عقدت اليوم ندوة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب لمناقشة كتاب الازهر جامعا وجامعة الصادر لمحمد عبد العزيز الشناوى عن مكتبة الأسرة ، شارك فيها : د. صابر عرب وزير الثقافة ، والكاتب الصحفى حلمى النمنم ،و د. عبد الواحد النبوى ، وأدارها د. ومحمود العزب وقال : الأزهر انشأ منذ ما يقرب من ألف وخمسين عام وهو يؤسس لعلوم الإسلام ، ووجود الازهر فى مصر جعله قويا صامدا منذ نشأته ، وهو ايضا عالمى ويضم طلاب من مختلف أنحاء العالم . وقد مر الأزهر بكل ما مرت به مصر سياسيا وتاريخيا ، وخلال الثلاث سنوات الماضية يستعيد الازهر آفاقه بقوة واقتدار وكما وقفت مصر صامدة وقف الأزهر وفتح أبواب الحوار مع كافة الأطياف والآن يعمل فى وثيقة المواطنة ، وأقام الأزهر بيت العائلة المصرية الذى جمع الأقباط والمسلمين ووضع ميثاق لائق يليق بالقيم المسيحية والقيم الإسلامية والقيم المصرية ، وهناك لجنة تقوم بالتوعية بخطاب دينى معتدل يدل على وسطية الأزهر والإسلام . ولبيت العائلة دور آخر وهو مساندة اى جهة مدنية تعمل على رفع الشأن المصرى وتساعد مؤسسات الدولة . اربع مواقف وطنية توحد فيها حتى الاقباط مع الازهر الحملة الفرنسية وثورة 19 والعدوان الثلاثى 56 والحريات الوطن كله حلمى النمنم : على مدى ثلاث سنوات تصدر الهيئة المصرية العامة للكتاب كتابا على الأقل عن الأزهر وهذا العام أصدرت الكتاب المهم جدا الأزهر جامعا وجامعة ، الأزهر هو أقدم مؤسسة وطنية موجودة فى مصر وهو معاصر لمصر بكل تحولاتها وكل وظروفها التاريخية وتحديدا مصر الإسلامية التى أصبحت رائدة للعالم الاسلامى . وهذا الكتاب ملئ بالمعلومات ، والأزهر طوال تاريخه كان مؤمنا بالتعددية فى وقت لم تكن اى مؤسسة تقوم على التعددية ، وطوال تاريخه أيضا هو وجه للوسطية والاعتدال . وهناك مسألة بالغة الأهمية هى أن الأزهر كان يلعب باستمرار دورا وطنيا وليس دورا سياسيا . فهو مؤسسة وطنية . الأزهر كذلك لعب دورا بالغ الأهمية فقد حفظ الثقافة العربية فى وقت الاحتلال ، والأزهر فى العقود الأخيرة حدث له ما جرى على مصر ، دراسة المذاهب وعندما قامت ثورة 25 يناير استضاف شيخ الأزهر أنماط مختلفة ليشاركوا فى وضع وثيقة الأزهر . والكتاب جدير بالقراءة وأتمنى على هيئة الكتاب أن تواصل إصدار كتب عن الأزهر ويجب أن ندعمه ونقف إلى جواره لأن هناك مؤامرات حقيقية عليه.هل الازهر لعب دور فىالدفاع عن الحريات ؟ نعم بكل ثقة لأنه تصدى بضراوة لأى محاولة من محاولات التكفيرطوال العصورالوسطى ، وبالنسبة للحريات السياسية كان يدافع عنها فى وجه الحكم العثمانى ، عن شباب الازهر فى الاربعين عاما الماضية تعرض الازهر لمحاولات اغتيال بعضها داخل الحدود وبعضها خارج الحدود الاتحاد العالمى للعلماء السلمين وهذا ا يم لاضعاف دور الازهر والتعدى عليه وعلى مصر. مؤسسة وطنية وتعليمية وثقافية . وقال د. عبد الواحد النبوى : الكتاب يقرب من 814 صفحة ومر عليه أكثر من ثلاثون عاما ولا يزال مرجعا لمن يريد الكتابة عن الأزهر . قدم ما يطلق عليه مساجد الجامعة ووصل بنا إلى عهد محمد على وناقش تلك القضية الكبيرة لماذا توقف محمد على عن الإصلاح فى الأزهر ، واثبت الكتاب أن الأزهر أقدم جامعة فى العالم ولم ينقطع فيها التعليم يوما ودلل بأدلة كثيرة ، وهو أول مدرسة حقيقية فى مصر ورغم ما تناوله من ضعف وتقلص فى فترات إلا انه ظل قويا ، وضم مختلف العلوم للكلمة الرياضة والفلك والهندسة . وأضاف النبوى أن الأزهر بقى والمدارس اندثرت ، والأزهر كان ملازما للمصريين فهناك نوع من التصاق الشعب المصرى بالأزهر. وأخيرا تحدث د. صابر عرب وقال : هذا الكتاب على درجة عالية من الأهمية وقد درست على يد الشناوى وكنت من المقربين منه جدا حتى توفى فى ظروف صعبة ووجد جثمانه بعد وفاته بيومين وكان جالسا على مكتبه يكتب كتابه الأخير الذى لم نجده ، واهتم الشناوى كباحث بشئون قناة السويس ونشر له كتاب مهم جدا فى هيئة الكتاب عن السخرة فى حفر قناة السويس ورصد حجم المعاناة التى عانها المصريون فى حفر القناة ، الشناوى له كتاب من أروع ما يكون عن تاريخ أوروبا ، والكتاب الأكثر شيوعا تاريخ الدولة العثمانية وقد اخذ الشناوى جانب الدولة العثمانية على طول الخط واعتبرها دولة إسلامية مفترى عليها وكان ينطلق من فكرة انها قدمت خدمة جليلة للإسلام والعروبة ، وتابع عرب : كنت أقول له أن مصر كانت أكثر ازدهارا فى العصر المملوكى من الدول الأوروبية ، ولكن لم يكن الشناوى يقبل النقد فى هذه القضية . وأضاف : الشناوى جاء إلى الأزهر عام1964 بعد قانون تطوير الأزهر وإنشاء كليات العلوم الحديثة التى كانت من ابتكار جمال عبد الناصر ليتواصل الأزهر مع دول العالم وهذه التجربة العظيمة . وأسس الشناوى مدرسة التاريخ الحديث فى الأزهر لأول مرة ،وكان ينتقد دائما الأساتذة الذين يسافرون إلى الجامعات العربية للتدريس بها ، وكان لديه اعتزاز بمهنته ولديه قدر من الكبرياء والشموخ . وعن الأزهر جامع وجامعة قال عرب : يرصد هذا الكتاب تاريخ الأزهر ألف سنة مؤسسة دينية تعليمية تربوية لمدة ألف سنة لم يتوقف دوره والأزهر ارتبط بتاريخ مصر سياسيا وتاريخيا واجتماعيا فلا تستطيع ان تكتب عن تاريخ مصر دون أن تشتبك مع تاريخ الأزهر ، وانتهى المذهب الشيعى بانتهاء الدولة الفاطمية وهو أمر يعبر عن الدور الحقيقى للأزهر وانتهى التشيع فى مصر بنهاية الدولة الفاطمية والشناوى يرصد كل ذلك فى الكتاب . ورغم أن هناك إجماع على تضاؤل دور الأزهر فى العهد العثمانى كان الشناوى يروج لعكس ذلك من قبيل الانتصار للدولة العثمانية ، كما كان مؤمنا جدا بفكرة الخلافة العثمانية .أضاف د.صابر أن كان يتم قتل الأطفال فى عائلات الخليفة بحجة وأد الفتنة التى يمكن أن تحدث حين توليهم الخلافة فاى إسلام يبيح ذلك ؟ والكتاب يرصد تاريخ الأزهر ويتوقف عند قضايا كثيرة جدا منها تطوير محمد على للتعليم وكان الشناوى يرى انه كان يمكن لمحمد على إصلاح التعليم من داخل الأزهر دون اللجوء للتعليم المدنى أو التعليم الموازى الذى اضر بالأزهر . كان هناك فصيل أو جماعة تحارب الأزهر ولاترضى بان يكون الأزهر هو المذهب السنى وهو الذى يحمل لواء الإسلام الوسطى . وكان الأزهر مستهدفا لكن الشعب المصرى انتصر له. وعن فكرة الحريات الأزهر كمؤسسة حما الشعب فى الحملة الفرنسية وقاوم الاحتلال البريطانى دور الأزهر فى ودوره ضد الطغيان ايا كان . البنية الأساسية والقوة البشرية التى أسست للعلوم وسافرت إلى الدول المختلفة كانت من الأزهر . والأزهر أساس تطوير البنية المصرية . نعمل الان مع الأزهر والأوقاف والإعلام والتعليم لنقدم منظومة متكاملة نتعاون فيها ، والأزهر كان به فنون وموسيقى ومسرح ولا بد أن يعود لدوره ، ومدخلنا للدولة الحديثة هو التعليم فلابد الاهتمام به .وهو المدخل الاساسى للتقدم. وعن كيفية احتواء شباب الأزهر كل من لم يرتكب او يحرض على العنف لابد أن نتحاور معه.