثنائية وثلاثية بهذا الكون قول غير صحيح من قبل الملحدين بل إن النظريات تؤهل بعضها للمعرفة الشاملة من خلال العلل والسبب. هل الجينات تورثك السعادة؟ في الحقيقة لا، فالجينات لا تورث سعادة رغم أكتشافها وتحديد بعض وظائفها ومن هذا المفهوم تجد أن ما لا نعرفه نسمية إذدراء فكيف لواطسن وكريك أن يسميا تتابع من المادة الوراثية الدانا(DNA) بأن هذه التتابعات أنانية للغاية بعدها أكتشفت الصياغة الحقيقية لعلة وجودها وهو تحمل الإنسان لتقدمه العلمي إلا أن معرفته عندها لم يعرفها هكذا علاقات النظريات العلمية ببعضها البعض تؤهل عقل الشك ليعرف ليتوب وينوب وليس لهجر البديع العظيم. هل عمل الأب يذهب إلي الأبناء من عمل الشر والخير؟ والإجابة نعم يذهب فلو أن أب يشرب الخمر ورث أبناءه جين الخمر وإن مر من جيل يذهب إلي جيل. إذا فالموروث الحقيقي هو العمل للأجيال القادمة فلو أردتم جيل لايشرب الخمر فلا تشربوها. هذا ناتج معرفي لتعديل السلوك وضبط النفس وليس للإعتقاد بالجينات نفسها. العلة الأخري للملحدين بأن في العلم قوة وهو الذات وتطويرها نفسها نعم فهذا القول صحيح وهذا الخيال ناضج إلا أن الأمر أن العلم له ضابط أخلاقي بالمقام الأول وإن تجاوز العلم الأخلاق في شأنهم وسبق العرف والجاه والسلطان وأنكب الناس لإستهلاكه فإنه الأمر يذهب للأضرار العلمية وقوة السلاح من خلال العلم وتوجه إلي قبلة التقدم والنهضة،وهذه أدبيات بشرية مرت علي العالم والنهض شيئ أدبي نفترضه ونتعارف علية وهي أي النهضة ليست كاسرة للوازع الديني بل مكملة لها. فالإنسان يحلم أن يكون هذا العالم خالي من الأمراض بسنة 2030 علي أثر العلة وهو يكاد يفهم فيروس الأنفلونزا هذا طموح بشري يأذن به الله أولا يأذن. هذا الفيروس المتحور بتنقلاته بين الأنواع ولم يسيطر عليه الإنسان وهو تحدي للبشرية حتي الأن ومؤثر في تقدمهم الإقتصادي والمهني وأيضا بمواردهم وهذا يعني أن العلة بالعلم للتعريف والتعارف والإستعارة البلاغية لكنها ليست كل الأمر وليست كل الطاقة والمادة ما دامت قيامة الأرض لم تحن ساعاتها وهو علم لدني من الله يمنحه أو يمنعه لمن يصطفي.