أقامت الهيئة المصرية العامة للكتاب ، برئاسة د.أحمد مجاهد، مساء الثلاثاء ندوة بعنوان "طه حسين وفكره الاجتماعى " شارك فيها د.فتحى أبو العينين ود.صالح سليمان وأدارها شعبان يوسف وقال : أن طه حسين كاتب فريد ومفكر وناقد وحياته فى حد ذاتها معجزة واستطاع أن يتجاوز أسوارا كثيرة، وتعرض إلى هجوم شديد أثناء حياته وبعد مماته ، وبالنسبة لهم البعد الاجتماعى لطه حسين منتشر فى معظم كتاباته. وعن الدور الاجتماعى لطه حسين قال د.فتحى أبو العينين : استطيع القول أن طه حسين كان من بين رواد النهضة الذين لم يستسلموا للمفاهيم السائدة وكان ثائرا على الجمود الفكرى وكان يقول أن ليس هناك من الموروث شئ مقدس ولابد من الفحص والدراسة وفى وجهة نظر طه حسين المثقف له دور وقد جسد ذلك فى خطه الفكرى والعمل على تعظيم الوعى لدى أبناء المجتمع لأنه كان يؤمن بان الوعى هو المقدمة الضرورية للتغيير المجتمعى ومواصلة النهوض كالمجتمعات الكبرى ، ومن أولى مهمات المثقف تفصيل المنهج العلمى فى التفكير . ومن القيم التى دافع عنها طه حسين وعمل على تحقيقها فى الواقع قيمة "العقل" فهو مؤمن بالعقلانية فى التفكير وبمبدأ الشك كما سعى لتأسيس نظريات جديدة فى التراث ودراسته ونقده وهو أن الكاتب والمثقف يجب أن يقوم بالتحرر من الأفكار القديمة والجامدة ،وكافح من اجل استقلال الجامعة . وقيمة "العدل"ويتضح اهتمامه بتحقيق العدل فى المجتمع. من خلال أعماله الأدبية مثل "المعذبون فى الأرض" وأراد طه حسين من خلالها أن يبين كيف تعيش الغالبية فى المجتمع المصرى حياة العوز والفقر قد تؤدى للانتحار وفى المقابل هناك الأثرياء الذين لا يشعرون بالفقراء ، وكذلك شجرة البؤس . وأضاف أبو العينين : من المبادئ التى صاغها طه حسين أن الحضارة هى غاية البشرية وإقامة حكومات تراعى مصالح الأفراد وتعمل على تحقيق العدالة ، ويرى أن المثل الأعلى هو الاحتفاظ بالحضارة المصرية فى الفن وبالحضارة العربية فى الدين واللغة ، والحضارة الغربية فى النهضة الفكرية وان نفكر كما يفكر الغرب ، ولذلك اتهم بأنه يريد ذوبان مصر فى الفكر الغربى. وحاول أن يؤسس للحياة التعليمية فى مصر وكان يدافع بشراسة عن ضرورة تعليم الشعب المصرى . وتحدث د.صالح سليمان عن كتاب مستقبل الثقافة فى مصر لطه حسين من منظور نقدى وقال: نشر الكتاب فى أعقاب معاهدة 1936 وهى تطابق كامب ديفيد وعبر من خلاله طه حسين عن نشوة الفرح بالاستقلال وتابع : لا أعرف عن اى استقلال يتحدث طه حسين ، الكتاب يستند إلى فكرة مسبقة ويتعنت تعنتا شديدا جدا فى إلباسها على الواقع المصرى ولم يقدم تحديدا واضحا للثقافة كما افتقد للمنهجية ،ولا توجد رؤية حقيقية لتطوير التعليم ونحن ما زلنا نعانى من نخبوية المثقف حتى الآن ونتحدث عن أفراد وليس . وأضاف سليمان : يقدم الكتاب تحليلا لتطور التعليم مع غياب الإستراتيجية تماما ، والكتاب رومانسى بشكل واضح جدا يقدمه مثقف نخبوى وغياب اى تحليل استراتيجى ويخلط التعليم بالثقافة. وعلى ما يبدو أن طه حسين كان يحاول أن يقدم كتاب يرضى الجبهات المختلفة ويبدو ذلك فى تمجيده للأزهر فى بعض المواقع واستخدامه للآيات القرآنية . وتحدث عن فكرة وحدة الدين واللغة ونحى هذه الجوانب فى إقامة الوحدة وتحدث عن الاقتصاد بشكل رئيسى. وأضاف: طه حسين كان بالغ الثقة فى الغرب وتجاهل عدوانه على العالم الثالث ولم يرى فيه سوى ثقافته وتقدمه ولم يهاجم احتلال الغرب ويدعو للتعامل معه رغم أن فى هذه الفترة كانت مصر ما زالت محتلة، ولم يرى الرأسمالية والاستغلال، وللإنصاف لم اشعر فى كلامه بالدونية أمام الغرب وإنما كان ذو نظرة ندية. ورغم أهمية الكتاب إلا أنه كتب بعقلية الأديب والمثقف أكثر من عقلية الباحث .