p style=\"text-align: justify;\"دكتور خالد عنانى: p style=\"text-align: justify;\"إن الماء أوفر الموارد الطبيعية علي الأرض ، إذ يغطي نحو 71% من سطح الأرض، حيث يوجد ما يقرب من 98% من حجم المياه المتاحه في المحيطات والبحار، وهي مياه بالغة الملوحة وغير صالحة للشرب أو لزراعة المحاصيل أو لمعظم الاستخدامات الصناعية. أما المياه العذبة الصاحة للاستعمال فلا يزيد حجمها عن 2% في المائة من حجم المياه الكلي. وتتركز معظم المياه العذبة في الجبال الجليدية بنسبة 85% والمياه الجوفية 6-7% والبحيرات والخزانات 6% ومياه الأنهار هي الأكثر تعرضاً للتلوث. p style=\"text-align: justify;\"وتكمن أهمية الماء في أنه يعتبر عنصراً ضروريا لحياة الكائنات الحية علي الأرض ويدخل في تركيب خلاياها، وهو أحد مصادر توليد الطاقة، كما يستخدم في العديد من الصناعات للتبريد والتنظيف والإذابة ، بالإضافة إلي استخدامه في ري الأراضي الزراعية. وتتعرض مصادر المياه من أنهار وبحيرات للتلوث عن طريق استخدامها في الصناعة للتخلص من مخلفات الصناعة والفضلات البشرية فيها بدون معالجة. p style=\"text-align: justify;\"أما المحيطات والبحار فتتلوث بطرق عديدة بأعتبارها أصبحت مخزنا أخيراً للنفايات الأرضية والفضلات البشرية والمواد الكيميائية ونفايات المصانع والمناطق الزراعية وعن طريق استخدامها كطريق لناقلات النفط والتنقيب عنه واستخراجه مما أدي إلي تلوث البيئة البحرية وتهديد الكائنات الحية فيها وانقراض بعض أنواعها. p style=\"text-align: justify;\"تعريف تلوث المياه. p style=\"text-align: justify;\"يعرف تلوث الماء بأنه وجود مواد غريبة ( غازية أو سائلة أو صلبة ) تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في الكائنات الحية والبحرية وتؤثر علي خواصة الكيميائية والطبيعية . ويعتبر تلوث الموارد المائية من أهم وأخطر المسائل البيئية حيث هناك تدهور متزايد وسريع لنوعية المياه السطحية والجوفية معاً . p style=\"text-align: justify;\"أ - تلوث المياه السطحية العذبة: p style=\"text-align: justify;\"تتعرض صحة وسلامة مئات الآلاف من المواطنين للخطر بسبب الصرف المنزلي والصناعي لمياه ملوثة غير معالجة في مجاري الأنهار. وإعادة أستخدام هذة المياه الملوثة في أغراض الري والزراعة وسقاية المواشي . حيث أصبحت بعض الأنهار وسيلة لنقل النفايات السائلة ومياة المجاري بدلاً من نقل المياة العذبة الطبيعية. لأن الرواسب العضوية فيه تتحلل لا هوائيا مما ينجم عنها غازات سامة وخطيرة. وسيزداد الوضع سوءا باستمرار التخلص من النفايات ومياه الصرف الصحي والمياه الصناعية دون معالجة في مجاري الأنهار. لذا كان التوجه لتحديث شبكات الصرف الصحي وإنشاء عدد من محطات معالجة مياه الصرف الصحي. ويمكن استخدام المياه المعالجة في ري الأراضي الزراعية بعد تنقيتها من الملوثات المختلفة. كما أن هناك دراسة لتحديد الصناعات الملوثة للبيئة وإلزام أصحاب المصانع بأنشاء محطات معالجة للمخلفات السائلة الملوثة قبل التخلص منها سواء في مجاري الأنهار أو شبكات الصرف الصحي. p style=\"text-align: justify;\"ب – تلوث الياه الجوفية: p style=\"text-align: justify;\"يعتمد نصف سكان الكرة الأرضية علي المياه الجوفية في الشرب والزراعة. وتلعب هذه المياه دوراً هاما في المحافظة علي رطوبة التربة والنباتات وفي بعض المناطق تعتبر المياه الجوفية المصدر الوحيد للمياه، لذا تستعمل مياهها للشرب . إن تلوث المياه الجوفية يؤدي إلي مشاكل صحية متعددة وأمراض فطرية كالكوليرا . كما أن تداخل مياه البحر المالحة مع المياه الجوفية العذبة أثناء الضخ المتزايد لها. قد يؤدي إلي ظهور مشكلة جديدة تهدد المناطق الساحلية. ويعتبر تلوث المياه الجوفية، بالمخلفات البشرية والصناعية والزراعية المختلفة والتي تنفذ خلال مسام وشقوق الأرض ظاهرة خطيرة ، نظراً لعدم قدرة المياه الجوفية علي أستيعاب هذه مما يؤثر في خواصها وتسبب أضرار خطيرة لمستخدميها. p style=\"text-align: justify;\"ج - تلوث مياه البيئة البحرية: p style=\"text-align: justify;\"إن البحار والمحيطات تغطي 71% من مساحة سطح الأرض وتحتضن 97% من المياه الموجودة علي هذا السطح. ولقد كان الأعتقاد السائد سابقاً أنه يصعب حدوث أي تغيرات أو تأثيرات علي هذه الكمية الهائلة من المياه نتيجة صرف مخلفات الأنشطة البشرية المختلفة فيها . ولكن وبمرور السنين ثبت خطأ هذا الإعتقاد ، وبدأ الإنسان يشعر ويتأكد من خطر وأضرار تلوث البيئة البحرية. p style=\"text-align: justify;\"أسباب تلوث البيئة البحرية p style=\"text-align: justify;\"إن مصادر تلوث البيئة البحرية متعددة وتختلف حدتها من مكان إلي اخر في بحار ومحيطات العالم . وتتوزع بشكل غير متجانس في البحر الواحد ولكنها تتركز علي الشواطئ وقرب الأماكن السياحية ومصادر التلوث مثل المصانع ومحطات توليد الطاقة و مصافي تكرير البترول والتجمعات السكانية. ويمكن أن نصنف مصادر تلوث البيئة البحرية إلي : p style=\"text-align: justify;\"أولاً : تلوث البيئة البحرية الناتج عن النشاط البشري p style=\"text-align: justify;\"كالصرف الصحي ومخلفات الصناعة السائله و الصلبة، وكذلك مخلفات عمليات الإستكشاف والتنقيب عن البترول، بالإضافة إلي عمليات الحفر لإستخراجه من الآبار في قاع البحار والمحيطات، ودفن المخلفات المشعة والمخلفات العمرانية والصحية وإلقاء النفايات من السفن والطائرات . و التخلص من المخلفات في محطات المعالجة. وأخطر الملوثات هي المخلفات والنفايات الغير قابلة للتحلل كالبلاستيك والمخلفات ذات النشاط الإشعاعي ، والمعادن السامة والمواد الكيميائية الأخري. p style=\"text-align: justify;\"ثانياً : التلوث البحري الناجم عن ملوثات طبيعية p style=\"text-align: justify;\"كالأنشطة البركانية وما تحمله من عناصر صلبة وغازات تتحول إلي حمم حمضية أو قلوية أو ملحية. كما توجد مخلفات للكائنات البحرية من حيوانية ونباتية. ولكن البيئة البحرية تستطيع استيعاب الملوثات الطبيعية ضمن دوراتها الحيوية فتعيد تنقيتها والتخلص منها. أما الملوثات الناجمة عن النشاط البشري فلا تستطيع البيئة البحرية إستيعابها والتأقلم معها. ماعدا بعض الملوثات العضويه وبكميات ونسب محددة. p style=\"text-align: justify;\"الآثار الصحية الناتجة عن تلوث المياه: p style=\"text-align: justify;\"تفيد أحدث تقارير لمنظمة الصحة العالمية أن 80% من الأمراض المنتشرة في الدول النامية أسبابها تلوث مياه الشرب، وسوء الصرف الصحي ونقصه. وهذه الأمراض هي الدوسنتاريا – التيفود – التهاب الكبد – شلل الأطفال – الملاريا – البلهارسيا – الكوليرا . والتلوث الجرثومي الرئيسي ينتج عن استخدام المياه الملوثة في أعمال الري الزراعية ، خاصة وأن معظم الأراضي الزراعية تعتمد كلياً علي مياه الأنهار والتي غالبا ما تكون ملوثة بمياه الصرف الصحي التي تلقي فيها دون معالجة. لذا لابد من أنشاء محطات معالجة لمياه الصرف الصحي لإزالة وتخفيض التلوث الجرثومي ( البكتريا والفيروسات) قبل صرفها في الأنهار وأعادة أستخدمها في أعمال الري . بالأضافة إلي عدم إلقاء النفايات في الأنهار أو علي ضفافها. p style=\"text-align: justify;\"الآثار السلبية الناجمة عن تلوث البيئة البحرية: p style=\"text-align: justify;\"1. تأثيرات ضارة علي الكائنات والثروة البحرية. 2. تأثيرات ضارة علي صحة الأنسان. 3. إعاقة الأنشطة الأقتصادية والسياحيه كالمصائد وأماكن الأستجمام والسباحة. 4. الإخلال بالتوزان المائي والتوازن الحيوي. 5. تغير خواص ومواصفات مياه البحار والمحيطات الفيزيائية والكيميائيه و والحيوية... p style=\"text-align: justify;\"الأجراءات الضرورية لحماية الماء من التلوث: p style=\"text-align: justify;\"1. منع صرف مياه الصرف الصحي والصناعي دون معالجة في البحيرات والأنهار. 2. صيانة شبكات مياه الشرب بإستمرار والتأكد من سلامة مياه الشرب بإجراء التحاليل الكيميائية والفيزيائية عليها من قبل الجهات المختصة. 3. إنشاء محطات معالجة مياه الصرف الصحي والصناعي قبل التخلص منها في الأنهار أو إعادة استخدامها في الري 4. وضع خطط طوارئ لمكافة التلوث البحري وإزالته فوراً قبل تأثيره المدمر علي البيئة البحرية.