شِعر: إباء اسماعيل في فصول المطر، تداخلتْ جذورُها بالغجريّ تعدُّ أصابع روحه وهي تطاردها.. اختبأتْ في مكمنها على غيمةٍ طافحة بالنور... لكنه اقتربَ كشفَ أغطية الغيمةِ و مارآها!! طاردَها في غابة الجنون.. كان كالريح المشتعلة ، الباحثة عن أرضها وفضائها وكانتْ كالنَّمرة ، تتوحّشُ كبقايا أسطورة لاترسو على زمن لا ترتاح لقصيدة أو بوح شاعِر كانتْ غجريةً، أزهار فمها تشتعل كالزنبق المتفتح في تربة الملائكة!! كل الاحتمالات تمشي بها إلى بعض الخرافة الأزلية ترتديها بكلّ واقعيةٍ وخصوبة ... يندفع الغجري موقداً أمامها نار خصوبته المبهمة!!! .. يا لِغموض سراديب عشقه المجنون يرتسمُ على شفتيه موجاً من سحر التوهُّج يُشْمِسُ فرحاً وكلّ اللحظات بينهما نجومٌ تسكنهما بضيائها لكنهُ كلما اقتربَ نجْمةً ابتعدتْ فجْراً كي يزدهرَ في جنونه كي يشتعلَ في مسارات غجريّتهِ كي ترى تَوحُّشَهُ الغريبَ يسكنها فيه كي تتناثرَ في عمق بحارهِ كحباتِ لؤلؤٍ يعجز عن اصطيادها !! * * يا الغجريُّ الذي عجزتْ طفولتهُ عن قراءة كفِّ بوحِها ، و مائِها ونارِها يا الغجريُّ الذي، حين يبتعد في صفحات الزمان، يُعلنها أميرةً لغابات صمتهِ وحنينهِ أميرةً لتضاريسه المضيئةِ برائحة مجْدهِ الصّنوبريّ ... * * * كلّ كنوزها الكامنة، صارت فيكَ ينبوع احتراقاتٍ ساحِرةْ ... كلّ ملامحها التي صنعَتْها منكَ أنثى تفوح الآن برائحة البنفسج وتبقى مخالب النمرةِ تطفو على أفقها كي تحذر خربشاتكَ البيضاء لكنك لم تكترِث لفواجع الجرح الذي قد يصبغك بحرارة الدم حين يصبح فيكَ! .. أنت حين تصيرُ دمها في الجرعة الأخيرة من الحب، وحين تسكنها البراءة الأولى لغجَريتها، تَسكبها فيكَ منارةً من الحلم يفوق مجدَه في طموح الحقيقة من الإستواء على نجمَينِ يخطفهما شجر الشِّعر ويحتويهما فضاءُ الأمنيات ليبقيا أبداً لوناً مضيئاً في لغة الملائكةْ !!!!