الموديل في اللوحة المرفقة هي (بهية هانم) جدة والدتي رحمها الله.. كانت في شبابها من هوانم مجتمع الإسكندرية في مطلع القرن العشرين، كانت متفتحة الفكر متحررة في تصرفاتها، ولا نسي أنها كانت أول من أهداني علبة الوان أكواريل ماركة نيوتن ، وكان عمري آنذاك حوالي است سنوات. كانت تقيم في كهولتها عند ابنتها ( جدتي) فرسمتها وهي جالسة علي كنبة وبجوارها طقطوقة السجائر، لقد كانت تداوم التدخين حتي آخر يوم في حياتها، ونظرا لضعف بصرها في ايامها الاخيرة كادت أن تحرق نفسها عندما وضعت السيجارة مشتعلة علي الكنبة معتقدة أنها وضعتها في الطقطوقة، ولكن ربنا ستر وأمكن السيطرة علي الموقف، ولكنها رغم كل ذلك لم تقلع عن التدخين بتاتا. اللوحة منفذة بألوان الجواش مقاسها 35 في 29 سم ، انتاج عام 1960 وقد اخترت مساحة مربع محذوف منه مثلث من أحد اركانه، كما يتضح من الصورة المرفقة، وكان ذلك مقصودا حتي انقل مركز الثقل الهندسي من مكانه في وسط المربع الي مكان آخر يميل يسارا والي اسفل قليلا ليساعدني ذلك في ابراز جلستها المائلة وهي تغالب النعاس فتميل براسها وذراعها متكأه علي مسند الكنبة . فكرة تصوير اللوحات في مساحات تخرج عن نطاق المربع والمستطيل ، واستخدام الكادر لخدمة موضوع اللوحة، خطرت لي بعد اطلاعي علي مقال عن كيف استعان أحد مخرجي الافلام السنيمائية الكادر في التأثير علي المشاهدين ، فكان يضيق الكادر اذا اراد تصوير حارة ضيقة، ويوسع الكادر اذا انطلق بالمشهد الي الحقول الرحبة المتسعة، عجبتني الفكرة واقتبستها في عديد من لوحاتي في حقبة الستينيات، وسأحرص علي عرض بعضها في رسائلي التالية