فى الوقت الذى كان فيه وزير الداخلية يلقى كلمته احتفالا بأعياد الشرطة أمام رئيس الجمهورية والفريق أول عبد الفتاح السيسي وقيادات الشرطة والجيش والحكومة وفى الوقت الذي كان الرئيس عدلي منصور يقوم بتكريم أسر الشهداء الذين سقطوا فى صفوف الشرطة وهم يؤدون واجبهم تجاه وطنهم فى حرب قذرة يشنها عليهم وعلى مصر إرهابيون قتلة أرادوا بمصر شرا وسوءا .. فى نفس هذا الوقت كانت تتحرك خمس جنائز لخمسة شهداء جدد سقطوا فجرا على أيدي بعض الملثمين الذين أطلقوا النار على كمين أمنى فى بني سويف فى نفس التوقيت الذي تحنفل فيه الشرطة بعيدها يسقط منها خمسة شهداء جدد لم يكن لهم أى ذنب سوى أنهم كانوا يقومون بواجبهم فى حفظ الأمن والسهر ليلا فى البرد الشديد لننام نحن المصريين فى أمان فما كان من قتلة مأجورين وخونة وعملاء إلا أن يخرجوا عليهم بدراجتين بخاريتين ويفتحان النار علي الكمين فيسقط خمسة شهداء ويصاب اثنان أخران الشرطة المصرية مازالت تقدم شهداءها فداء لمصر حتى فى يوم عيدها .. والقتلة الخونة مازالوا يقتلون ويسفكون الدماء بأعصاب باردة ودم بارد ثم يعودون ليبكوا على قتلاهم وضحاياهم متهمين الشرطة بقتلهم لأنها شرطة فاجرة تستحق القتل من وجهة نظرهم وكأن القتلة ينتظرون من الشرطة أن تقدم لهم الورود مقابل الرصاص وتفتح لهم صدور رجالها كلما اقتربوا منهم ليقتلوهم فإذا قاومت الشرطة وقتلت منهم واحدا تنقلب الدنيا ويظهر عفاريت حقوق الإنسان ليؤكدوا أن الشرطة بلطجية ويظهر علينا السادة الثوار ليخرجوا فى مسيرات ترفض وجود الشرطة لأنها شرطة تقتل المصريين ويخرج علينا نشطاء الفيس بوك وتويتر ومناضلوا الماوس والكيبورد بحملات شرسة ضد الشرطة وضباطها وجنودها وينادون بضرورة القضاء على الشرطة وتطهيرها والآن ياسادة أين أصواتكم وأين عفاريتكم وأين منابركم ؟ لماذا تختفون كلما سقط شهداء الشرطة والجيش أو المؤيدون لهم ؟ ولماذا لاتظهرون إلا عندما يسقط أحد البلطجية أو المسجلين خطر ؟ الشرطة قدمت وتقدم شهداءها منذ 25 يناير وحتى الآن ومازالت مستمرة فى تقديم أبنائها كضحايا جدد محتملين فى كل لحظة .. ولا نلوم هنا على جهاز الشرطة الذي يسقط رجاله كل ساعة مابين شهيد ومصاب فالشرطة تقوم بدورها كما يجب ان يكون ولكن العيب كل العيب على من يهاجمون الشرطة فى هذا التوقيت القاتل الذي يجب على كل مصري شريف يحرص على بلده ومستقبلها وأمنها أن يساند فيه شرطة بلده وجيش بلده لا أن يقف منهما موقف المعادي إن الهجوم الآن على الشرطة بحجة أن الداخلية بلطجية وأننا سننزل للقضاء على الشرطة وحكم العسكر ونكمل الثورة إلى آخر هذه الشعارات الجوفاء التى لم يعد الشعب يقبلها ولا يقتنع بها بل أصبح على يقين بأن هذه العبارات والحملات المشبوهة هى من قبيل الخيانة والعمالة التى تسعى لإسقاط الوطن مقابل دراهم معدودات أو أفكار سوداء تعادى الوطن اولا وأخيرا ولا تسعى أبدا لصالحه . لقد نجح العدو الخارجي فى عملية غسيل المخ لشباب مصري بأفكار مسمومة تجاه جيشه وشرطته حتى أصبح يكره سماع اسمهما ولايفكر إلا فى الهجوم عليهما وتدميرهما إما اعتقادا أنه يمارس الوطنية بحق وهو فى هذه الحالة مغيب ومخدوع وغبي .. أو أنه عميل يفعل ذلك عامدا متعمدا لأنه قبض المقابل ولابد أن يؤدي دوره كما كلف به وبين عميل خائن وغبي مغيب مخدوع تضيع مصر بغباء بعض أبنائها .. ولكن يأبى الله إلا أن يتم نصره ويحفظ مصر فيكشف حقيقة العملاء والخونة على الملأ ليكتشف الشعب أنه كان ضحية بعض الخونة الذين باعوا تراب مصر بالقليل ففضحهم الله أمام الشعب فى الوقت الذي يدافع عنهم البعض ويحاول تجميل صورتهم مرة أخرى متهما الآخرين أنهم يحاولون تشويه رموز الثورة ليعيدوا مرة أخرى سيناريو تحريض الشعب ضد الجيش والشرطة ويكتبوا دعواتهم على الجدران للنزول فى 25 يناير لاستكمال الثورة وإسقاط النظام والشرطة والجيش ولكن الآمر هذه المرة يختلف فقد استوعب الشعب الدرس وأدرك الحقائق وعرف الخائن من الوطنى وعرف من يعمل لصالح بلده ومن يبيعها .. وطالما بقى فى هذا البلد من يقدم نفسه شهيدا وهو راض وسعيد بذلك فلن يجد أمثال هؤلاء مكانا لهم على أرض مصر وستبقى مصر بجيشها وشرطتها وشعبها رغم أنف الرافضين تحية إلى رجال الشرطة فى عيدهم وتحية إلى شهداء الشرطة الذين سقطوا فى نفس لحظة الاحتفال بعيد الشرطة ومن سبقوهم إلى الشهادة .. وليسقط الخونة وتبقى مصر ..