يقدم الفنان عصام النوري في معرضه الذي افتتح مؤخراً في المركز الثقافي الروسي بدمشق مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي التقطت بكاميرات عادية وبشكل عفوي دون اللجوء إلى التقنية الفيزيائية أوالاستعانة بالموشورات. واعتمد الفنان فيما عرض على تكوين اللوحة التي تمزج الأصالة بالمعاصرة من خلال تنويعات تغوص في التاريخ وتواكب الحاضر معطياً كل لوحة معنى ما غالباً ما يحمل دلالات اجتماعية فتنطلق بعض اللوحات من أخلاق الإنسان العربي كالأبواب المفتوحة التي تدل على الكرم ومحبة الضيف. ويظهر النوري في لوحاته عشقه لمدينة دمشق حيث جعل من تفاصيل المدينة في الكثير من اللوحات الجزء الأكثر حضوراً والأكثر دلالة على ارتباط الصورة بالمكان فتبدو دمشق بالنسبة للفنان أيقونة وكتلة فنية يحاول الإحاطة بها وإعطاء المباني والأحياء والأسواق الدمشقية إضافات فنية بعدسته. وتحمل اللوحات بعداً سياحياً واضحاً من خلال عرض الأماكن السياحية باسلوب جمالي وحضاري والتركيز على التراث والتفاصيل التي تحمل عبق الحضارة بأسلوب فني مميز حاول فيه الفنان خلق تصور جديد للمكان وإضافة لمسة فنية على التفاصيل التي تناولها مئات الفنانين والمصورين سابقاً. ويقول الفنان النوري عن أعماله.. إن اللوحات تحمل في داخلها بساطة من خلال أسلوب التقاطها وعدم الاعتماد على الكاميرات ذات التقنيات العالية ولا على المعالجة التقنية للصورة وبالتالي فهي صور عفوية. وأضاف .. أن العين تبحث عن الجمال في المكان والإنسان والكاميرا تساعد على رصد هذا الجمال بغية تخليد القيمة الجمالية والتراثية وصولاً إلى تخليد المكان والزمان أيضاً. ورأى الفنان عبد الرحمن مهنا أن الكثير من الصور الضوئية في المعرض ملتقطة بدمشق فهي تنتهج التسجيل الوثائقي للقطة الفنية فتعطي إحساساً خاصاً في التكوين المرئي المعتمد على عدسة الكاميرا. ويضيف مهنا.. لا يخفي الفنان النوري أحاسيسه ورؤيته من خلال هذه العدسة حيث يعتمد على اختيار اللقطة القريبة من إحساسه مستخدماً خبرته في تثبيت لحظة الحدث الواقعي أو المشهد الذي تصوره وجل موضوعاته هي عن الطبيعة ودمشق القديمة والعمارة التي يرتئي فيها الفنان جماليات خاصة تمتعه. وذكر مهنا .. لا أدري لماذا أغفل الفنان عصام العنصر الإنساني في لقطاته الضوئية فيكاد المعرض يخلو من الكائن البشري باستثناء صورة واحدة منوهاً بلوحات الأبيض والأسود المميزة والتي تنم عن خبرة ومعرفة لدى الفنان في تشكيل لوحته الضوئية والتركيز على التكوين في المشهد الواقعي الذي يصوره. وقال الفنان محمد جلال.. إن الإبداع في المعرض تجلى غالباً باللوحات الملتقطة بالأبيض والأسود والإضافات الإبداعية واضحة تماماً ولاسيما أن الكاميرا التي التقطت هذه الصور بسيطة جداً و اللوحات ذاتها تشير إلى أن الإبداع من صنع الفنان ذاته كما أن هناك تفاوتا ببقية اللوحات فبعضها يرتفع مستوى الإبداع فيها وبعضها الآخر يصل إلى المستوى العادي. المصدر : سانا