كتبت فدوى عطية ترقب وتتأمل ملامح ولكل منا ملامحه الخاصة من داخله وكل إنسان له أحاسيسه ومكوناته الخاصة التي ينفرد بها عن الآخرين خلقنا الله مختلفين عن بعضنا في كل شئ اقتربت من (ملامح إنسانية ) للفنان طارق الكومي استمتعت بنحته .. ففي عمل فني تجد انسيابية وبساطة النحت في خطوطه في تشكيل نحت جسد إمرأة مصرية بجلبابها واستخدامه الخردة من النحاس الأحمر وطرقه على هيئة شرائح طويلة ممتدة رأسيا في الاختزال العضوي للجسد الانثوي والدمج بين خامة النحاس والاحمر والبوليستر وليس من السهولة إحداث تزاوج بين الخامتين بل وجدنا الانسجام بين اللون الذهبي في البوليستر في طرحة المرأة من أعلى ليزيد روعة التمثال وجماله ونتأمل في الامتداد الحضاري الفرعوني الذي استمد منه ملامح إنسانية للمرأة برقتها وجمالها المصري المعبرعن مصر التي لا تتوارى ودوما واقفة على قدميها رغم كل المحن . وفي عمل فني آخر من البوليستر إمرأة تمتطي الحصان الشعبي والتذكير بالفلكلور وجسد المرأة ووجهها لأعلى بواقعية تعبيرية في أسلوب الفنان وقدرته على توصيل الملامح الإنسانية بتطويع الفنان خامة البوليستر عندما تكون سائلة بتجريدية خالصة ودمجها مع الرمزية في تحويل روح الملامح الإنسانية التي لا تنتهي من أحاسيس الفنان الصادقة حين ينحت ذلك التمثال ليجعلنا نرقب عن كثب الفن الشعبي وجماله ونرجع لأصولنا لنستمد منها فننا وهويتنا المصرية التي لاتتوارى مع قدوم فنون ما بعد الحداثة ليطرح اطروحته العذبة في ملامح مبسطة وجميلة . وفي عمل فني آخر تلمح إنوثة المرأة وجلستها باعتدال وممتدة الخطوط الرأسية والأفقية في تشكيل جسد المرأة وملابسها ووجهها مستمدة من الحضارة الفرعونية والفن المصري الفرعوني بخطوطه كما كانت تماثيل الفراعنة حتشبسوت ونفرت ونفرتيتي وتوت عنخ آمون فاستمد روح التشكيل محققا تطويع الخامة البوليستر في سلاسة وبساطة خطوط النحت ونعومتها ليعطي عمقا لا متناهيا من الفن الفرعوني بزخارفها. وفي عمل فني آخر اعتمد الفنان على الخطوط الإيهامية في التشكيل الهندسي مع التجريد في الدمج أيضا بين الخردة وخامة البولبستر من خلال الكرة التي تمثل رأس الإنسان وحوله تشكيلات مربعة من النحاس الأحمر به المسامير لإعطاء تكوينا لينحت بإحساسه في الملامح المحددة بالتجريدية لملامح الإنسانية المعبرة عن ملامحنا العادية من حب وكره وخير وشر .. الأحاسيس وتناقضاتها ليصل بنا لذروة النحت . وفي عمل فني آخر إمراة واقفة في كامل إنوثتها وأيضا بإنحناءتها في خطوط ملابسها ونعومة خطوط التمثال . وبشكل عام عن المعرض فقد نجح الفنان في تحقيق المعادلة الصعبة وهي تطويع خامة البوليستر في تماثيل تارة وتطويع النحاس الأحمر الخردة ودمجه مع البوليستر فهي خامات صعبة التطويع بتقنية جديدة بالمطرقة والأزميل وأدواته الفنية ليعبر بها عن ملامح إنسانية لكل منا . حين تتأمل معرضه تجد روعة في نحته وتمكنا من فنه بصدق معبر جدا من مكنون النحات الواثق أن حضارتنا الفرعونية وتراثنا الشعبي وموجود ومستمر للآن في خطوط إيهامية وبعدا ثالثا في تماثيله كلها برومانسية حالمة مع الحفاظ على هويته المصرية في 26 تمثالا مابين حجم صغير وكبير في الطول والعرض والارتفاع أقيم المعرض في قاعة الفنب بالزمالك وجدير بالذكر انه تم افتتاح المعرض يوم 16نوفمبر وينتهي اليوم 8ديسمبر بحلم الملامح الإنسانية من داخل كل إنسان من حب وخير وغيره ليصل لذروة الاحساس بالتفاعل مع تماثيله بعين متاملة تعشق هوية مصرية بعيدا عن تأثرنا بالغرب ما بعد الحداثة