هذيان لم أكن أدرك أن تلك الحروف " الهذيانية" ستكون الحدَّ الفاصل بيني و بين الصَّمت . بدأت بالاندهاش إلى أن وجدتني و كأنني في مجرى نهر يصعب عليّ عصيانه. استحْلَيتُ التّبلل بمداده . فكنت أحيانا أغطس و أنزل إلى القهر أستخرج من نفائسه ما يروقني و يناسبني . و غالبا ما يغلبني الاختناق، فأسعد بسطح بساطة الحرف و أقول: هذه حقيقة صدقي و إيماني بما في خوالج مدادي. تماديتُ في اللعب بالماء العذب . أنشره على نافذتي الزرقاء . أطلُّ ..و أطلُّ.. كلما سمعت نقراً على الزجاج، فأستمتع بالتعليقات و كلمات الإعجاب . ما كان يهمُّني ،ليس التفريق بين المجامل و الصادق ، بقدر ما كنت أسعد بالتواصل الطيب ، الجميل ، بدون حواجز و لا فوارق ...