في ظل أجواء مفعمة بالحزن والجزع على شهدائنا من رجال القوات المسلحة الذين قضوا نتيجة العملية الارهابية الخسيسة على كمين نقطة كرم القواديس شمال سيناء . ومن منطلق كسر الروح الانهزامية واليأس التي يريدها الإرهابيون لإسقاط الدولة، نوقشت مؤخرا المجموعة القصصية "تراتيل وحكاوي أخرى" للكاتب الدكتور احمد الباسوسي بنادي 6 اكتوبر . حضر المناقشة الدكتور عوض الغباري الناقد الادبي الأكاديمي والشاعر الدكتور بيومي الشيمي رئيس اللجنة الثقافية بالنادي وكوكبة من رجال الفكر والأدب . استهل مؤلف المجموعة القصصية د. احمد الباسوسي الحديث بتقديم التعازي للشعب المصري على ضحايا الحادث الارهابي الخسيس ، وقراءة لبعض قصص المجموعة وهي قصص الشص ، وغضب ، ونافذة مطلة على البحر . ثم تحدث الناقد والشاعر الدكتور بيومي الشيمي وابدى اعجابه بالعنوان ودلالته ، ايضا ابدى اعتراضه على الغلاف حيث لا يوجد ربط بين صورة الغلاف ومضمون نصوص المجموعة . ايضا تحدث عن الزمن عند الدكتور احمد الباسوسي ، وقال ان الحديث عن الزمن عبر قصص المجموعة لم يكن مباشرا . والزمن لديه في الطبيعة وخارج عن الطبيعة ، واضاف ان الكاتب يجيد التعبير عن الزمن من دون الافصاح عنه ، واستدل على كلامه بمقاطع من نصوص المجموعة . واعتبر الناقد الكبير الدكتور عوض الغباري قصص احمد الباسوسي بانها طلقة ، وانها تغوص في اعماق النفس ، ويظهر مدى تأثر الجانب النفسي /الفلسفي لدى الكاتب وانعكاس ذلك في نصوصه ، واستدل الناقد ببعض النصوص التي تدعم فكرته ، مثل فكرة الغياب والحضور كما في قصة الكرة ، والرمزية وعدم المباشرة ، وقال ان الكاتب يكتب لأن الكتابة تفرض عليه ، وانه يكتب ما يريده هو وبطريقته ، وان لغته يغلب عليها لغة الشعور ، اضافة الى ولوجه في عوالم السريالية والانتظار والرمز واستطرد الناقد بأنه لم يضبط الباسوسي متلبسا بالسخرية سوى في قصتين اثنين فقط . وقال الدكتور عوض ايضا ان تجربة الدكتور احمد الباسوسي تجربة متفردة في القصة القصيرة ، ويشهد لها بالعبقرية . وعاب على النصوص عدم دقة التصحيح اللغوي واعتبر ذلك ضرورة ملحة لان ذلك من شأنه افساد العمل . قبسات نقدية الكتاب يضم عددا من القصص القصيرة ، حملت اسم : ضحى، كلام، غضب، يوم حار، الشص، وفاة، نافذة مطلة على البحر، الكرة، إجازة،انتخابات، تراتيل، أيام الحصار. قصص الدكتور أحمد الباسوسي. أستاذ العلاج النفسي الذي يستطيع أن يمسك باللحظات الفارقة في مصائر شخصياته أو برؤاها وانفعالاتها الظاهرة والباطنة دون بطء، وبإيقاع يتسق مع زمن ومكان القصة فلا تطول منه، وإن طالت فلا تزيد عن صفحتين أو ثلاث يمكن للكاتب المتسرع أن يفردها في خمس أو ست صفحات مستخدما الحكي التقليدي. ستجد هنا أيضا قصصا لا تزيد عن عشرة أسطر تتفوق على أنها مجرد لحظة عابرة وتسمو إلى صبوات النفس التي تشتهي ولا يتحقق لها ما تشتهيه لكنه يترك فيها أثرا يشمل كل الفضاء تراتيل وحكاوي أخري قصيرة للغاية\' هو كتاب يحتوي علي عدد من القصص القصيرة للدكتور أحمد الباسوسي أستاذ العلاج النفسي, الذي بدا من خلال قصصه القصيرة جدا وكأنه يستطيع أن يمسك باللحظات الفارقة في مصائر شخصياته وانفعالاتها الظاهرة والباطنة, وذلك من خلال إيقاع يتسق مع زمن ومكان القصة, فلا تطول منه وإن طالت لاتزيد عن صفحتين أو ثلاث. بل أحيانا قد لا تزيد عن عشرة أسطر تعبر عن أكثر من مجرد لحظة عابرة وتسمو إلي صبوات النفس. و من أبرز ما يميز كتاباته أنه يجيد السباحة بكلماته وقصصه في تنوع فضائي, فهو تارة يحكي قصته في مكان مفتوح وتارة أخري في مكان مغلق, بل قد يوجد تنوع أكبر في فضاء قصته يجمع بين البحر والبر وبين الصغار والكبار وبين الليل والنهار وبين الزحام والخلاء. وتتحول القصص ومشاهدها إلي لوحات تأثرية احيانا وتعبيرية أحيانا أخري, وفي كل الاحيان أنت تري ما تقرأ, ويري الكاتب أن القصة القصيرة في مصر الآن تعاني كثيرا من الإفراط في السهولة الناتج عن الفهم القديم المتعجل, وأن القصة فكرة تنقلب علي نفسها لتأتي بفكرة جديدة معاكسة تماما للأولي, أي أن القصة مجرد مقدمة ووسط ونهاية, فعلي سبيل المثال نجد الكاتب يضع بين أيدينا في سطور قليلة لا تتعدي في إجمالها صفحة واحدة قصة تناقضات المجتمع, تناقضات الفقر والغني حملت عنوانا لها\' أجازة واصفا حال صبية حفاة صغار وهم يتابعون مشهدا نجمه صبي أسرة غنية وترجم ذلك فيما لا يزيد عن سطر قال فيه\' اقترب الصبية الحفاة من الصغير في اندهاش. وعيونهم دارت حول السيارة والصغير والكرة سبع دورات, وباختصار بليغ وصف حالة الانبهار التي عاشها الأطفال الفقراء وهم يشاهدون الطفل الثري وهو يحمل كرة في حجم طوله\' وهو يضرب الكوتشي اللي بينور بينما احكم الرجل غلق السيارة اللامعة. جدير بالذكر أن د. أحمد الباسوسي حصل على الدكتوراه في مجال علم النفس عام 1997 ، كما أنه معالج نفسي وصدر له العديد من المؤلفات المنشورة في مجال العلاج والتأهيل النفسي ، بالإضافة لنشره الكثير من المقالات بالصحف المحلية والعالمية في هذا المجال .