الرضا والسعادة متلازمان ، وليس هو تلازم من ازدواجية تجمعهما ولكن هو تلازم من يريد أ، يكون متكاملين وهما ليس مثل البيع والشراء ولا يتم أحدهما دون الأخر ولكنن يمكن أن نبحث عن السعادة بعيد عن الرضا ولكننا لن نصيبها إلا إذا كنا نبحث عن وهم السعادة . يقول الله فى حديث قدسى ( يا ابن آدم خلقتك للعبادة فلا تلعب و قسمت لك رزقك فلا تتعب فإن أنت رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك و بدنك و كنت عندي محمودا و إن انت لم ترضى بما قسمته لك فوعزتي و جلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البرية ثم لا ينالك منها إلا ما قسمته لك و كنت عندي مزموما يا ابن آدم خلقت السماوات و الارض و لم أعيا بخلقهم أيعيني رغيف عيش اسوقه لك يا ابن آدم أنا لم أنسى من الرزق من عصاني فكيف بمن اطاعني يا ابن آدم لا تطلب مني رزق غد لأني لم اطلبك بعمل غد ) ماذا يعنى الرضا ؟ الرضا هو أن ترضى بما أنت فيه ومن ثم تجنى السعادة التى هى راحة القلب والبدن ، والرضى بهذه الوصف مممكن أن تفهمه على أنه تكاسل وعدم سعى ولكن هو السعى فى الدنيا ومحاولة الحصول على كل ما تريد وتحقيق ما يحلم به أى انسان بلا غش أو سرقة أو حسد ، الرضا هو أنك بعد كل مسعى فى الحياة تكون مقتنع أنك لن تصيب بأكثر مما أصبت ولو بالخداع . كيف يتحقق الرضا ؟ يتحقق الرضا عن طريق 1- الرضا عن ثلاثة أشياء : تعيش سعيدًا، وكأنك في الجنة، يقول النبى صلى الله عليه وسلم ( ذاق طعم الإيمان من رضى بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولاً ) وقد قيل في حقيقة الرضا : من رضى الله في كل شئ فقد بلغ حد الرضا , وقيل : عدم الحرص على الازدياد فهذا غنى النفس ، ولا يكون غنياً حتى يرضى بما قسم الله، وقيل : من لم يتكلم بغير الرضا فهو راضى . وكل هذه الحقائق لن تتحقق , إلا بالرضا بالله رباً , وبالإسلام ديناً , وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً . 2- ارضَ بقدر الله حلوه ومره : وقل دائماً ( ما شاء الله كان , وما لم يشأ لم يكن ) 3- التوكل الحقيقى على الله تعالى : لأنه من الوسائل القوية في تحقيق الرضا يقول تعالى { وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين } المائدة / 23 . ويقول النبى صلى الله عليه وسلم : [ من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله ] . 4- الابتعاد عن السخط : فالسخط من شقاوة العين ، أن يسخط الإنسان بما قسم الله له ، وبذلك يحزن على ما فات ، لأن الحزن يخرج عن الرضا ، عندما بكى النبى صلى الله عليه وسلم عند مرض سعد بن عبادة ، قال لمن حضر إن الله لا يعذب بدمع العين , ولا بحزن القلب , ولكن يعذب بهذا (وأشار إلى لسانه ) 5- الرضا بالمقسوم من الرزق : فما هو مقسوم لك فهو واصل إليك ، والرضا بالمقسوم من الرزق يدفع إلى العمل ، ويمنح الإنسان قوة على التكسب ، وليس معناه الاستسلام . 6- الرضا بالمصيبة هو أن أتأكد من أنها من عند الله : وهذا هو التسليم لله ، يقول ابن مسعود في تفسير قوله تعالى : { ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ، ومن يؤمن بالله يهد قلبه } التغابن / 11 , قال : هو الرجل تصيبه المصيبة ، فيعلم أنها من عند الله ، فيرضى ويسلم .