عقدت أمس ندوة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب لمناقشة كتاب "الأزهر جامعا وجامعة" الصادر لمحمد عبد العزيز الشناوى عن مكتبة الأسرة، شارك فيها د. صابر عرب وزير الثقافة ، والكاتب الصحفى حلمى النمنم ،و د. عبد الواحد النبوى، وأدارها د. محمود العزب. وقال د. صابر عرب وزير الثقافة – خلال كلمته فى الندوة التى عقت ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب – إن كتاب "الأزهر جامعا وجامعة" على درجة عالية من الأهمية، وقد درست على يد الشناوى وكنت من المقربين منه جدا حتى توفى فى ظروف صعبة ووجد جثمانه بعد وفاته بيومين، وكان جالسا على مكتبه يكتب كتابه الأخير الذى لم نجده. وأضاف أن الشناوى اهتم كباحث بشئون قناة السويس ونشر له كتاب مهم جدا فى هيئة الكتاب عن السخرة فى حفر قناة السويس ورصد حجم المعاناة التى عانها المصريون فى حفر القناة، لافتا إلى أن الشناوى له كتاب من أروع ما يكون عن تاريخ أوروبا ، والكتاب الأكثر شيوعا تاريخ الدولة العثمانية. وأشار عرب إلى أن الشناوى أخذ جانب الدولة العثمانية على طول الخط واعتبرها دولة إسلامية مفترى عليها وكان ينطلق من فكرة انها قدمت خدمة جليلة للإسلام والعروبة ، وتابع عرب: كنت أقول له أن مصر كانت أكثر ازدهارا فى العصر المملوكى من الدول الأوروبية ، ولكن لم يكن الشناوى يقبل النقد فى هذه القضية. ونوه إلى أن الشناوى جاء إلى الأزهر عام1964 بعد قانون تطوير الأزهر وإنشاء كليات العلوم الحديثة التى كانت من ابتكار جمال عبد الناصر ليتواصل الأزهر مع دول العالم وهذه التجربة العظيمة . وأسس الشناوى مدرسة التاريخ الحديث فى الأزهر لأول مرة ، وكان ينتقد دائما الأساتذة الذين يسافرون إلى الجامعات العربية للتدريس بها ، وكان لديه اعتزاز بمهنته ولديه قدر من الكبرياء والشموخ. وعن الأزهر جامع وجامعة قال صابر عرب وزير الثقافة إن الكتاب يرصد ألف سنة من تاريخ الأزهر كمؤسسة دينية تعليمية تربوية وأنه طوال هذه المدة لم يتوقف دوره، منوها إلى أن الأزهر ارتبط بتاريخ مصر سياسيا وتاريخيا واجتماعيا فلا تستطيع أن تكتب عن تاريخ مصر دون أن تشتبك مع تاريخ الأزهر. وأضاف عرب أن المذهب الشيعى انتهى بانتهاء الدولة الفاطمية وهو أمر يعبر عن الدور الحقيقى للأزهر وانتهى التشيع فى مصر بنهاية الدولة الفاطمية، والشناوى يرصد كل ذلك فى الكتاب، ورغم أن هناك إجماع على تضاؤل دور الأزهر فى العهد العثمانى كان الشناوى يروج لعكس ذلك من قبيل الانتصار للدولة العثمانية، كما كان مؤمنا جدا بفكرة الخلافة العثمانية. وأشار وزير الثقافة إلى أنه كان يتم قتل الأطفال فى عائلات الخليفة بحجة وأد الفتنة التى يمكن أن تحدث حين توليهم الخلافة فاى إسلام يبيح ذلك؟. وتابع: الكتاب يرصد تاريخ الأزهر ويتوقف عند قضايا كثيرة جدا منها تطوير محمد على للتعليم، وكان الشناوى يرى أنه كان يمكن لمحمد على إصلاح التعليم من داخل الأزهر دون اللجوء للتعليم المدنى أو التعليم الموازى الذى أضر بالأزهر. وألمح إلى أنه كان هناك فصيل أو جماعة تحارب الأزهر ولاترضى بأن يكون الأزهر هو المذهب السنى وهو الذى يحمل لواء الإسلام الوسطى، وكان الأزهر مستهدفا لكن الشعب المصرى انتصر له. وأكد عرب:نعمل الآن مع الأزهر والأوقاف والإعلام والتعليم لنقدم منظومة متكاملة نتعاون فيها ، والأزهر كان به فنون وموسيقى ومسرح ولا بد أن يعود لدوره ، ومدخلنا للدولة الحديثة هو التعليم فلابد الاهتمام به .وهو المدخل الاساسى للتقدم. وعن كيفية احتواء شباب الأزهر أكد الدكتور صابر عرب وزير الثقافة أن كل من لم يرتكب او يحرض على العنف لابد أن نتحاور معه. وقال : الأزهر انشأ منذ ما يقرب من 1050 عاما وهو يؤسس لعلوم الإسلام ، ووجود الأزهر فى مصر جعله قويا صامدا منذ نشأته ، وهو ايضا عالمى ويضم طلاب من مختلف أنحاء العالم . وقد مر الأزهر بكل ما مرت به مصر سياسيا وتاريخيا ، وخلال الثلاث سنوات الماضية يستعيد الأزهر آفاقه بقوة واقتدار. وتابع: وكما وقفت مصر صامدة وقف الأزهر وفتح أبواب الحوار مع كافة الأطياف والآن يعمل فى وثيقة المواطنة ، وأقام الأزهر بيت العائلة المصرية الذى جمع الأقباط والمسلمين ووضع ميثاق لائق يليق بالقيم المسيحية والقيم الإسلامية والقيم المصرية، وهناك لجنة تقوم بالتوعية بخطاب دينى معتدل يدل على وسطية الأزهر والإسلام، ولبيت العائلة دور آخر وهو مساندة اى جهة مدنية تعمل على رفع الشأن المصرى وتساعد مؤسسات الدولة . من جانبه، قال الكاتب حلمى النمنم:على مدى ثلاث سنوات تصدر الهيئة المصرية العامة للكتاب كتابا على الأقل عن الأزهر وهذا العام أصدرت الكتاب المهم جدا "الأزهر جامعا وجامعة" ، لافتا إلى أن الأزهر هو أقدم مؤسسة وطنية موجودة فى مصر وهو معاصر لمصر بكل تحولاتها وكل ظروفها التاريخية وتحديدا مصر الإسلامية التى أصبحت رائدة للعالم الاسلامى. وأضاف النمنم:هذا الكتاب ملئ بالمعلومات، والأزهر طوال تاريخه كان مؤمنا بالتعددية فى وقت لم تكن اى مؤسسة تقوم على التعددية ، وطوال تاريخه أيضا هو وجه للوسطية والاعتدال. وهناك مسألة بالغة الأهمية هى أن الأزهر كان يلعب باستمرار دورا وطنيا وليس دورا سياسيا، فهو مؤسسة وطنية. وأكد الكاتب حلمى النمنم أن الأزهر كذلك لعب دورا بالغ الأهمية فقد حفظ الثقافة العربية فى وقت الاحتلال ، والأزهر فى العقود الأخيرة حدث له ما جرى على مصر، وعندما قامت ثورة 25 يناير استضاف شيخ الأزهر أنماط مختلفة ليشاركوا فى وضع وثيقة الأزهر. ونوه إلى أن الكتاب جدير بالقراءة وأتمنى على هيئة الكتاب أن تواصل إصدار كتب عن الأزهر ويجب أن ندعمه ونقف إلى جواره لأن هناك مؤامرات حقيقية عليه. وقال إن الأزهر لعب دورا فى الدفاع عن الحريات بكل ثقة لأنه تصدى بضراوة لاى محاولة من محاولات التكفير طوال العصورالوسطى، وبالنسبة للحريات السياسية كان يدافع عنها فى وجه الحكم العثمانى ،مشيرا إلى أن الأزهر فى الاربعين عاما الماضية تعرض لمحاولات اغتيال بعضها داخل الحدود وبعضها خارج الحدود ليتم اضعاف دوره والتعدى عليه وعلى مصر باعتباره مؤسسة وطنية وتعليمية وثقافية. بدوره ، قال د. عبد الواحد النبوى رئيس الإدارة المركزية لدار الوثائق إن الكتاب يقرب من 814 صفحة ومر عليه أكثر من ثلاثون عاما ولا يزال مرجعا لمن يريد الكتابة عن الأزهر، وقدم ما يطلق عليه مساجد الجامعة ووصل بنا إلى عهد محمد على وناقش تلك القضية الكبيرة لماذا توقف محمد على عن الإصلاح فى الأزهر. وأضاف النبوى أن الأزهر أقدم جامعة فى العالم ولم ينقطع فيها التعليم يوما ودلل بأدلة كثيرة ، وهو أول مدرسة حقيقية فى مصر ورغم ما تناوله من ضعف وتقلص فى فترات إلا انه ظل قويا ، وضم مختلف العلوم للكلمة الرياضة والفلك والهندسة. وأشار إلى أن الأزهر بقى والمدارس اندثرت ، والأزهر كان ملازما للمصريين فهناك نوع من التصاق الشعب المصرى بالأزهر.