إستضافت روسيا سيادة المشير عبد الفتاح السيسى يرافقه السيد نبيل فهمى و زير الخارجية المصرى و هذا من منطلق صيغة التعاون المشترك بين الدولتين وهو أن لا يتم عقد أى إتفاقيات أوتعاملات بصفة منفردة و لكن بتواجد هذين العنصرين من كل دولة و هو ما يسمى بصيغة تعاون 2+2 , وقد كانت رحلة قصيرة و لكنها هادفة منظمة ترتقى إلى مرتبة مصر بعراقتها ووضعها الدولى المعروف على مدى التاريخ من حيث الترتيب و حفاوة الإستقبال و النتائج التى أفرزت عنها هذه الرحلة بعد إجتماعات مصيرية و غاية فى الأهمية لمستقبل التعاون بين الدولتين و وضع مصر العسكرى و الإقتصادى و التجارى بما تمثله مصر كمحور إرتكاز للأمة العربية وحتمية إسترجاع قوتها و قوة مؤسساتها بما يتناسب لوضعها " كرمانة الميزان بالمنطقة العربية و الأفريقية .. و هذا ما سعى إليه سيادة المشير من هذه الزيارة و هو تفعيل الإتفاق السابق " 2009" و تنفيذه بما يتواكب مع المتغيرات المطروحة حاليا على الساحة المصرية و العربية و الأفريقية لما يصب فى مصلحة مصر و الطرف الآخر .. و بالطبع هناك ردود أفعال عالمية نتيجة هذه الزيارة و ما أسفر عنها و معظمها ينصب فى قلق بالغ من تحويل المصالح المشتركة من مصالح مصرية أمريكية إلى مصالح مصرية روسية , و بالذات المصالح العسكرية , و لكن من الواضح أن هناك لغة ذكاء من سيادة المشير السيسى فمن الواضح أنه لا يريد الخلط بين الأمرين و لكن نظرته العقلانية ووزنه للحسابات المطروحة جعلته يفكر فى المصالح المصرية فقط كما يفكر باقى النظام العالمى فهذا حق مصر , الحفاظ على كرامتها و وضعها و قوتها و التعامل مع الجميع بما يحقق الخير و السعى للتقدم و المساواة بيننا و بين باقى دول العالم المتحضر.. و هذا حق لا ينكره أحد . و الدليل على ذلك ما يحدث منذ ثورة 30 يونيو من تطور فى العلاقات الأفريقية و محاولات لرأب الصدع الذى حدث فى السنوات الأخيرة مما جعلنا نفقد بعض الصداقات و مصالح مشتركة بيننا و بين بعض الدول الهامة و المعنية بأفريقيا مما يؤثر على دورنا الريادى بأفريقيا .. و أيضاً وضعنا العربى كقلب العروبة النابض و الذى تأثر فى فترة الفوضى العارمة التى حدثت فى مصر و لكن أيضاً بما حبانا الله به من محبة و دور كُلِفنا به من الله عز و جل لريادة المنطقة العربية مكننا من إحتوائها بعيداً عن أى دخيل أو عدو .. تعمل منظومتنا العسكرية بترتيبها " المتفوق عالمياً " على إستكمال بناء جميع كوادر القوات المسلحة و تحديثها و التوسع بعمليات التصنيع الحربى المصرى و هنا و بمؤازرة المملكة العربية السعودية الشقيقة فى المساهمة فى هذا الإتفاق ليصل إلى 2 مليار دولار لتنمية القوة التسليحية للمنظومة المصرية العسكرية مع الجانب الروسى إضافة إ لى الدور الهام والجدى من دولة الإمارات الشقيقة فى سبيل دعم العلاقات المصرية الروسية كما ينبغى لها أن تكون هذا بجانب توقعات بزيادة قيمة حجم التعاون و المصالح المشتركة بين الدولتين فى جميع المجالات المختلفة ليصل إلى 5 مليار دولار بإذن الله . لقد كانت رحلة موفقة سريعة ذات نتائج مبهرة لزعيم مصرى عربى حاز على ثقة الجميع و إحترامهم و على حب و ثقة المواطن المصرى و قبل كل شئ محبة الله و رضاه و يكفى أننا إنتزعنا مكانتنا وسط العالم فى وقت كنا على شفا سرقة شعب و دولة عريقة بتاريخ يشهد له العالم بحضاراته المختلفة .. و كل ما نسعى إليه و سنحققه بنجاح بإذن الله هو المحافظة على سيادة إستقلال مصر و ريادتها التى كلفنا بها الله عبر التاريخ و أن نساهم على الحفاظ على الهوية العربية و الأفريقية ومهابة مصر.. حمى الله مصرنا و زعيمها الباسل و جميع مؤسساتها من كل شر و إلى مستقبل مشرق ملئ بالعمل و الإنجازات و المكاسب و التحديات المشرفة بإذن الله عز و جل .