عقدت اليوم ندوة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب لمناقشة كتاب الأزهر جامعاً وجامعة الصادر لمحمد عبد العزيز الشناوى عن مكتبة الأسرة، شارك فيها د. صابر عرب، وزير الثقافة، والكاتب الصحفى حلمى النمنم، و د. عبد الواحد النبوى. وقال د. ومحمود العزب الذي أدار الندوة: الأزهر أنشأ منذ ما يقرب من ألف وخمسين عام وهو يؤسس لعلوم الإسلام، ووجود الأزهر فى مصر جعله قويًا صامدًا منذ نشأته، وهو أيضا عالمى ويضم طلاب من مختلف أنحاء العالم، وقد مر الأزهر بكل ما مرت به مصر سياسيًا وتاريخيًا، وخلال الثلاث سنوات الماضية يستعيد الأزهر آفاقه بقوة واقتدار وكما وقفت مصر صامدة وقف الأزهر وفتح أبواب الحوار مع كافة الأطياف والآن يعمل فى وثيقة المواطنة. وقال د. عبد الواحد النبوى: الكتاب يقرب من 814 صفحة، ومر عليه أكثر من ثلاثين عامًا ولا يزال مرجعًا لمن يريد الكتابة عن الأزهر، وقدم ما يطلق عليه مساجد الجامعة ووصل بنا إلى عهد محمد على وناقش تلك القضية الكبيرة لماذا توقف محمد على عن الإصلاح فى الأزهر، وأثبت الكتاب أن الأزهر أقدم جامعة فى العالم ولم ينقطع فيها التعليم يوما ودلل بأدلة كثيرة، وهو أول مدرسة حقيقية فى مصر ورغم ما تناوله من ضعف وتقلص فى فترات إلا انه ظل قويا، وضم مختلف العلوم للكلمة الرياضة والفلك والهندسة . وأضاف النبوى أن الأزهر بقى والمدارس اندثرت، والأزهر كان ملازما للمصريين فهناك نوع من التصاق الشعب المصرى بالأزهر. وأخيرا تحدث د. صابر عرب وقال: هذا الكتاب على درجة عالية من الأهمية وقد درست على يد الشناوى وكنت من المقربين منه جدا حتى توفى فى ظروف صعبة ووجد جثمانه بعد وفاته بيومين وكان جالسا على مكتبه يكتب كتابه الأخير الذى لم نجده ، واهتم الشناوى كباحث بشئون قناة السويس ونشر له كتاب مهم جدا فى هيئة الكتاب عن السخرة فى حفر قناة السويس ورصد حجم المعاناة التى عانها المصريون فى حفر القناة، الشناوى له كتاب من أروع ما يكون عن تاريخ أوروبا، والكتاب الأكثر شيوعا تاريخ الدولة العثمانية وقد أخذ الشناوى جانب الدولة العثمانية على طول الخط واعتبرها دولة إسلامية مفترى عليها وكان ينطلق من فكرة انها قدمت خدمة جليلة للإسلام والعروبة. وتابع عرب: كنت أقول له أن مصر كانت أكثر ازدهارًا فى العصر المملوكى من الدول الأوروبية، ولكن لم يكن الشناوى يقبل النقد فى هذه القضية. وأضاف : الشناوى جاء إلى الأزهر عام1964 بعد قانون تطوير الأزهر وإنشاء كليات العلوم الحديثة التى كانت من ابتكار جمال عبد الناصر ليتواصل الأزهر مع دول العالم وهذه التجربة العظيمة وأسس الشناوى مدرسة التاريخ الحديث فى الأزهر لأول مرة، وكان ينتقد دائما الأساتذة الذين يسافرون إلى الجامعات العربية للتدريس بها ، وكان لديه اعتزاز بمهنته ولديه قدر من الكبرياء والشموخ . وعن الأزهر جامع وجامعة قال عرب: يرصد هذا الكتاب تاريخ الأزهر ألف سنة مؤسسة دينية تعليمية تربوية لمدة ألف سنة لم يتوقف دوره والأزهر ارتبط بتاريخ مصر سياسيا وتاريخيا واجتماعيا فلا تستطيع ان تكتب عن تاريخ مصر دون أن تشتبك مع تاريخ الأزهر، وانتهى المذهب الشيعى بانتهاء الدولة الفاطمية وهو أمر يعبر عن الدور الحقيقى للأزهر وانتهى التشيع فى مصر بنهاية الدولة الفاطمية والشناوى يرصد كل ذلك فى الكتاب . وأضاف: رغم أن هناك إجماعًا على تضاؤل دور الأزهر فى العهد العثمانى كان الشناوى يروج لعكس ذلك من قبيل الانتصار للدولة العثمانية، كما كان مؤمنًا جدًا بفكرة الخلافة العثمانية . أضاف د.صابر أن كان يتم قتل الأطفال فى عائلات الخليفة بحجة وأد الفتنة التى يمكن أن تحدث حين توليهم الخلافة فأى إسلام يبيح ذلك؟؟.