في ظل أجواء مفعمة بالحزن والجزع على شهدائنا من رجال القوات المسلحة الذين قضوا نتيجة العملية الارهابية الخسيسة على كمين نقطة كرم القواديس شمال سيناء . ومن منطلق ان الحياة مستمرة ، وان أهم عناصر مقاومة الارهاب تتمثل في كسر ارادته التي يريدها للوطن وللناس وهي نشر اليأس ، وروح الانهزامية والاحباط بين الجماهير تمهيدا لإسقاط الدولة . وان على كل منا ممارسة دوره اينما وجد أو كان على الرغم من كل هذا الحزن والغضب بغرض كسر ارادة الارهاب وهزيمته الى الأبد . ن وقشت في مساء الجمعة 24/اكتوبر 2014 المجموعة القصصية تراتيل وحكاوي أخرى قصيرة للغاية للكاتب الدكتور أحمد الباسوسي بنادي 6 اكتوبر بمدينة السادس من اكتوبر محافظة الجيزة ، بحضور الاستاذ الدكتور عوض الغباري الناقد الادبي الكبير واستاذ اللغة العربية ورئيس قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة مناقشا ، والناقد الادبي والشاعر الكبير الدكتور بيومي الشيمي رئيس اللجنة الثقافية بالنادي مناقشا . وحضر اللقاء كوكبة من رجال الفكر والادباء والشعراء منهم المفكر والاديب الكبير طلعت رضوان ، والمسرحي والفنان والمناضل الكبير خالد حمزة ، . والاديبة العراقية السيدة بثينة الناصري ، والكتاب والادباء المتميزون الاستاذ خالد ابراهيم ، والاستاذ صلاح شعير ، والاستاذ الدكتور محمد صالحين ، والمصرفي المثقف الاستاذ طارق دعبس ، والمثقف والمهتم عضو اللجنة الثقافية بالنادي المهندس احمد وادار اللقاء الاستاذ عادل ادريس نائب رئيس اللجنة الثقافية . واستهل مؤلف المجموعة القصصية د. احمد الباسوسي الحديث بتقديم التعازي للشعب المصري على ضحايا الحادث الارهابي الخسيس ، وقراءة لبعض قصص المجموعة وهي قصص الشص ، وغضب ، ونافذة مطلة على البحر . ثم تحدث الناقد والشاعر الدكتور بيومي الشيمي وابدى اعجابه بالعنوان ودلالته ، ايضا ابدى اعتراضه على الغلاف حيث لا يوجد ربط بين صورة الغلاف ومضمون نصوص المجموعة . ايضا تحدث عن الزمن عند الدكتور احمد الباسوسي ، وقال ان الحديث عن الزمن عبر قصص المجموعة لم يكن مباشرا . والزمن لديه في الطبيعة وخارج عن الطبيعة ، واضاف ان الكاتب يجيد التعبير عن الزمن من دون الافصاح عنه ، واستدل على كلامه بمقاطع من نصوص المجموعة . واعتبر الناقد الكبير الدكتور عوض الغباري قصص احمد الباسوسي بأنها طلقة ، وانها تغوص في اعماق النفس ، ويظهر مدى تأثر الجانب النفسي /الفلسفي لدى الكاتب وانعكاس ذلك في نصوصه ، واستدل الناقد ببعض النصوص التي تدعم فكرته ، مثل فكرة الغياب والحضور كما في قصة الكرة ، والرمزية وعدم المباشرة ، وقال ان الكاتب يكتب لأن الكتابة تفرض عليه ، وانه يكتب ما يريده هو وبطريقته ، وان لغته يغلب عليها لغة الشعور ، اضافة الى ولوجه في عوالم السريالية والانتظار والرمز ، ولم يضبطه متلبسا بالسخرية سوى في قصتين اثنين فقط . وقال الدكتور عوض ايضا ان تجربة الدكتور احمد الباسوسي تجربة متفردة في القصة القصيرة ، ويشهد لها بالعبقرية . وعاب على النصوص عدم دقة التصحيح اللغوي واعتبر ذلك ضرورة ملحة لأن ذلك من شأنه افساد العمل . ثم فتح الباب للمناقشة والمداخلات ، واشاد الاديب الاستاذ خالد ابراهيم بالمجموعة وقال ان الكاتب في نصوصه يستدرج القارئ ليفعل عقله وذاكرته الاجتماعية والفكرية . وركز الدكتور محمد صالحين على ان التكثيف والوصول والتفرد أهم ما يميز نصوص المجموعة ، وفسر بأن التكثيف هنا ليس ما هو معتاد من مفردات ومعاني وصور واحداث واماكن ، وخواتيم مفتوحة ومعلقة . والوصول الى الغاية بأقصى جهد وفي اقل عدد من الكلمات . واخيرا تفرد العمل . وشدد على ضرورة التخلص من هنات اللغة في الطبعات القادمة . وقال المهندس احمد ان الكاتب جمع بين صفات الطبيب /الأديب /الفنان والرسام ، فهو اديب يرسم بالريشة . وقال المسرحي الاستاذ خالد حمزة في البداية دائما اسأل عن موقف المبدع ، وان نصوص الباسوسي توضح ان له موقف ، ومنحاز للناس وللشعب . الباسوسي اختار من خلال مفرداته السهلة غير البسيطة وكذلك خلطه العامية بالعربية الذي ربما يكون جائزا موقف الانحياز ، والمبدع هذه الليلة منحاز للأغلبية ، نحن امام مبدع منحاز للناس .