بغداد تستعيد أمجاد المتنبى مبدعو الوطن العربى فى ضيافة أرض الرافدين رسالة بغداد : ناهد السيد رغم ما تتناقله يوميا وكالات الأخبار ووسائل الإعلام عن تفجيرات وعربات مفخخة وقتلى بالآلاف في بغداد إلا أن الصورة على أرض الواقع تختلف كثيراً ، صحيح هناك توتر وقلق، لكن الشوارع مازالت تضحك وقادرة على الحياة ، فالعراق بتاريخه الحضاري العريق وإرثه الثقافي نجح في تحدى الإرهاب وبدأت بغداد تسترد أمجادها بعد أن اختارتها منظمة اليونسكو عاصمة الثقافة العربية لهذا العام ، وقبلت وزارة الثقافة العراقية التحدي وقررت أن تكون الآداب والفنون هي رسالة بغداد إلى العالم ، وتواصلت جهود الوزير " سعدون الدليمى " ومستشاره الشاعر الكبير " حامد الراوي " على مدار شهور لاستضافة الوفود العربية وفتحت مدن العراق ومحافظاتها بوابات الأمل أمام الأدباء والمبدعين العرب في مجالات المسرح والشعر والموسيقى لتستمر الفعاليات حتى نهاية العام الحالي . وعلى نهر دجلة والفرات حيث عاش أعظم الشعراء العرب "أبو الطيب المتنبي والفرزدق" ،استعادت بغداد أجواء عصور الخلافة الإسلامية وتألقت الوفود العربية في استعراض كافة الفنون الشعبية التراثية لبلدانها ، فتعانقت موسيقى الفراعنة وحضارات بابل مع الدبكة اللبنانية وتقاربت فنون الشعر والرواية والمسرح لتصنع مزيجاً ثقافياً عربياً خالصاً تتجاور فيه العراقوتونس ومصر واليمن والمغرب والبحرين وبين قاعات جامعة المستنصرية العريقة والمسارح شهدت بغداد عشرات الأمسيات الشعرية التي شارك فيها 120 شاعرا من مختلف البلاد العربية ممثلين لبلادهم وكان النصيب الأوفر لشعراء بغداد المتميزين في الشعر العمودي والقصيدة النثرية والشعر الحر من بينهم :"يحيى السماوي ،مروان عادل عامر عاصي، فايز حداد " و من السعودية "جاسم الصحيح " ،و "حنين عمر " من الجزائر ومثلّ اليمن الأستاذ الأكاديمي والشاعر أحمد العرّامي والشاعر عبد الإله الشميري ، أما مصر فقد احتفى بها مؤتمر بغداد للشعر حيث مثلها خمسة من كبار شعراء الفصحى والحاصلين على جوائز هامة في الشعر العربي وهم د علاء جانم الحاصل على لقب أمير الشعراء هذا العام والشاعر حسن شهاب الدين الحاصل مؤخراً على جائزة أفضل شاعر من موريتانيا والشاعر الكبير محمد آدم والشاعران "إيهاب البشبيشى وسامح محجوب" اللذان مثلا مصر من قبل في تونس وأبى ظبي . وشهد المؤتمر حضور مكثف للفنانين أمثال سامح الصريطى وميسرة ومنال سلامة وشيرين وسلوى محمد على والفنان اليمنى نبيل حزام والفنانة العراقية نسرين عبد الوهاب وحشد هائل من المسرحيين والمهتمين بالتراث والفنون الشعبية . جزء كبير من نجاح فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية يعود إلى المنظمين الذين ينتمي معظمهم لكتيبة الإبداع وكما يشير الشاعر"حسين القاصد" أن هناك حرص على تنوع الأصوات الإبداعية في العالم العربي لتشارك بغداد في نهوضها الفكري و الثقافي الجديد ، رغم ذلك لم يخلو مؤتمر الشعر من انتقادات بسبب الحضور الهزيل للمرأة العربية ، إلا أن "عارف السعدي " أحد أعضاء التنظيم أكد أن المهرجان وجه الدعوة لعشرات من المبدعات العربيات في مختلف الفنون إلا أن كثيرات تخوفن من الظروف الأمنية التي يبالغ الإعلام فى تصويرها ، وقد مثلت مصر الشاعرة ناهد السيد الحاصلة على جائزة هيئة قصور الثقافة فى الشعر عن ديوانها "بدل فاقد "ومن البحرين "نهى حسن "ومن وبغداد" أفياء ألأسدي وصابرين كاظم "ومن لبنان "فيوليت أبو جلد "و مثلت المغرب الشاعرة " نجاه ياسين " وفى حفل الختام المهيب الذي أقيم في المسرح الوطني ببغداد ، قدمت فرقة البصرة بمساعدة فرق أخرى مقطوعات فنية تجسد التراث العراقي من الفنون الشعبية والصوفية والأغاني الشهيرة لناظم الغزالي، وأعادت الفرق الجديدة توزيع معظم أغان التراث العراقي مع رسالة سلام إلى العالم . وكان وزير الثقافة المصري "صابر عرب " قد حضر حفل افتتاح العراق عاصمة ثقافية للعرب ووجه الدعوة لوزير الثقافة العراقي :سعدون الدليمي لزيارة القاهرة وبدء مرحلة جديدة من التنسيق والتبادل الثقافي بين نهر النيل وأرض الرافدين ، ومن المحتمل أن يتم إطلاق جائزة عراقية كبيرة في مجالات الأدب والترجمة والفنون خلال المرحلة المقبلة .